باحث فرنسي: نخشى في السودان مذبحة بالفاشر بحجم مجزرة الجنينة
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
قال الباحث الفرنسي جان باتيست غالوبان إن هناك حاجة ملحة لأن يتصدى المجتمع الدولي للفظائع التي ترتكب حاليا في السودان، وطالب بحماية السكان في المناطق المهددة بهجمات وشيكة، كما هو الحال في الفاشر عاصمة شمال دارفور، حيث يمكن أن يؤدي الهجوم الوشيك إلى مذبحة على نطاق مماثل لما حدث في مدينة الجنينة قبل ذلك.
وأوضح الباحث في قسم الأزمات والنزاعات في "هيومن رايتس ووتش" -في مقابلة مع مجلة لوبوان- أنه لا يوجد مدني آمن حقا في السودان اليوم، مشيرا إلى ما وقع في حملة التطهير العرقي في الجنينة من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مستعرضا تقرير المنظمة الذي وثق المجازر على خلفية التطهير العرقي المرتكب في غرب دارفور.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: إسرائيل تصعّد هجماتها ومئات آلاف الفلسطينيين يهيمون على وجوههمنيويورك تايمز: إسرائيل تصعّد ...list 2 of 2خبيرة بريطانية: حماس أبعد ما تكون عن الهزيمةخبيرة بريطانية: حماس أبعد ما ...end of listبدأت الأحداث -حسب الباحث- بعد تسعة أيام من اندلاع الحرب بين القوات المسلحة النظامية السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، عندما اشتعلت النيران في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، حيث "قادت قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها حملة ممنهجة لطرد السكان من جماعة المساليت العرقية عن طريق القتل"، حسب تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الذي نُشر يوم 9 مايو/أيار الجاري.
مصطلحات عنصريةوقال جان باتيست غالوبان -في المقابلة التي أجرتها مراسلة المجلة في أديس أبابا أوغسطين باسيلي- إن القوات المسؤولة عن الانتهاكات التي وقعت في الجنينة استخدمت مصطلحات عنصرية ضد المساليت وغيرهم من السكان غير العرب، وهو الخطاب العنصري نفسه الذي استخدمته مليشيات الجنجويد أسلاف قوات الدعم السريع، عندما هاجمت قرى السكان غير العرب في إطار قمع التمرد الذي قادته الجماعات المسلحة من دارفور ضد الخرطوم بين عامي 2019 و2021.
وأشار الباحث إلى أن الجيش السوداني النظامي بدا "عاجزا أو غير راغب"، وفق قوله، خلال فترة العنف بأكملها في الجنينة، في تقديم المساعدة للسكان المدنيين، ولم تلاحظ أي جهود ملموسة وكبيرة من قبله باستثناء حالات فردية معزولة، كما لم يتدخل خلال الهجمات التي ارتكبت بين عامي 2019 و2021.
وبدأت عمليات القتل بعدة موجات من الهجمات شنتها قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها، استهدفت المواقع التي تؤوي النازحين وقتل فيها العديد من الرجال والمراهقين كما لم تسلم النساء وكبار السن والجرحى.
ولكن مقتل حاكم غرب دارفور خميس أبكر، وهو من المساليت، كان بمثابة نقطة تحوّل كبيرة في سياق الهجوم الأخير الذي شنته قوات الدعم السريع، إذ ساهم في انهيار الدفاع عن أحياء المساليت الذين بدأت ذخيرتهم تنفد، حسب الخبير.
ويصف الشهود حركة الجماهير، إذ خرج جميع سكان الأحياء ذات الأغلبية من المساليت إلى الطريق، وغادر عشرات الآلاف من الأشخاص ذلك المساء في قافلة طولها عدة كيلومترات، مع شاحنات محملة بالجرحى، وتم نقل آخرين في عربات اليد، وكانت هناك عائلات تسير على الأقدام وسيارات مليئة بالمدنيين.
وفي الصباح -كما يقول الخبير- هاجمت قوات الدعم السريع وحلفاؤها القافلة بعد أن وصل أولها إلى أرداماتا على بعد 6 كيلومترات من وسط مدينة الجنينة، وقتلت عمدا عددا كبيرا من المدنيين، حيث أخبر شهود عيان أن قوات الدعم السريع انتقلت من مركبة إلى أخرى لقتل كل من كان على متنها، ولم يرحموا الجرحى، وجمّعوا عائلات بأكملها لقتلها وإلقاء الجثث في نهر، كما أعدموا من حاول عبور النهر في مجزرة على نطاق واسع جدا، وارتكبوا انتهاكات جسيمة مثل الاغتصاب والتعذيب.
وجود يوناميد كان رادعاوأشار الخبير إلى إجراء مقابلات مع عشر ضحايا اغتصاب، وتحدث عن وجود 78 حالة في المجموع، ولكن العدد الحقيقي لا يزال مجهولا، كما لا تزال أعداد القتلى غير مضبوطة، مع أن لجنة خبراء الأمم المتحدة تشير إلى مقتل ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص، في حين أحصى المحامون المحليون 18 ألف قتيل و7 آلاف مفقود.
وعند سؤاله عن مدى مساهمة انسحاب البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد) والذي بدأ نهاية العام 2020، في تصاعد التوترات وأعمال القتل الجماعي التي حدثت قبل اندلاع الحرب، قال الخبير إنه من الواضح تماما أن وجود اليوناميد كان له دور رادع، وإن هناك صلة مباشرة بين الإعلان عن رحيلها وتجدد الهجمات على المدنيين بين عامي 2019 و2021.
ويرى الخبير أن اتفاق سلام جوبا في أكتوبر/تشرين الأول 2020 كان له تأثير متناقض لأنه جلب بعض الجماعات المسلحة من دارفور إلى الحكومة، ولكنه في الوقت نفسه أدى إلى زيادة التجنيد، خاصة في دارفور، وبالتالي كان له هو الآخر دور في تأجيج الصراع.
وخلص جان باتيست غالوبان إلى أن هيومن رايتس ووتش تدعو لحماية المدنيين من خلال نشر قوات الشرطة ومراقبة انتهاكات القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والتحضير لعمليات عودة النازحين إلى ديارهم في ظل ظروف جيدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات قوات الدعم السریع فی الجنینة
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع (الجنجويد)، «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت»
من أحاجي الحرب ( ٢١٣٠٧ ):
○ كتب: د. Yousif Kamil Amin
لقد قمت بترجمة هذا الحوار إلى العربية، وهو لقاء أجرته قناة BFMTV في برنامج BFM Story مع الكاتب والفيلسوف الفرنسي برنار-هنري ليفي عقب عودته من السودان. وصف ليفي ما يجري بأنه «أشرس وأكثر الحروب نسيانًا في العالم اليوم»، مقدّمًا صورة لبلد ممزق بالانتهاكات والنزوح الجماعي، مشيرًا إلى وجود 12 مليون نازح من أصل 51 مليون نسمة، وهي أرقام قال إنها تكشف حجم المأساة التي تمر «تمامًا تحت رادار الإعلام العالمي».
???? ليفـي حسم الرواية التي يحاول البعض تبسيطها بجهل حينا وخبث أحيانا أخرى:
❌ هذه ليست حربًا بين جنرالين!
⚠️ ليست نزاعًا قبليًا أو عرقيًا كما يُروّج البعض.
✅ بل هي انقسام سياسي حقيقي بين مشروعين متناقضين لمستقبل البلاد.
???? وأوضح أن أحد هذين المشروعين يقوده حميدتي عبر مليشيا الدعم السريع (الجنجويد)، التي وصفها بأنها «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت» لا تعرف سوى الحرق ، النهب ، القتل ، الاغتصاب
???? وأضاف: «جمعت شهادات نساء تطاردك ليلًا ونهارًا»،
????مشددًا على أن هذه الأفعال تمثل إرهابًا بالمعنى الكلاسيكي للكلمة، على طريقة داعش والقاعدة.
???????? كما ربط ليفي بشكل مباشر بين هذه الجرائم والدعم الخارجي، مؤكدًا أن الإمارات هي الداعم الرئيسي لهذه المليشيا، واصفًا وقوفها إلى جانبها بـ «❌ الخطأ السياسي والأخلاقي الفادح».
وفي هذا السياق، نقل ليفي رسالة واضحة من الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان إلى أبوظبي، حيث اعتبر أن الإماراتيين الذين وقفوا في محطات كثيرة في الجانب الصحيح من التاريخ، يرتكبون اليوم خطأً كبيرًا بدعمهم لهذه المليشيا، لكنه خطأ قابل للإصلاح إذا اختاروا التراجع عنه ووقف هذا المسار الذي يهدد السودان كله.
???? وأوضح ليفي أن البرهان يطالب بإنهاء ما وصفه بـ « حالة الخلط التي تساوي بين الجلاد والضحية في الخطاب الدولي»،
مشددًا على أنه لا يجوز خلق أي معادلة زائفة بين الطرفين. ✅ ليفـي أيّد هذا الموقف بشكل كامل وشرح أن الواقع واضح مهما كانت الظروف:
✔️ لدينا من جهة حكومة سودانية شرعية يقودها مجلس سيادة ورئيس وزراء مدني، مهما كانت لها من عيوب،
❌ وفي الجهة الأخرى مليشيا إرهابية ترتكب جرائم ضد المدنيين وضد الإنسانية.
وأكد أن الاستمرار في مساواة الطرفين هو خيانة للواقع ويمنح المليشيا غطاءً للاستمرار في جرائمها.
????️ ليفي وصف ما يجري بأنه ليس مجرد كارثة إنسانية، بل مشروع سياسي لتدمير السودان وتحويله إلى «دولة تهريب» تبيع نفسها لأعلى المزايدين على حساب حضارة السودان العريقة التي تضاهي حضارة الفراعنة.
وأوضح أن البرهان، الذي كان أحد الموقّعين على اتفاقات أبراهام، «يقدم الكثير» للمجتمع الدولي، معتبرًا أن وقف الدعم الخارجي، خصوصًا من الإمارات، يمكن أن يغيّر مسار الحرب ويمنح السودان فرصة للنجاة.
واختتم ليفي حديثه بينما تُعرض صور الخرطوم وطريق الأبيض والفاشر، قائلاً: «لا أحد يعرف، لا أحد يهتم. وهذه، بالنسبة لي، أكبر مظلمة في العالم».
————————-
برنار-هنري ليفي فيلسوف وكاتب وصانع أفلام فرنسي، وُلد في 5 نوفمبر 1948 في مدينة بني صاف بالجزائر، ويُعد من أبرز الوجوه الفكرية والسياسية في فرنسا منذ السبعينيات. برز كأحد أعضاء مجموعة “الفلاسفة الجدد” التي انتقدت الماركسية والأيديولوجيات الشمولية. عُرف بمشاركته في قضايا حقوق الإنسان ونشاطه في مناطق النزاعات مثل البوسنة وليبيا والسودان. يُعتبر ليفي من المؤيدين البارزين للكيان الصهيوني، حيث يرى في دعمها دفاعًا عن الديمقراطية ورفضًا لمعاداة السامية، لكنه في الوقت نفسه لا يتردد في انتقاد بعض سياساتها، خاصة ما يتعلق بالاحتلال ومعاملة الفلسطينيين، مؤكدًا أن بقاء الكيان يعتمد على التمسك بالقيم الأخلاقية والديمقراطية..
#من_أحاجي_الحرب