نظم المركز الوطني للمواصفات والمعايير القياسية، وبرعاية وزارة التخطيط بحكومة الوحدة الوطنية، احتفالية بمناسبة اصدار عدد من المواصفات القياسية الليبية وتبني مواصفات دولية كمواصفات وطنية.

واعتمدت وزارة التخطيط بحكومة الوحدة الوطنية، “33 مواصفة قياسية ليبية، أعدها المركز الوطني للمواصفات والمعايير القياسية”، التابع للوزارة.

وبحسب المركز، “تنوعت المواصفات القياسية المعتمدة في مجالات قطاع الصناعات الغذائية والأعلاف، وقطاع الصناعات الهندسية، وقطاع الكيميائية والبتروكيميائية، إلى جانب اعتماد 30 مواصفة قياسية دولية في مجال الطاقات المتجددة”.

واستعرض خلال الاحتفالية، “تقرير فني يتضمن نشاطات المركز الوطني للمواصفات، ومن بينها منح التراخيص باستعمال علامة الجودة الليبية للمنتجات الليبية وعلامة المطابقة لمياه الشرب المعبأة”.

وبحسب المركز، أظهر التقرير، “النقلة النوعية في هذا المجال، وحصلت 18 شركة لـ 102 منتج ليبي على التراخيص، ما يؤكد جودة المنتجات الليبية وكفاءة عملية التصنيع”.

وقد اقيمت الاحتفالية بمقر ديوان وزارة التخطيط وبحضور وزير التخطيط ورئيس اللجنة العليا للمركز ووزير الصناعة والمعادن وعضو اللجنة العليا للمركز، ووزير الإسكان والتعمير، كما حضر الاحتفالية عدد من وكلاء الوزارات بحكومة الوحدة الوطنية بالإضافة على عدد من مدراء عامون ومدراء إدارات والمكاتب بالجهات التابعة لوزارة التخطيط.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الغذاء ليبيا مخالفات غذائية وزارة التخطيط والمالية

إقرأ أيضاً:

رجل الظل: من التخطيط خلف الكواليس إلى قيادة الإنجاز في الميدان

بقلم : رشــيد الشــمري ..

في مشهدٍ يتعطّش فيه العراقيون إلى الخدمات الأساسية والبنى التحتية، ظهرت تجربة “الجهد الخدمي والهندسي” كأحد أكثر النماذج الحكومية ديناميكية وتأثيرًا خلال السنوات الأخيرة. هذا الجهد، الذي تحوّل إلى عنوانٍ للأمل في المناطق المنسية، لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة مسار طويل من الخبرة والتخطيط والرؤية العملية.

فمنذ تسلُّم حكومة السيد محمد شياع السوداني زمام الأمور في أواخر عام 2022، شهد الشارع العراقي تحولًا نوعيًا في طريقة معالجة الملف الخدمي. وكانت الانطلاقة عبر تشكيل فريق الجهد الخدمي والهندسي، الذي ضم وزارات الدولة الخدمية والأمنية، ونزل ميدانيًا إلى أحياء كانت تعاني لسنوات من الإهمال.

ولكن، ما لا يعرفه كثيرون أن بذور هذه الفكرة وملامحها الأولى رُسمت في عقول رجال عملوا بصمت خلف الكواليس، في مقدمتهم المهندس جابر عبد خاجي الحساني. فهو “رجل الظل” الذي صار في الواجهة. لأكثر من عشر سنوات من العمل كوكيل فني في وزارة الإعمار والإسكان، ظلّ الحساني يتابع عن كثب احتياجات المدن، ويضع حلولًا عملية لمشاكل الخدمات، ويدير مشاريع البنى التحتية في بغداد والمحافظات. بخبرته الواسعة واحتكاكه اليومي بمطالب الناس، كان من أوائل من نادوا بضرورة تشكيل جهد هندسي ميداني موحد، يتجاوز البطء الإداري ويركز على الإنجاز الفعلي.

وعندما حان الوقت، جاء تعيينه رئيسًا لفريق الجهد الخدمي والهندسي، ليمنحه الفرصة لترجمة رؤيته إلى واقع. ومعه، بدأ الفريق ينفّذ لا يخطط فقط، ويخدم ولا يكتفي بالوعد، حتى بات الناس في المناطق العشوائية والقرى المحرومة يشاهدون فرق الدولة تُعبّد الطرق، وتصلح المجاري، وتعيد الكهرباء والماء، دون الحاجة إلى مناشدات إعلامية أو وعود انتخابية.

لقد تمكن الفريق – خلال ثلاث سنوات فقط – من تنفيذ أكثر من 697 مشروعًا خدميًا في مختلف المحافظات، منها 468 مشروعًا أُنجز بالكامل، في حين يجري العمل على ما لا يقل عن 200 مشروع جديد للعام الحالي.
وشملت الأعمال تمديد أكثر من 1.4 مليون متر من شبكات المجاري، و1.3 مليون متر من أنابيب الماء، وتبليط أكثر من 8 ملايين متر مربع من الشوارع، و4 ملايين متر مربع من الأرصفة والمقرنص.

وتبرز منطقة الشاكرية (شاكر العاني) في بغداد مثالًا حيًّا على ذلك. ففي تشرين الثاني 2022، بدأت فرق الجهد أعمالها هناك، وتم إنجاز كامل المشروع بنسبة 100%، متضمّنة شبكات الماء والمجاري، الكهرباء، الطرق، المدارس، والخدمات الصحية. وافتُتحت رسميًا كمثال لتحوّل منطقة عشوائية إلى حي نموذجي دون الحاجة إلى وعود انتخابية.

وفي قاطع بلدية الشعب (الرصافة)، شملت العمليات مناطق مثل حي الكوفة، المصطفى، الصدرين، الكوثر، الباقر، وأحياء زراعية في حي الجزائر، حيث وصلت نسب الإنجاز في بعضها إلى 90%، وتم افتتاح 20 منطقة بشكل كامل.

ما يُميّز هذه التجربة أنها لم تكن مجرد مشروع خدمي، بل نموذج حوكمة جديدة، أعاد ثقة المواطن بالدولة. فالمواطن الذي طالما شعر بالخذلان تجاه الخدمات، بدأ يرى مؤسسات الدولة تتحرك باتجاهه، دون تأخير أو واسطة. وهذا الإنجاز لا يُنسب إلى فريق العمل فقط، بل إلى رؤية مبكرة تبنّاها رجال ميدانيون أمثال المهندس جابر الحساني، الذين آمنوا بأن كرامة المواطن تبدأ من حقوق مثل الماء والكهرباء، والشوارع وشبكات المجاري، وخدمة تصل حيث يجب أن تصل.

إن تجربة الجهد الخدمي والهندسي لا تمثل مجرد مشروع ناجح، بل تعكس تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة الخدمية في العراق. وهي شهادة حيّة على أن النجاح لا يولد من الفراغ، وأن ما تحقق اليوم من إنجازات ميدانية هو انعكاس لرؤية رجل آمن بأن “الخدمة ليست شعارًا يُرفع، بل مسؤولية تُمارس”، وبأن مكان المسؤول الحقيقي هو بين الناس، لا خلف الجدران.

ومن هنا، يبقى هذا المشروع شاهدًا حيًا على أن الوفاء لفكرة صادقة يمكن أن يصنع فرقًا في حياة الناس.

رشيد الشمري

مقالات مشابهة

  • رجل الظل: من التخطيط خلف الكواليس إلى قيادة الإنجاز في الميدان
  • حزب جزائري يطالب بتجميد المظاهر الاحتفالية تضامنا مع غزة
  • تكالة وسفير الاتحاد الأوروبي يتفقان على دعم الانتخابات الحرة وتعزيز الوحدة الوطنية
  • البريد الأردني وصندوق المعونة الوطنية يوقعان اتفاقية تعاون في مجالات التدريب والتشغيل. 
  • واصل أبو يوسف: منظمة التحرير الإطار الشرعي الوحيد لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية
  • صاحب الأرقام القياسية.. هل يتدخل الهلال السوداني لحل أزمة كولر مع النادي الأهلي؟
  • موجة حر قياسية تضرب هذه الولايات
  • المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي يوقّع مذكرة تفاهم لتطوير قدرات منسوبي القطاع
  • أوسيمين يُحطم «القياسية» في تركيا!
  • ميتا تعتزم زيادة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي بعد النتائج القياسية