سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صيني
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
بعد الإعلان عن سحب القوات الأميركية من النيجر قبل أيام، أعلنت واشنطن عزمها سحب قواتها من تشاد. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الجنرال باتريك رايدر إن عددا من القوات الأميركية في تشاد سيعيد التمركز خارج البلاد، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيكون "خطوة مؤقتة".
وأرسلت الولايات المتحدة، الخميس، وفدا إلى النيجر لبدء محادثات مباشرة مع المسؤولين في نيامي بشأن سحب أكثر من ألف جندي أميركي من الدولة التي يحكمها الجيش.
وكان يوجد ما يزيد قليلا عن 1000 جندي أميركي في النيجر حتى العام الماضي. ويدرب أفراد من الجيش الأميركي القوات المحلية على قتال الجماعات المسلحة.
ووصف تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز سحب القوات الأميركية من تشاد بـ"ثاني ضربة كبيرة خلال أسبوع للأمن الأميركي، وسياسية مكافحة الإرهاب في منطقة مضطربة بغرب ووسط أفريقيا".
ويضطر البنتاغون إلى سحب القوات الأميركية استجابة لمطالب حكومات أفريقية، ويعيد التفاوض على القواعد والشروط التي يمكن أن يعمل بموجبها الأفراد العسكريون الأميركيون.
ويؤكد محللون للصحيفة إن كلا من تشاد والنيجر "يريدان شروطا تخدم مصالحهما بشكل أفضل"، فيما تشير المعلومات إلى أن الخروج من النيجر للقوات الأميركية سيكون دائما، بينما تأمل واشنطن أن يكون الخروج من تشاد مؤقتا.
وتأتي المطالبات من هذه الدول إضافة إلى مالي وبوركينا فاسو بعد سنوات من التعاون مع الولايات المتحدة، في الوقت الذي تتقارب فيه مع روسيا، وتنشيء علاقات أمنية أوثق مع موسكو بحسب الصحيفة.
ويستخدم الكرملين سياسات الترغيب والترهيب لتحقيق أهدافه في أفريقيا، وكانت واشنطن قد حذرت الرئيس التشادي العام الماضي من أن مرتزقة روس يخططون لقتله، وأن موسكو تدعم المتمردين التشاديين الذين يتحشدون في جمهورية أفريقيا الوسطى، وفي الوقت ذاته كانت موسكو تتقرب مع بعض أفراد النخبة الحاكمة في تشاد، بما في ذلك وزراء والأخ غير الشقيق للرئيس.
وكانت كلا من تشاد والنيجر جزءا هاما ضمن جهود التعاون في مواجهة التنظيمات الإرهابية في أفريقيا، لكن المجلس العسكري الحاكم في النجير أنهى اتفاقا يسمح للقوات الأميركية بالعمل فيها، ودفعت تشاد برسالة لسحب القوات الأميركية منها.
ووفق تقرير لوكالة أسوشيتد برس سمحت اتفاقيات هامة مع النيجر وتشاد بوضع قوات أميركية فيها، ما شكل دورا حاسما في عمليات مكافحة الإرهاب، ودعمت تدريب الشركاء العسكريين.
وتثير هذه الانسحابات الأميركية من دول أفريقيا المخاوف من خسارة نفوذ الولايات المتحدة في القارة لصالح روسيا والصين بحسب الوكالة، خاصة وأنه في الوقت الذي أعلن عن سحب القوات الأميركية من النيجر، أعلن وصول مدربين عسكريين روسيين للدولة ذاتها.
وتوجد في النيجر قاعدة جوية أميركية رئيسية في مدينة أغاديز التي تبعد أكثر من 900 كلم عن العاصمة، وتستخدم لإطلاق طائرات مسيرة وغير مسيرة في عمليات مراقبة في المنطقة، والتي استثمرت فيها واشنطن ملايين الدولارات.
ولم يسبق أن جرى أي تغيير على مستوى القوات أو قاعدة الطائرات المسيرة الأميركية في النيجر التي تمثل محورا أساسيا في الاستراتيجيتين الأميركية والفرنسية لمحاربة المتطرفين في غرب إفريقيا بحسب فرانس برس.
ومن المقرر أن تجتمع السفيرة الأميركية لدى النيجر كاثلين فيتزغيبون والجنرال كين إيكمان، الضابط الرفيع في القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا، مع ممثلي الحكومة النيجرية "لبدء مناقشات حول انسحاب منظم ومسؤول للقوات الأميركية من النيجر"، وفق ما ذكرت الخارجية الأميركية الأربعاء.
وقال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر إن مسؤولين آخرين في البنتاغون سيعقدون اجتماعات متابعة في نيامي الأسبوع المقبل، كما سيزور نائب وزير الخارجية كيرت كامبل النيجر "في الأشهر المقبلة لمناقشة التعاون المستمر في المجالات ذات الاهتمام المشترك".
وأضاف أن الولايات المتحدة فخورة بالتعاون الأمني و"التضحيات المشتركة" بين القوات الأميركية والنيجرية التي ساهمت في استقرار المنطقة.
ولفت ميلر إلى أنه منذ أن بدأت المناقشات العام الماضي مع "اللجنة الوطنية لحماية أرض الوطن" النيجرية الحاكمة، "لم نتمكن من التوصل إلى تفاهم".
وأكد مسؤولون أميركيون هذا الأسبوع أنه حتى الآن لم تحدث تغييرات في مستويات القوات في النيجر التي تعد أساسية في الاستراتيجيتين الأميركية والفرنسية لمحاربة الجهاديين في غرب إفريقيا.
وقال مسؤول أميركي طالبا عدم نشر اسمه لوكالة رويترز إن عشرات من جنود القوات الخاصة ممن يتواجدون في تشاد بصفتهم مخططين ومستشارين سينتقلون إلى ألمانيا في الوقت الراهن.
والرئيس المؤقت محمد إدريس ديبي مرشح في الانتخابات المقررة الشهر المقبل، مما يجعل تشاد أول دولة تنظم انتخابات بين الدول التي تحكمها مجالس عسكرية في غرب ووسط أفريقيا. وأبدت جماعات المعارضة مخاوف بشأن مصداقة هذه الانتخابات.
وحتى الآن، فإن الدولة الشاسعة الواقعة في وسط إفريقيا شريك رئيسي للجيوش الغربية والإقليمية في معركة مشتركة ضد عنف المتشددين في منطقة غرب إفريقيا المجاورة.
وفي رسالة مؤرخة في الرابع من أبريل وموجهة إلى وزير القوات المسلحة في تشاد، قال رئيس أركان سلاح الجو إدريس أمين أحمد إنه أبلغ الملحق الدفاعي الأميركي بأن يوقف الأنشطة الأميركية في قاعدة أدجي كوسي الجوية بعد أن تخلف "الأميركيون" عن تقديم وثائق لتبرير وجودهم هناك.
وأصبحت تشاد أكثر أهمية في الاستراتيجية الأمنية الغربية في المنطقة منذ أن طردت النيجر المجاورة القوات الفرنسية بعد أن استولى مجلس عسكري على السلطة في انقلاب العام الماضي، في أعقاب تحركات مماثلة من قبل عسكريين في مالي وبوركينا فاسو.
وأثارت ثمانية انقلابات في غرب ووسط أفريقيا على مدى أربع سنوات، بما في ذلك في بوركينا فاسو ومالي والنيجر، المخاوف بشأن تراجع الديمقراطية في المنطقة.
ولم يتضح من هم الشركاء الإقليميون الذين قد تلجأ الولايات المتحدة إليهم بعد سحب قواتها من النيجر.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: القوات الأمیرکیة من النیجر سحب القوات الأمیرکیة من الولایات المتحدة العام الماضی الأمیرکیة فی إلى النیجر فی النیجر فی الوقت من تشاد فی تشاد فی غرب
إقرأ أيضاً:
وزارة الدفاع توقع خطاب نوايا مع الولايات المتحدة
وقعت وزارة الدفاع خطاب نوايا مع الولايات المتحدة أبوظبي، في أثناء مراسم رسمية أقيمت في مقر وزارة الدفاع بأبوظبي، وقع معالي محمد بن مبارك المزروعي، وزير الدولة لشؤون الدفاع بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومعالي بيت هيغسيث، وزير الدفاع الأميركي، خطاب نوايا بشأن إقامة شراكة دفاعية كبرى بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة.
يمثل خطاب النوايا هذا التزامًا مشتركًا بتطوير خارطة طريق منظمة تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري المشترك، وتطوير القدرات، وتحقيق مواءمة طويلة الأمد في مجال الدفاع بين البلدين.
وسيتعاون الجانبان على وضع إطار مرحلي لتعزيز الجاهزية الثنائية للقوات، وزيادة القدرة على العمل المشترك، وتعميق التعاون القائم على الابتكار.
وفي إطار هذه الشراكة، أعلن وزير الدفاع الأميركي عن مبادرة استراتيجية جديدة بين وحدة الابتكار الدفاعي الأمريكية (DIU) ومجلس التوازن في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويهدف هذا التعاون إلى تعميق التعاون في مجال الابتكار الدفاعي، وتسهيل البحوث والتطوير المشترك، وتوسيع الشراكات الصناعية والاستثمارية بين المنظومتين الدفاعيتين في البلدين.
أخبار ذات صلةوبالإضافة إلى ذلك، تم الترحيب رسميًا بانضمام دولة الإمارات إلى برنامج الشراكة بين الحرس الوطني الأميركي (SPP)، وذلك من خلال شراكة مع الحرس الوطني لولاية تكساس.
وستُسهم هذه الشراكة في تعزيز جهود التحديث العسكري، وتعزيز التعاون في مجالات الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل، والأمن السيبراني، والاستجابة للكوارث، والتخطيط العملياتي.
ويعكس تصنيف دولة الإمارات كشريك دفاع رئيسي للولايات المتحدة علاقة امتدت لعقود، وتستند إلى الثقة المتبادلة، والأهداف المشتركة، والالتزام المشترك بالأمن الإقليمي والعالمي.
كما يستند هذا التصنيف إلى سجل طويل من التعاون بين البلدين في مواجهة التهديدات، واستقرار مناطق النزاع، وتعزيز أمن وازدهار منطقة الشرق الأوسط.
المصدر: الاتحاد - أبوظبي