– من الأشياء العجيبة الكشفتها الحرب دي انو الشاب في أول حياته لازم يتعلم عمل يدر عليه دخلاً يكفيه ويكفي أهله سواء كان الدخل ده عن طريق الدراسة والوظيفة أو عن طريق التجارة والسوق.
– تحضرني عبارة الإمام سفيان الثوري وهو يقلب بعض الدراهم في يده ويقول: لولا هذا المال لتمندل بنا هؤلاء الملوك. يحث فيها طلاب العلم على السعي لتأمين مصدر دخل قبل الشروع في طلب العلم.
– في هذه الحرب رأيت كثيراً من طلاب العلم الذين كانوا يحضرون معنا مجالس الحديث وحلق العلم ومجالس صحيح البخاري رأيتهم يعملون جواسيس ومرشدين للمليشيا يبيعون دينهم بدنيا الدعم السريع.
– قبل فترة اتواصلت مع واحد منهم بعد عرفت انو شغال جاسوس ومخبر يدل الدعامة على بيوت الضباط المعاشيين وبيوت الشباب المستنفرين في الشجرة واللاماب.. اتواصلت معاهو وأنا ما مصدق انو ممكن يعمل كدا. لما سألته ده شنو يا زول ..قال لي نحن حربنا معاكم من يوم اتولدنا
والرجل أعرفه جيداً وزارني في بيتي مرات عديدة واستلف عدداً من الكتب المميزة في مكتبتي، وهو لا مهنة له وقد تقرب في الفترة الأخيرة من الدعم السريع وضباطه فظهرت عليه آثار النعمة .
– هذا الشاب نفسه قام بتجنيد عدد كبير من طلاب العلم في صف مليشيا الدعم السريع، وقد تواصلت معهم وللأسف وجدتهم يقتلون ويسرقون وينهبون ويغتصبون السودانيين في جبرة تحت وهم دولة 56.
-بل تعدى الأمر إلى أبعد من ذلك فقد ذكر لي الشيخ القارئ المُقرئ إسماعيل جميل – صاحب أعلى سند في القرآن الكريم في السودان- أن أحد هؤلاء الطلاب كان قد أخذ من اسماعيل القراءت العشر الصغرى- أن هذا الشاب وهو من قبائل الدعم السريع يقول باستحلال دماء الجيش والمستنفرين.
– والأغرب أن أحدهم وهو من حفظة المسابقات الآن يقاتل في صف المليشيا يسرق وينهب وما نفعه تعلمه القرآن بشيء.. والغريب أن هذا الرجل كان يدخل المسابقات ويقول لنا (أنا المسابقة دي داخلها بطراً ورئاء الناس) وكنا الناس يضحكون في مقولته هذا فصيّره الله إلى شر حال والعياذ بالله.
– الجامع في كل هؤلاء وغيرهم من طلبة العلم والحفظة ممن أعرفهم هو أنهم رفضوا الدراسة والوظيفة وأخذوا يعتمدون على عطايا الدعم السريع
– ليس القصد من المنشور تجريم هذه القبائل وتعميم الخكم عليها .. حاشا لله.. وإنما القصد بيان أثر عدم الشغل والعطلة والسعي لتأمين مصدر دخل ثابت في أن يبيع الواحد دينه ونفسه
وإلا فمن هذه القبائل قادة في الجيش يدافعون ويقاتلون زوداً عن دينهم وأرضهم وعرضهم.
إيهاب إبراهيم الجعلي
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
خبراء يرجحون حصول قوات الدعم السريع على طائرات مسيرة من الإمارات
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، يبدو أنها استطاعت بعد حصولها على دعم إماراتي من توجيه ضربات قاسية لبورتسودان مقر مجلس السيادة الذي يرأسه قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان.
وأضافت الصحيفة في تقريرها أن "قوات الدعم السريع أثبتت قدرتها على الرد من السماء بعد أن فقدت أراضٍ لصالح الجيش خلال الأشهر الأولى من العام في مناطق واسعة من وسط السودان، وتخلت عن العاصمة الخرطوم في أواخر آذار/ مارس.
وأظهرت الضربات الدقيقة اللاحقة على بورتسودان إما أن قوات الدعم السريع قد اكتسبت بسرعة مهارات تشغيل الطائرات المسيرة المتقدمة، أو أن أطرافاً أجنبية كانت تساعد في تنفيذ الهجمات، وفقاً للمحللين الدفاعيين.
وبالنظر إلى المدى الطويل للرحلات الجوية التي تتجاوز نطاق التحكم اللاسلكي، فقد تطلبت تلك العمليات توجيهاً عبر الأقمار الصناعية.
ونقلت الصحيفة عن خبير غربي في تكنولوجيا الطائرات المسيرة، طلب عدم الكشف عن هويته قوله: “لابد أنهم تلقوا مساعدة أجنبية في تشغيل هذه الأجهزة”.
ووفقا لمصدر مقرب من إدارة البرهان، فإن الجيش فوجئ بالهجوم على بورتسودان، فقد تعرضت المدينة خلال أيام متتالية لهجمات بطائرات مسيرة انتحارية وطائرات بدون طيار عسكرية، مما قلب ديناميكية الحرب الأهلية المدمرة التي استمرت لعامين.
وتم تحديد هوية الطائرات المسيرة، التي يعتقد أنها جاءت من الصين والإمارات العربية المتحدة، من قبل محللين دفاعيين من بقايا المعارك وصور الأقمار الصناعية، مما جعل أماكن كانت تعتبر آمنة مثل بورتسودان، على ساحل البحر الأحمر شرق البلاد وعلى بعد أكثر من 1200 كيلومتر من أي قاعدة معروفة لقوات الدعم السريع، ضمن نطاق الميليشيا.
يقول كاميرون هدسون، الزميل الأول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن وخبير في الشأن السوداني: "كلما اعتقدت أن الجيش بدأ يقلب الموازين وأن قوات الدعم السريع في موقف ضعيف، تجدهم والإمارات يضاعفون الهجمات"، وأضاف: "يتم طردهم من الخرطوم، لكنهم الآن فتحوا المجال للبلاد بأكملها".
وتمتعت القوات المسلحة السودانية بتفوق جوي في بداية النزاع بفضل سلاحها الجوي، وبعد أن استخدمت منذ فترة طويلة طائرات استطلاع إيرانية كدعم مدفعي، بدت وكأنها تفوقت على قوات الدعم السريع في نشر الطائرات بدون طيار.
وكثفت قوات الدعم السريع أيضاً من استخدام الطائرات المسيرة، مستهدفة في الأشهر الأخيرة البنية التحتية العسكرية والمدنية في عمق الأراضي التي يسيطر عليها الجيش، بما في ذلك سد مروي الكهرومائي على نهر النيل.
وأدى قصف محطة كهرباء إلى إغراق الخرطوم والولاية المحيطة في الظلام.
ويبدو أن هجمات الطائرات المسيرة على بورتسودان جاءت كرد على غارة جوية للجيش السوداني في الثاني من أيار/ مايو على مطار نيالا في غرب دارفور.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية في نيالا، والتي حللها مختبر أبحاث الشؤون الإنسانية بجامعة “ييل” أن قوات الدعم السريع، التي نشأت من مليشيات “الجنجويد” التي عاثت فساداً في دارفور في بداية القرن، كانت تعمل على بناء قدراتها بالطائرات المسيرة. ويشمل ذلك 12 طائرة صينية الصنع أو أكثر من نوع “Ch-95” و”FH-95”، القادرة على حمل صواريخ موجهة.
ودمرت غارة الجيش السوداني طائرة شحن كانت تنقل المزيد من الأسلحة إلى قوات الدعم السريع في نيالا وقتلت مستشارين تقنيين أجانب، وفقاً لمصدر مقرب من السلطات في بورتسودان وعدة أشخاص يراقبون الحرب.
وقد ألقت حكومة البرهان باللوم على الإمارات في تقديم هذا الدعم وتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، وهو ما تنفيه أبوظبي، ولكن بعد أشهر من تبادل الاتهامات وظهور المزيد من الأدلة التي تشير إلى تورط الإمارات، قطع البرهان الأسبوع الماضي العلاقات الدبلوماسية مع أبوظبي، واصفاً إياها بالدولة المعادية.
في المقابل، قالت الإمارات إنها لا تعترف بسلطة بورتسودان كـ”الحكومة الشرعية للسودان”.
ومن بين الأهداف التي استهدفت في بورتسودان قواعد عسكرية وبحرية، وفندق يرتاده ضيوف أجانب، والمطار المدني الوحيد العامل في البلاد ومستودعات الوقود، وتم قطع إمدادات الكهرباء عن معظم أنحاء المدينة.
وقال المصدر المقرب من السلطات: “كان هذا جرس إنذار للقادة هنا، لأنه بعد أن سيطروا على الخرطوم… انشغل الجميع بتقسيم الكعكة ونسوا الحرب”.
وأكدت هجمات الطائرات المسيرة على استمرار الميليشيات — التي اتهمتها الولايات المتحدة بارتكاب إبادة جماعية — في الحصول على أسلحة أجنبية في انتهاك لحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة كما سلطت الضوء على ضعف الدفاعات الجوية للقوات المسلحة السودانية.
وأصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً الأسبوع الماضي أشارت فيه إلى أن أسلحة صينية، يُرجح أن الإمارات أعادت تصديرها، قد عُثر عليها في الخرطوم بعد هزيمة قوات الدعم السريع.
وتضمنت تحليلات المنظمة لصور من مواقع الهجمات، بما في ذلك بورتسودان، صواريخ موجهة صينية الصنع من طراز "GB50A" ومدافع "هاوتزر AH-4" عيار 155 ملم.
ونفت الإمارات هذه الاتهامات، ووصفتها بأنها “لا أساس لها من الصحة” و”غير مدعومة بالأدلة”.
ولا تزال مصادر الطائرات المسيرة التي استخدمتها قوات الدعم السريع في هجمات بورتسودان قيد التحقيق.
وقال لويم زويننبورغ، رئيس مشروع نزع السلاح الإنساني في منظمة “باكس” الهولندية للسلام وخبير في الطائرات المسيرة، إن طائرات مشابهة لنماذج صنعت في الإمارات وعُرضت في معارض الأسلحة في الخليج قد عُثر عليها في ساحة المعركة.
وأضاف أنه تتبع طائرات مسيرة بعيدة المدى صينية الصنع بأيدي قوات الدعم السريع، وقال إن صاروخاً موجهاً صينياً من طراز "GB50" أو النسخة الأصغر "GB25" قد استخدم لاستهداف الفندق في بورتسودان.