أقامت مبادرة " سوبرومن "صالونها الدوري حول "التمييز في عالم العمل وتأثيره على النساء العاملات"، بمشاركة من المرأة الجديدة، ضمن أنشطة مجموعة عمل "مفوضية مناهضة التمييز" التي أطلقتها   مؤسسة المرأة الجديدة وتضم عدد من المنظمات والمبادرات والأفراد. 

 

شارك في الصالون   لمياء لطفي، مديرة برنامج تعزيز المساواة ومكافحة التمييز،  و مي صالح، مديرة برنامج النساء والعمل والحقوق الاقتصادية، بمؤسسة المرأة الجديدة وأدارت الحوار  آية منير مؤسسة ومديرة مبادرة سوبر ومن.

افتتحت اللقاء، آية منير بالتعريف عن الصالون، وبعض برامج وخدمات مبادرة سوبر ومن، وأوضحت سبب اختيار التمييز في عالم العمل وتأثيره على النساء العاملات كموضوع للصالون، باعتباره مدخل للعمل على الدفع بإنشاء مفوضية مناهضة التمييز، وكجزء من اهتمام سوبرومن بالعمل على قضايا النساء والعمل. 

بدأت مي صالح، كلمتها بعرض بعض أشكال التمييز التي تتعرض لها النساء في المجال العام، في المواصلات، وتوفير أماكن الحضانة، وفرص التعليم المؤهلة لسوق العمل، ومعايير التوظيف التي تمارس تمييز ضد النساء سواء كانت معلنة أو يتم ممارستها على أرض الواقع، وصولًا إلى التمييز في الأجور، والترقي، في فرص التدريبات، والسفريات والمأموريات، وحتى فرص العمل في بيئة عمل آمنة.

أضافت مي، أن هناك أنواع من العنف تتعرض لها النساء، ولا تتمكن بالضرورة من التعبير عنها، منها: مضايقات، استغلال للعمل، التعسف من المديرين، تعليقات على طريقة الكلام واللبس، والتي تصل إلى التدخل في الحياة الشخصية. 

كما تناولت إشكالية مساهمة الإطار التشريعي لتكريس فكرة أن الدور الإنجابي ورعاية الأبناء هي بالكامل مسؤولية النساء، في حين أن هناك دول كثيرة في العالم بدأت تستبدل أجازة رعاية الطفل بالإجازة الوالدية، حيث أن من حق الأب أو الأم أن يحصلوا عليها اعمالًا لفلسفة أن تربية الأبناء هي مسؤولية مشتركة. 

علقت آية منير، على أثر الصورة النمطية الزائفة على الشكل الاجتماعي للأسرة، بأن النساء دائما ما يتم الصرف عليها، وهو ليس بالضرورة الواقع حاليًا، وعلى الرغم من تغير هذا الوضع، لازال التمسك بهذه الفكرة لأنها تحافظ على بعض الامتيازات للرجال. 

وشاركت آية بتجربتها في التعرض للتمييز في الأجر في أحد أماكن العمل، وجاء الرد عن سبب التمييز من مديرها نصًا: "عشان هو راجل، هو هيفتح بيت، إنتي مش فاتحة بيت"، بالإضافة إلى التمييز الذي يحدث للنساء بسبب أعمال الرعاية المنزلية، مثل تقييد توظيف النساء بسبب أدوارها الإنجابية. 

وأشارت لمياء لطفي، إلى أهمية تحمل أماكن العمل، ودور الدولة في مسؤوليتها المجتمعية في تأمين النساء وقت الحمل والولادة، 

وفي كلمتها، عرضت لمياء، لأهم المحددات المتعلقة بإنشاء مفوضية مناهضة التمييز، التي أقرها دستور 2014، ولم يتم إصدار قانون بشأنها حتى الآن، وأعلنت عن مجموعة عمل مفوضية مناهضة التمييز التي من هدفها الدفع في اتجاه إصدار القانون الخاص بإنشائها.

كما أكدت، على أهمية استقلال المفوضية، وتحديد أدوارها من متابعة ورصد القوانين التمييزية وتقديم البدائل، ومن العمل بشكل استباقي، وليس فقط كهيئة مستقبلة لحالات التمييز، ودورها في تدريب الكوادر التنفيذية في كل الوزارات عن المساواة وأشكال التمييز ومناهضته. 

شاركت بعض النساء بتجاربهن مع التمييز ضدهن في أماكن العمل، سواء في الأجور والمكافآت، أو في رفض التعيين بسبب ظروف الزواج، أو حتى في عدم الثقة في كفاءتها كطبيبة واستحقاقها للتوظيف وفق مهاراتها وليس شكلها. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العمل عالم العمل النساء العاملات المرأة الجديدة التمییز فی

إقرأ أيضاً:

اختتام أعمال مفوضية الحوار الوطني لاحتواء الاضطرابات في إثيوبيا

أديس أبابا- اختتمت مفوضية الحوار الوطني التي شكلتها الحكومة في إثيوبيا عملها أمس الثلاثاء، بهدف إيجاد مواقف مشتركة حول مختلف التباينات والقضايا الوطنية، وسط تحديات سياسية وتهديدات أمنية لجماعات مسلحة في بعض مناطق البلاد.

ويرى عدد من الباحثين أن المفوضية المناط بها الحوار؛ مطالبة بتحديد المبادئ السياسية وبؤر الخلاف، وتبني خطط وبرامج تجاهها، كقضايا تشكل تقاطعات فكرية لدى مثقفين وأكاديميين وسياسيين وقادة مجتمع، في حين ركز آخرون على أهمية الحوار لإنهاء النزاعات في ظل غياب نظام معمول به لحل هذه القضايا بشكل صحيح.

وانطلقت أعمال المفوضية رسميا في العاصمة أديس أبابا، والتي استمرت على مدى أيام، بحضور رئيس الوزراء آبي أحمد، ومشاركة ممثلي قادة المجتمع والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والسلطات الحكومية (التنفيذية والتشريعية والقضائية)، باعتبار أن أديس أبابا أهم المناطق التي تتم فيها عملية الحوار بجانب 10 أقاليم ومدينة دري داو.

وأرجع عضو المفوضية السفير محمود درير إطلاق الحوار من أديس أبابا؛ إلى اعتبارها عاصمة تحتضن جميع الفئات المجتمعية والمؤسسات السياسية، ومقر الاتحاد الأفريقي وأهم مراكز الدبلوماسية في العالم، وقال: هذا يعكس للعالم أن الشعب الإثيوبي قرر حل كل قضاياه عبر الحوار بدون تدخل خارجي، وستكون تداعياته إيجابية على الأقاليم التي ستشهد جلسات مماثلة.

ويرى الكاتب المختص بشؤون القرن الأفريقي هاشم علي أن أهمية الحوار تأتي من كونه دعوة لكافة الإثيوبيين للتوافق علي الثوابت الوطنية، التي يمكن عبرها تحقيق الإجماع الوطني، ووضع أسس المشاركة السياسية على أرضية راسخة بدون عزل أي جهة، وقال للجزيرة نت: "عانت إثيوبيا طوال تاريخها خلافات سياسية أدت إلى عدم استقرار الأوضاع، وتعطيل التنمية، وتطورت الخلافات إلى درجة الحروب، لذا سيكون الحوار الوطني مهما للخروج من هذه الدائرة".

مداولات الحوار الوطني تأتي وسط تحديات سياسية وتهديدات أمنية (مفوضية الحوار الوطني الإثيوبي) مشروع الحوار

وكانت أديس أبابا أعلنت عن تكوين مفوضية لمشروع الحوار الوطني، وشكلت لجنة مستقلة من 11 عضوا، وافق عليها البرلمان، لصياغة أجندة الحوار، واختيار المتحاورين مع ضمان مشاركة ممثلي مختلف شرائح المجتمع والحكومة وفق معايير وإجراءات واضحة، وتنظيم جلسات الحوار على مستوى المركز والأقاليم.

وظلت الحكومة تؤكد أن الحوار المقصود امتداد وتأكيد لالتزامها بالوعود التي قطعتها قبيل الانتخابات العامة التي جرت في يوليو/تموز 2021 بإجراء حوار وطني لتعزيز المصالحة والاتفاق حول المسائل الوطنية المهمة. وقال آبي أحمد: "هناك قضايا سياسية لم تجد حلا في إثيوبيا -مثل اللغة ورمزية العلم الوطني وقضايا الأرض ونظام الحكم- يشملها الحوار بين المعنيين".

ولفت عضو المفوضية، السفير درير -في حديث للجزيرة نت- إلى فرص كثيرة لم يستفد منها الإثيوبيون على الرغم من الدعوات المتكررة لأحزاب سياسية وشخصيات مرموقة لإجراء حوار وطني، وقال إنه كان من المفترض أن يقام حوار وطني في مرحلة سقوط النظام الملكي (استمر بين 1930 و1974)، وأيضا في مرحلة انهيار النظام الشيوعي (1974-1991).

جلسة مناقشات لتحديد مشروع جدول الأعمال لبعض الفئات الممثلة للمجتمع بأديس أبابا (مفوضية الحوار الوطني الإثيوبي) أجندة الحوار

ويعد الحوار الوطني الإثيوبي من أهم المشروعات الوطنية من خلال سعيه لخلق موقف وطني مشترك حول القضايا التي ظلت تعرقل العمل أو التعقيدات المسكوت عنها طوال الفترات الماضية، في حين تظل أبرز القضايا التي ضجت بها الساحة السياسية وأروقة الأكاديميين منذ أن أطلت فكرة الحوار، هي تعديل الدستور، وإنشاء محكمة دستورية، والنظام الفدرالي ما له وما عليه.

وقال رئيس مفوضية الحوار الوطني، مسفن أريا، إن الحوار يهدف لتحقيق الوحدة والإجماع الوطني حول القضايا التاريخية على الرغم من التحديات، وأوضح في كلمته بالجلسة الافتتاحية، أنه تم انتخاب الممثلين للمشاركة في جلسات جمع مقترحات جدول أعمال الحوار من أكثر من ألف منطقة في 10 أقاليم ومدن، مؤكدا أن جلسات جمع المقترحات في الأقاليم ستبدأ قريبا، كما سيتم انتخاب المشاركين في إقليمي أمهرة وتيغراي.

ولم يبتعد الباحث هاشم علي عمّا ذهب إليه رئيس المفوضية، قائلا إن أبرز القضايا التي تكونت من أجلها المفوضية هي "السلام القومي الشامل"، وكيفية الوصول إليه عبر التوافق السياسي القومي الذي يكفل الحقوق لكافة الجهات والآراء، وحول هذا أكد عضو المفوضية أنه "لا توجد أجندات ممنوعة في هذا الحوار. كل الأجندات مفتوحة لأبناء الشعب ليناقشوها عبر ممثليهم".

إحدى الجلسات لتحديد جدول الأعمال للحوار الوطني (مفوضية الحوار الوطني الإثيوبي) تحديات وانتقادات

ومنذ إنشائها، شرعت مفوضية الحوار في مهمتها وخطتها عبر إجراءات، وسط تحديات أمنية وسياسية معقدة جراء الأوضاع الراهنة في البلاد.

وضمن جهود الحكومة لتعزيز دور المفوضية، التقى آبي أحمد حكام وقادة المجتمع في جميع أقاليم البلاد، وبحث معهم قضايا السلام والأمن وتهيئة الظروف للحوار.

وأكد السفير درير أن أعضاء المفوضية التقوا جميع المواطنين بمختلف مستوياتهم التعليمية ومنظماتهم السياسية في جميع أنحاء البلاد، ووصف المرحلة الراهنة من عملية الحوار بالمهمة والتاريخية وتحتاج الى قرار من جميع أبناء الوطن للالتفاف حول فكرة الحوار الوطني.

لكن طريق المفوضية التي وصلت مراحل متقدمة في عملية الحوار، لم يكن معبدا وواجهت انتقادات واتهامات وتحديات أمنية أضعفت من دورها، واتهم تجمع يضم 11 حزبا معارضا في إثيوبيا المفوضيةَ بالفشل في تحقيق الهدف المعلن لتسهيل حوار وطني "شامل"، وقال التجمع إن المفوضية تم استخدامها لأغراض سياسية من قبل الحزب الحاكم.

ويرى الباحث علي أن التحدي الحقيقي للمفوضية يتمثل في تحديد بؤر الخلاف، وتبني خطط وبرامج تجاهها، بحيث تكون مقنعة لكافة الجهات الأخرى الممانعة لأجل جذبها للحوار، وأضاف: "من الطبيعي رفض وتحفظ بعض الجهات من أحزاب سياسية أو غيرها تجاه تكوين أو أعمال لجنة الحوار الوطني".

وأردف: أن هذه "الممانعات تأتي بالطبع سواء بدوافع تنافسية أو بحثا عن مكاسب، أو نتيجة ضغوط خارجية، ومن المفترض أن تكون المفوضية مدركة لكل جوانب التحدي في تشكيلها ومهامها ورسالتها".

لكن درير قلل من هذه الاعتراضات والمخاوف الأمنية، وكشف عن مفاوضات تجري بين الحكومة وحاملي السلاح كمسار رئيسي، وجهود في مسار العدالة الاجتماعية، وقال إن هذه المسارات جميعها تصب في مصلحة مسار الحوار.

واعتبر أن هناك أحزابا لها مواقفها الخاصة، لكن هناك في المقابل أحزاب كثيرة تجاوبت مع الحوار الوطني ولهم مظلة يجتمعون فيها وهي "مجلس الأحزاب الإثيوبية" وكانت ممثلة في الافتتاح.

مقالات مشابهة

  • في مناهضة عقوبة الإعدام .. ومناصرة العدالة الجنائية (1-7)
  • أول محكمة التمييز الكويتية تقضي بحبس وزير سابق 7 سنوات بتهم فساد مالي
  • "قومي المرأة" يختتم ورشة عمل "دمج القائدات الدينيات في قضايا مناهضة العنف ضد المرأة"
  • اختتام أعمال مفوضية الحوار الوطني لاحتواء الاضطرابات في إثيوبيا
  • بنك الاستثمار العربي يطلق حساب توفير سوبر بلس اليومي بفائدة 20%
  • عالم أزهري: هذا العمل أقرب وأحب إلى الله من صيام ذي الحجة
  • بعد دعوته لعدم الزواج من العاملات في المنظمات..نائب برلماني يطالب الداعية ”العديني”بالإعتذار ويتهمه بالقذف
  • عالم يحذر من خطر "ذكي" يهدد البشرية
  • التضخم في إيجار أماكن العمل يسجل 62٪
  • نائب وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية يترأس اجتماع مجموعة العمل الخاصة بنموذج تقييم الوظائف الخضراء