كشف الكاتب الصحفي عادل حمودة، رئيس مجلس تحرير الفجر، رؤية وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر لقيادة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مشيرا إلى أن "كيسنجر" كان على عتبه سن 100 عاما وكانت ذاكرته لا تزال يقظة والدليل على ذلك كتابه "القيادة"، والذي يحمل استراتيجيات عالمية، وصدر عام 2022.

كيسنجر اختار السادات واحد من أهم ستة قادة في زمنه"

وأضاف "حمودة"، خلال برنامجه "واجه الحقيقة"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم السبت أن هذا الكتاب حلل فيه "هنري كيسنجر" شخصية 6 قادة غير عاديين، من خلال الأساليب المميزة لفن الحكم الذي برع فيه كلًا منهم، موضحا أن كل واحد منهم يمثل سياسة خاصة به.

وتابع: " كيسنجر اختار السادات واحد من أهم ستة قادة في زمنه"، منوها بأن "كيستجر" وصف حكم السادات باستراتيجية التعالي، معلقا: "السادات كسب انبهار العالم، وخسر حياته".

 السادات جسد استراتيجية التعالي

وأوضح رئيس مجلس تحرير الفجر،  أن السادات جسد استراتيجية التعالي، هكذا لخص كسيتجر سياسات السادات وحياته وتحدياته، حيث جمع السادات بين سمات مهمة وهي القيم الأخلاقية والإنسانية التي أخذها في الاعتبار وهو يصنع سياسته، والثانية استعداده للمغامرة لتحقيق أهداف تبدو مستحيلة مثل عملية السلام.

 فكرة السلام بالنسبة للسادات هدفا إنسانيا 

وأوضح أن فكرة السلام بالنسبة للسادات هدفا إنسانيا مطلقا في الوقت نفسه كانت جزء من تكوينه الإنساني، وحسب رؤية كسينجر تجاوز السادات نمط الأيديولوجية العربية وصنع سلاما مع إسرائيل"، مشيرا إلى أن "كسينجر" استعرض صعود السادات وأيديولوجية السادات القومية وإرادته الفولاذية ومبادرة السادات الجريئة.

وتابع: "السادات خطط أجندة دبلوماسية وعسكرية أدت إلى استعادة سيناء، وأسس تحالفا بين مصر والولايات المتحدة، وأطلق واقعا جديدا في الشرق الأوسط باتفاقية كامب ديفيد.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الكاتب الصحفي عادل حمودة

إقرأ أيضاً:

ترامب في المنطقة مجددا: دبلوماسية الصفقات بين التطلعات الإقليمية والحسابات الأمريكية

في الوقت الذي تتراكم فيه الأزمات على مكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتواجه إدارته اتهامات متصاعدة بسوء الأداء وفقدان الكفاءة، يبدو أن الرئيس المثير للجدل يسعى لاستعادة زمام المبادرة عبر العودة إلى المنطقة العربية، حاملا معه نهجا صداميا يخلط بين السياسة والتجارة، وبين الأمن والصفقات.

زياراته، كما زيارات أفراد عائلته وكبار مستشاريه، لم تعد مجرّد تحركات دبلوماسية تقليدية، بل باتت تمثل مشروعا واضحا لمراكمة النفوذ الشخصي والمالي، على غرار تجارب معروفة في التاريخ الحديث، كهانتر بايدن في أوكرانيا، وساركوزي في ليبيا، وبرناردينو ليون في ليبيا ومصر.

تحالف المال والنفوذ: عائلة تتحكم في البيت الأبيض

ليست المرة الأولى التي تُتهم فيها العائلات الحاكمة في واشنطن بخلط المال بالسياسة، لكن ما يميز عهد ترامب هو الوضوح الفج في النهج، وعدم محاولة تغليفه بأي خطاب دبلوماسي. إيريك ترامب وجاريد كوشنر ليسا مجرد ابن وصهر أو مساعدين ومستشارين للرئيس، بل هما جزء من آلية تستثمر في النفوذ السياسي لتحقيق مكاسب اقتصادية مباشرة، تحت ستار حماية الحلفاء ومواجهة التهديدات.

بعض الدول الخليجية الغنية ترى في تقديم مشاريع وصفقات واستثمارات ضخمة وسيلة لضمان الدعم الأمريكي في مواجهة التحديات الإقليمية، خصوصا تلك المرتبطة بالتمدد الإيراني أو التهديدات الأمنية العابرة للحدود
وتحت شعار "الحماية مقابل الدفع"، يبدو أن بعض الدول الخليجية الغنية ترى في تقديم مشاريع وصفقات واستثمارات ضخمة وسيلة لضمان الدعم الأمريكي في مواجهة التحديات الإقليمية، خصوصا تلك المرتبطة بالتمدد الإيراني أو التهديدات الأمنية العابرة للحدود.

ازدواجية المعايير الأمريكية والإعلام الانتقائي

ما يزيد المشهد تعقيدا هي التغطية الإعلامية الأمريكية التي تمارس ازدواجية فاقعة؛ إذ تُهاجم ترامب على كل صغيرة وكبيرة، من طائرات تُهدى له إلى استثمارات عقارية في الخارج، بينما صمتت لسنوات على ممارسات مشابهة -وربما أسوأ- في عهد الديمقراطيين، خصوصا فيما يتعلق بعلاقات بايدن وأسرته مع أوكرانيا وشركات الطاقة، وعلاقات بيل كلينتون مع مارك ريتش.

هذه الازدواجية تكشف عن حالة من التسييس المفرط للإعلام الأمريكي، الذي لم يعد يُعنى لا بالدقة ولا بالمهنية، بل يوظف أدواته لخدمة تيارات بعينها، وهو ما يعزز حالة فقدان الثقة عالميا في خطاب واشنطن الأخلاقي.

تحالف جديد يعيد رسم توازنات المنطقة

وسط هذا السياق المرتبك، تبرز مبادرات إقليمية تعكس نضجا لافتا في مقاربة الملفات الكبرى. فبدلا من الوقوف عند خلافات الماضي، نشهد اليوم بوادر تحالف سني جديد يضم قطر وتركيا إلى جانب السعودية وسوريا، يهدف إلى خلق توازن إقليمي في وجه محاور معادية لمصالح شعوب المنطقة.

التحالف الناشئ لا يقتصر على البعد الأمني، بل يمتد إلى دعم الاستقرار الداخلي، وتخفيف المعاناة الإنسانية، وخلق مساحات أوسع للاستقلالية السياسية والاقتصادية. وقد لعبت الدوحة وأنقرة دورا مهما في بناء هذا الجسر الإقليمي، بينما أبدت الرياض انفتاحا إيجابيا ساهم في تشكيل هذه الجبهة الواعدة، التي يمكن أن تشكل رافعة مهمة في ملفات معقدة كإعادة إعمار سوريا، وتحصين المنطقة من التهديدات الإيرانية أو المشاريع المرتبطة بالأجندة الصهيونية.

الصفقات باهظة.. لكن أقل كلفة من الدم
هناك من يرى في براغماتيته فرصة لإحداث اختراقات نوعية في ملفات كانت تبدو عصية على الحل. وإذا ما تمكّنت المنطقة من توظيف هذا النهج لصالحها، فقد تنجح في وقف المجازر في غزة، وتمهيد الطريق لإعادة إعمار سوريا واليمن، وتثبيت تهدئة إقليمية شاملة
رغم تحفظات البعض على أسلوب ترامب وابتعاده عن القيم الدبلوماسية التقليدية، إلا أن هناك من يرى في براغماتيته فرصة لإحداث اختراقات نوعية في ملفات كانت تبدو عصية على الحل. وإذا ما تمكّنت المنطقة من توظيف هذا النهج لصالحها، فقد تنجح في وقف المجازر في غزة، وتمهيد الطريق لإعادة إعمار سوريا واليمن، وتثبيت تهدئة إقليمية شاملة.

الدبلوماسية الهادئة والصفقات -مهما بدت مكلفة- قد تكون أقل كلفة بكثير من استمرار نزيف الدم، والتدخلات التخريبية، والانقسامات الطائفية التي غذّتها سياسات الإدارة الديمقراطية السابقة. السنوات الأخيرة من عهد بايدن لم تحمل للمنطقة سوى الضبابية والتراجع، في حين أن التعامل الحذر مع ترامب قد يحقق بعض المكاسب الواقعية، إذا أُحسن استثماره.

نهاية مفتوحة.. وفرصة تنتظر من يلتقطها

المشهد معقّد، متشابك، ومحفوف بالمخاطر. لكن السياسة -كما التاريخ- لا تعترف بالفرص الضائعة. والمطلوب اليوم من دول المنطقة، لا سيما الثرية منها، ألا تكتفي بدفع الفواتير، بل أن تعيد توجيه استثماراتها بذكاء، وأن تنوّع شراكاتها نحو تكتلات ناشئة مثل "بريكس"، ودول آسيان، والبرازيل، وغيرها من القوى الصاعدة التي لا تملك تاريخا في تجميد الأصول أو فرض الإملاءات.

فاللحظة الراهنة تتطلب حكمة، ودقة، وقراءة عميقة للمتغيرات الدولية. إنها فرصة لإعادة رسم موقع المنطقة في الخارطة الدولية، لا باعتبارها ساحة لتصفية الحسابات، بل كفاعل يمتلك قراره، ويعرف كيف يحمي مصالحه.. بثقة، وهدوء، وحنكة.

مقالات مشابهة

  • ترامب في المنطقة مجددا: دبلوماسية الصفقات بين التطلعات الإقليمية والحسابات الأمريكية
  • فصل الكهرباء عن 11 قرية ومنطقة بكفر الشيخ.. اليوم
  • سليمان وهدان يطالب بإعادة النظر فى فكرة حزب الأغلبية داخل برلمان 2025-2030
  • خبير سياسي: نتنياهو يهدف إلى تدمير فكرة إقامة الدولتين
  • هواوي تكشف عن حلول مبتكرة لتطوير "المدينة الجيجا والمنزل الميجا" في العراق
  • فصل الكهرباء عن 11 قرية ومنطقة بكفر الشيخ.. اعرف الأماكن والمواعيد
  • ترامب يرفض فكرة أن تكون الحرب خيار بوتين ونتنياهو الوحيد
  • فكرة التكريم
  • إبراهيم النجار يكتب: دبلوماسية تحت الرصاص
  • التعليم العالي تعلن عن منح دراسية مقدمة من الجامعات العراقية