وزير الإعلام: منصة «51» ترجمة لإستراتيجية الوزارة في بناء إعلام مستدام رائد في صناعة المحتوى
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
أعلن وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري عن إطلاق البث التجريبي للمنصة الرقمية المتكاملة (51) بالتعاون مع شركة (فاست) للاتصالات.
جاء خلال حفل أقيم بهذه المناسبة مساء أمس الأول في قاعة مسرح الاستديو بمركز الشيخ جابر الثقافي.
وأكد المطيري أن هذه المنصة تأتي ترجمة لإستراتيجية الوزارة 2021-2026 لبناء إعلام مستدام رائد في صناعة المحتوى المبني على التعاون والشراكة مع القطاع الخاص، مشيرا إلى أن وزارة الإعلام تتعاون مع القطاع الخاص لتنتقل من كونها جهازا تنفيذيا إلى جهاز تنسيقي تنظيمي تحفيزي يعمل على توجيه الموارد وتعظيم الإيرادات فضلا عن تحسين البنية التحتية للوزارة وفق منهجية عمل محددة يتحقق من خلالها خطوات ونقلات نوعية في هويتها البصرية وحوكمة إجراءاتها الداخلية.
ولفت إلى حرص الوزارة على أن تكون منصة (51) آمنة حاضنة، فهي آمنة من خلال ترجمتها لسياسة الوزارة بالمحافظة على القيم الأصيلة في المجتمع من خلال ما تقدمه من محتوى هادف وكذلك فهي حاضنة لكل الأفكار الإبداعية بما يناسب مختلف الأذواق.
وبين أن هذه المناسبة وافقت تاريخا بدأت به عبارة الوجود الإعلامي في دولة الكويت (هنا الكويت) ففي تاريخ 12 مايو من عام 1951 كانت انطلاقة الإذاعة الكويتية وها نحن في يوم 12 مايو من عام 2024 وفي نقلة إعلامية تقودها وزارة الإعلام بجهود كل القائمين عليها نكرر بكل فخر عبارة الوجود الإعلامي (هنا الكويت).
وأشار المطيري إلى أن منهجية عمل لبدايات جديدة كان الشعار الذي سعت الوزارة لتحقيقه على أرض الواقع إذ أن البدايات الجديدة تتمثل بإطلاق منصة رقمية تواكب التطورات التكنولوجية، مؤكدا أن دولة الكويت كانت ومازالت ملهمة للإبداع وداعمة للريادة.
وقال إن الإعلام الكويتي وانطلاقا من عام 1951 شهد مسيرة حافلة من الإنجازات في شتى المجالات الإعلامية على مستوى المسرح والإذاعة والتلفزيون، حيث ساهم الرواد في صناعة التميز والإبداع حتى أصبحت الكويت منارة إعلامية وثقافية اتصلت بالعالمية بهويتها العربية الأمر الذي يحملنا مسؤوليات وتحديات كبيرة ولكننا نجدها فرصا عظيمة لتعزير مكانتنا الإعلامية.
من جانبه، أفاد الرئيس التنفيذي لشركة (فاست) للاتصالات عبدالعزيز البابطين في كلمة ألقاها خلال الحفل بأن هذا التعاون والإنجاز بين القطاعين الحكومي والخاص في عمل هذه المنصة يأتي من باب المسؤولية الاجتماعية عبر تعاون واضح بين شركة فاست للاتصالات ووزارة الإعلام من خلال عمل منصة رقمية لبث المحتوى المرئي والمسموع عبر الأجهزة الذكية والرقمية.
وأضاف البابطين أنه في السابق كانت إمكانات الوزارة للانتقال بمحتواها إلى الدول الأخرى قليلة لكن في هذا العصر ومن خلال هذا التعاون سيتاح لكل من يحمل خط إنترنت في أي مكان مشاهدة البرامج الإذاعية والتلفزيونية الأرشيفية لتلفزيون دولة الكويت، بالإضافة إلى ما ستقدمه من إنتاجات حصرية لها وبث مباشر لقنوات باقة تلفزيون الكويت.
وقام وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري، والرئيس التنفيذي لشركة (فاست) للاتصالات عبدالعزيز البابطين بتكريم الإعلامي الراحل مبارك الميال تقديرا لجهوده وعرفانا لذكراه ولدوره المشهود في مسيرته الإذاعية بالكويت، حيث تسلمت التكريم ابنته دلال الميال، كما تم عرض فيديو يستعرض طريقة الدخول إلى منصة (51) ومميزات الاشتراك في هذه المنصة.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
الإعلام الرياضي السعودي وخدمة الخصوم: جرس إنذار
أحدثت رؤية السعودية 2030 تحولًا جذريًا تجاوز حدود التنمية المحلية، لتصل بصداها إلى العالم أجمع، حيث باتت الدول المتقدمة تراقب وتنبهر بثمارها المتحققة قبل حلول موعدها. وفي قلب هذا التحول، برزت الرياضة كأداة استراتيجية تعكس طموح المملكة، لا سيما بعد إعلان استضافتها المرتقبة لكأس العالم 2034. هذا التقدم اللافت لم يمر مرور الكرام، بل دفع بعض الخصوم لتكثيف حملاتهم ومحاولاتهم لتشويه الصورة، مما يُبرز الحاجة الملحة إلى إعلام رياضي متزن وواعٍ. إعلام لا يكتفي بنقل الأحداث، بل يشارك في صياغة رواية وطنية تحفظ المكتسبات، وتعيد رسم دور الإعلام الرياضي، لا من زاوية مهنية فحسب، بل كضرورة للأمن الإعلامي والوطني في آنٍ معًا.
سواء رضينا بذلك أم لا، فقد أصبح الإعلام الرياضي اليوم سلاحًا ذا حدّين. من جهة، هو أداة قوية يمكنها توحيد الصف الوطني، ورفع الوعي الرياضي، ودعم الأندية والنجوم، والارتقاء بالحوار الرياضي نحو آفاق أوسع وأكثر نضجًا. ومن جهة أخرى، قد يتحول إلى منصة تهدم ما تبنيه المملكة من إنجازات رياضية وتنموية، حين يُستغل من قبل خصوم الوطن في بثّ التشويش والتشكيك. فالخطر الأكبر يكمن في أن أعداء السعودية باتوا يستشهدون بما يقوله بعض إعلامنا الرياضي، ويقدّمونه للعالم على أنه دليل داخلي ضد المشروع الرياضي الوطني، فيقولون: لسنا نحن من نشكك، بل هم من يفعلون ذلك. وهنا تحديدًا تكمن الخطورة.
أصبح من الواضح أن بعض الأصوات في الإعلام الرياضي السعودي لا تهدف لخدمة الرياضة أو الجمهور، بل تسعى وراء مكاسب ضيقة مثل زيادة المشاهدات، تصدر الترند، وتحقيق أرباح إعلانية، حتى لو كان الثمن إثارة الجدل والمشاكل المفتعلة. الأسوأ أن بعضهم أدمن هذا الأسلوب، وكأن النجاح لا يُصنع إلا وسط الصراعات والشتائم والسخرية. بل وتجاوز الأمر ذلك، فأنشأ البعض حسابات وهمية لتضخيم آرائهم، مدعومين بجماعة تروّج لهم وتساندهم في كل ما يثيرونه من فوضى. وهنا تصبح الحاجة ملحّة لتدخل الجهات المختصة، لإعادة توجيه بوصلة الإعلام الرياضي نحو مهنية مسؤولة ومنضبطة.
يقول بعضهم: “هذه الرياضة وهذه عمايلها”، وكأن كل فوضى مبررة، لكن بنظرة الخبير تدرك أن ما يحدث ليس مجرد فوضى مهنية، بل تهديد حقيقي. هذه الفوضى تتيح لخصوم مشروعنا الرياضي استغلال المحتوى داخليًا وخارجيًا، وبناء روايات تسيء لهذا المشروع. حقا، إن ما تحققه السعودية اليوم من نجاحات في استقطاب النجوم، وتحقيق البطولات سواء على مستوى الأندية والمنتخبات ليس إنجازًا عابرًا، بل مكسبًا استراتيجيًا يستحق الحماية لا الهدم، خصوصًا من الداخل من خلال بعض الأصوات التي تنتهج خطابا انفعاليت أو إعلام غير منضبط. ولذا، تبرز الحاجة إلى “ضبط” الإعلام الرياضي، ليس بمنع الرأي أو خنق الأصوات، بل بوضع معايير تميّز بين النقد الحقيقي وبين الاستعراض لأجل الترند. معايير تُبعد من يتاجرون بالصوت العالي، وتدعم من يقدّم المصلحة العامة على مكاسبه الشخصية. إعلامنا الرياضي يجب أن يكون جزءًا من المسيرة، داعمًا لا مثقلًا، شريكًا لا خصمًا.
أعلم أن هناك الكثير من البرامج تم إطلاقها لكنها تحتاج لمتابعة وتفعيلها للارتقاء بالمحتوى والمسؤولية. ومن ذلك إعادة النظر اعتماد الإعلاميين الرياضيين، وتنظيم برنامج تطوير المحللين والمقدّمين مع جهات عالمية، وتطوير عمل مراكز رصد المخالفات الإعلامية، وإطلاق منصة أخلاقيات الإعلام الرياضي بميثاق شرف ملزم. إنه من الضروري أيضًا دعم صناعة محتوى بديل ومهني يُركّز على التحليل والوعي، وإطلاق برنامج لتأهيل الشباب الجامعي للعمل الإعلامي باحتراف. وأخيرًا، تنظيم منتديات حوار دورية تجمع الإعلاميين بالمسؤولين لرسم مستقبل مشترك. هذه المبادرات لا تضبط الإعلام فقط، بل تمكّنه ليواكب تطلعات الرياضة السعودية ويعكس صورتها الطموحة بمهنية ومسؤولية عالية.
بقي القول، إن الإعلام الرياضي السعودي يقف اليوم أمام مسؤولية وطنية تتجاوز حدود الترفيه والتحليل الفني والمناكفات، ليصبح جزءًا من مشروع نهضة شاملة تقوده المملكة في مجالات عديدة. كما أن نجاح الأندية والبطولات والنجوم يجب أن يوازيه نضج في الطرح الإعلامي، وانضباط في الخطاب، وتحرر من منطق الإثارة لأجل الحضور. نحن بحاجة إلى إعلام يعزز الوحدة، ويرتقي بالذوق العام، ويعبّر عن وطن طموح يستثمر في الرياضة كقوة ناعمة. ولأكون أكثر وضوحا. فنحن نحتاج ضبط لهذا الإعلام وهذا لا يعني تكميمه، بل توجيهه نحو دوره الحقيقي في أن يكون صوتًا واعيًا، وواجهةً مشرّفة لمشروع بحجم رؤية السعودية ٢٠٣٠.
الإعلام الرياضي السعوديقد يعجبك أيضاًNo stories found.