ولي العهد خلال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي: المملكة مصدر للفرص وحاضنة للابتكار
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
الرياض – واس
أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- أن المملكة أدركت مبكرًا أهمية التعاون الدولي والنمو والطاقة، وعملت على تعزيز الشراكة والتكامل؛ مشدداً على الدور الريادي للمملكة في إحداث تأثير عالمي في النمو والطاقة.
جاء ذلك خلال مشاركة سموه يوم أول أمس في جلسة حوارية خاصة، ضمن الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض بحضور عدد من قادة القطاعين الحكومي والخاص، وعدد من الأكاديميين، وممثلي المنظمات الدولية من مختلف أنحاء العالم.
دور محوري
وأضاف سموه خلال الجلسة بأن المملكة لعبت دورًا كبيرًا ومحوريًا في القضايا الدولية، من خلال تكريسها كافة الجهود لبناء منظومة عالمية أقوى وأكثر متانةً واستدامةً، بالتوازي مع ما تشهده من تحول اقتصادي واجتماعي كبير، مؤكدًا سموه بأنها ستواصل دورها في إحداث تأثير عالمي دائم؛ انطلاقًا من ريادتها تجاه القضايا الدولية المشتركة.
وأكد سموه بأن المملكة تعمل مع شركائها الدوليين، في إطار تعزيز الابتكار والتكامل التجاري وأمن الطاقة؛ وذلك بهدف الوصول إلى اقتصاد عالمي متماسك، مشيراً إلى تقديم المملكة للدعم المباشر والاستثمارات التنموية؛ بهدف تشجيع الاستقرار الاقتصادي والمالي في العالم.
وقال سموه: يحمل الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي أهدافًا عديدة عملت المملكة على تحقيقها في قطاعات الحياة المختلفة بالشراكة مع المجتمع الدولي؛ مؤكدًا سموه بأن المملكة باتت اليوم مصدرًا للفرص، وحاضنة للابتكار.
وأكّد سموه التزام المملكة بتوسيع نطاق التعاون الدولي مع شركائها الدوليين؛ بهدف تعزيز التنمية الشاملة للجميع، وتحقيق المرونة الاقتصادية المتكاملة، والعمل كقوة داعمة للاستقرار والازدهار والسلام في المنطقة والعالم على المدى الطويل. وتطرق سموه لمسألة البيئة الجيوسياسية المتقلبة السائدة حاليًا، مشددًا على أن أهم عامل لتحقيق الأمن والاستقرار والتقدم الاقتصادي، يتمثل في الاستفادة من كل الفرص وإيلاء الأولوية للشراكات التعاونية مع الشركاء الإقليميين والعالميين.
وخلال الجلسة، ألقى سموه الضوء على إنجازات المملكة في إطار رؤية السعودية 2030، مشيرًا إلى أن المملكة تواصل خلق الفرص الاستثمارية التحويلية في القطاعات الناشئة في مختلف مفاصل اقتصادها المتطور.
وناقش سموه حزمة الإصلاحات الشاملة، التي نفذتها المملكة على مدار السنوات الثماني الماضية؛ بهدف تمكين منشآت القطاع الخاص من المساهمة في مسيرة التقدم المستمرة، مشيرًا إلى نمو صندوق الاستثمارات العامة، وخططه الهادفة إلى التحوّل إلى صندوق سيادي تقدّر ثروته بتريليونات الدولارات.
إنجازات اقتصادية
وفي خلال مناقشة سموه لاقتصاد المملكة الذي يشهد تنوعًا متسارعًا، تحدث سمو ولي العهد عن الإنجاز الأخير الذي حققته المملكة- ولأول مرة- حيث مثّل إجمالي الناتج المحلي غير النفطي الحالي للمملكة أكثر من 50% من إجمالي الناتج المحلي في العام 2023. مؤكدًا على أهمية ضخ المزيد من الاستثمارات في مجالات البحث والتطوير، بالنظر إلى دورها الكبير في تمكين الشركات الوطنية الرائدة- بما في ذلك أكوا باور وسير وآلات- من مواصلة مسيرة النمو. وبيّن سموه أن مجالات البحث والتطوير تشكّل ركيزة أساسية تتيح لهذه الشركات توظيف التقنيات الناشئة ضمن نماذج أعمالها، وتعزيز النمو في هذا القطاع المهم بالمملكة. كما أشار سمو ولي العهد إلى أن هذه الجهود ساهمت في تسريع وتيرة نمو الاقتصاد الرقمي في المملكة بمعدل أسرع بثلاث مرات من معدل النمو العالمي.
وتطرق سمو ولي العهد إلى تأثير رؤية السعودية 2030 على كافة جوانب الحياة في المملكة، التي أثمرت عن بناء مجتمع حيوي. وأشار سموه إلى التحسينات الكبيرة التي طرأت على جودة الحياة والتطور الاجتماعي؛ إذ تضاعفت مشاركة المرأة في القوى العاملة منذ عام 2016.
وبين سموه بأن رؤية السعودية 2030 عبارة عن مسيرة، وليست وجهة نهائية، مشيراً إلى أن منجزات المملكة الحالية ليست سوى طور البداية، وينبغي فعل المزيد، مما سيولد فرصًا عديدة للتعاون والنمو والتطوير مع مختلف الشركاء الدوليين.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: أن المملکة ولی العهد سموه بأن
إقرأ أيضاً:
تواصل تميزها العالمي.. المملكة تعزز الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي
البلاد (الرياض)
أكّدت المملكة العربية السعودية -ممثلة في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”- اهتمامها الكبير بتبنّي الحلول المبتكرة، واستثمار الذكاء الاصطناعي في مختلف قطاعاتها الحيوية، والتزامها بتطبيق أفضل الممارسات العالمية، وتحقيق الامتثال للقوانين، والسياسات، والتشريعات الخاصة بأنظمة إدارة الذكاء الاصطناعي، بما يضمن تطبيق المبادئ الأخلاقية، وتعزيز الاستخدام المسؤول، وحوكمة استخداماته المختلفة لدعم جهود التحول الرقمي بالمملكة، وذلك بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ويأتي ذلك، في ظل التطورات العالمية المتسارعة لاستخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي، ودخولها في مختلف مجالات الحياة سواءً كانت على مستوى المؤسسات، أو الأفراد، مما برز حولها عدد من التحديات جعلت دول العالم وفي مقدمتها المملكة تعمل على وضع أسس تضبط أخلاقيات هذه الاستخدامات على النحو الذي ينظم العمل بها بما يحقق الخير للبشرية جمعاء.
وفي إطار الدعم المتواصل والمستمر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة “سدايا” -حفظه الله-، تم العمل على رفع مستوى الوعي بالسياسات، وأحكام الأنظمة، واللوائح، والقرارات ذات الصلة في شأن البيانات والذكاء الاصطناعي بوصف “سدايا”؛ المرجع الوطني للبيانات والذكاء الاصطناعي في كل ما يتعلق بهما من تنظيم وتطوير وتعامل في المملكة.
وإزاء هذه الجهود الوطنية أصدرت “سدايا” عام (2024) وثيقة إطار تبني الذكاء الاصطناعي كدليل إرشادي يقدم إطارًا شاملاً لتبني الذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات بالمملكة؛ بهدف وضع التوجهات والإرشادات، وتحديد الخطوات الرئيسية وفقًا لأفضل الممارسات لتبني الذكاء الاصطناعي بما يضمن التبني الأمثل والمسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتحقيق النتائج المرجوة.
وتسهم الوثيقة في بناء مجتمع معرفي قائم على الابتكار والتطوير المستمر، وتقديم التوجيهات والإرشادات اللازمة، وتحديد الخطوات والإجراءات المهمة وفقًا لأفضل الممارسات العالمية بما يضمن التبني الأمثل والمسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحقيق خطوات ناجحة للتحول نحو استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في المملكة على النحو الذي يحقق الفائدة منها.
وفي خضم ذلك حصلت “سدايا” على اعتماد منظمة الآيزو العالمية “ISO 42001:2023” لعام (2024)م المعنية بأنظمة إدارة الذكاء الاصطناعي كأول جهة عالميًا تحصل على هذا الاعتماد نظير تطبيقها مجموعة من المعايير والممارسات المتعلقة بإدارة الذكاء الاصطناعي، في خطوة تؤكد تميز المملكة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي وريادتها عالميًا.
وتعد مواصفة منظمة الآيزو “ISO 42001” أول مواصفة في العالم لنظام إدارة الذكاء الاصطناعي، وحصول “سدايا” عليها يأتي مُكمّلًا لمسيرة الاعتمادات الدولية، التي حصلت عليها في المجالات المتعلقة بالبيانات والذكاء الاصطناعي، يؤكد التزامها بتحقيق أعلى معايير الجودة والتميز المؤسسي في مختلف جوانب عملها، المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، تعزيزًا للثقة والاعتراف بها شريكًا موثوقًا ومهنيًّا ملتزمًا بأعلى معايير الجودة في كفاءة العمليات التي تديرها عبر منتجاتها الرقمية المتنوعة.
واستمرارًا للتميز السعودي على مستوى العالم، أقرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بشراكتها الإقليمية مع المملكة في مجال سياسات الذكاء الاصطناعي، وهي المنظمة الرائدة في سياسات ومبادرات الذكاء الاصطناعي الموثوق على مستوى العالم، مما يعزز من دور المملكة الريادي إقليميًا وعالميًا في مجال حوكمة الذكاء الاصطناعي.
ومؤخرًا أعلنت المنظمة عن انضمام المملكة ممثلةً في”سدايا” إلى توصيتها بشأن الذكاء الاصطناعي التي تُعدُّ أول معيار دولي في هذا المجال؛ وتهدف إلى تعزيز الابتكار، وبناء الثقة في تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال تطبيق الحوكمة المسؤولة لهذه التقنيات، بما في ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي والعام.
وعلى المستوى المحلي أعلنت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” عن إطلاق أداة التقييم الذاتي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي عبر منصة حوكمة البيانات الوطنية؛ التي تهدف إلى مساعدة الجهات الحكومية والخاصة، وكذلك المطورون الأفراد في قياس مدى التزامهم بالمبادئ الأخلاقية عند تطوير وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتمكين الجهات من إجراء تحليل منهجي وشامل لمدى التزامها بالمعايير الأخلاقية.
وتُمكّن أداة التقييم الذاتي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي الجهات من تعزيز الشفافية والموثوقية في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتحقيق التوافق مع أفضل الممارسات العالمية، وتسهم الأداة أيضًا في ضمان تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي تخدم المجتمع وتعزز من مكانة المملكة.
وتهتم الأداة بتحقيق المزايا الاجتماعية، والبيئية من خلال إحداث أثر إيجابي على المجتمع والبيئة، إلى جانب حماية الخصوصية وضمان أمان بيانات الأفراد، مركزة على الموثوقية والسلامة لضمان عمل الأنظمة، وتعزيز الشفافية والقابلية للتفسير لتمكين الفهم الواضح لآليات عمل النماذج وقراراتها.
وفي السياق ذاته أصدرت “سدايا” تقريرًا متخصصًا عن “التحيز في أنظمة الذكاء الاصطناعي”؛ بهدف تسليط الضوء على التحديات التي تواجه تطوير وتبني أنظمة الذكاء الاصطناعي في ظل توسـع كثير من الدول، والمنظمات، والشركات العالمية فـي تفعيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل مضطرد في عددٍ من القطاعات الحساسة والحيوية، وما رافق ذلك من قلق متنام من تسرّب التحيز إلى أنظمة الذكاء الاصطناعـي لاسيما تلك المرتبطة باتخاذ القرار.