شنّت قوات الدعم السريع، الأحد، قصفاً استهدف سوقاً داخل مخيم للنازحين في إقليم دارفور، ما أسفر عن مقتل 14 شخصاً وسط تعذر حصر العدد الكامل للضحايا بسبب تدهور الوضع الأمني في المنطقة، وفق مصادر إغاثية وبيان غرفة الطوارئ في معسكر أبو شوك.

وأكد البيان تعرض سوق نيفاشا وأجزاء من المعسكر للقصف، مترافقاً مع انتشار المجاعة في المخيم، وأشار إلى أن سوء الأوضاع الأمنية حال دون إحصاء شامل للضحايا والمصابين، ويقع معسكر أبو شوك بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطق الإقليم بينما تحافظ قوات الجيش على آخر المدن الكبرى في المنطقة.

وتأتي هذه الهجمات في سياق تصاعد العمليات العسكرية بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، خاصة بعد خسائر الدعم السريع في الخرطوم قبل شهرين، مع استمرار محاولات السيطرة على مناطق استراتيجية في دارفور والمناطق المحيطة.

في تطور موازٍ، اتهمت منظمة “محامو الطوارئ” الحقوقية الجيش وقوات مساندة له بشن هجوم على قرية الحمادي في جنوب كردفان، أدى إلى مقتل 18 مدنياً وجرح العشرات، إضافة إلى عمليات نهب واعتقالات تعسفية، مما دفع المدنيين للنزوح في ظروف إنسانية صعبة.

على صعيد العاصمة، حذرت منظمة أطباء بلا حدود من تدهور الخدمات الصحية في الخرطوم، إثر انقطاع الكهرباء الكامل بسبب هجمات بطائرات مسيرة نفذتها قوات الدعم السريع على محطات كهرباء رئيسية، وأدى انقطاع التيار إلى شلل في المياه والمستشفيات ومرافق حيوية أخرى، مما يزيد من معاناة السكان، وهدد بإغلاق مستشفى النو، المستشفى الرئيسي الذي يخدم مناطق الخرطوم وأم درمان وبحري.

وحذرت المنظمة من تفشي الكوليرا نتيجة نقص مياه الشرب، وأدانت جميع الهجمات على البنية التحتية المدنية، مطالبة بوقف استهداف المرافق الحيوية فوراً.

يذكر أن السودان يشهد منذ أبريل 2023 حرباً مدمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، أودت بحياة عشرات الآلاف وأجبرت أكثر من 13 مليون شخص على النزوح، في أزمة إنسانية تعد من الأسوأ في التاريخ الحديث.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الجيش السوداني الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الحرب السودانية السودان دارفور قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الجيش يتقدم في صحراء دارفور والمسيرات تهاجم معسكر درع السودان

 

 فيما لا تزال ولاية غرب كردفان تشهد عمليات استنفار وتعبئة واسعة من الجانبين وتوترات أمنية متصاعدة تنذر بصدام جديد وشيك بين الطرفين في مدينة النهود، حيث يسعى الجيش إلى استردادها، يعيش النازحون بالقرى الواقعة حول المدينة أوضاعاً إنسانية حرجة، ويواجه عشرات الآلاف منهم انعداماً حاداً في مياه الشرب نتيجة توقف إمدادات الوقود إلى آبار المياه بسبب المعارك الجارية.

تطورات عسكرية متسارعة وتصعيد واسع يشهده أكثر من محور قتالي في الحرب المستعرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، بخاصة في دارفور وكردفان وأم درمان، أبرزها تحرير الجيش والقوات المشتركة منطقة وادي العطرون، نقطة الإمداد الاستراتيجية لـ"الدعم السريع" على المثلث الحدودي بين السودان وليبيا وتشاد.

هجمات وقصف بينما شن الطيران الحربي للجيش غارات جوية عدة على مواقع ومتحركات "الدعم السريع" في مدينة النهود غرب كردفان هاجمت مسيرات "الدعم السريع" معسكر قوات درع السودان في شرق ولاية الجزيرة، وواصلت قصفها العشوائي على مدينة الفاشر ومعسكر "أبو شوك" للنازحين، وتبادل الطرفان القصف المدفعي جنوب أم درمان.

وأعلن حاكم إقليم دارفور المشرف على القوات المشتركة مني أركو مناوي أن سيطرة الجيش والقوات المشتركة على هذه المنطقة الاستراتيجية تمثل انتصاراً عظيماً يبشر بأن النصر بات وشيكاً، "وقريباً سنحتفل مع شعبنا في إقليم دارفور في كل الطرقات".

 وكشف مناوي لدى مخاطبته حشداً من ضباط وجنود القوات المشتركة عن أنه لم يتبق لتحرير دارفور سوى أربع خطوات عسكرية فحسب، تبدأ بالفولة لتنتهي بالفاشر. وأكد بيان للقوات المشتركة أن تحرير منطقة العطرون في صحراء شمال دارفور من قبضة "الدعم السريع" تم بعد عملية عسكرية دقيقة ومنسقة بينها وبين قوات الجيش "تكبد فيها العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد".

موازين القوى وأوضح الناطق الرسمي باسم القوات المشتركة العقيد أحمد حسين مصطفى أن تحرير وادي العطرون يمثل تحولاً في موازين القوى على أرض دارفور وخطوة حاسمة نحو استعادة الأمن والاستقرار في الإقليم، إذ تكتسب المنطقة أهمية استراتيجية بالغة بموقعها الحيوي الذي يربط بين الولاية الشمالية وشمال دارفور ومنطقة المثلث الحدودي.

وأضاف مصطفى أن المنطقة تشكل مركزاً محورياً في خريطة العمليات العسكرية وشبكات الإمداد، ويعد تحريرها بمثابة قطع للشريان الرئيس لإمدادات "الدعم السريع" اللوجيستية والعسكرية والبشرية.

وتتزامن سيطرة الجيش على وادي العطرون مع تحركات حثيثة للقوات المشتركة في إقليمي دارفور وكردفان بهدف الوصول إلى شمال دارفور وفك الحصار المضروب على مدينة الفاشر منذ ما يقارب العام.

و لقي 19 من المدنيين حتفهم وأصيب 28 آخرون بينهم أطفال جراء تجدد القصف المدفعي العشوائي من جانب "الدعم السريع" على أحياء مدينة الفاشر ومعسكر أبو شوك للنازحين شمال دارفور، وفق "شبكة أطباء السودان"، وأعلنت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك للنازحين شمال غربي الفاشر، عبر صفحتها على "فيسبوك"، عن ارتفاع أعداد ضحايا القصف العشوائي لـ"الدعم السريع" للمعسكر إلى 32 قتيلاً وعشرات الجرحى والمصابين خلال الأيام الخمسة الماضية.

وأوضحت الغرفة أن القصف استهدف سوق المعسكر المكتظة بالمدنيين إلى جانب مساجد ومنازل ومرافق خدمية عامة، مما تسبب في زيادة تعقيد الأوضاع الأمنية والإنسانية بالمعسكر، في ظل ظروف صحية صعبة يعانيها قاطنو المعسكر، نتيجة خروج كل أقسام المركز الصحي والعيادات الخاصة عن الخدمة علاوة على انعدام الأدوية والمواد الغذائية.

وفي وسط البلاد أدت هجمات بطائرات مسيرة لـ"الدعم السريع" على معسكر قوات درع السودان في جبل الأباتور بمنطقة البطانة شرق ولاية الجزيرة إلى مقتل 10 من عناصرها وإصابة 14 آخرين من الجنود التابعين له.

وتفقد قائد الدرع اللواء أبو عاقلة كيكل معسكر قواته هناك بعد ساعات قليلة من استهدافه بالطائرات المسيرة، وشهد محور العاصمة الخرطوم تبادلاً للقصف المدفعي الثقيل على مواقع كل منهما بمنطقة الفتيحاب المتاخمة لسلاح المهندسين جنوب أم درمان، حيث قصفت "الدعم السريع" مواقع متقدمة للجيش في المنطقة ذاتها، وردت مدفعية الأخير، بشدة، على مصادر النيران في محيط منطقة الصالحة ومعسكر فتاشة جنوب غربي أم درمان.

وأفاد مصدر عسكري باستمرار المواجهات والاشتباكات، وأيضاً مواصلة الجيش وحلفائه عملياتهم الحربية ضد "الدعم السريع" لتعزيز تقدمهم وتوسيع سيطرتهم على مناطق التماس حول منطقة الصالحة آخر معاقل "الدعم السريع" بالعاصمة الخرطوم

مقالات مشابهة

  • 14 قتيلا في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم للنازحين غرب السودان
  • شبكة أطباء السودان : 19 قتيلاً بينهم أطفال في قصف للدعم السريع على الفاشر
  • الجيش يتقدم في صحراء دارفور والمسيرات تهاجم معسكر درع السودان
  • الجيش السوداني يحاصر آخر معاقل الدعم السريع غرب الخرطوم
  • السودان.. مقتل 14 نازحًا في قصف الدعم السريع على سوق في دارفور
  • القوة المشتركة تعلن تحرير منطقة العطرون من قبضة مليشيا الدعم السريع
  • اتهامات للدعم السريع بقتل عشرات المدنيين في الفاشر
  • مليشيا الدعم السريع تستهدف معسكر قوات درع السودان بجبل الأبايتور
  • هل تغير معارك كسر العظم في غرب السودان الخريطة العسكرية؟