مديريات «التضامن» تبدأ تسليم كشوف أسماء حجاج الجمعيات الأهلية للمشرفين
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
كثفت مديريات التضامن الاجتماعي، على مستوى محافظات الجمهورية من الاستعدادات الخاصة بحج الجمعيات الأهلية 2024، إذ بدأت في عقد الاجتماعات لمشرفي البعثات، تحت رعاية نيفين القباج وزير التضامن الاجتماعي وتوجيهات المؤسسة القومية لتيسير الحج، للتعارف عليهم وعمل قاعدة بيانات خاصة بالحجاج وكل البيانات الأساسية عنهم.
أكدت المديريات سرعة التواصل بكافة الحجاج لاستيفاء البيانات الأساسية والتعارف عليهم تمهيدا للاجتماع الأول بهم ووضع آليات العمل فيما بين المشرفين وتقسيم المهام، وضع خطة وأجندة عمل لمشرفي المحافظة وطرق التواصل المرحلية لمهام المشرفين، كما تم تسليم الكشوف الخاصة بكل مشرف للبدء في التواصل مع الحجاج لاتخاذ اللازم وذلك بعد مراجعة المدير التنفيذي للمؤسسة في هذا الشأن.
ستعمل مديريات التضامن الاجتماعي، وفق تقرير، على عقد ندوات التوعية للحجاج على مدار الفترة القادمة، لتعريفهم بكافة التفاصيل الخاصة بالسفر والضوابط المُحددة في هذا الشأن قبل السفر وعند الوصول إلى المدينة.
التعاقد مع إحدى أفضل شركات النقليُذكر أن وزارة التضامن، أعلنت عن التعاقد مع إحدى أفضل شركات النقل لتوفير الباصات التي ستقل الحجاج للمشاعر المقدسة، وسيتم توفير دليل للحجاج يشمل كافة الإجراءات التي يمر بها الحاج كما سيتم خلال رحلة الحج توفير الوعظ الديني للحجاج، وذلك بالتنسيق مع وزارة الأوقاف.
عقدت مديرية التضامن الاجتماعي بالدقهلية، الاجتماع التنسيقي الأول لحجاج بعثة حج الجمعيات الأهلية بالدقهلية، برئاسة الدكتور وائل عبدالعزيز، وكيل مدير المديرية رئيس مكتب الحج بالدقهلية وحضور حجاج ومشرفي المستوي الثالث لعام 1445 وعددهم 181 حاجا.
وتم عقد محاضرة بعنوان «التيسير في الحج» للشيخ إبراهيم حسن من علماء الأوقاف ثم محاضرة «التهيئة النفسية للحاج»، وشرح الجانب الإداري للرحلة للمشرف أنس علاء سنجاب ثم فتح باب النقاش والحوار وتم الرد على أسئلة الحجاج وتم استفاء بطاقة التعارف للحجاج والتي تشمل الحالة الاجتماعية والصحية لكل حاج.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حج الجمعيات الأهلية حج الجمعيات الأهلية 2024 حج الجمعيات التضامن وزارة التضامن التضامن الاجتماعی
إقرأ أيضاً:
التواصل الاجتماعي ووعي الشباب
بدر البلوشي
في عصرنا الراهن، باتت وسائل التواصل الاجتماعي من الأدوات المحورية التي تشكل الوعي الثقافي والفكري للشباب، وتصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية، وقد أثرت هذه الوسائل في مسارات الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية بطرق غير مسبوقة، وأصبحت تعبيرًا صريحًا عن الهوية الشخصية والاجتماعية. ولكن، هل يمكننا القول إن هذه الوسائل ساهمت في إيقاظ الوعي لدى الشباب؟ وهل تساهم في تشكيل ثقافتهم بشكل إيجابي؟ الإجابة تتطلب تفحصًا عميقًا لهذا الدور المزدوج الذي تلعبه هذه الوسائل.
في البداية، لا بُد من الإشارة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي قد أضحت ساحةً حيوية لتبادل الأفكار والمعلومات، ومَسرَحًا لتشكيل الرأي العام. فوفقًا لدراسة أصدرتها "جمعية الإنترنت العالمية" في عام 2023، فإنَّ ما يقارب 80% من الشباب في الفئة العمرية بين 18 و34 سنة يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يومي، وهو ما يعكس مستوى التفاعل العالي لهذه الفئة مع هذه المنصات. بل إن بعض الدراسات تشير إلى أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل يمكن أن يؤدي إلى حدوث تحول كبير في مفاهيمهم وهوياتهم الثقافية، خصوصًا عندما يتعرضون لمحتوى يمتاز بالتنوع الفكري والوجداني.
ومن أبرز وظائف وسائل التواصل الاجتماعي في إيقاظ وعي الشباب هو أنها توفر لهم منبرًا للتعبير عن آرائهم ومواقفهم في قضايا حياتية ذات أبعاد اجتماعية أو سياسية، مما يُعزز قدرتهم على النقد والتحليل. وقد أظهرت دراسة قام بها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" عام 2022 أن الشباب الذين يشاركون في النقاشات السياسية عبر الإنترنت يظهرون مستوى عاليًا من الوعي والإلمام بالقضايا الوطنية والعالمية مقارنة بنظرائهم الذين لا يشاركون في هذه النقاشات. ففي عالم يزخر بالأحداث السياسية والاقتصادية، تصبح وسائل التواصل الاجتماعي بيئة خصبة لصياغة الرأي العام الشبابي وتحفيزهم على التفكير النقدي.
ومن جهة أخرى، يتعين علينا أن نضع في الاعتبار الأثر السلبي لهذه الوسائل على الثقافة الشبابية. فالانفتاح الكبير على المعلومات من مختلف أنحاء العالم قد يؤدي إلى تآكل الهوية الثقافية المحلية للشباب إذا ما غاب الوعي الكافي بالتمسك بالقيم الثقافية الأصيلة. فوسائل التواصل الاجتماعي، وإن كانت تتيح فرصة للاطلاع على الثقافات المختلفة، فإنها قد تؤدي أيضًا إلى تشويش الفهم الثقافي وتكوين مفاهيم مغلوطة عن الهوية الوطنية، خصوصًا إذا ما ساد المحتوى العالمي الترفيهي على حساب المحتوى الثقافي المحلي.
ومن أبرز التحديات التي تُواكب تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب هو الاختلال في التوازن بين المحتوى المُفيد والمحتوى المُضلِّل. فقد أصبح المحتوى الرقمي في العصر الحالي غير محكوم بالرقابة المناسبة، ما يؤدي إلى انتشار معلومات غير دقيقة وأحيانًا مضللة. في تقرير صادر عن "مؤسسة أبحاث الإنترنت" عام 2024، تم الإشارة إلى أن 48% من المستخدمين الشباب وقعوا ضحية للمحتوى المغلوط، ما يساهم في تشويش الوعي وإضعاف قدرة الشباب على التمييز بين المعلومات الحقيقية والمزيفة. لذا، فإنَّ التحدي الأكبر يكمن في كيفية تمكين الشباب من الأدوات والمهارات اللازمة لتحليل المحتوى الرقمي والتمييز بين المعلومات الصحيحة والمغلوطة، وهذا يتطلب استراتيجيات تعليمية شاملة.
من ناحية أخرى، لا يمكننا إغفال الدور الإيجابي الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في إيقاظ وعي الشباب وتحفيزهم على المشاركة في الحركات الاجتماعية والسياسية. فقد أصبحت هذه الوسائل ساحة رئيسية لتنظيم الحركات الشبابية المطالبة بالتغيير الاجتماعي والعدالة السياسية. وفي دراسة أكاديمية نشرتها "جامعة أكسفورد" في عام 2022، لوحظ أن 62% من الشباب في العالم العربي قد شاركوا في فعاليات سياسية أو اجتماعية عبر منصات التواصل، ما يعكس الدور الحيوي لهذه الوسائل في تعزيز المشاركة المجتمعية.
لقد أصبح الشباب اليوم لا يقتصر فقط على استهلاك المحتوى الثقافي، بل بات يشارك في خلق هذا المحتوى وتطويره. ومن خلال منصات مثل "إنستجرام" و"يوتيوب"، يقوم العديد من الشباب بإنتاج محتوى ثقافي وفني يعكس واقعهم وتطلعاتهم.
وفي الختام، يمكن القول إن وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين في تشكيل وعي الشباب وثقافتهم؛ إذ إنِّها أداة فعالة لإيقاظ الوعي الوطني والسياسي، وتعزيز الفكر النقدي، لكنها في المقابل تحتاج إلى رقابة وتأطير لتجنب الآثار السلبية التي قد تتسبب في تآكل الهوية الثقافية. لذا، ينبغي على الأجيال الشابة أن تكون أكثر وعيًا في كيفية استخدام هذه الأدوات، كما ينبغي على المؤسسات التعليمية والثقافية والمجتمعية أن تعمل على تطوير برامج توعوية تهدف إلى تحصين الشباب ضد التأثيرات السلبية لهذه الوسائل، مع تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الهوية الثقافية والتفاعل مع العالم من خلال منظور نقدي وبنّاء.