بريطانيا تدرس نشر قوات لها في غزة.. ووزارة الدفاع ترفض التعليق
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
تدرس حكومة المملكة المتحدة نشر قوات بريطانية في غزة لإنزال الإمدادات الإنسانية من رصيف مؤقت يقوم الجيش الأمريكي ببنائه حاليًا، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية يوم السبت نقلاً عن مصادر في الحكومة البريطانية لم تسمها.
ويشمل ذلك قيادة شاحنات تحمل المساعدات من سفن الإنزال عبر جسر إلى الشاطئ، حيث سيتم إيداعها واستلامها من قبل وكالات الإغاثة.
ويأتي ذلك بعد أن قالت الولايات المتحدة إن القوات الأمريكية لن تذهب إلى الشاطئ، وسيقوم أفراد من دولة أخرى بقيادة شاحنات التسليم من الرصيف.
ومن المفهوم أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد وأن الاقتراح لم يصل بعد إلى رئيس الوزراء ريشي سوناك.
ورفضت وزارة الدفاع التعليق.
ومثل هذا الدور يمكن أن يعرض القوات البريطانية لخطر أكبر للهجوم من حماس.
وقال مسؤول من الحركة المسلحة لوكالة أسوشيتد برس يوم الأربعاء إن حماس ستقاوم أي وجود عسكري أجنبي متورط في مشروع الميناء.
وفي اليوم نفسه، اضطر موظفو الأمم المتحدة إلى الاحتماء عندما تعرض الرصيف قيد الإنشاء لإطلاق النار.
وتشارك المملكة المتحدة بالفعل في الاستعدادات للعملية التي تقودها الولايات المتحدة، حيث ستوفر سفينة البحرية الملكية RFA Cardigan Bay أماكن إقامة عائمة لمئات البحارة والجنود الأمريكيين الذين يقومون ببناء الرصيف.
وقالت وزارة الدفاع يوم الجمعة إن فرق التخطيط العسكري البريطانية موجودة أيضًا في مقر العمليات الأمريكي في فلوريدا وقبرص لعدة أسابيع.
وقد بدأ بناء الرصيف المؤقت والجسر في البحر، بعد أن أعلن الرئيس جو بايدن عن المشروع في شهر مارس بهدف توسيع تدفق المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى غزة اعتبارًا من أوائل شهر مايو.
سيتم شحن المساعدات التي تم فحصها مسبقًا في قبرص إلى الأراضي الفلسطينية عبر مبادرة الممر البحري متعدد الجنسيات.
وقال وزير الدفاع جرانت شابس يوم الجمعة: "من المهم جدًا أن ننشئ المزيد من الطرق لوصول المساعدات الإنسانية الحيوية إلى سكان غزة، وتواصل المملكة المتحدة القيام بدور قيادي في توصيل الدعم بالتنسيق مع الولايات المتحدة وحلفائنا الدوليين".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حكومة المملكة المتحدة قوات بريطانية الجيش الأمريكي
إقرأ أيضاً:
مطالب رسمية من داخل الحكومة البريطانية للاعتراف بدولة فلسطين
يتعرض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لضغوط شديدة من داخل حكومته ومن أكثر من ثلث أعضاء البرلمان البريطاني للاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، في ظل تصاعد الغضب الشعبي والرسمي من استمرار إسرائيل في منع وصول المساعدات إلى المدنيين الجوعى في غزة.
وبحسب ما كشفت صحيفة الغارديان، فإن شخصيات بارزة في حكومة ستارمر، من بينها نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر ووزيرة الداخلية إيفيت كوبر، تؤيد بشدة اتخاذ خطوة جريئة نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، خاصة بعد تفاقم الأزمة الإنسانية التي وصفتها منظمات إغاثية بأنها بلغت مستويات "مرعبة وغير مسبوقة".
وفي تطور لافت، وقع 221 نائبًا من تسعة أحزاب بريطانية رسالة تدعو وزير الخارجية ديفيد لامي إلى إعلان الاعتراف بدولة فلسطين خلال مؤتمر للأمم المتحدة يُعقد الأسبوع المقبل في نيويورك، معتبرين أن الاعتراف سيكون ذا "وقع سياسي وأخلاقي كبير"، خاصة في ظل مسؤولية بريطانيا التاريخية عن وعد بلفور ومرحلة الانتداب.
الرسالة التي وقّعها رؤساء لجان برلمانية بارزة من حزب العمال، مثل إميلي ثورنبيري وسارة تشامبيون، إلى جانب زعماء أحزاب المعارضة، بما في ذلك إد ديفي (الليبرالي الديمقراطي)، وستيفن فلين (الحزب القومي الاسكتلندي)، وقياديين من حزب المحافظين، وصفت الاعتراف البريطاني بأنه "ضرورة سياسية وأخلاقية تعكس إرادة الشارع البريطاني".
ويأتي ذلك وسط انتقادات متزايدة لنهج الحكومة في التعامل مع الأزمة، حيث قال مصدر حكومي إن الأمر بات أشبه بـ"الجميع ضد داونينغ ستريت"، مشيرًا إلى أن البعض داخل الحكومة ينظر للاعتراف بفلسطين على أنه قضية "يسارية"، في تجاهل تام للغضب العام المتصاعد.
وفي تصريحات مثيرة عقب مكالمة هاتفية جمعته بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، قال ستارمر إن "استمرار احتجاز الرهائن، وتجويع المدنيين، والاعتداءات من قبل المستوطنين، والتصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة كلها أمور لا يمكن الدفاع عنها"، مؤكدًا دعمه "غير المشروط" لحل الدولتين واعتراف بدولة فلسطينية "ضمن خطة شاملة".
إلا أن مراقبين يرون أن هذا الموقف ما زال دون التوقعات، خاصة بعد إعلان فرنسا نيتها الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل.
على الجانب الإنساني، حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" من أن حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعفت ثلاث مرات في غزة خلال الأسبوعين الماضيين، فيما أكدت الأمم المتحدة أن ثلث سكان القطاع لا يجدون ما يأكلونه لأيام، مع تفشي المجاعة بشكل غير مسبوق.
وفي خطاب حاد، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن العالم "يطمر رأسه في الرمال بينما يتضوّر الفلسطينيون جوعًا"، معتبرًا ما يحدث في غزة "أزمة أخلاقية تهز الضمير العالمي".
وبينما يحاول ستارمر موازنة الضغوط الداخلية والدولية، قال مصدر من داخل حزب العمال لـ"الغارديان": "لم يعد مقبولًا أن تظل الحكومة صامتة.. الناس يشعرون بالخيانة، والسياسيون عليهم واجب أخلاقي واضح الآن".
يبقى أن الاعتراف البريطاني بدولة فلسطين، رغم كونه رمزياً في ظل غياب عملية سلام حقيقية، قد يُحدث تحولًا كبيرًا في المسار السياسي والدبلوماسي للصراع، ويفتح الباب أمام موجة جديدة من الاعترافات الأوروبية والدولية، تضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال ووضع حد لمعاناة الفلسطينيين.