أبناء يفتقدون أمهاتهم وأبائهم.. من واشنطن نداء تضامن مع صحفيين محتجزين
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
جمعتهم قضية واحدة، هي التأكيد مرة أخرى على أن "الصحافة ليست جريمة"، زملاء وأصدقاء وعائلات تجمعوا في العاصمة واشنطن الخميس، لدعم وإبقاء الأمل حيا في إطلاق سراح صحفيين معتقلين في عدد من البلدان بتهم توصف بـ"الظالمة".
لم تعد حياة أسرة الصحفية الأميركية الروسية، آلسو كرماشيفا، كما كانت عليه من قبل. الزوج والأطفال صاروا في حالة انتظار دائمة يختلط فيها عدم اليقين بقليل من الأمل.
يقول بافيل بوتورين, زوج الصحفية آلسو كرماشيفا، في حديث لـ"موقع الحرة": "نحن الآن في وضع صعب للغاية، فأطفالي بدون والدتهم منذ عام تقريباً، منها أكثر من ستة أشهر وهي خلف القضبان بتهم يصعب عليّ وعلى أطفالي فهمها. بل حتى بالنسبة لمحققيها وقضاتها في قازان لأنهم لا يملكون خيارًا آخر سوى تنفيذ أوامر موسكو".
لم تعش آلسو كرماشيفا في روسيا منذ عام 1998، وسافرت إليها في رحلة كان من المفترض أن تكون قصيرة جدًا، لا تزيد عن أسبوعين في مايو 2023، لكنها مُنعت بعد ذلك من مغادرة روسيا.
"تم القبض عليها من قبل أجهزة الأمن الروسية، قبل 15 دقيقة حرفيًا قبل أن تستقل الطائرة التي كان من المفترض أن تستقلها عائدة إلى عائلتها. ثم تم احتجازها"، يوضح الزوج.
ومنذ أكتوبر، وهي محتجزة خلف القضبان بتهمة عدم التسجيل الذاتي بموجب قانون "العميل الأجنبي الروسي"، ثم بعد ذلك بتهمة ما تسميه روسيا "نشر معلومات كاذبة عن جيشها في أوكرانيا".
يوضح بوتورين، في حديثه لـ"موقع الحرة"، إنه "بغض النظر عن التهم الرسمية الموجهة إليها، فإننا نعلم أنها خلف القضبان فقط بسبب عملها في مؤسسه أوروبا الحرة وبسبب جنسيتها الأميركية".
Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.
آلسو كرماشيفا، واحدة من صحفيين أميركيين اثنين محتجزين حاليا خلف القضبان في روسيا، أحدهما إيفان غيرشكوفيتش من صحيفة وول ستريت جورنال.
قضية صحفية "أوروبا الحرة"، حظيت باهتمام كبير من حكومة الولايات المتحدة، وفي هذا الصدد عبر زوج كرماشيفا عن تقديره عمل وزارة الخارجية. ومع ذلك، فقد دعا إلى تصنيف حالة آلسو كرماشيفا على أنها "محتجزة ظلماً".
"نحن بحاجة إلى هذا التصنيف لكي تتمكن الولايات المتحدة من تحرير الموارد اللازمة للالتزام بتأمين إطلاق سراحها السريع والآمن في أقرب وقت ممكن"، يوضح الزوج.
"لو كان بمقدوري التحدث إلى آلسو لأخبرتها بأننا نفتقدها كثيراً"، يقول الزوج وقد بدت عليه علامات التأثر: "في الحقيقة، هذه الكلمات لا تصف تماماً الألم اليومي الذي نعيشه أنا وبناتي. كل يوم نرى ذلك الكرسي الفارغ على مائدة العشاء. لا نسمع صوتها. نفتقدها كثيراً".
ويضيف: "أود أن أخبرها أيضا بأنني أريدها أن تعرف بأننا قمنا بحملة عالمية لإطلاق سراحها، وأننا سنراها عاجلاً أم آجلاً. ستعود إلى حضن عائلتها. وعلى عكس خاطفيها، سترفع رأسها عالياً وستكون واثقة من براءتها ومن قناعاتها".
تتشارك كاتيريانا ييسيبيركو ، زوجة الصحفي فلاديزلاف ييسيبيركو، نفس ألم عائلة آلسو كرماشيفا.
تحكي الزوجة بنبرة حزينة، قائلة إنه "شيء صعب بالنسبة لطفلتنا، فهي تبلغ من العمر تسع سنوات الآن وعندما تم اعتقال والدها، كانت في السادسة من عمرها"، مضيفة أنه "كان من الصعب بالنسبة لي أن أشرح لها كيف حدث ذلك وأنها الآن من دون أب".
توضح كاتيريانا ييسيبيركو لـ"موقع الحرة"، أن هناك حمل كبير يقع على عاتقها لكي تتمكن من الاستمرار في الحياة، وكذلك لمساعدة زوجها الذي يقبع في السجن، ورعاية بنتها. " أنا سعيدة لأن لديّ أشخاص يدعمونني ويساعدونني، بما في ذلك إذاعة أوروبا الحرة، وإذاعة ليبرتي".
صحفي يسترجع تجربة السجنلا تزال تفاصيل "تجربة السجن ظلما"، عالقة في ذاكرة الصحفي الصحفي البيلاروسي، أليه هروزدزيلوفيتش، ولم ينسها بعد.
قضى هذا الصحفي المخضرم حوالي 9 أشهر وراء القضبان بتهمة المشاركة في احتجاجات عقب إعادة انتخاب ألكسندر لوكاشينكا في بيلاروسيا.
في حديث مع "موقع الحرة"، يصف الصحفي بـ"أوروبا الحرة" فترة الحبس الانفرادي بـالتجربة "الأكثر دراماتيكية في فترة السجن". "هذا النوع من الحبس الذي يتم معاقبتك به يجعلك تحس أنك في السجن بالفعل".
يحكي هروزدزيلوفيتش لـ"موقع الحرة"، أنه "وصل إلى هناك بصفتي صحفيا وبدأ رئيس المستعمرة العقابية بتهديدي عندما علم أنهم كانوا مستعدون لي منذ فترة طويلة وقال لي أن أذهب إلى "بلدك أميركا".. فأخبرته أنني مواطن بيلاروسي".
هروزدزيلوفيتش، الذي يبدو أن التفاصيل الدقيقة لتجربة السجن لم تغادر ذاكرته، قال إنه تم حبسه 20 يوما في الحبس الانفرادي، واصفا الظروف هناك بـ"مرعبة".
"لا يوجد فراش، لا يوجد الكثير من الطعام، لا توجد حتى فرصة لرؤية العالم الخارجي. أنت فقط تجلس داخل صندوق حجري"
الصحافة ليست جريمةيرى عدد من الصحفيين، الذين شاركوا في هذا الحدث، قبيل اليوم العالمي لحرية الصحافة أن التضامن والوقوف إلى جانب الصحفيين في هذه المحنة خطوة مهمة لرفع معنوياتهم وإيصال قضيتهم إلى العالم.
أحد الصحفيين قال لـ"موقع الحرة"، إن الحضور والتأكيد على حرية الصحافة هو أقل شيء يمكن للصحفي أن يقوم به وهو يرى زملاء له يقبعون داخل السجون فقط لأنهم اختاروا العمل في مجال الصحافة".
الدكتور جيفري غدمن، عضو المجلس الاستشاري للبث الدولي الرئيس التنفيذي بالوكالة لـ "شبكة الشرق الأوسط للإرسال"، يقول، في حديث لـ"موقع الحرة": "كلنا مهتمون بأي شيء يحتفي بحرية الصحافة العالمية وهذا الحدث مكرس لشيء قريب وعزيز على قلوبنا وقلوبكم وقلبي. لدينا صحفيون عظماء يقومون بعمل مهم ويخاطرون ويضحون، خاصة في المناطق التي مزقتها الحروب وفي المجتمعات الاستبدادية".
"هذا الحدث مخصص للأشخاص الذين كانوا في السجن أو الذين يقبعون في السجن ظلماً اليوم"، يرى غدمن الذي أردف قائلا إن العالم بحاجة إلى أي شيء يمكن القيام به لـ"إبقاء الأمل حياً"، وأن أي شيء يعتمد على قوة الناس الذين يهتمون بالقضية، والذين لديهم مسؤولية وفرصة للضغط والدعوة ورواية القصص.
كل حياة مهمةغدمن، خاطب الحكومات التي تضع الصحفيين في السجن، قائلا: "علينا أن نكرر مراراً وتكراراً أن الصحافة ليست جريمة. إنها مهنة نبيلة، وهي مثل مهنة الطبيب أو الممرض أو المعلم. هذه هي ماهية الصحفيين ومن هم وماذا يفعلون".
"أعتقد جازمًا أن هؤلاء الأشخاص الذين يقبعون في السجن لديهم طرق أو يجدون طرقًا لسماع رسالة من يهتمون منا. حتى أنني أعتقد أن السجانين يسمعون ويعرفون".
"السجانون يقولون في بعض الأحيان، لا أحد يهتم بك. أنت منسي. لستم مهما. في أحداث كهذه، نفعل ما بوسعنا لنقول أن كل حياة مهمة. هذه مهنة نبيلة عظيمة. نحن نقاتل من أجلهم إلى الأبد"، يختم غدمن قوله.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: أوروبا الحرة خلف القضبان موقع الحرة فی السجن
إقرأ أيضاً:
ختام أكبر مؤتمر مدني سوداني بالقاهرة منذ اندلاع الحرب
يُعد هذا المؤتمر الأكبر من نوعه منذ اندلاع الحرب، من حيث حجم المشاركة وتنوع الجهات الممثلة فيه، حيث شاركت فيه نقابة الصحفيين السودانيين، نقابات المحامين والأطباء والمهندسين والمعلمين، وتجمع أساتذة الجامعات، إضافة إلى منظمات نسوية وثقافية ومدنية سودانية.
القاهرة: التغيير
اختتمت بالعاصمة المصرية القاهرة، أمس، أعمال مؤتمر الحوار المدني السوداني الذي ناقش آثار الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل 2023، وسبل إعادة البناء والإعمار، بمشاركة واسعة من ممثلي النقابات والكيانات المهنية والمدنية، إلى جانب خبراء في مجالات الثقافة والتراث والعمل الإنساني.
نظم المؤتمر، الذي استمر يومين (18 – 19 مايو)، كل من لجنة تأبين عميد الصحافة السودانية الراحل محجوب محمد صالح، ومشروع التراث الثقافي للمهاجرين واللاجئين بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
ويُعد هذا المؤتمر الأكبر من نوعه منذ اندلاع الحرب، من حيث حجم المشاركة وتنوع الجهات الممثلة فيه، حيث شاركت فيه نقابة الصحفيين السودانيين، نقابات المحامين والأطباء والمهندسين والمعلمين، وتجمع أساتذة الجامعات، إضافة إلى منظمات نسوية وثقافية ومدنية سودانية.
وشهدت جلسات المؤتمر تقديم عشر أوراق عمل تناولت حجم الدمار الذي خلّفته الحرب، مدعومة بإحصاءات دقيقة، كما طرحت رؤى عملية لإعادة الإعمار وبناء مستقبل البلاد، مؤكدة على أهمية العمل الجماعي لإنهاء الحرب وتحقيق السلام.
ومن المرتقب أن تصدر اللجنة المنظمة كتاباً شاملاً يوثق الأوراق والمناقشات التي شهدها المؤتمر، في إطار جهودها لتخليد إرث محجوب محمد صالح الفكري والوطني، وفتح مسارات للحوار المدني حول مستقبل السودان.
يُذكر أن اللجنة سبق أن نظمت فعاليات مشابهة في كمبالا وندوات افتراضية، كما تعتزم تنظيم فعالية جديدة في باريس حول أوضاع الصحافة السودانية، إلى جانب تدشين طبعة حديثة من كتاب “الصحافة السودانية في نصف قرن”.
الوسومآثار الحرب في السودان القاهرة محجوب محمد صالح