بديهية نهاية الإسبوع: التجريم بالربط التعسفي
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
إن الوقوف ضد ميليشيا إجرامية تمارس الإبادة الجماعية وتملكها عائلة ويمولها خارج لا يعني دعم الحكم العسكري أو حكم الإخوان.
من الممكن أن تكون ضد الميليشيا ومع الحكم المدني الديمقراطي. والحقيقة أن الإيمان الحقيقي بالحكم المدني الديمقراطي يفرض على الإنسان رفضاً قاطعاً ومطلقاً لهذا النوع من الميليشيات.
أي شخص في تحالف رسمي أو غير رسمي مع الميليشيا أو يتساهل معها لا يمكن أن يكون مؤمنًا حقيقيًا بالديمقراطية المدنية بل يكون منافقًا يتاجر بمثل عليا يخونها كل يوم.
ولذلك من فساد المنطق والأخلاق مساعدة الميليشيا بالادعاء أوالتلميح بأن كل إنسان ضدها بلا هوادة هو بالضرورة كوز أو مؤيد للديكتاتورية العسكرية. يُسمى هذا النوع من فساد المنطق بالتجريم بالربط. وهذا غير قانوني وغير مقبول في المحاكم ويجب رفض وفضحه في محاكم الراي العام.
التجريم بالربط يُعرف أيضًا باسم “مغالطة الارتباط”، وهي افتراض أن الشخص مذنب بشيء ما، ليس بسبب أي دليل يثبت أنه مذنب، بل عن طريق ربطه بطريقة ما بشخص مذنب أو مجموعة مذنبة بالحق أو بالدعاية.
تسعى مغالطة م التجريم بالربط إلى تشويه سمعة حجة أو متحدث بناءً على ربطه بمجموعة أو شخص منبوذ أو بشخص سيء بهدف تشويه حجته بالقول بأن المجموعة المذمومة تبنى نفس الاعتقاد أو الحجة وهكذ يتم تحقير أي موقف غير مريح لجهة ما.
في الدعاية المؤيدة للجنجويد، تعمل مغالطة التجريم بالربط النحو التالي: أنت ضد الجنجويد. الإخوان ضد الجنجويد، وبالتالي أنت ا كوز أو على الأقل مغفل نافع لا يختلف عن الكيزان.
مغالطة التجريم بالارتباط لها علاقة حميمة بالهجوم الشخصي في الصراع السياسي بتفادي الحجة والتركيز علي خطايا الكاتب الحقيقة والمنحولة.
وتحدث عملية التجريم بربط خصمًا ما بمجموعة شيطانية أو مشيطنة زورا أو بشخص سيء من أجل تشويه حجة. ويتم هذا بالتصريح أو التلميح بأن الشخص “مذنب” لأنه ببساطة يشبه هذه المجموعة “السيئة” أو يرتبط بها، أو يتفق معها في راي واحد وبالتالي، يجب احتقاره وتجاهل حججه.
ولأنهم منافقون، فإن مرتكبي برازية التجريم بالارتباط لا يطبقون منطقهم على أنفسهم ويستنتجون أنه بما أنهم يتفقون مع الجنجويد في أشياء كثيرة، مثل سؤال من بدأ الحرب، فهم أيضًا جنجويد أو مغفلون نافعون في خدمتهم. ثم ينسون أيضاً أنهم يؤمنون بإله الإسلام، واليوم الآخر والإخوان يؤمنون بنفس إله الإسلام، إذن فهم إخوان أو لا فرق بينهم وبين الإخوان.
كما ينسون أنهم يشاركون الأخوان فكرة أن الشمس تشرق من الشرق وان كل شيء حي من الماء.
في القانون صحبتك لشخص سرق من دكان لا تعني إدانتك بالضرورة ولا تعني صداقتك لأي نوع من المجرمين بانك مجرم. وفي القران الكريم “أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ”. فلو ذهبت إلي محل مع صديق وقام الصديق بسرقة شيء ما فهذا لا يعني إنك سارق. وصداقتي مع نيوليبرالي لا تعني أنني نيوليبرالي وصداقتي مع أنصاري لا تجعلني أنصاري والتواصل بيني وبن خزعبلاتي لا يعني أنني خزعبلاتي.
وكذلك الشباب الذي يحاربون في صفوف الجيش من ملوك إشتباك أو غاضبون أو غيرهم. لك أن تنتقد موقفهم كما شئت بالمنطق والبيان ولكن في غياب أي أدلة أخري فعلهم لا يثبت أنهم إخوان لا من قريب ولا من بعيد.
تستخدم حيلة التجريم بالربط في سبيل الكسب السياسي غير الشريف وهذه طفيلية سياسية أشد ضررا من الطفيلية الأقتصادية.
معتصم اقرع
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
وصافة أرسنال «الثلاثية».. نهاية جيل أم مؤشر المستقبل؟
سلطان آل علي (دبي)
أخبار ذات صلةفي سجل الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث تُسجل البطولات وترتفع رايات المجد، توجد أيضاً سطور تستحق الاحترام في خانة الوصافة. خمس فرق فقط عبر تاريخ الدوري تمكنت من إنهاء ثلاثة مواسم متتالية في المركز الثاني، وهو إنجاز لا يقل صعوبة عن التتويج، بل يعكس ثباتاً واستمرارية في أعلى مستويات التنافس. البداية تعود إلى القرن التاسع عشر مع بريستون نورث إند، الذي حقق الوصافة من 1890/91 حتى 1892/93، ثم جاء مانشستر يونايتد بعد الحرب العالمية الثانية ليحقق هاتريك الوصافة بين 1946/47 وحتى 1948/49. بعدها، صنع ليدز يونايتد أحد أبرز فصول السبعينيات بوصافة ثلاثية من 1969/70 حتى 1971/72، في فترة شهدت صراعاً شرساً على القمة مع الفرق الكبرى. لكن الفريق الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز مرتين هو أرسنال، إذ كانت الأولى بين 1998/99 و2000/01، ثم مرة أخرى بين 2022/23 و2024/25، ليؤكد مكانته التاريخية كواحد من أعمدة الكرة الإنجليزية. ما يميز أرسنال أن هاتريك الوصافة الأول لم يكن نهاية لحقبة، بل بداية لتحول استثنائي. الفريق آنذاك، بقيادة أرسين فينجر، حيث انطلق في مسيرة ذهبية تُوج خلالها بلقب الدوري مرتين، إحداها موسم 2003/04 الأسطوري الذي أنهاه دون أي هزيمة، ليُعرف باسم «الدوري الذهبي». كما أحرز الفريق ثلاثة ألقاب لكأس الاتحاد الإنجليزي، ولقبين للدرع الخيرية، وبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا 2006، في واحدة من أنجح فتراته على الإطلاق. اليوم، ومع تكرار السيناريو ذاته في الحقبة الجديدة بقيادة ميكيل أرتيتا، يعود الحديث مجدداً حول إمكانية أن تكون هذه الوصافة الثلاثية مقدمة لنهضة أخرى؟ الفريق الشاب الذي نافس حتى اللحظات الأخيرة، ووقف وجهاً لوجه أمام مانشستر سيتي وليفربول، يمتلك كل أدوات الانفجار الكروي الكبير. عقلية جديدة، تشكيلة متماسكة، واستقرار إداري نادر في العصر الحديث. قد يرى البعض في تكرار المركز الثاني مرارة، لكنه في تاريخ أرسنال، كان دائماً البداية لا النهاية. فإذا كان الماضي مؤشراً للمستقبل، فإن عشاق «المدفعجية» على موعد ليس فقط مع لقب قادم، بل مع فصل ذهبي جديد يُكتب في تاريخ شمال لندن.