بعد نجاح ميا زيلو في لفت الأنظار بصورها من بطولة ويمبلدون 2025، تبيّن لاحقًا أنها ليست إنسانة حقيقية، بل مؤثّرة رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. هذا الحدث أعاد تسليط الضوء على ظاهرة المؤثّرين الافتراضيين الذين باتوا يحتلّون مكانة لافتة على مواقع التواصل الاجتماعي.

في السنوات الأخيرة، انتشر عدد كبير من المؤثّرين الرقميين المصمّمين بالذكاء الاصطناعي حول العالم.

حياتهم تبدو شبه حقيقية، وملامحهم جذّابة وأنيقة، ومحتواهم يتنوّع بين السفر والموضة، والتعبير عن مشاعر إنسانية، وصولًا إلى مناقشة قضايا مثل الصحة النفسية، والاستدامة، والتوازن بين العمل والحياة.

ولعلّ أكثر ما يلفت هو حجم التفاعل على صفحاتهم، الذي يبدو حقيقياً بقدر تفاعل المتابعين مع المؤثّرين البشر، إن لم يكن أكثر أحيانًا.

وقد بدت ميا زيلو، المؤثّرة الرقمية التي ظهرت أخيرًا في صور من ويمبلدون 2025، وكأنها تعيش الحدث بكل تفاصيله: الفستان الأبيض، مشروب Pimm’s، واللقطة الأيقونية بجانب الملعب. انتشرت الصور بسرعة، رغم أن الحساب مذكور فيه بوضوح أنه لشخصية “رقمية – مؤثرة بالذكاء الاصطناعي”.

ميا ليست وحدها في العائلة الافتراضية! فلديها “أخت” تدعى آنا زيلو، وهي مؤثّرة رقمية أيضًا، تملك قاعدة جماهيرية تفوق 300 ألف متابع، وسبق أن قدّمت ميا لجمهورها كجزء من “عائلة زيلو”. وبحسب صفحتيهما على إنستغرام، تتشارك الأختان حب الموضة والأناقة، والتعبير عن جوانب شخصية تبدو واقعية جدا.

وبين أشهر المؤثّرات الافتراضيات عالميًا، تبرز شخصية Lil Miquela، وهي شابة “رقمية” من لوس أنجلوس تم إطلاقها العام 2016. يتابعها أكثر من 2.5 مليون شخص على إنستغرام، وتقدّم نفسها كمغنية، وعارضة أزياء، وناشطة اجتماعية. وقد تعاونت مع كبرى دور الأزياء مثل Prada وCalvin Klein، وظهرت في حملات دعائية إلى جانب مشاهير حقيقيين، ما جعل الجمهور يتعامل معها كما لو كانت شخصية واقعية بكل تفاصيلها.

View this post on Instagram

A post shared by Lu do Magalu ???? (@magazineluiza)

أما في البرازيل، فقد أطلقت شركة Magazine Luiza شخصية افتراضية تُدعى Lu do Magalu، وهي من أوائل المؤثّرين الرقميين في العالم، ظهرت لأول مرة في العام 2003. اكتسبت شهرة واسعة خلال السنوات الأخيرة بفضل محتواها التقني والتجاري، وتملك اليوم أكثر من 6.6 مليون متابع على إنستغرام، وحوالي 15 مليون على فيسبوك. تُعد وجهًا إعلاميًا دائمًا لحملات الشركة، كما تنشر فيديوهات تعليمية، وتروّج للمنتجات، وتتفاعل بقوّة مع الجمهور.

وتُعتبر Shudu Gram أول “سوبر موديل رقمية” في العالم، ابتكرها المصور البريطاني كاميرون-جيمس ويلسون في العام 2017. تتميّز بملامح واقعية للغاية وبشرة داكنة تعكس جمال المرأة الإفريقية. يتابعها أكثر من 238 ألف شخص على إنستغرام، وقد تعاونت مع علامات بارزة في عالم الموضة والتكنولوجيا، وشاركت في حملات دعائية رقمية ضخمة.

CNN ARABIC

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: على إنستغرام المؤث رین

إقرأ أيضاً:

ثورة تعيد تشكيل العمران.. مدن المستقبل بهندسة الذكاء الاصطناعي

هل شعرت يوماً وأنت عالق في زحمة مرورية أن هناك طريقة أفضل لتصميم المدينة؟ أو مررت بجانب مبنى ضخم وتساءلت عن حجم استهلاكه للطاقة؟
على مدى عقود، ظل بناء المدن عملية بطيئة ومعقدة، تعتمد غالباً على التخمينات المدروسة والتجارب السابقة. لكن ماذا لو منحنا مخططي المدن «قوى خارقة»؟ ماذا لو استطاعوا التنبؤ بسيناريوهات مستقبلية متعددة قبل أن يبدأ العمل فعلياً على الأرض؟
هذا بالضبط ما يحدث اليوم، والسر يكمن في الذكاء الاصطناعي.
يشرح شاه محمد، قائد ابتكار الذكاء الاصطناعي في شركة «سويكو»، أن الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة في تصميم المدن وتخطيط البنية التحتية عبر تحسين العمليات، وتعزيز اتخاذ القرار، وتحقيق نتائج أكثر استدامة. يتيح الذكاء الاصطناعي لفريقه تحليل كميات ضخمة من البيانات، ومحاكاة سيناريوهات متعددة، وخلق بيئات حضرية أكثر كفاءة ومرونة، وفقاً لموقع «آي أي نيوز» المتخصص في دراسات الذكاء الاصطناعي.
ويؤكد شاه أن الذكاء الاصطناعي يمنح فريقه القدرة على طرح الأسئلة الحاسمة التي تؤثر على حياة السكان: «كيف نبني هذا الحي بأذكى طريقة لتقليل الازدحام والتلوث؟ وكيف نصمم مبنى يحافظ على برودته خلال موجات الحر دون أن ترتفع فواتير الكهرباء؟» حيث يمكن للذكاء الاصطناعي حساب آلاف الاحتمالات لاختيار الحل الأمثل.
لكن الواقع معقد، ويصعب محاكاته بدقة. فالطقس غير المتوقع، والتأخيرات، والفوضى البشرية تمثل تحديات كبيرة.
ويقول شاه: «التحدي الأكبر في تطبيق نماذج البيانات على الواقع يكمن في تعقيد وتغير الظروف البيئية. من الضروري أن تمثل النماذج هذه الظروف بدقة وأن تكون قادرة على التكيف معها».
ولتجاوز هذه العقبات، يبدأ الفريق بتنظيم بياناته وضمان جودتها، موضحاً: «نطبق ممارسات صارمة لإدارة البيانات، نوحد تنسيقاتها، ونستخدم أدوات برمجية قابلة للتشغيل البيني لضمان توافق البيانات عبر المشاريع.»
يضمن هذا التنظيم أن يعمل جميع أعضاء الفريق من مصدر موثوق وموحد، مما يمكّن الذكاء الاصطناعي من أداء مهامه بكفاءة ويعزز التعاون بين الفرق المختلفة.
ومن أبرز الجوانب الواعدة في استخدام الذكاء الاصطناعي دوره البيئي والإنساني. يشير شاه إلى مشروع استخدم فيه الذكاء الاصطناعي للحفاظ على التنوع البيولوجي، عبر تحديد الأنواع المهددة بالانقراض وتزويد الباحثين بالمعلومات اللازمة، ليمنح الطبيعة صوتاً في عمليات التخطيط.
ويقول شاه: «يشبه الأمر وكأن الذكاء الاصطناعي يرفع يده قائلاً: "احذروا، هناك عائلة من الطيور النادرة هنا"، ما يساعدنا على البناء باحترام البيئة المحيطة».

أخبار ذات صلة «دبي الرقمية» تعلن إطلاق أول «أسرة إماراتية افتراضية» زوكربيرغ: الذكاء الاصطناعي الخارق أصبح وشيكًا

اقرأ أيضا.. الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في مجال الهندسة المعماري
أما المرحلة القادمة، فيرى شاه، فهي تحويل هذه الرؤية المستقبلية إلى دليل حي وواقعي.
ويشرح: «أكبر فرصة للذكاء الاصطناعي في قطاع العمارة والهندسة والبناء تكمن في التحليلات التنبؤية والأتمتة. من خلال توقع الاتجاهات المستقبلية، والكشف المبكر عن المشكلات، وأتمتة المهام الروتينية، يمكن للذكاء الاصطناعي رفع الكفاءة، خفض التكاليف، وتحسين جودة المشاريع.»
هذا يعني جسوراً أكثر أماناً، طرقاً تحتاج إلى صيانة أقل، واضطرابات أقل في حياة الناس. كما يحرر المواهب البشرية من الأعمال الروتينية لتتركز على بناء مدن المستقبل التي تلبي حاجات سكانها.

أسامة عثمان (أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي (2/5)
  • على خطى "القائد".. السعوديون يغيرون صور حساباتهم على السوشيل ميديا-عاجل
  • آبل تلمح لصفقات ضخمة لتجاوز تأخرها في سباق الذكاء الاصطناعي
  • المطرف: يجب التعامل مع الذكاء الاصطناعي بتوازن ووعي..فيديو
  • الذكاء الاصطناعي يُحدث نقلة في مكافحة التدخين الإلكتروني
  • سامسونج تستعرض مستقبل الذكاء الاصطناعي.. تفاصيل
  • ثورة تعيد تشكيل العمران.. مدن المستقبل بهندسة الذكاء الاصطناعي
  • زوكربيرغ: الذكاء الاصطناعي الخارق أصبح وشيكًا
  • الذكاء الاصطناعي الخارق أصبح في متناول يد ميتا.. وزوكربيرغ يخشى مخاوف أمنية جديدة