تحذير إسرائيلي: اتهامنا بـالفصل العنصري قادم.. لكن بعد فوات الأوان
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
يواجه الاحتلال الإسرائيلي على خلفية الضغوط الدولية المتزايدة تجاه سياسته العدوانية والدموية غير مسبوقة في الأراضي المحتلة الاختيار إما الانضمام إلى التحالف الدولي، أو التصرف كما يحلو له بمعزل عن العالم، وذلك بحسب خبراء إسرائيليين.
وأكدت المسؤولة السابقة بوزارة الخارجية الإسرائيلية، والسفيرة في جنوب أفريقيا، توفا هرتزل، أنه "لمدة أربعة أيام في نهاية أبريل 1994، قبل ثلاثين عاما، شاهد العالم بذهول ديمقراطية الانتخابات في جنوب أفريقيا، في أعقاب التغيرات الاستراتيجية التي أعقبت تفكك الاتحاد السوفييتي، وأضرّت بأهمية جنوب أفريقيا بالنسبة للغرب، وفي ضوء العقوبات المتزايدة ضد نظام الفصل العنصري، مما يؤكد أن إسرائيل ذاتها على بعد خطوة من الاكتمال، انطلاقا من الدروس العديدة المستحقة عليها بسبب حربها الدموية في غزة".
وأضافت في مقال نشره موقع ويللا، وترجمته "عربي21" أن "الدروس التي يمكن للاحتلال اليوم أن يتعلمها من جنوب أفريقيا في ذلك الوقت تتعلق بأن ينظر إلى الشرق الأوسط ككلّ، وإلى الأراضي التي كانت تحت سيطرته منذ حرب 1967، لاسيما في ضوء توجه الحكومة اليمينية بشرعنة 68 مستوطنة غير منظمة، ظهرت على الأرض دون قرار حكومي، وقد أمر الوزير بوازرة الحرب بيتسلئيل سموتريش، الذي يشغل منصب وزير المالية، الوزارات الحكومية بتخصيص ميزانيات لها".
وأكدت أن "السياسة الإسرائيلية الحالية أحدثت فرحة في أوساط يمينية معينة، وصدمة في أوساط معارضة لهذه الخطوة، ومللا في أماكن أخرى، لأنه لم تتخذ أي حكومة في أي مجموعة من اليسار واليمين والوسط هذه الخطوة، بما في ذلك الحكومة الحالية، التي تبدأ مبادئها التوجيهية الأساسية بعبارة: للشعب اليهودي حق حصري وغير قابل للنقاش في جميع مناطق أرض إسرائيل، والحكومة ستعمل على تعزيز وتطوير الاستيطان في جميع أنحائها، بما فيها الجليل والنقب والجولان والضفة الغربية".
وأوضحت أنه "من الواضح أن ضمّ الأراضي الفلسطينية المحتلة لا يمكن أن يؤدي إلا إلى نتيجتين، وكلاهما صعب، لأنه سيكون مطلوبا منح حقوق متساوية لكل من يعيش في الأراضي المضمومة، ومن ثم فإن الأغلبية الفلسطينية في حال شاركت في الانتخابات ستؤدي قريبا إلى نهاية إسرائيل كدولة يهودية، وإلا فإن دولة الاحتلال ذاتها ستكون مطالبة بمنح الحقوق على أساس عرقي، وبالتالي تطبيق نظام الفصل العنصري".
وأشارت أنه "منذ ما يقرب من 57 عاما، تُعرّف إسرائيل قبضتها على الأراضي بأنها "استيلاء حربي"، وبحسب القانون الدولي، فهذه حكومة عسكرية مؤقتة، وعليها واجبات تجاه الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، بجانب الحفاظ على أمن الطرف المحتل الإسرائيلي، ولذلك فقد شهدت السنوات الماضية اتخاذ جميع القرارات المتعلقة بالأراضي الفلسطينية من قبل مسؤولي الأمن والجيش، مع أن اتفاقية جنيف الرابعة تنص على أن الدولة المحتلة لن تنقل أجزاء من مستوطنيها إلى الأراضي المحتلة".
واستدركت بالقول أنه "يمكن للاحتلال أن يدّعي أن القرارات المتعلقة بالمستوطنات اتخذت لأسباب أمنية، وبالتالي فهي تلبي متطلبات القانون الدولي، ولكن مع تشكيل الائتلاف اليميني الحالي، فقد تغير الوضع، وأوكلت الحكومة إلى جهة مدنية ممثلة بـ"سموتريش" مسؤولية واسعة فيما يتعلق بالأراضي المحتلة، وتسمح لها بالبتّ في أمرها وفق الاعتبارات الاستيطانية، مما يدفع لأن يطرح السؤال نفسه: إذا لم يكن وضع إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة مفهوماً عدوانياً، فما هو الضم إذن؟".
وختمت بالقول إنه "إذا كان الأمر كذلك فإن دولة الاحتلال باتت مطالبة قريبا بالمفاضلة بين خيارين: التمييز العنصري الرسمي ضد الفلسطينيين، أو فقدان الهوية اليهودية للدولة، مع العلم أننا نشهد عمليتين منفصلتين تذكراننا بجنوب أفريقيا في ذلك الوقت، أهمهما أن هناك تغييرا في ميزان القوى الاستراتيجي في العالم في غير صالح الاحتلال، بعد أن عمل سابقاً لصالحها، لكنها اليوم تتعرض لإمكانية زيادة العقوبات بسبب سلوك الحكومة تجاه الفلسطينيين الخاضعين لمسؤوليتها".
تتزامن هذه المخاوف الإسرائيلية مع ما تشهده الآونة الأخيرة من توسع الولايات المتحدة ودول في أوروبا بفرض العقوبات على المستوطنين ومؤسساتهم في الأراضي الفلسطينية، مع التوجه الأمريكي بدراسة فرض عقوبات على وحدة عسكرية إسرائيلية لأنها تنتهك القانون الأمريكي، مما سيجعل من سلوك الاحتلال في الأراضي الفلسطينية صعب التعاون معه، وقد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات مؤلمة ضده، لأنه ببساطة يتجاهل بقية العالم، واليوم بعد مرور ثلاثين عاما على إدراك جنوب أفريقيا أنه حتى الدولة الضخمة التي تتمتع بالموارد لا تستطيع أن تتصرف كما يحلو لها، فلم يبق للاحتلال كثير من الوقت للوصول إلى ذات النتيجة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الفصل العنصري الاحتلال الفصل العنصري الحرب على غزة ضم الاراضي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأراضی الفلسطینیة الأراضی المحتلة جنوب أفریقیا فی الأراضی
إقرأ أيضاً:
محلل عسكري إسرائيلي: حماس لن تسلم سلاحها قبل قيام الدولة الفلسطينية
#سواليف
قال المحلل العسكري الإسرائيلي #آفي_يسخاروف، إنّ حركة “ #حماس ” خرجت من اتفاق وقف إطلاق النار الأخير وهي في موقع قوة نسبية، بعدما حصلت – وفق تقديره – على ضمانات دولية تمنع “إسرائيل” من استئناف الهجمات طالما تستمر #المفاوضات حول المراحل اللاحقة من “ #صفقة_ترامب ”.
ويعتقد يسخاروف أن هذه المفاوضات قد تمتد زمنًا طويلًا، ما يتيح لحماس التقاط أنفاسها، واستعادة حضورها الميداني والإداري في قطاع غزة، مستفيدة من #المساعدات_الدولية المتوقعة لإعادة الإعمار. غير أنّ التساؤل الذي يطرحه المحلل هو: كيف ستتعامل “إسرائيل” مع أي محاولة من حماس لإعادة بناء قدراتها العسكرية؟ إذ من المؤكد – على حد قوله – أن الحركة ستسعى لذلك سريعًا قبل الوصول إلى اتفاق نهائي.
ويضيف يسخاروف أنّ حماس حققت ما هو أهم من المكاسب الميدانية: اعترافًا دوليًا غير مسبوق، وإنجازات سياسية واضحة تمثلت في عزل “إسرائيل” دبلوماسيًا، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية في العالم. ويرى أن الأمل الوحيد أمام “إسرائيل” هو أن يسمح وقف إطلاق النار الطويل بفكّ عزلتها الدولية التي وقعت فيها بسبب موجة من “العداء لـإسرائيل” من جهة، وبسبب “سياساتها الفاشلة” من جهة أخرى.
مقالات ذات صلةويشير المحلل إلى أنّ التحول الحاسم في الموقف الأمريكي – المتمثل بقرار الرئيس دونالد ترامب إلزام #نتنياهو بوقف الحرب – جاء بعد محاولة “إسرائيلية” فاشلة لاستهداف قيادة حماس في قطر. فبينما كانت قيادة الحركة مجتمعة في الدوحة لبحث المقترح الأمريكي، حاولت “إسرائيل” اغتيال عدد من القادة هناك، ما أثار غضب واشنطن ودفع طاقم ترامب إلى ممارسة ضغط هائل على تل أبيب، نظرًا إلى اعتبار قطر حليفًا استراتيجيًا في ملفات اقتصادية وأمنية، وليس مجرد راعية لحماس. وبهذا الضغط وُلدت “خطة السلام” الأمريكية الجديدة، رغم إدراك الجميع أنها لن تُنفذ بالكامل.
ويتابع يسخاروف أن ما لن تحققه “إسرائيل” في هذه المرحلة واضح: فحماس لن تتخلى عن سلاحها، لا الآن ولا في المستقبل القريب، قبل قيام دولة فلسطينية. وهي لن تُهزم ولن تُباد، ما يجعل شعار “النصر الكامل” الذي يردده نتنياهو فارغًا من المعنى. كما ترفض الحركة أي وجود لقوة حكم أجنبية غير فلسطينية داخل القطاع، في حين لن تحصل هي بالمقابل على السيطرة الكاملة على غزة ولا على الإفراج عن جميع الأسرى “الثقيلين” الذين طالبت بهم. ومع أنّ أسماء المفرج عنهم لم تتضح بعد، إلا أنّ هذه المسألة – بحسب يسخاروف – لن تعيق تثبيت وقف إطلاق النار.
أما مستقبل الاتفاق، فيراه هشًا ومؤقتًا ما لم يُستكمل الجانب السياسي من “خطة ترامب”. فـ”إسرائيل” – كما يقول – تحتاج إلى إدخال سلطة بديلة لحماس في غزة كي تحقق تغييرًا استراتيجيًا، وقد وافقت بعض الدول العربية مبدئيًا على المشاركة في قوة مشتركة إلى جانب السلطة الفلسطينية، بهدف نزع سلاح حماس ضمن تهديد دولي صريح باستئناف الحرب في حال الرفض. لكن إذا استمرت “إسرائيل” في رفض دور السلطة الفلسطينية وأصرت على أن تفكيك حماس سيحدث “بمعجزة”، فعليها الاستعداد لجولة جديدة من الحرب. الفارق الوحيد في المرة القادمة، كما يختم، أنّ “المنظمات الفلسطينية لن تمتلك رهائن أحياء”.
ويختم يسخاروف بالإشارة إلى أنّ حماس أبلغت الوسطاء بعدم تمكنها من العثور على جثامين تسعة من المختطفين الذين قُتلوا في الحرب، ما يعني وجود تسع عائلات “إسرائيلية” بلا جثث لدفنها. ويؤكد أنّ على حكومة الاحتلال الإصرار في الأشهر المقبلة على استعادة هذه الجثامين، محذرًا من تكرار سيناريو عائلة الجندي هدار غولدين، التي ما تزال تنتظر منذ أحد عشر عامًا تسلّم جثمان ابنها.