قال هاميش يونج، كبير منسقي الطوارئ في اليونيسف في غزة، اليوم الخميس، إن رفح "معلقة على حافة الهاوية" وأولئك الذين بقوا في مدينة جنوب غزة، بما في ذلك 600 ألف طفل، هم الأكثر ضعفا ويعيشون في ظروف "مروعة".

وأضاف يونج، في تصريحات لشبكة CNN، أن "الأطفال في رفح يعيشون في ظروف صعبة للغاية تحت الخيام والقماش المشمع المؤقت، وفي ظل ظروف صحية مروعة لأنه لا يوجد نظام صرف صحي فعال هنا".

وأوضح أن مستوى الإسهال المائي الحاد، الذي يمكن أن يقتل الأطفال بسهولة تامة، أصبح الآن أعلى 20 مرة مما كان عليه في مثل هذا الوقت من العام الماضي.

وأشار يونج إلى أن معدلات سوء التغذية في رفح تتزايد، وأن الأطفال "في ورطة حقيقية" بعد أن أدى إغلاق أحد المستشفيات الرئيسية في المدينة إلى "تقليص قدرة الأطفال على الوصول إلى الخدمات الطبية بشكل كبير، لافتا إلى أنه لا يوجد وقود كافٍ إلا لمدة يومين.

وتابع: "نحن نقوم بالفعل بتأمين الوقود للمستشفيات، وتقليص العمليات قدر الإمكان، وعندما ينفد هذا الوقود، تتوقف أنظمة دعم الحياة في المستشفيات".

وذكر أنه إذا توقفت المولدات عن العمل، فإن المرضى الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي والأطفال الذين يعتمدون على الحاضنات سيكونون في خطر شديد.

وأردف: "الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي، لا أعرف ماذا يحدث لهم عندما تتوقف أجهزة التنفس الصناعي عن العمل، والأطفال في الحاضنات، الأطفال الصغار، غالبًا ما يكون هناك طفلان أو 3 في حاضنة واحدة لأننا لم نتمكن من جلب ما يكفي".

وفي وقت سابق، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، أمس الأربعاء، إن المستشفيات في جنوب غزة لم يتبق لديها سوى ثلاثة أيام من الوقود، "مما يعني أن الخدمات قد تتوقف قريبا".

وكالة أونروا: نزوح نحو 80 ألف فلسطيني من رفح منذ 6 مايو الجاري بسبب تهديد بايدن.. جيش الاحتلال: تم وقف العملية العسكرية في رفح

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رفح اليونيسف غزة منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس

إقرأ أيضاً:

غزة على حافة المجاعة: أطفال يموتون جوعًا وسط حصار مطبق وتحذيرات أممية

في قطاع غزة، تتجاوز أزمة المجاعة مجرد الإحصائيات لتتجلى في واقع يومي قاسٍ يعيشه السكان، في ظل حصار مطبق وانهيار شامل للمنظومة الصحية والاقتصادية. اعلان

بلغ الوضع الإنساني في قطاع غزة مرحلة غير مسبوقة من التدهور، بحسب تحذيرات جديدة أطلقها برنامج الأغذية العالمي، مشيرًا إلى أن ثلث السكان باتوا محرومين من الطعام لأيام متواصلة، بينما يعاني نحو 90 ألف طفل وامرأة من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم.

في ظل هذا المشهد القاتم، تواصل القوات الإسرائيلية استهداف المدنيين خلال انتظارهم للحصول على المساعدات الغذائية، فيما يُعرف محليًا بـ"مصائد الموت".

وبحسب مكتب الإعلام الحكومي في غزة، ارتفع عدد ضحايا هذه الهجمات منذ 27 مايو/أيار إلى 1000 قتيل و6020 جريحًا، إضافة إلى 48 مفقودًا.

تدافع المواطنين أمام مراكز توزيع الطعام في غزة يورونيوز

أما البرنامج الأممي، فقد أكد مقتل ما يقرب من 800 شخص أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، في ظل تصاعد خطر المجاعة يوماً بعد يوم.

وأعرب برنامج الأغذية العالمي عن بالغ قلقه تجاه الهجوم الذي استهدف مدنيين كانوا ينتظرون المساعدات يوم الأحد 20 تموز/يوليو، ما أسفر عن سقوط عدد غير محدد من الضحايا، كانوا يسعون لتأمين الحد الأدنى من الغذاء لأسرهم وسط أوضاع إنسانية كارثية تتفاقم باستمرار.

صرخات استغاثة وسط الحصار

في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة في غزة، الخميس الماضي، تسجيل حالتي وفاة جديدتين نتيجة المجاعة، ليرتفع عدد الوفيات المرتبطة بالأزمة إلى أكثر من 115.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي، فإن أكثر من نصف مليون كيس دقيق مطلوب أسبوعيًا لسد الاحتياجات الأساسية.

وأكد المكتب أن "المزاعم المتداولة عن تحسن في الوضع الإنساني" ووصول المساعدات ليست سوى جزء من "حملة تضليل إعلامي"، لا تمت للواقع بصلة. ففي ظل الحصار الكامل، يعيش أكثر من 2.4 مليون إنسان في حرمان تام من مقومات البقاء الأساسية.

Related برنامج الأغذية العالمي: واحد من كل ثلاثة أشخاص في قطاع غزة لم يتناول الطعام منذ أيامبدء دخول قوافل مساعدات مصرية إلى غزة والجيش الإسرائيلي يعلن تعليقًا تكتيكيًا يوميًا لعملياتهبعد 6 أشهر من "التعثّر".. واشنطن "تراجع استراتيجيتها" في غزة

من جهتها، دقّت وكالة الأونروا ناقوس الخطر بشأن تضاعف حالات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة، خلال الفترة الممتدة من مارس/آذار إلى يونيو/حزيران.

فقد أجرت المرافق الصحية للوكالة نحو 74 ألف فحص، تم من خلالها تشخيص 5500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل، ما يعكس صورة مأساوية تستدعي تدخلاً فوريًا.

شهادات حية من قلب الأزمة

في غزة، لا تقتصر المجاعة على الأرقام والتقارير، بل تتجلى في معاناة إنسانية يومية تلامس كل بيت. في ظل الانهيار شبه الكامل للنظامين الصحي والاقتصادي، تبرز شهادات من الميدان تعكس حجم الكارثة، خصوصًا بين الفئات الأشد هشاشة، مثل ذوي الإعاقة، والنساء الحوامل، والأطفال المرضى.

زكريا أبو بكر يروي تفاصيل مأساوية عن شقيقه محمد، المصاب بمرض عقلي وشلل رباعي، والذي بات لا يتلقى سوى وجبة واحدة في اليوم بصعوبة شديدة.

يؤكد زكريا أن محمد فقد أكثر من 10 كيلوغرامات من وزنه، وأن وضعه الصحي والنفسي كان أفضل بكثير قبل الحرب، حيث كان يتلقى رعاية غذائية وصحية من مؤسسات متخصصة توقفت كليًا بسبب النزوح وتجميد أنشطتها.

طفل ينتظر دوره للحصول على الطعام من أحد المطاعم الخيرية يورونيوز

ورغم محاولاته المتكررة للحصول على مكملات غذائية تُصرف عادة للأطفال، رُفض طلبه بحجة "عدم انطباق الشروط"، ما ترك محمد بلا أي دعم صحي أو غذائي.

أما تسنيم الزميلي، وهي نازحة تقيم في دير البلح، فتسرد تجربتها الأليمة مع الحمل في ظل الجوع. تقول إنها كانت تمشي لساعات للحصول على الرعاية الطبية، في وقت كانت فيه المواد الغذائية نادرة.

وُلدت طفلتها بوزن لا يتجاوز 1.5 كيلوغرام، وهو أقل بكثير من وزن شقيقاتها عند الولادة. وبسبب النقص في غذاء الأطفال، لم يتحسن وزن الصغيرة التي تبلغ اليوم عامين، ولا يتجاوز وزنها 6 كيلوغرامات، مقارنة بوزن طبيعي يقارب 12 كيلوغرامًا.

رغدة أبو حمد، مصابة حرب، تصف بدورها كيف أدى غياب الغذاء والعلاج إلى تدهور حالتها الجسدية والنفسية. تقول إنها، ككثير من الأسر، تعيش على معونات شحيحة، بعد أن فقد زوجها وأبناؤها مصدر دخلهم. تضيف أنها تخسر وزنها باستمرار، وتضطر أحيانًا للعيش طوال اليوم على محلول مغذٍّ واحد فقط.

أطفال يحصلون على الطعام من أحد المطابخ الخيرية يورونيوز

أما حنان حسان، التي وضعت مولودها قبل أسبوعين فقط، فتواجه مع رضيعها حالة انعدام حاد للأمن الغذائي. الطفل يعاني من لين العظام واليرقان، في حين لا تملك حنان أي من مقومات التغذية اللازمة كأم مرضعة.

تقول إن عائلتها تعيش على وجبة واحدة في اليوم، وغالبًا تمر أيام من دون خبز، ما ينعكس سلبًا على صحتها الجسدية وقدرتها على رعاية أطفالها.

تحذيرات أممية: غزة على أعتاب إعلان المجاعة رسميًا

وفي تطور ينذر بالخطر، حذّرت عبير عطيفة، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، من أن قطاع غزة "يقترب من إعلان رسمي بالمجاعة بحلول سبتمبر/أيلول المقبل"، ما لم تُزال العراقيل التي تحول دون إدخال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.

رغم غياب إعلان رسمي من الأمم المتحدة حتى اللحظة، إلا أن منظمات فلسطينية ودولية تؤكد أن المجاعة قائمة فعليًا، حيث تتجلى أعراضها في ارتفاع معدلات سوء التغذية والوفيات، خصوصًا بين الأطفال.

بدوره، صرّح روس سميث، مدير الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي، أن الوكالة لم تتمكن منذ منتصف مايو/أيار من إدخال أكثر من 10% من الاحتياجات الغذائية اللازمة لسكان غزة، على الرغم من تكدس المساعدات على الجانب الآخر من المعابر. وأكد أن الكميات المتوفرة حاليًا خارج القطاع تكفي لإطعام السكان لمدة شهرين على الأقل، إذا توفرت الظروف التشغيلية المناسبة.

من جهتها، وصفت منظمة اليونيسف الوضع بأنه "كارثي ومميت"، مؤكدة أن مستويات سوء التغذية الحاد بين أطفال غزة بلغت حدًا غير مسبوق.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • صحة غزة: 100 شهيد و382 جريحا وصلوا المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية
  • غوارديولا معلنا قرب رحيله عن سيتي: سأغادر لتحدٍّ جديد وهناك من يريد فشلي
  • حادث خطير في تعز.. سيارة تتوقف على حافة هاوية والركاب ينجون بأعجوبة
  • بيان شديد اللهجة من وزارة الصحة بعد وفاة فتاة بإحدى المستشفيات الخاصة
  • طه عزت: الدوري الموسم المقبل بلا تأجيلات.. وهناك تنسيق مع حسام حسن بسبب الأجندة الدولية
  • غزة على حافة المجاعة: أطفال يموتون جوعًا وسط حصار مطبق وتحذيرات أممية
  • في جولته الجنوبية الأولى على المستشفيات... ماذا أعلن وزير الصحة؟
  • حافة السؤال
  • الاتفاق السعودي يتجه لضم أحمد حسن كوكا بعد تعثر صفقة دي يونج
  • غزة على حافة كارثة إنسانية: تحذير من مقتلة جماعية تهدد حياة 100 ألف طفل