كتبت – نور الدويري

لاشك أن إعتصامات الطلبة في الجامعات الأمريكية الأخيرة لم تولد فجأة إذ إن متتبع مجريات الأحداث داخل الولايات المتحدة الأمريكية يرى إنقلابا حادا لرأي العام، وتبادل غير مسبوق لمعلومات وصور لثقافة الفلسطنية والعربية والأسلامية وانتشار حسابات عديدة على جميع منصات التواصل الاجتماعي لاسيما منصة تيك توك ونقل ما يحدث في غزة من مجازر ضد الفلسطنيين، مما ساهم في صناعة الرأي العام الجديد وغير المسبوق، اذا تظهر نتائج استطلاعات الراي ان هنالك ارتفاع دعم بين الأمريكين للقضية الفلسطنية ومطالبين بإيقاف الحرب على غزة بمعدلات نمو تتجاوز ال 20% في بعض الولايات بمعنى ان هنالك انقلابا في الراي العام يصل بحدود 60% واكثر دعما للفلسطنيين بعد ان كان منخفضا قبل احداث 7 اكتوبر وبدء الحرب لاسيما بعد مؤشرات اغلاقات بشريه قام بها محتجون ومعتصمون أمريكيون على اهم جسور الولايات المتحدة مثلا جسور بروكلين وسان فرانسيسكو وبأعداد قدرت بالآلاف ومئات الآلاف احيانا والأكثر من عشر مرات منذ بدء الحرب.


ليظهر جليا ان هذا التطور في الراي العام سيزحف بالضرورة الى حرم الجامعات الأمريكية، ومن المثير للدهشه انضمام و مشاركة عدد كبير كبير جدا من الطلبة اليهود بل وصل الأمر لقيادة النوادي الطلابية اليهودية للعديد من الاعتصامات والاحتجاجات التي نفذت داخل حرم الجامعات الأمريكية لمنع اجتياح رفح وانهاء الابادة الانسانية بحق الفلسطنيين في غزة، وتكرار عبارات تخص التاريخ السياسي النضالي في فلسطين في الاعتصمات مثل ( انتفاضة ) وهذه مؤشرات ان حرب نتنياهو التي يدعي انها تحمل ابعاد دينيه خرجت من ابعادها الدينيه تماما وباتت متعلقه بالصهيونية فقط و/أو مصالح حكومة نتنياهو وحلفائه.

ولا يمكن اغفال ما يتداوله الأمريكيون على منصات التواصل الاجتماعي بإعادة صياغة مفاهيم عديدة وهي معاداه الساميه، والاسلاموفربيا، وتظهر منشورات الطلبة والنشطاء الامريكيين وعيا عاليا وفهما للاحداث ، ان ما يحدث اليوم هو اعتبارات مصالح سياسيه واقتصادية على حساب مصالح البشرية والتي لا تمانع إبادة الشعب الفلسطني وتجويعه! ومع ادارك الشعب الأمريكي لذلك، ترتفع معدلات رفضهم لحرب غزة و الابادة الجماعية التي تمارس شبه يوميا اذا تشير الارقام الأولية ان إسرائيل تقتل على الاقل سبعة عائلات فلسطينية بالكامل، ليصل معدل الشهداء حتى لحظة كتابة هذا التحليل الى استشهاد 35 الف فلسطيني، واصابة اكثر من 177 الف ومئات الآلاف المفقودين تحت انقاض القصف المستمر، هذا وانعدام حصة الفرد من الطعام والشراب بشكل خطير وتنبأ بحدوث مجاعة تاريخيه وسط استمرار الحرب ومنع إدخال المساعدات الإنسانية للفلسطنيين .

مقالات ذات صلة عندما تُهان العباءة! 2024/04/27

وهذه مؤشرات عديدة تؤكد ما يلي :
اولا : تطور منهجيه النيوليبراليه والليبراليه ةاعادة فهم العديد من المصطلحات السياسية مثل معاداة الساميه والاسلاموفبيا، وتحرر هذه المصطلحات من صياغاتها القديمة، وتعيد تدوير مصطلح الديمقراطية والحرية والانسانيه.
ثانيا : ظهور انشقاق سياسي داخل المجلس السياسي الأمريكي والسياسين الأمريكين بسبب انشقاق بعضهم و/أو أبنائهم وحلفائهم نحو دعم فلسطين.
ثالثا : تطور الفكر الاجتماعي الأمريكي نحو فهم عقيدة الإسلام، والثقافة العربية بشكل إيجابي يسمح بتطوير مفاهيم احترام الاختلاف والاخر.
رابعا : ولادة نموذج سياسي جديد يمكن أن نطلق عليه نمو الحرية الجديد او الديمقراطين المتجددين وهذا بحد ذاته سيعني تطور فلسفيا بأنواع المدارس السياسيه قد نفرد لها تحليلا منفردا في مقالات أخرى.
أن هذه الانحرافات الحادة في نمو الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية وتغيراتها، وانعاكاساتها على الأوروبين كذلك لشهود العديد من الجامعات الاوروبيه مثل فرنسا وإيطاليا اعتصامات واحتجاجات مشابههـ تؤكد على تطور الفكر السياسي الغربي عموما، وهذا سينعكس بالضرورة عاجلا ام اجلا لتعديل ثقافة الاختلاف وتقبل الاخر و َالتعايش وستصل أصداء هذا النمو الفكري السياسي للشرق حتما ورغم صعوبات تعديل المزاج السياسي في المطبخ الأمريكي و الأوروبي في الفترة الانيه الا انها ستعني تغيرا كبيرا في كل شيء خلال العقد القادم على الأكثر، إذ يمكننا القول ان طائر الموكنيجي في أفلام العاب الجوع يحلق عاليا في سماء تطور الحريه والسياسة فوق رؤوس المطالبين بإحقاق الإنسانيه.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الجامعات الأمریکیة

إقرأ أيضاً:

الجاسوس جمال الشرعبي: رفعتُ للاستخبارات الأمريكية التطورات في الجبهات العسكرية


وأوضح الشرعبي أن نشاطه الاستخباراتي في السفارة الأمريكية بدأ في العام 2014م كمختص للشؤون السياسية والاقتصادية في السفارة، مؤكّـداً قيامه بالعديد من الأعمال الاستخباراتية لصالح CIA.

وأشَارَ إلى قيامه بكتابة تقارير وتحليلات سياسية وعسكرية واقتصادية وأمنية وتقديمها للضباط الأمريكيين، مبينًا قيامه بتدريب أربعة من عناصر CIA عبر الإنترنت على الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية التي يعمل عليها.

وقال الشرعبي: "من ضمن مهامي القيام برصد وتحليل وتقديم تقارير عن التطورات العسكرية الميدانية في اليمن وكذا رصد الفعاليات الجماهيرية والمناسبات الدينية ورفع تقارير عنها للمخابرات الأمريكية".

ولفت إلى أنه عمل مع خمسة من الضباط الأمريكيين وهم "ميليسا لان -أولجا رومانوفا –كارلتون -كرس كوفلرز – اليزابث الخضري".

وبحسب التقييم الأمريكي للعمل الاستخباراتي للجاسوس جمال الشرعبي فَــإنَّ "جمال عضو هام للفريق ويعمل بجد مع الآخرين في القسم".

وأكّـد التقييم أن "مهارات وقدرات جمال لم يتم استخدامُها بالشكل الكامل، ومن التقييم المطالبة بترقيته إلى درجة 7 فورًا كامتيَاز لمشاركته في البعثة".

ولفت التقييم إلى أن "معرفة جمال العميقة بالوضع السياسي والعسكري والاقتصادي لليمن، مكّن وحدة الشؤون اليمنية لعمل تقارير تحليلية دقيقة وبالتوقيت المناسب جِـدًّا في متغيرات الوضع السياسي والعسكري في اليمن".

وأشَارَ التقييم إلى أن "قاعدة بيانات جمال العميقة في المصادر المحلية سمحت لوحدة الشؤون اليمنية بالدخول المباشر لمصادرَ لم يتم الوصول لها؛ بسَببِ تواصُلِنا من المنفى بالرياض".

مقالات مشابهة

  • مصطفى الفقي: إسرائيل تسببت في حرج شديد للإدارة الأمريكية الحالية
  • الجاسوس جمال الشرعبي: رفعتُ للاستخبارات الأمريكية التطورات في الجبهات العسكرية
  • «حماة الوطن»: زيارة بلينكن لمصر بعد الاستقالات بالحكومة الإسرائيلية المتطرفة
  • الصندوق الأسود للسفارة الأمريكية باليمن
  • الولايات المتحدة قد تتّجه نحو حرب أهلية قد تُنهي وجودها
  • الرئيس السيسي ووزير الخارجية الأمريكي يبحثان تطورات وقف الحرب في غزة
  • طلاب من جامعة نورث ويسترن يقاطعون حفل تخرجهم تضامنا مع غزة (شاهد)
  • قمع الأصوات المعارضة للمجازر الإسرائيلية في غزة يتواصل في الجامعات الأمريكية
  • «الأعلي لشؤون التعليم» يناقش تعديل قواعد قبول طلاب الثانوية العامة في الجامعات
  • صحيفة دولية: اليمنيون نجحوا في تعطيل البوارج الأمريكية والأوروبية