أكد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، أنه كان يسرد ضخامة مشروع "مستقبل مصر للتنمية المستدامة" والذي يتضمن أكبر محطة تحلية مياه الري في العالم ودخلت موسوعة جينيس من أكثر من زاوية، منوهًا بأنه ليس مغرم بأن يتم تشييد كل ما هو أكبر المشروعات.

بحضور الرئيس السيسي.. وزير الري يستعرض موقف إعادة استخدام المياه في مصر وزير الري: نصيب الفرد من المياه 500 متر مكعب سنويا (فيديو) أهمية إعادة استخدام مياه الصرف

ونوه "سويلم"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي إبراهيم عيسى، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، بأن نقص المياه يستدعي استيراد غذاء من الخارج أو وجود حل على أرض مصر، من خلال معالجة مياه الري من خلال مسار ناقل، وهذا الأمر يعمل منذ القيادات السابقة في الوزارة، مشددًا على أنه قدم شرح واف عن أهمية الحاجة لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي في مصر، موضحًا أن "مستقبل مصر للتنمية المستدامة" مشروع قومي للدولة المصرية.

وأوضح أن تصريحاته أمس لم يكن مقارنة المشروع بالسد العالي ولم يتحدث في هذا الأمر، مؤكدا أنه كان يتحدث عن حجم وضخامة المشروع، منوهًا بأن السد العالي مشروع كان حماية لمصر من الغرق والفيضان والجفاف، والمقارنة لم يخطر على باله، وأشار إلى أنه أكثر شخص مغرم بالسد العالي وصنع فيلم وثائقي في مناسبة السد العالي وتم إرسالها لمدينة الإنتاج الإعلامي لتحويلها لديجتال.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الري القاهرة والناس الرئيس السيسي إبراهيم عيسى محطة تحلية مياه مشروع قومي مستقبل مصر وزير الري الإعلامي إبراهيم عيسى مياة الصرف موسوعة جينيس

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: مياه حي الصفا تنتظر القرار

تمر ولاية الخرطوم بواحدة من أدق مراحلها التاريخية، حيث تتقاطع الأزمات الخدمية مع تعقيدات المشهدين الأمني والسياسي، في صورة قاتمة تنعكس بوضوح على حياة المواطنين. ومن بين هذه الأزمات، تبرز مشكلة المياه كواحدة من أشد صور المعاناة اليومية، لا سيما في محلية كرري – حي الصفا، الواقع غرب شارع الوادي بالقرب من قسم الحتانة، حيث لم تعد المياه موردًا طبيعيًا متاحًا، بل تحوّلت إلى سلعة باهظة تثقل كاهل الأسر محدودة الدخل.

تعتمد محطة “المنارة”، أحد أبرز مصادر الإمداد المائي في المنطقة، اعتمادًا كليًا على الكهرباء. ومع تكرار استهداف البنية التحتية من قِبل مليشيا الدعم السريع، توقفت المحطة عن العمل، ما أدى إلى تداعيات إنسانية قاسية. المخابز توقفت، والطوابير امتدت في انتظار التناكر، والمياه تحولت إلى أزمة معيشية خانقة.

في حي الصفا كان السكان يعتمدون على بيارة الحارة 20 كمصدر شبه وحيد للمياه في حال الطواري، لكنها خرجت عن الخدمة نتيجة محدودية طاقتها التصميمية. وارتفعت على إثر ذلك تكلفة برميل المياه إلى ما يزيد عن أربعين ألف جنيه، في منطقة يعيش معظم سكانها على دخول يومية أو معاشات حكومية لا تواكب تكاليف الحياة.

استجابة لهذا الواقع المؤلم، طرحت اللجنة الشعبية في الحي مبادرة لحفر بئر جوفية كحل عملي ومستدام. وقد أبدت اللجنة استعدادها الكامل للتعاون مع القطاع الخاص أو المنظمات الإنسانية أو مع حكومة الولاية، سواء من خلال المساهمة المجتمعية أو التنسيق الفني، في خطوة تعكس وعيًا شعبيًا عميقًا، وإرادة جادة لتجاوز الأزمة.

غير أن هذه المبادرة، كسابقاتها من المبادرات المحلية، لا تزال رهينة الانتظار، تنتظر قرارًا إداريًا واضحًا ودعمًا لوجستيًا من الجهات المختصة. ويُذكر أن أحياءً أخرى في محلية كرري تمكنت بالفعل من حفر آبار جوفية بتمويل رسمي أو شعبي، مما يدل على جدوى هذا الخيار ونجاعته ، إن توفرت الإرادة السياسية والدعم التنفيذي.

زيارة والي الخرطوم، أحمد عثمان حمزة لمحطتي بيت المال والمنارة، وغيرها من المواقع، شكّلت إشارة إيجابية إلى وجود وعي رسمي بحجم الكارثة. لكن هذا الوعي لم يُترجم حتى الآن إلى خطة عملية لإعادة المياه إلى الأحياء المتضررة. فلا تزال وعود الوالي حبيسة التصريحات تنتظر التنفيذ ، فيما يقول سكان حي الصفا إنهم “أول من تُقطع عنه المياه، وآخر من تعود إليه عند استئناف الضخ”.

أبناء حي الصفا، الذين تمسكوا بمنازلهم رغم الحرب والقصف، لم يجدوا بُدًّا من اللجوء إلى الصحافة لإيصال صوتهم، بعد أن غاب صوت القرار الإداري المحلي. بالنسبة لهم، لم يعد انقطاع المياه أزمة خدمية فحسب، بل صار دليلاً صارخًا على هشاشة منظومة الطوارئ، وسوء إدارة الأزمات.

إن الحرب التي تتخذ من تدمير البنية التحتية وسيلة لإضعاف الدولة، تتطلب استجابة غير تقليدية. لم يعد بالإمكان الاستمرار في الاعتماد على الكهرباء وحدها لتشغيل محطات المياه. المطلوب هو توفير بدائل فعالة، كمولدات الكهرباء أو أنظمة الطاقة الشمسية، ووضع خطة تشغيل طارئة تضمن استمرارية الخدمة.

لقد تجاوزت أزمة المياه في الخرطوم حدود الشأن المحلي، وأضحت مؤشرًا خطيرًا على ضعف الإدارة الحكومية في زمن الحرب. وفي حي الصفا، باتت المياه تمثّل اختبارًا حقيقيًا للدولة: هل تستطيع صون هذا الحق الأساسي، أم تترك المواطنين فريسة للعطش واستغلال ضعاف النفوس؟

ومن منظور #وجه_الحقيقة، فإن تحديات ما بعد الحرب تقتضي نموذجًا جديدًا في الإدارة. لم يعد هناك متسع للوعود المؤجلة أو الحلول المؤقتة. المطلوب قرارات جذرية تعيد المياه للمواطنين، والثقة في مؤسسات الدولة. فالماء ليس فقط مورد حياة، بل ركيزة للاستقرار الاجتماعي، ودعامة للأمن الوطني.

ولسقيا الماء فضلٌ عظيم؛ فلولاه لما كانت الحياة ممكنة. كما قال تعالى: “وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ”. إن فقدان هذا المورد اليوم في حي الصفا لا يهدد صحة الأجساد فحسب، بل يُضعف روح التضامن، ويُخلخل بنيان المجتمع.

ومع ذلك فإن استعداد السكان للتكاتف، وحفر الآبار بجهدهم، يثبت أن الأمل لا يزال حيًّا، حين تتلاقى الإرادة الشعبية مع القرار الرسمي. فالناس ينتظرون القرار، سيدي الوالي.

دمتم بخير وعافية.
إبراهيم شقلاوي
الأحد 25 مايو 2025م. Shglawi55@gmail.com

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وزير الموارد المائية يبحث مشروع إعادة تأهيل نظام الري في وادي النقرة
  • وزير الري يوجه بتطهير المساقي لوصول المياه إلى جميع الأراضي بالدقهلية
  • محافظ أسيوط: تطهير وتبطين الترع والمصارف لضمان وصول مياه الري
  • وزير الشئون النيابية: تعميم العدادات مسبقة الدفع يدعم مبدأ ترشيد المياه
  • العطش يخنق سكان المخا في تعز وسط صمت حكومي يفاقم أزمة شراء المياه
  • مشروع قانون جديد يحظر استخدام مياه الشرب في غسيل السيارات وتنظيف الأفنية
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: مياه حي الصفا تنتظر القرار
  • بوعوينة: الزراعة الذكية وإعادة استخدام المياه طريقنا للأمن المائي
  • مياه سوهاج تُوعي رواد القوافل الصحية بقضايا المياه وتنشر ثقافة الوعي المائي
  • الري: تغير المناخ يدفعنا لزيادة الاعتماد على التكنولوجيا فى إدارة المياه