نيويورك (الاتحاد)
أكدت دولة الإمارات حق فلسطين بنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وقدرتها على تحمل مسؤوليات العضوية، مشيرةً إلى أن استيفاء فلسطين لمعايير العضوية راسخٌ على نحوٍ لا لبس فيه.
وأعربت الإمارات في بيان للمجموعة العربية في نيويورك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ألقاه السفير محمد أبوشهاب، المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة، أمس، عن بالغ أسفها وخيبة أملها إزاء استخدام الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو» ضد مشروع القرار الذي قدمته الجزائر لمجلس الأمن في أبريل الماضي نيابةً عن المجموعة العربية، والذي يوصي بحصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

أخبار ذات صلة الأمم المتحدة: اجتياح رفح يمثل «مأساةً تفوق الوصف» ارتفاع نسبة الفقر إلى 90% في غزة

وقال: إن «المطلب الفلسطيني بنيل العضوية الكاملة هو حقٌ لا جدل فيه، فقد أثبتت دولة فلسطين التزامها بميثاق الأمم المتحدة وقدرتها على تحمل مسؤوليات العضوية، إن استيفاء فلسطين لمعايير العضوية راسخٌ على نحوٍ لا لبس فيه». وأضاف: «في حين حصلت إسرائيل على عضويتها في الأمم المتحدة قبل 75 عاماً، لا يزال الشعب الفلسطيني محروماً من حقه في تقرير المصير، ولا تزال دولة فلسطين محرومة من حقها المشروع في العضوية الكاملة، إن هذه الازدواجية في المعايير تقوض مصداقية المنظمة، وتتعارض مع مبادئ العدالة والمساواة التي تقوم عليها».
وأشار السفير محمد أبوشهاب في البيان إلى أن طلب فلسطين يجسد الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي، حيث صوتت أغلبية ساحقة في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار الذي أوصى بمنح فلسطين العضوية الكاملة.  وقال: «اعترفت 140 دولة - أي أكثر من ثلثي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، بينما أعلنت دولٌ أخرى عزمها على القيام بذلك، إن كل من يدعم هذه الخطوة سيسجل له التاريخ أنه قد وقف بجانب الحق والعدالة».
وفي ظل تفاقم المأساة التي يمر بها الشعب الفلسطيني بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي، أشار أبوشهاب في البيان إلى ضرورة إرسال رسالة قوية وواضحة إلى أن إنهاء الاحتلال، واستقلال فلسطين، وحل الصراع وفقاً لقرارات الشرعية الدولية هي السبيل الوحيد للمضي قدماً.
وقال: «لا يمكن التقليل من أهمية منح فلسطين حقها في العضوية الكاملة، والذي بدوره سيعزز فرص تحقيق السلام العادل والدائم المبني على حل الدولتين، وسيؤكد على التزام الأمم المتحدة تجاه الشعب الفلسطيني وحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير، بما في ذلك حقه في استقلال دولته ذات السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
ودعا جميع الدول المحبة للسلام، والمؤمنة بالمساواة في السيادة، أن تدعم عضوية فلسطين الكاملة، وأن تعترف بها كدولة، وقال: «نوجه رسالة قوية لمن يحاول محو الحق الفلسطيني وإضفاء الشرعية على الاحتلال والتنصل من حل الدولتين، بأننا سننتصر للحرية والعدل والسلام».
وأضاف: إن «القضية الفلسطينية هي الاختبار الأصعب لمصداقية الأمم المتحدة وقدرة المنظمة على إنفاذ القانون الدولي».
وأردف: «هذه المسألة تتجلى بوضوح حين نتحدث عن الموقف الدولي تجاه العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد الملايين، لقد عانى أهل غزة على مدى أكثر من 200 يوم ما يفوق الوصف من قصفٍ وقتلٍ وحصار وتدمير وتجويع ممنهج، وظروفهم لا تطاق، فهم يفتقدون لأبسط مقومات الحياة وللخدمات الأساسية بعد انهيار البنية التحتية».
وٍقال: «فوق ذلك كله، وفي مواصلة تجاهلها الصارخٍ للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، تهدد إسرائيل عبر تصريحاتها المستمرة باجتياح رفح ذات الكثافة السكانية العالية بسبب التهجير القسري، الأمر الذي يقتضي من المجتمع الدولي اتخاذ موقفٍ حازم يحول دون إقدام إسرائيل على مثل هذه الخطوة التي سيكون لها أبعادٌ كارثية يصعب احتواؤها».
ودعا مجلس الأمن الدولي إلى القيام بدوره في ضمان التوصل إلى وقفٍ فوري ودائم لإطلاق النار، وإلزام إسرائيل «القوة القائمة بالاحتلال» بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وآخرها القرارات 2712، و2720، و2728، ووقف العمليات العسكرية والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بشكل فوري وكامل.
ودعا إلى احترام مبادئ حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، والتوقف عن استهداف المرافق الصحية والتعليمية، وغيرها من الأعيان المدنية.
وشدد على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بأمان، وعبر المعابر كافة، ودون عوائق، وبما يتناسب مع حجم الاحتياجات الهائل على الأرض، مشيراً إلى دعم المجموعة العربية جهود الأمم المتحدة، بما في ذلك جهود سيغريد كاغ، كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: عضوية فلسطين في الأمم المتحدة عضوية فلسطين الإمارات فلسطين الاعتراف بفلسطين الأمم المتحدة فی الأمم المتحدة العضویة الکاملة دولة فلسطین مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

بمشاركة واسعة وغياب أمريكي.. انطلاق المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية في نيويورك

انطلقت في مقر الأمم المتحدة بنيويورك أعمال المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية وحل الدولتين، برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، وبمشاركة دولية واسعة تشمل وزراء خارجية ونوابهم من مختلف البلدان، على رأسهم نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين.

ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية المؤتمر الدولي الخاص بتسوية القضية الفلسطينية الذي انطلق في نيويورك بأنه “هدية لحماس التي ترفض مقترحات وقف إطلاق النار”، مؤكدة أن واشنطن صوتت ضد دعوة الجمعية العامة لعقد المؤتمر ولن تدعم أي إجراءات قد تقوض جهود التوصل لحل سلمي.

في المقابل، أعلنت بعثة إسرائيل في الأمم المتحدة أنها لن تشارك في المؤتمر، مبررة ذلك بعدم تركيزه على إدانة حماس أو على قضية إعادة الرهائن.

من جهتها، أكدت فرنسا تمسكها بموقفها الداعم لحل الدولتين، رغم الاستياء الإسرائيلي من إعلان باريس نيتها الاعتراف بدولة فلسطين.

وقال مستشار الرئيس الفرنسي لقناة “الجزيرة” إن رسالة فرنسا لإسرائيل واضحة: “يجب أن تتوقف الحرب وأن تدخل المساعدات إلى قطاع غزة”.

ويأتي المؤتمر وسط تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة، في ظل مجاعة تزداد حدة، وفي توقيت يتزامن مع جهود دولية تقودها الولايات المتحدة ومصر وقطر للتوصل إلى هدنة دائمة.

وأكد المؤتمر دعمه لحل الدولتين عبر إقامة دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الموقف الذي تؤيده روسيا وعدد من الدول المشاركة.

ومع ذلك، يتغيب الداعم الرئيسي لإسرائيل، الولايات المتحدة، عن هذا المؤتمر، فيما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتزام بلاده الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، ما يعكس تحركاً أوروبياً متزايداً نحو دعم القضية الفلسطينية.

وتُعَد فلسطين معترفاً بها من قبل 147 دولة، بينما ترفض الولايات المتحدة الاعتراف الكامل بها، واستخدمت حق النقض (الفيتو) ضد عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة عام 2024.

إيران تدعو لاجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي حول غزة وترفض تفعيل “آلية الزناد” الأوروبية

دعت إيران لعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي لوقف الجرائم الإسرائيلية وتقديم مساعدات عاجلة للفلسطينيين في قطاع غزة، ووصفت الحصار الإسرائيلي المتواصل بأنه جريمة حرب.

كما أكدت الخارجية الإيرانية رفض طهران الرسمي لتفعيل “آلية الزناد” الأوروبية المتعلقة بإعادة فرض العقوبات، مشددة على أن محادثات رفع العقوبات النووية تقتصر على ملف البرنامج النووي فقط، دون التطرق إلى قضايا أخرى. إيران أكدت تمسكها بتعزيز قدراتها الدفاعية وعدم خوض أي مفاوضات حولها.

مقالات مشابهة

  • المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة يعتمد قرارين لصالح فلسطين
  • هل يمكن لفلسطين أن تنال العضوية الكاملة في الأمم المتحدة؟
  • إعلان نيويورك: إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وأهمية الاعتراف بدولة فلسطين ومنحها عضوية كاملة بالأمم المتحدة
  • “إعلان نيويورك”: إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين ومنحها عضوية كاملة بالأمم المتحدة
  • مندوب باكستان لدى الأمم المتحدة: الغارات الإسرائيلية على سوريا انتهاك واضح للقانون الدولي
  • الإمارات: تعزيز السلام والأمن الدوليين حجر الأساس لاستقرار الشعوب وتحقيق التنمية
  • عُمان تشارك في المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بنيويورك
  • باكستان تؤكد دعمها مبادرة المملكة وفرنسا لإقامة دولة فلسطينية
  • مصر تؤكد دعمها لفلسطين وتحذر من المساس بأمنها المائي
  • بمشاركة واسعة وغياب أمريكي.. انطلاق المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية في نيويورك