اتسّعت رقعة المظاهرات المتضامنة مع فلسطين في الجامعات الأمريكية، وامتدت إلى دول أوروبية عديدة، رغم محاولات شيطنتها، ومنعها بالقوة.

وأظهر الطلبة المحتجون بدءا من جامعة كولومبيا إلى بقية الجامعات الأمريكية الأخرى، إصرارا كبيرا في تحقيق مطالبهم المتمثلة بوقف التعاون الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية.
 
واللافت أن الحراك المتضامن مع فلسطين في الجامعات الأمريكية، له جذور تاريخية عريقة، تمتد إلى ما قبل احتلال فلسطين وإعلان الاحتلال الإسرائيلي إقامة دولة له عام 1948.



وعد بلفور

في عام 1917، وبعد إعلان وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور عن وعده لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين، ظهرت احتجاجات واسعة في الجامعات الأمريكية ضد ما بات يعرف اليوم بـ"وعد بلفور".

واحتج طلبة عرب وأمريكيون في الجامعات حينها، وأسسوا جمعية فلسطينية لمناهضة الصهيونية، تم تغيير اسمها لاحقا إلى "الرابطة الوطنية الفلسطينية"، ثم "الرابطة الوطنية العربية".

وبحسب موقع "vox" الأمريكي، فإن حراكا آخر من أجل فلسطين ظهر في الجامعات الأمريكية عام 1921، أي قبل أكثر من 100 عام أيضا.

وشارك طلبة الجامعات في احتجاجات حينها أمام مبنى الكونغرس ضد الدعم الأمريكي المقدم للعصابات الصهيونية في فلسطين.

ما قبل النكبة
في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، تزايدت هجرة الفلسطينيين والعرب من دول الشام إلى الولايات المتحدة، وهو ما أرفد الجامعات الأمريكية بمجموعة كبيرة من الطلبة العرب.

ونشر الطلبة القادمون حينها من فلسطين إلى الجامعات الأمريكية وعيا لدى زملائهم بخطر الاستعمار البريطاني، والترتيب لإقامة وطن لليهود، وطرد أصحاب الأرض من بلدهم.


ما بعد نكسة 1967كان للطلبة الفلسطينيين في الجامعات الأمريكية دورا بارزا في الاحتجاجات التاريخية ضد الحرب في فيتنام، بستينات القرن الماضي.

وفي كتاب بعنوان "في قوتنا: الطلاب الأمريكيون ينظّمون من أجل العدالة لفلسطين"، ذكرت الكاتبة نورا باروز فريدمان، أن حراكا فلسطينيا واسعا كان في الستينات، وشكل مجموعة تنظيم تحت مسمى "تحرير فلسطين".

وتزايد الحضور الفلسطيني في الجامعات الأمريكية بعد نكسة عام 1967، حيث وصلت مجموعات جديدة من النازحين إلى الولايات المتحدة.


مظاهرة أمام قنصلية إسرائيل في هيوستن عام 1981


توسع وانتشار
بدءا من سبعينات القرن الماضي، اتسع الوجود الفلسطيني في الولايات المتحدة، والذي ينعكس بطبيعة الحال على الجامعات.

وفي فترة زمنية ليست بالطويلة، بدأت تتشكل عدة مجموعات طلابية هدفها الأساسي العمل من أجل فلسطين، على غرار "منظمة الطلاب العرب، ورابطة خريجي الجامعات العربية الأمريكية (أنشأها المفكر الفلسطيني الأمريكي الراحل إدوارد سعيد)، والاتحاد العام للطلاب الفلسطينيين".

واستمر الحراك الطلابي بنشاطه والذي يتضاعف مع كل حدث بارز، على غرار حرب أكتوبر 1973، واجتياح بيروت عام 1982، والانتفاضة الأولى عام 1987، كما شارك في الحراك المتضامن مع جنوب أفريقيا ضد الفصل العنصري، والذي برز في ثمانينات القرن الماضي أيضا.


مظاهرة في جامعة كولورادو ضد بيع الأسلحة الأمريكية لإسرائيل خلال حرب 1973

"أوسلو" وإعادة تشكيل الحراك

شكل اتفاق السلام بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي عام 1993، ضربة للحراك الطلابي من أجل فلسطين في الجامعات الأمريكية، حيث بدأ التضييق على المتضامنين مع فلسطين، مع تضخيم مصطلح "معاداة السامية"، وإلصاقه بأي حراك رافض للاحتلال الإسرائيلي.

ورغم ذلك، بدأ طلبة الولايات المتحدة الفلسطينيون والمتضامنون مع قضيتهم، بإعادة تشكيل الحراك الطلابي بشكل أكثر شمولا.

ومع ثورات الربيع العربي، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بات عمل المجموعات المناصرة لفلسطين أكثر تنظيما في الجامعات الأمريكية.

وبرز خلال السنوات الماضية حراك "طلاب من أجل العدالة في فلسطين"، وباتت تنسق جل المظاهرات والتجمعات الطلابية لا سيما بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.


شيطنة غير مسبوقة
يواجه الطلبة المتضامنون مع فلسطين من اتهامات وشيطنة غير مسبوقة لهم، إذ يتم اتهامهم بشكل مباشر بـ"معاداة السامية" والتحريض على المكوّن اليهودي في الولايات المتحدة.

وعبّرت رئيس جامعة جورج واشنطن إلين غرانبيرغ عن هذه الحالة، باتهامها الطلبة الرافضين للتعاون مع الجامعات الأمريكية بأنهم "معادون للسامية".

وقالت غرانبيرغ إن رفع الطلاب شعارات تشمل "سحب الاستثمارات من الإبادة الجماعية الصهيونية الآن"، و"المجد لشهدائنا"، و" تحرير فلسطين من النهر إلى البحر "، هي "معادية للسامية"، وهو ما يرفضه الطلبة بشكل قاطع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية فلسطين كولومبيا غزة جورج واشنطن فلسطين غزة كولومبيا جورج واشنطن المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الجامعات الأمریکیة الولایات المتحدة القرن الماضی مع فلسطین من أجل

إقرأ أيضاً:

إصابة عسكريين يابانيين في انفجار بقاعدة كادينا الجوية الأمريكية

الثورة نت/..

أصيب عدد من العسكريين اليابانيين اليوم الاثنين، جراء انفجار وقع داخل مستودع للذخيرة في قاعدة كادينا الجوية الأمريكية بمحافظة أوكيناوا جنوبي اليابان.
وأكد مسؤولون في وزارة الدفاع اليابانية أن الإصابات “غير خطيرة ولا تهدد حياة المصابين”، مشيرين إلى أن المستودع المُنفجر فيه مخصص للتخزين المؤقت للذخيرة غير المنفجرة.
وفي وقت سابق، أفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية بأن انفجارا وقع بقاعدة كادينا الجوية الأمريكية في اليابان مشيرة إلى وقوع إصابات حسب ما نقلته وكالة “رويترز”.
وأضافت الوكالة: “وقع انفجار في منطقة تخزين ذخيرة داخل قاعدة كادينا الجوية التابعة للجيش الأمريكي في أوكيناوا، جنوب اليابان، اليوم الاثنين، ووردت أنباء عن عدد غير معروف من الإصابات، وفقا لمسؤول في قرية يوميتان”.
وتعتبر قاعدة كادينا الجوية التابعة للولايات المتحدة من القواعد العسكرية التي تحتضن أحدث المقاتلات الأمريكية المتطورة وكانت نقطة انطلاق للعديد من المناورات العسكرية المتعددة الجنسيات في شمال المحيط الهادئ.
وفي حادثة أخرى وقعت في يونيو سنة 2020، اندلعت النيران في مستودع للمواد الخطرة في قاعدة كادين
وتعتبر كادينا أكبر قاعدة جوية أمريكية خارج الولايات المتحدة، وتبلغ مساحتها حوالي ألفي هكتار، ولها مدرجان بطول حوالي 3.7 ألف متر.

مقالات مشابهة

  • حراك أبناء سوق الجمعة: نحن لا نغدر لكننا لا نُغلب
  • أفضل 10 جامعات لتوظيف الخريجين عالميا.. أين تقف الجامعات العربية؟
  • إصابة عسكريين يابانيين في انفجار بقاعدة كادينا الجوية الأمريكية
  • ظهور لافت للجامعات المصرية في كافة المجالات الأكاديمية بتصنيفات "التخصصات العلمية"
  • جامعات رابطة اللبلاب على خط المواجهة مع إدارة ترامب
  • طهران: العقوبات الأمريكية تؤكّد عداء عميق تجاه الشعب الإيراني
  • «إشكالات»
  • آفاق العلاقات السورية ـ الأمريكية
  • محامون من أجل فلسطين: الممارسات الأمريكية والإسرائيلية تنتهك حقوق الإنسان
  • تحالف محامون من أجل فلسطين بسويسرا: أمريكا تقف إلى جانب إسرائيل لحمايتها دون وجه حق