كيف تدار عصابات تهريب البشر من الشرق الأوسط إلى أوروبا؟
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
تعد تركيا نقطة انطلاق مهمة بالنسبة لمعظم المهاجرين المتجهين إلى أوروبا، ونظرًا لقوانين الهجرة الخاصة بها، فمن السهل نسبياً الحصول على تأشيرة لدخول البلاد من أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.
وفي لقاء لـ "بي بي سي" كشف أحد أخطر مهربي البشر ذائعي الصيت المطلوبين من قبل السلطات في أوروبا، ويدعي برزان مجيد، وشهرته العقرب عراقي الجنسية، تفاصيل عمليات تهريب البشر.
ومجيد يقيم في إسطنبول وهو مطلوب من قبل الشرطة في عدة دول، من بينها المملكة المتحدة.
ويحصل المهربون على حوالي 6000 جنيه إسترليني مقابل تهريب الشخص الواحد من خلال عبوره على متن أحد القوارب، ومع محاولة ما يقرب من 30 ألف شخصا القيام بالهجرة غير الشرعية في 2023، يكون من الواضح هناك فرصة كبيرة للمهرب لتحقيق الكثير من المال دون النظر إلى حياة المهاجرين المعرضة للخطر.
و"العقرب" ذاته أو برزان مجيد بدا حياته مهاجر غير شرعي عندما كان في العشرين من عمره سنة 2006، حين هُرّب إلى إنجلترا في الصندوق الخلفي لشاحنة، ورغم عدم حصوله على الإذن بالبقاء في البلاد بعد سنة من تهريبه، ظل لعدة سنوات في المملكة المتحدة بعضها في السجن بتهمة ارتكاب جرائم تتعلق بالأسلحة والمخدرات.
وحُكم على مجيد غيابياً أمام محكمة بلجيكية وأدين بـ 121 تهمة تتعلق بتهريب البشر، وفي تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2022، حُكم عليه بالسجن لعشر سنوات وغرامة قدرها 968 ألف يورو.
ويعرف العقرب نفسه بأنه ليس مهربا، فمن وجهه نظره المهرب من يقود قارب الهجرة غير الشرعية، هو فقط يأخذ المال ويحجز الأماكن ويدير العملة عن بعد، قائلا "لم أضع أحداً في قارب ولم أقتل أحداً أبداً".
وتعليقا على خطورة التهريب الذي قد يؤدي الى فقدان الحياة غرقا في البحر، بقوارب الموت قال "العقرب"، "لم يجبرهم أحد، لقد كانت إرادتهم، كانوا يتوسلون إلى المهربين قائلين: نرجوكم، من فضلكم افعلوا هذا من أجلنا، وفي بعض الأحيان يقول المهربون: سوف نساعدهم لوجه الله". و"من ثم يشتكون".
ووفق تقديرات المفوضية الأوروبية، فإن أكثر من 90% من المهاجرين غير الشرعيين يعتمدون خدمات المهربين لاجتياز الحدود، وتقدر المفوضية أن شبكات التهريب تحقق أرباحا تتراوح بين 4.7 و6 مليارات يورو سنويا (1 يورو = 1.08 دولار) في جميع أنحاء العالم.
ومن ناحية أخرى أعلن وزير الداخلية التركي علي يرليكايا، أيلول/سبتمبر الماضي، أن بلاده ستطلق إجراء جديدا لمكافحة الهجرة غير الشرعية المتزايدة، اعتبارا من الأول من كانون الأول/ديسمبر، وذلك بعد إطلاق مخطط تجريبي في مقاطعة إسطنبول.
وقال يرليكايا، إن التطبيق التجريبي "نجح في إسطنبول دون أدنى تعقيدات تتعلق بالهجرة غير النظامية، ولم تكن هناك مشكلة واحدة في تسعة أسابيع. سنبدأ تطبيق نقطة الهجرة المتنقلة في جميع أنحاء تركيا في كانون الأول/ديسمبر".
وتشير بيانات وكالة حماية الحدود الأوروبية إلى ارتفاع معدلات الهجرة غير الشرعية في 2023، مما يدفع الاتحاد الأوروبي لتعميم نموذج اتفاقات الشراكة
يرى الاتحاد الأوروبي أن عقد اتفاقات "شراكة شاملة" مع دول المصدرة للهجرة غير الشرعية هو الطريقة المثلى لاحتواء التدفقات الكبيرة للهجرة نحو السواحل الأوروبية.
ينطلق الاتحاد الأوروبي في خططه من نموذج الاتفاق الموقع مع تركيا في 2016 والذي مكّن من خفض أعداد الوافدين إلى دول التكتل بصفة ملحوظة عقب التدفق الكبير والقياسي للاجئين (حوالي مليون لاجئ) في عام 2015 بسبب الحرب في سوريا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم تركيا أوروبا الهجرة غير الشرعية الاتحاد الأوروبي تركيا أوروبا الاتحاد الأوروبي الهجرة غير الشرعية حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهجرة غیر الشرعیة
إقرأ أيضاً:
ترامب الثاني في الشرق الأوسط
دشنت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إسرائيل ومصر، والتوقيع على وثيقة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في قمة شرم الشيخ، حقبة جديدة في الشرق الأوسط.
إن آثار هذه الحقبة لن تقتصر على تحقيق إنهاء مستدام لحرب غزة، والترتيب لمرحلة ما بعد الحرب، بل ستتعداها إلى إحداث تغيير كبير في ديناميكيات الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وعلاقة إسرائيل بالعالم الإسلامي.
وعلى الرغم من أن خطابَي ترامب أمام الكنيست الإسرائيلي، وفي قمة شرم الشيخ، الذي تحدث فيهما عن دخول الشرق الأوسط عصر السلام، يبدوان متفائلين بشكل يتعارض مع تعقيدات الصراعات التاريخية في المنطقة، فإنهما يعكسان طموحا واقعيا إلى حد ما بشأن ما يسعى ترامب لإنجازه خلال ما تبقى من ولايته الرئاسية الثانية.
على المستوى الظاهري، نجح ترامب في تحقيق اختراق كبير في المنطقة بإنهاء حرب استمرت عامين، أشعلت صراعات عديدة، ونشرت الفوضى على نطاق واسع.
لكن زعمه بأنه تمكن من إنهاء هذه الحرب يتناقض مع حقيقة أن سياساته خلال ولايته الرئاسية الأولى كانت سببا جوهريا في تهيئة البيئة لهذا الصراع، خاصة من خلال طرح مشروع "صفقة القرن" الذي استهدف تصفية القضية الفلسطينية، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتأييد سيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، فضلا عن رعايته اتفاقيات أبراهام بين إسرائيل، وبعض الدول العربية.
وإذا نجح ترامب في إنهاء هذه الحرب خلال ولايته الثانية- وهو ما يبدو محتملا – فإنه سيكون قد أنهى حربا ساهم في تهيئة أسبابها، لكنه في الوقت ذاته يسعى لاستكمال ما بدأه في ولايته الأولى، تحت شعار تحقيق "سلام أوسع".
ورغم أن تفاصيل خطة ترامب بشأن غزة لا تزال غير واضحة بالكامل، خاصة فيما يتعلق بمن سيدير القطاع بعد الحرب، ومستقبل حركة حماس، فإن أبرز ما تحقق في قمة شرم الشيخ، هو توفير غطاء إقليمي وأميركي ودولي واسع لاتفاق إنهاء الحرب.
إعلانهذا الغطاء يحد من قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استئناف الحرب بمجرد استعادة الرهائن الإسرائيليين، أو ظهور تعقيدات تتعلق بإدارة قطاع غزة بعد الحرب.
سيظل إنهاء الحرب على يد ترامب إنجازا يُحسب له، رغم مساهمته في إيجاد أسبابها. لكن الخطأ الأساسي الذي يقع فيه ترامب في ولايته الثانية، كما في الأولى، هو اعتقاده بأنه قادر على إحداث تحول جذري في المنطقة دون معالجة جوهر الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ألا وهو إقامة الدولة الفلسطينية.
إن غياب أي إشارة إلى الدولة الفلسطينية في خطابَيه أمام الكنيست، وفي قمة شرم الشيخ، وكذلك في خطته لغزة، لا يبعث على التفاؤل بشأن قدرته على تحقيق اختراق تاريخي في الشرق الأوسط.
مع ذلك، فإن نجاح خطة ترامب بشأن غزة من شأنه أن يُعيد تشكيل ديناميكيات المنطقة على نطاق واسع. ومن بين الأهداف التالية التي يسعى ترامب إلى تحقيقها: العمل على نزع سلاح حزب الله في لبنان، وإحداث تحول تاريخي في العلاقات السورية- الإسرائيلية من خلال الدفع باتجاه إبرام اتفاقية أمنية ثنائية كمدخل لهذا التحول.
كما أن التحول المحتمل في العلاقات السورية- الإسرائيلية سيساعد واشنطن في إدارة أحد أخطر التحديات في الشرق الأوسط، وهو التنافس التركي- الإسرائيلي في سوريا.
لكن ترامب في نسخته الثانية لا يختلف جوهريا عما كان عليه في ولايته الأولى، حيث يسعى الآن إلى استكمال ما بدأه من توسيع اتفاقيات أبراهام لتشمل دولا عربية وإسلامية جديدة، وتعزيز الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، فضلا عن العمل على نزع سلاح حزب الله كمقدمة لاحتمال انضمام لبنان إلى اتفاقيات السلام في نهاية المطاف.
لا شك أن ترامب يطمح إلى تسجيل اسمه في التاريخ كرئيس أميركي نجح في تحقيق ما عجز عنه أسلافه في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وفي علاقة إسرائيل بالعالم الإسلامي. لكنه يقدم نفسه، في المقام الأول، كمنقذ لإسرائيل من حرب حققت فيها إنجازات عسكرية كبيرة، لكنها عجزت عن تحويلها إلى مكاسب سياسية، أو إنهائها بالطريقة التي تريدها.
كما يرى في اتفاق غزة مدخلا لتحقيق ما يصفه بـ"سلام أوسع" في الشرق الأوسط، وهو هدف يسعى لإنجازه خلال ما تبقى من ولايته الرئاسية. لكن عامل الوقت يضغط عليه لتحقيق طموحاته.
ومع ذلك، فإن فكرة إدخال الشرق الأوسط في عصر السلام وفق منظور ترامب تبقى وهما، فهو يرى السلام من خلال عدسة القوة الإسرائيلية. أي سلام يرتكز على هذا النهج قد يحقق مكاسب كبيرة لإسرائيل في المنطقة دون تقديم تنازلات جوهرية للفلسطينيين، لكنه لن يؤدي إلى سلام مستدام أو شامل ما لم يُعالج جوهر الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
إن ترامب الذي تتعامل معه المنطقة اليوم لا يختلف كثيرا عن ترامب الذي عرفته في ولايته الأولى.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline