سول " وكالات ": قال الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونج، اليوم الأربعاء، إنه يدرس تقديم اعتذار محتمل لكوريا الشمالية للاشتباه في أن سلفه المحافظ المخلوع سعى عمدا إلى إثارة توترات عسكرية بين الخصمين اللذين قسمتهما الحرب، في إطار التحضيرات لإعلانه الأحكام العرفية في ديسمبر من عام 2024 وفي حديثه للصحفيين بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للمحاولة الفاشلة لسلفه يون سوك يول الاستيلاء على سلطة البلاد، أكد لي - الليبرالي الذي فاز في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي أجريت بعد إقالة يون من منصبه في شهر أبريل - على رغبته في إصلاح العلاقات مع كوريا الشمالية.

ولكن بسؤاله عن احتجاز كوريا الشمالية لعدة مواطنين كوريين جنوبيين لأعوام، قال إنه لم يكن على علم بهذه القضية، وهو ما أثار انتقادات من جانب أقاربهم الذين يطالبون بعودتهم سالمين.

وفي السياق، قال الرئيس الكوري الجنوبي اليوم إنه وجد أن من "الممتع والمسلي" التحدث مع دونالد ترامب خلال أحدث الاجتماعات، ولا يزال يأمل في أن يتمكن الرئيس الأمريكي من إقناع كوريا الشمالية باستئناف الحوار.

ومنذ أن تولى لي منصبه في يونيو، عقد اجتماعين مع ترامب ووضع اللمسات النهائية على اتفاق تجاري يتضمن حزمة استثمارات أمريكية بقيمة 350 مليار دولار بعد أشهر من المفاوضات.

وقام لي بمحاولات للتقرب من ترامب في محاولة لإدارة العلاقة المحفوفة بالمخاطر مع الحليف الرئيسي لسول، إذ أشاد بترامب لدوره "كصانع للسلام" فيما يتعلق بكوريا الشمالية وقدم له نسخة طبق الأصل من تاج ذهبي في رحلة إلى كوريا الجنوبية.

وقال لي في مؤتمر صحفي مع وسائل الإعلام الأجنبية بمناسبة الذكرى السنوية لأزمة الأحكام العرفية "وجدت محادثاتي مع الرئيس ترامب ممتعة ومسلية للغاية. ربما شعرت ببعض التقارب".

ووصف لي ترامب بأنه "واقعي وعملي وسيد عقد الصفقات ويحترم نظراءه".

وظل الرئيس الكوري الجنوبي يأمل في أن يتمكن ترامب من إغراء زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون باستئناف الحوار، قائلا إن بيونج يانج فيما يبدو تأخذ واشنطن على محمل الجد أكثر من سول للحفاظ على نظامها.

ولا تزال الكوريتان في حالة حرب عمليا، ورفضت كوريا الشمالية بوادر مصالحة منذ أن تعهد لي بإعادة التواصل مع بيونجيانج وفي الشأن الداخلي، قال لي جيه-ميونج رئيس كوريا الجنوبية اليوم الأربعاء إن لا يزال هناك عمل يتعين القيام به لمعالجة تداعيات محاولة فاشلة لفرض الأحكام العرفية قادها سلفه قبل عام وإن على البلاد التأكد من تقديم الجناة إلى العدالة.

وأضاف لي في خطاب بمناسبة الذكرى الأولى لمحاولة فرض الأحكام العرفية التي هزت البلاد أن تلك المحاولة التي قام بها الرئيس السابق يون سوك يول هددت بإصابة البلاد بانتكاسة لا يمكن إصلاحها، لكن الشعب تصدى للأمر وأوقف الجيش.

وقال "تهور من حاولوا تدمير النظام الدستوري وحتى التخطيط لحرب من أجل تحقيق طموحاتهم الشخصية يجب ألا يمر دون محاسبة".

وأدى إعلان يون فرض الأحكام العرفية إلى دفع كوريا الجنوبية، التي كانت تشكل نموذجا في الديمقراطية، صوب اضطرابات سياسية استمرت على مدى أشهر في وقت حرج أدى فيه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على شركاء التجارة العالميين إلى زعزعة استقرار هذا البلد الآسيوي الذي يعتمد اقتصاده بشكل كبير على التصدير.

وقال لي إن جهود إصلاح البلاد بعد أزمة الأحكام العرفية هي مهمة عصيبة ومؤلمة وستستغرق وقتا.

وأضاف "لكن كما هو الحال مع علاج السرطان عن طريق إزالة الخلايا السرطانية التي ترسخت في أعماق الجسم، لا يمكن إكمال هذه العملية بسهولة".

وقال لي إنه سيقترح إعلان الثالث من ديسمبر من كل عام اجازة وطنية للاحتفال بدور الشعب في التصدي لمحاولة فرض الأحكام العرفية، وأضاف أنه يعتقد أن شعب بلاده يستحق الحصول على جائزة نوبل للسلام.

وفي سياق آخر، بعد ستة أشهر من توليه منصب رئيس كوريا الجنوبية، طرح لي جاي ميونج مراجعة للتدريبات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة لتعزيز الحوار مع بيونج يانج، بينما أثنى على موافقة واشنطن على بناء سول غواصات تعمل بالطاقة النووية ووصف الأمر بأحد أهم إنجازاته.

لطالما أرادت كوريا الجنوبية الانضمام إلى مجموعة صغيرة من الدول التي تبني وتشغل الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، ليكون ذلك في جزء منه رادعا لجارتها المسلحة نوويا إلى الشمال. ووقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أكتوبر الخطة، واقترح لاحقا أن يتم بناء أصول الجيش المرغوبة بشدة في أمريكا، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء. وقال رئيس كوريا الجنوبية اليوم الأربعاء، إنه سيكون "صعبا للغاية" بناء الغواصات في حوض سفن فلادلفيا مثلما اقترح ترامب بسبب القدرة الاستيعابية المحدودة للولايات المتحدة سرعة الانتاج البطيئة، مقابل ما وصفه بـ"كفاءة (كوريا الجنوبية) في بناء السفن من الطراز العالمي".

وقال في مؤتمر صحفي في سول في الذكرى السنوية الأولى للمحاولة الفاشلة لسلفه يون سول يول إعلان الأحكام العرفية في البلاد إن بناء الغواصات محليا "سوف يكون الأكثر جدوى اقتصاديا والأسرع والأفضل من المنظور الاقتصادي والعسكري والأمني".

وفي سياق آخر، قال الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونج اليوم إن بلاده يمكن أن تلعب دورا وسيطا، حيثما أمكن، لتخفيف التوترات المتصاعدة بين الصين واليابان، مشددا على أن الانحياز لطرف على حساب الآخر سيؤدي فقط إلى تصعيد النزاع.

وجاءت تصريحات لي خلال مؤتمر صحفي مع وسائل إعلام أجنبية، عندما سئل عما إذا كانت كوريا الجنوبية مستعدة للتعبير عن دعمها لليابان في ظل التوترات الناتجة عن تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي حول تايوان، بحسب وكالة يونهاب للأنباء.

وقال لي: "الانحياز لطرف سيزيد النزاع فقط. وينطبق ذلك على العلاقات الشخصية والدولية على حد سواء. ومن الأفضل بدلا من الانحياز البحث عن طرق للتعايش".

وأضاف: "حيثما أمكن، من المرغوب فيه تقليل الصراع والقيام بدور الوسيط والتنسيق".

وتوترت العلاقات بين بكين وطوكيو بشكل كبير بعد أن أشارت تاكايتشي إلى أن أي هجوم عسكري على تايوان قد يدفع قوات الدفاع الذاتي اليابانية للرد، واصفة ذلك بأنه "وضع يهدد بقاء اليابان".

وردت الصين على ذلك بنصح مواطنيها بعدم السفر إلى اليابان وتعليق قرارها الأخير باستئناف استيراد المأكولات البحرية من الدولة المجاورة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الرئیس الکوری الجنوبی رئیس کوریا الجنوبیة فرض الأحکام العرفیة کوریا الشمالیة وقال لی قال لی

إقرأ أيضاً:

كوريا الجنوبية تحاكم الأم المقدسة بتهمة الفساد

بدأت اليوم الاثنين في كوريا الجنوبية محاكمة زعيمة "كنيسة التوحيد" هان هاك جا والملقبة باسم "الأم المقدسة" والبالغة من العمر 82 عاما بتهمة تقديم رشى للسيدة الأولى السابقة.

وأحدث اعتقال هان هاك جا، زعيمة هذه الحركة الدينية التي تسيطر على إمبراطورية تجارية، في سبتمبر/أيلول الماضي صدمة في أوساط أتباعها المعروفين باسم الـ"مونيز" الذين يصل عددهم إلى 10 ملايين شخص حول العالم وفق ادعاءاتها.

كما تواجه هان أيضا تهمة دفع أموال لنائب في البرلمان مرتبط بالرئيس المعزول يون سوك يول .

ووفقا لما ذكرته وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية، نفى فريق الدفاع عن هان أن تكون موكلته قد قدمت رشى للسيدة الأولى السابقة كيم كيون هي أو للنائب المذكور، مشددا على أن مسؤولا سابقا في الكنيسة رتب إرسال الهدايا بشكل مستقل ومن دون علمها، وفق ما ذكرت الوكالة.

لكن الادعاء رفض هذ العذر، واصفا جريمة هان المزعومة بأنها "فظيعة إلى أقصى الحدود"، مضيفا أن أعضاء الكنيسة تبرعوا لها رغم ضائقتهم المالية، لتستخدم الأموال في "دفع كفالات وعلاقات سياسية غير مشروعة".

ويعتقد الادعاء أنها وجهت أكثر من ألفي عضو في الحركة للانضمام إلى حزب "قوة الشعب" الذي يتزعمه الرئيس المعزول يون قبل انعقاد مؤتمر الحزب للتأثير على نتائجه.

ويتوجب على هان أن تبرر إهداء سلع فاخرة تقدر قيمتها بنحو 82 مليون وون (56 ألف دولار) لكيم كيون هي، زوجة يون الموقوفة هي الأخرى بتهم الرشوة والتلاعب بسوق الأسهم.

وستبدأ محاكمة منفصلة في التاسع من ديسمبر/كانون الأول تواجه فيها هان اتهامات بانتهاك قانون الأحزاب السياسية.

وأُفرج عن هان لفترة وجيزة في نوفمبر/تشرين الأول الماضي لإجراء جراحة في العين، لكنها عادت إلى الحبس الاحتياطي، وما زالت تسعى للإفراج عنها بكفالة.

وقالت كنيسة التوحيد في بيان لها "لقد أوضحنا للمحكمة أن التهم الموجهة إلى هان تختلف عن الحقائق، وشرحنا بالتفصيل الصعوبات الصحية التي تواجهها بسبب سنها وظروفها الصحية". وأضافت أن "العلاج المناسب والتعافي ضروريان لكشف الحقيقة".

القس مون سون ميونغ مؤسس كنيسة التوحيد (يسار) وزوجته هان أثناء حضورهما حفلا في كوريا الجنوبية قبل 13 عاما (غيتي)إرث الزوج

وتولت هان قيادة "كنيسة التوحيد" بعد وفاة زوجها مون سون ميونغ الذي أسس الحركة عام 1954 وادعى أنه يمثل المجيء الثاني للمسيح.

واكتسبت هذه الحركة شهرة عالمية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي خصوصا، بسبب حفلات الزفاف الجماعية التي كانت تنظمها.

وعلى مر العقود، كونت الحركة إمبراطورية تجارية شملت قطاعات عقارية وغذائية وتعليمية وإعلامية، بما في ذلك ملكية صحيفة "واشنطن تايمز" و"جامعة سون مون"، لكنها خضعت لتدقيق متكرر بشأن كيفية حصولها على التبرعات من أتباعها وصلاتها بالسياسيين.

إعلان

واتخذت اليابان هذا العام إجراءات قانونية لحل الفرع الياباني لـ"كنيسة التوحيد"، لاعتقادها أن الشاب الذي قتل رئيس الوزراء السابق شينزو آبي استهدفه بدافع كرهه لهذه الحركة بعد أن تبرعت والدته بأموال طائلة لها.

مقالات مشابهة

  • رئيس كوريا الجنوبية: أشعر بوجوب الاعتذار لجارتنا كوريا الشمالية
  • رئيس كوريا الجنوبية: سيول قد تحتاج للاعتذار لكوريا الشمالية على أحداث العام الماضي
  • رئيس كوريا الجنوبية يتحدث عن تقديم اعتذار لكوريا الشمالية
  • بعد أوامر سرية.. رئيس كوريا الجنوبية بصدد تقديم اعتذار لكيم
  • لن نتخذ جانبًا بين اليابان والصين.. رئيس كوريا الجنوبية: أشعر بضرورة الاعتذار إلى كوريا الشمالية
  • هل يعتذر لبيونج يانج؟ تصريحات مفاجئة لرئيس كوريا الجنوبية
  • رئيس كوريا الجنوبية يقترح استعادة قنوات الاتصال مع جارته الشمالية
  • ارتفاع صادرات كوريا الجنوبية بنسبة 4ر8%
  • كوريا الجنوبية تحاكم الأم المقدسة بتهمة الفساد