البوابة نيوز:
2025-05-21@17:06:14 GMT

المقاطعة وهزيمة التجار

تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الكل يشكو من ارتفاع الأسعار سواء كان ميسورا أو مستورا أو معدما، موجات متلاحقة من الغلاء نجحت بجدارة في القضاء على ما كنا نعرفهم بإسم الطبقة الوسطى، ومع انهيار تلك الطبقة ودخولها إلى منطقة الشرائح العليا من الطبقة الدنيا، يصبح المجتمع في خطر حقيقي وذلك لأن الطبقة الوسطى على مدار التاريخ هي صمام أمان المجتمعات، هي الحالمة بالستر والصعود إلى أعلى وأن تحقيق هذا الحلم لن يكون إلا باستقرار المجتمع، فتدافع الطبقة الوسطى على الاستقرار بكل ما أوتيت من قوة، وهذا الدفاع ينعكس بالإيجاب على الدولة والنظام لتتفرغ إلى تنفيذ مشروعاتها الكبرى وهي مطمئنة.

جاءت مؤخرا موجات الأسعار المتلاحقة وارتبكت الخريطة الاجتماعية وصار من الصعب التوازن بين الدخل الشهري والنفقات المطلوبة، الدولة المصرية رسمت عدة خرائط للحماية الاجتماعية وعلى رأسها معاش تكافل وكرامة وكذلك الحفاظ على دعم رغيف الخبز وغيرها من البرامج ورصدت لذلك ميزانيات كبيرة، ولكن هل أوقفت تلك البرامج مسلسل إنهيار الطبقة الوسطى، في تقديري الإجابة لا.

قلت أن الطبقة الوسطى تحاول دائما أن تبدع كي تحافظ على مكانتها مثل رمانة الميزان وجاءت الفرصة مع حرب غزة عندما أعلن المصريون مقاطعة السلع الداعمة لإسرائيل ونجحت التجربة وكانت مقاطعة موجعة حتى أن بعض الكيانات الإقتصادية ضاعفت نفقات دعايتها واعلاناتها لتتجاوز ذلك المطب، وهنا تناثرت الأفكار حول إمكانية استخدام نفس الأداة وهي المقاطعة لمواجهة مافيا الاحتكار وجشع التجار في مصر الذين تلاعبوا في السكر والأرز والزيت وغيرها من السلع، جاء اختيار المصريين للأسماك الذي التهبت أسعاره ليكون التجربة الأولى في المقاطعة خاصة وأن السمك سلعة يمكن الاستغناء عنها لفترة من الزمن وكذلك لكونها سلعة تحتاج إلى البيع الفوري كطازج، الرصد الواسع على صفحات التواصل يقول أن فكرة مقاطعة الأسماك انطلقت من بورسعيد ولحقتها دمياط ثم الإسكندرية وهناك محاولات في الإسماعيلية، حتى الآن لا نعرف على وجه الدقة هل نجحت الحملة أم لا .. ولكننا نعرف أنها تمضي في طريقها إلى الأمام خاصة وانها لم تجد معارضة من الحكومة ربما التزاما بما سبق وصرح به رئيس الجمهورية في رده على الغلاء بقوله "السلعة اللي يرتفع سعرها ما تشتريهاش "

هنا نحن أمام فكرة مكتملة لحصار الاحتكار وحيتان التجار الذين قدموا صورة سيئة للسوق المصري، وفي ظني أن المقاطعة الشعبية المنظمة والمنتظمة هي القادرة على إصلاح الخلل الواضح في الأسعار شرط أن يرافقها نشاط مكثف من الأجهزة الرقابية وتفعيل القوانين التي ترفض الاحتكار.

اختيار الأسماك في تجربة المقاطعة هو إختيار موفق لأن مصر وحسب ما كتبه الخبير الاقتصادي دكتور أحمد حسني ياقوت "تمتلك واجهة بحرية على المتوسط بطول 909 كيلو متر وواجهة بحرية على البحر الأحمر بطول 1379 كيلو متر، هذا إلى 14 بحيرة ما بين عذبة ومالحة تقدر مساحتها 13 مليون فدان وكذلك نهر هو الأكبر على مستوى العالم هو نهر النيل بخلاف المزارع السمكية التي يمتلكها أفراد مع شركات ملك الدولة" ويتعجب ياقوت أننا نستورد اسماكا مجمدة مع أنه من المفترض أن تكتفى مصر ذاتيا وتصدر اسماك للعالم وأن تكون الأسماك فيها ارخص طعام للمصريين"

هذه المعادلة الصعبة بين الشواطئ والأسماك وصيدها والتجارة بها ووصولها إلى المستهلك بسعر مناسب تحتاج بالفعل إلى الانتباه، وسوف يساعدنا في ترتيب هذه المعادلة أن مصر مازالت تمتلك شبكة واسعة من سلاسل المنافذ التجارية الحكومية كان يراها الدكتور احمد جويلي وزير التموين الأسبق منافذ للأمن القومي وليس الأمن الغذائي فقط، يضاف إليهم سلاسل الداخلية والقوات المسلحة وبذلك نحن قادرون بالفعل على وصول السلعة إلى المستهلك بالسعر العادل.

هنا قد تعود الطبقة الوسطى لمكانها وللقيام بدورها كصمام أمان للمجتمع مانع للصدمات، وهاهي فكرة مقاطعة الأسماك قد نزلت إلى الشارع هل يتلقفها عقل رشيد في الحكومة لتطويرها؟

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ارتفاع الأسعار التجار الطبقة الوسطى

إقرأ أيضاً:

موسم مطري ضعيف وتراجع لافت في نسب الهطول حتى أيار

صراحة نيوز ـ أكد مدير إدارة الأرصاد الجوية، رائد رافد آل خطاب، أن الموسم المطري الحالي 2024/2025 يُعد من أضعف المواسم على المستوى الوطني، مع اقتراب نهايته واستمرار تسجيل نسب هطول دون المعدلات المناخية العامة في معظم مناطق المملكة.

وأوضح آل خطاب أن نسب الإنجاز من المعدل الموسمي العام تراوحت بين 15% و79%، ما يعكس تفاوتاً كبيراً في كميات الأمطار المسجلة، ويشير إلى واقع مناخي مقلق، خاصة على صعيدي المياه والزراعة.

وسجّلت منطقة الأغوار الجنوبية أفضل أداء مطري هذا الموسم بنسبة وصلت إلى 79% من معدلها السنوي، فيما كانت مدينة العقبة الأقل هطولاً بمعدل لم يتجاوز 15%. أما أعلى كمية مطرية فقد سجلتها محطة رأس منيف، بواقع 303.3 ملم، وهو ما يشكّل 52% من معدلها السنوي.

تفاصيل الهطول حتى 18 أيار 2025:

الشمالية: 187.5 ملم (54%)

الوسطى الغربية: 193.5 ملم (54%)

الوسطى الشرقية: 78.9 ملم (36%)

الشرقية: 49.5 ملم (47%)

الأغوار الشمالية: 163.9 ملم (53%)

الأغوار الوسطى: 188.8 ملم (31%)

الأغوار الجنوبية: 57.7 ملم (79%)

الجنوبية الغربية: 108.1 ملم (54%)

الجنوبية الشرقية: 33.2 ملم (40%)

العقبة (مطار الملك حسين): 3.4 ملم (15%)

وأشار آل خطاب إلى أن التراجع في كميات الأمطار سينعكس بشكل مباشر على الواقع المائي والزراعي، داعياً إلى ضرورة ترشيد استهلاك المياه وتعزيز الوعي المجتمعي بسبل التعامل مع تبعات الموسم الضعيف.

وأوضح أن الرسم البياني المرفق من قبل الدائرة يوضح هذا الأداء المطري مقارنة بالمعدلات المناخية العامة حتى 18 أيار الجاري.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي: تم إعادة تأهيل بحيرة المنزلة لزيادة إنتاجيتها.. ونحتاج إلى أساليب علمية في صيد الأسماك
  • الرئيس السيسي: نحتاج إلى أساليب علمية لصيد الأسماك مع الحفاظ على النظام البيئي بالبحيرات
  • طقس العراق.. تساقط للأمطار وارتفاع في درجات الحرارة
  • الهند تخوض حربًا ضد تركيا عبر المقاطعة
  • لن تنهض عدن إلا بنهضة موانئها!
  • المنصات تحتفي بفوز برشلونة بالثلاثية المحلية وهزيمة الريال 4 مرات
  • الهند تقاطع المنتجات التركية
  • موسم مطري ضعيف وتراجع لافت في نسب الهطول حتى أيار
  • وفرة في كميات الأسماك بالأسواق مع استمرار انخفاض الأسعار
  • عدن: أسعار الأسماك تقفز إلى أرقام قياسية والمواطنون يصرخون!