إبراهيم النجار يكتب: الهروب إلى رفح ومأزق نتنياهو!
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
معركة بلا هدف، وحرب ببوصلة إسرائيلية مفقودة، تجمدت عند حدود الإبادة الجماعية، علي سقوط أهداف الحرب واحدة تلو الأخرى. رفح علي قائمة المغامرات الميدانية الجديدة لـ نتانياهو الهارب من نهاية مستقبله السياسي، إلي المقامرة بحياة الأسري غي غزة. مغامرة يدشن فيها نتانياهو، شهرا ثامنا من هزيمة جيشه في القطاع الصامد.
لا تعدو مشاهد الاجتياح كونها محاولة من رئيس حكومة الاحتلال، لطمأنة مجتمعه، لأنه بصدد تنفيذ وعوده بالمضي قدما باجتياح رفح، والسيطرة علي أهداف حيوية في وقت قياسي، وتراجع المقاومة. فيما يتفق الكثيرون، علي أن حركة السيطرة علي معبر رفح، لا تدل علي أي انجاز عسكري، ولا تعدو كونها بروباجندا إعلامية. بل تأتي علي غرار اقتحام مستشفي الشفاء، وتعمد الاحتلال الترويج والتسويق لانتصار معنوي وهمي. فالمعبر ليس منشاة عسكرية كالمستشفي، وموظفوه مدنيين. دبابات الاحتلال تمركزت عند الجانب الفلسطيني من معبر رفح، هذه المبالغة في تصوير المشهد والوعود التي يطلقها نتانياهو، لا يراها الإسرائيليون الغاضبون، سوي فخ رهانات خاسرة، سقط فيها رئيس حكومتهم، فهددوه بإحراق تل أبيب، ما لم يبرم الصفقة مع المقاومة. ارتعد الداخل الإسرائيلي، مع إعلان حركة حماس، موافقتها علي مقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسري. وسريعا عادت مشاهد قمع الآلاف التي خرجت للتظاهر في عدة مناطق. لم يطمئنهم قرار مجلس الحرب (الكابينيت)، بالإجماع مواصلة العملية في رفح، لممارسة ضغط عسكري علي حماس، من أجل إحداث تقدم في عملية إطلاق سراح الرهائن، وتحقيق أهداف الحرب الأخرى.
أي كانت توقعات نتانياهو، من رفح، وآماله قلب هزائمه نصرا، بعد هذه التهديدات المتواصلة طوال الشهور الماضية، ومحاولة استرضاء بن جفير و سموتريتش. فإن لحظة الحقيقة قد حانت. المقاومة واصلت مفاجأة الاحتلال وتابعت عملياتها، مع قصف كتائب القسام تجمعات الاحتلال شرق مدينة رفح بمنظومة الصورايخ "رجوم"، قصيرة المدى، واستهداف قوات الكيان المتوغلة شرق معبر رفح، بقذائف الهاون من العيار الثقيل.
مغامرة نتانياهو هذه تأتي فيما أسقطت أشهر الحرب علي غزة، الأهداف التي سبق إعلانها منذ البداية. إستراتيجية الضغط بالتدوير، لم تعد ذات جدوى، مع صلابة الحاضنة الشعبية للمقاومة. والمقاومة تقف علي أقدامها ميدانيا وسياسيا، وتفرض المعادلات التي توائم تطلعات الشعب الفلسطيني، من دون أي تنازل. وتطلق الصواريخ. فلماذا هذا الإصرار الإسرائيلي علي التوجه نحو رفح، علي الرغم من توصل المفاوضات إلي نتائج ايجابية، إذا صح التوصيف؟.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن تكثيف الهجوم على غزة.. بـ"عربات جدعون"
أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه شن "ضربات مكثفة" على غزة خلال اليوم الماضي في إطار "المراحل الأولية" لهجوم جديد على القطاع الفلسطيني المحاصر.
وأوضح الجيش الإسرائيلي على تليغرام أن الضربات جاءت في إطار "توسيع المعركة في قطاع غزة بهدف تحقيق كل أهداف الحرب، بما فيها إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان: "خلال اليوم الأخير بدأ جيش الدفاع شن ضربات واسعة وحشد القوات في مناطق مسيطر عليها داخل قطاع غزة، وذلك ضمن مراحل بداية حملة عربات جدعون وتوسيع المعركة في قطاع غزة بهدف تحقيق كافة أهداف الحرب بما فيها تحرير المختطفين والقضاء على حركة حماس".
وأضاف: "ستواصل قوات جيش الدفاع في القيادة الجنوبية العمل لحماية مواطني دولة إسرائيل وتحقيق أهداف الحرب".
بدء العملية العسكرية
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في ساعة مبكرة من صباح السبت أنه بدأ عملية عسكرية جديدة كبيرة في قطاع غزة.
وذكر الجيش في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "بدأ الجيش الإسرائيلي في شن ضربات شاملة وتعبئة القوات لتحقيق السيطرة العملياتية في مناطق غزة خلال اليوم الماضي".
وتابع: "هذا جزء من الاستعدادات لتوسيع العمليات وتحقيق أهداف الحرب، والتي تشمل إطلاق سراح الرهائن وتفكيك منظمة حماس الإرهابية".
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد ذكرت أن توسيع العمليات سيحدث بعد انتهاء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد بشأن غزة بحلول ذلك الوقت.
وقد أنهى ترامب جولته التي استمرت عدة أيام إلى منطقة الخليج. ولم يظهر في الأفق أي اتفاق جديد.
ويوم الجمعة، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن 100 شخص على الأقل قتلوا في شمال قطاع غزة بعد ضربات جوية إسرائيلية متعددة منذ مساء الخميس.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس إن 93 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 200 آخرين.