فى الذكري 97أسرار وخفايا تنصيب أحمد شوقى أميرا للشعراء
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
بعد ثلاث سنوات سيمر قرن على حدث من أعظم أحداث مصر والعالم العربى على الصعيدين الثقافى والأدبى، وهو يوم مبايعة أحمد شوقى أميرا للشعراء العرب، وكان بذلك أول وآخر أمير لديوان العرب الشعرى.
حدث ذلك فى مثل يوم أمس 29 أبريل.. لكن سنة 1927، الذى يعد من أهم أيام الاحتفاء بالشعر العربى عبر قرون عمره العريق، وهو يوم من الأيام التى تطمئن وأنت تصفه باليوم التاريخى، ففيه بدأ أسبوع الاحتفال بدار الأوبرا المصرية لتنصيب أحمد شوقى أميرا للشعراء، والمناسبة أنه فى ربيع عام 1926 صدر الجزء الأول من «الشوقيات»، وتضمن شعر أحمد شوقى فى السياسة والتاريخ والاجتماع، فكانت مناسبة لتتويجه «أميرا للشعراء» من أهل الفكر والأدب والشعر فى أرجاء الوطن العربى، وذلك فى مؤتمر كبير استمر أسبوعا وبدأ يوم 29 إبريل عام 1927.
فى هذا المناخ، دعا أحمد شفيق باشا، وهو العالم الفاضل المؤرخ النزيه وأحد كبار الأعيان ورئيس الديوان الخديوى فى زمن الخديو عباس حلمى الثانى ، دعا رجال العلم والأدب للاجتماع فى داره للاحتفاء بهذه المناسبة، وتنظيم «أسبوع شوقى، الذى سينصب شوقى أميرا للشعراء بعد أن كان «شاعر الأمير».
وابتدأت الحفلة الرسمية بدار الأوبرا الملكية تحت رعاية فؤاد الأول ملك مصر، عصر الجمعة 27 شوال 1345 هجرية الموافق 29 إبريل 1927م، فى دار الأوبرا، بكلمة ترحيب للضيوف من صاحب الدولة الرئيس الجليل سعد زغلول باشا، وألقاها نيابة عنه ابن أخته الوزير فتح الله بركات، لأن زعبم الأمة سعد باشا كان مريضا وتوفى فى أغسطس 1927.
وبايعه شعراء العرب بإمارة الشعر فى حفل أقيم بدار الأوبرا بمناسبة اختياره عضوًا فى مجلس الشيوخ، وقيامه بإعادة طبع ديوانه «الشوقيات». وقد حضر الحفل وفود من أدباء العالم العربى وشعرائه، وتبارى شعراء العرب فى إلقاء قصائدهم.
وخلال هذا الاحتفال المهيب تلقى شوقى عددا من الهدايا الثمينة كان أبرزها وأكثرها قيمة وشهرة هدية من البحرين، شارك حكام وأمراء ووجهاء وأدباء البحرين فى جمع ثمنها، وهى عبارة عن نخلة صنعت من الذهب الخالص بارتفاع 33 سم، تتدلى منها أربعة عقود منضدة باللؤلؤ البحرينى، تم تثبيتها على قاعدة مثمنة الشكل صنعت من حجر الكهرمان الأصفر، وغطيت بقبة من الزجاج، قدر ثمن الذهب فيها بمائة وخمسين جنيهًا.
وفى النهاية ندعو الجهات الحكومية والمؤسسات الثقافية المصرية كافة إلى ضرورة وأهمية تشكيل لجنة عليا تتولى مهمة الإعداد لاحتفالات فنية ومؤتمرات أدبية وشعرية كبرى بمناسبة مرور قرن على هذا الحدث الأثير، وذلك بعد ثلاث سنوات من الآن أى فى 29 ابريل عام 2027 م، فمن شأن هذا الاحتفال الكبير أن يؤكد للجميع أن مصر هى الدولة الوحيدة التى لا تضاهيها دولة أخرى فى تشكيل الوجدان العربى وبناء البنية الفوقية العربية على امتداد قرون طويلة من الزمن بلا منازع ولا نظير.
المستشار الثقافى للسفارة المصرية بالسعودية والإمارات سابقا
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أحمد شوقى أحمد شوقى
إقرأ أيضاً:
«وسط البلد» تُشعل أجواء مهرجان الأوبرا الصيفي بالإسكندرية
في أجواء موسيقية استثنائية، أحيت فرقة "وسط البلد" مساء أمس الأربعاء حفلًا غنائيًا حاشدًا باستاد الإسكندرية الرياضي، ضمن فعاليات اليوم الرابع من المهرجان الصيفي لدار الأوبرا المصرية لعام 2025، وذلك في تجربة تُقام لأول مرة خارج أسوار الأوبرا التقليدية.
وشهدت الأمسية إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، حيث امتلأت مدرجات الاستاد بعشاق الفرقة الذين تفاعلوا بحرارة مع أغانيهم المميزة، وسط حالة من الحماس والبهجة. وقدّمت الفرقة باقة من أشهر أغانيها التي رسخت مكانتها كأحد أبرز الفرق الموسيقية في مصر منذ انطلاقها مطلع الألفية الجديدة، منها "شمس النهار"، و"هيصلا"، و"عم مينا"، وغيرها من الأعمال التي جمعت بين الطابع الشرقي والغربي في تناغم فريد.
ويُعد الحفل جزءًا من استراتيجية دار الأوبرا المصرية لفتح آفاق جديدة للفنون الرفيعة، والوصول إلى شرائح أوسع من الجمهور، من خلال الخروج بالعروض إلى أماكن جماهيرية غير تقليدية، وهو ما مثّله اختيار استاد الإسكندرية كموقع جديد للاحتفال بالموسيقى والفن.