كرة اليد في الشارقة.. 5 ألقاب في الموسم وكأس رئيس الدولة الهدف القادم
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
بفوزه على شباب الأهلي وتتويجه بطلا للدوري الإماراتي لكرة اليد، للمرة الثامنة على التوالي، والـ18 في تاريخه أمس.. واصل فريق اليد بنادي الشارقة “رجالاً” هيمنته على ألقاب الموسم الحالي بعدما حقق لقبه الرابع هذا الموسم على المستوى المحلي، والخامس بشكل عام.
وتوج في بداية الموسم بكأس السوبر الإماراتي البحريني، فيما توج محلياً بألقاب كأس السوبر المحلي، وكأس الاتحاد، وكأس الإمارات، وتبقت له هذا الموسم المنافسة على لقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة.
ووصل الشارقة بعد تتويجه بلقب النسخة الحالية من الدوري إلى اللقب رقم 46 في تاريخه في جميع المشاركات المحلية، والخارجية، والتي تمثلت في 18 لقب دوري، و10 ألقاب كأس صاحب السمو رئيس الدولة، و6 لكأس الإمارات، و6 ألقاب سوبر، و3 كأس نائب رئيس الدولة، ولقبين كأس السوبر الإماراتي البحريني، بالإضافة إلى لقب واحد لكأس الإتحاد.
وبختام الموسم الحالي لدوري اليد، جاء الشارقة في الصدارة يليه شباب الأهلي ثانياً، ثم مليحة ثالثاً، والعين رابعاً، ودبا الحصن خامساً، والجزيرة سادساً، والوصل سابعاً، والنصر ثامناً.
وأعرب سعادة عيسى هلال الحزامي رئيس مجلس الشارقة الرياضي في تصريحات له عقب تتويج الفريق باللقب، عن سعادته بما تحقق من إنجاز جديد لفريق كرة اليد بنادي الشارقة، هذا الموسم، مؤكداً أنه نتاج عمل جماعي من إدارة الفريق، والجهاز الفني، واللاعبين.
وقال إن فريق الشارقة لكرة اليد تنتظره مرحلة جديدة بضم لاعبين من المراحل الأخرى، دعما لصفوفه، للمنافسة على المزيد من البطولات، مؤكداً أن النادي لديه قاعدة مميزة من اللاعبين الصاعدين القادرين على استكمال المسيرة.
من جانبه أكد التونسي سامي السعيدي مدرب فريق كرة اليد بنادي الشارقة أن الفريق خاض موسماً صعباً عانى خلاله الكثير من الإصابات، ولكن الدعم المتواصل من إدارة النادي، ولاعبي الفريق، قاده إلى الوصول لهذه المكانة والحفاظ على لقبه للمرة الثامنة على التوالي، بعد منافسة قوية من بقية فرق المسابقة.
وأوضح السعيدي في تصريحات له عقب الفوز بلقب الدوري أن تدريب فريق الشارقة مهمة صعبة كونه فريق ينافس على جميع الألقاب والبطولات، ويواصل تحقيق الأرقام القياسية في عدد مرات الفوز بلقب الدوري، ومختلف البطولات التي يشارك فيها، لافتاً إلى أن رغبة اللاعبين في تحقيق ذلك كانت عاملا أساسيا في الحفاظ على اللقب.
وأكد مدرب الشارقة أن اللاعبين بذلوا جهوداً كبيرة خلال الموسم الحالي، في ظل التزاماتهم الأخرى، الأمر الذي شكل ضغوطاً كبيرة عليهم، لكنهم في النهاية أرادوا الحفاظ على ما حققوه خلال الفترة الماضية، لافتاً إلى أن الفريق يطمح إلى التتويج بالسداسية التاريخية هذا الموسم بعد تحقيقه 5 بطولات حتى الآن.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: رئیس الدولة هذا الموسم
إقرأ أيضاً:
الانهيار القادم لا محالة
«اعلم أن مبنى الملك على أساسين لابدّ منهما: فالأول الشوكة والعصبية، وهو المعبر عنه بالجند، والثاني المال الذي هو قوام أولئك الجند، وإقامة ما يحتاج إليه الملك من الأحوال. والخلل إذا طرق الدولة طرقها في هذين... واعلم أن تمهيد الدولة وتأسيسها كما قلناه إنما يكون بالعصبية، وأنه لابد من عصبية كبرى جامعة للعصائب، مستتبعة لها، وهي عصبية صاحب الدولة الخاصة من عشيرة وقبيلة... وتضعف البطانة بعد ذلك بما أُخذ منها الترف فتهلك وتضمحل، وتضعف الدولة المنقسمة كلها، وربما طال أمدها بعد ذلك، فتستغني عن العصبية بما حصل لها من الصبغة في نفوس أهل إيالتها، وهي صبغة الانقياد والتسليم منذ السنين الطويلة التي لا يعقل أحد من الأجيال مبدأها ولا أوليتها، فلا يعقلون إلا التسليم لصاحب الدولة، فيستغني بذلك عن قوة العصائب، ويكفي صاحبها بما حصل لها في تمهيد أمرها الإجراء على الحامية من جندي ومرتزق، ويعضد ذلك ما وقع في النفوس عامة من التسليم، فلا يكاد أحد يتصور عصيانًا أو خروجًا، إلا والجمهور منكرون عليه مخالفون له، فلا يقدر على التصدي لذلك ولو جهد جهده... ثم لا يزال أمر الدولة كذلك وهي تتلاشى في ذاتها، شأن الحرارة الغريزية في البدن العادم للغذاء، إلى أن تنتهي إلى وقتها المقدور، ولكل أجل كتاب، ولكل دولة أمد، والله يقدر الليل والنهار، وهو الواحد القهار».
مقدمة ابن خلدون بتصرف.
الكيان الصهيوني، ذلك الوحش الأسطوري الذي لا يتخيل كثير من الناس هرمه وانهياره، وذلك لكثرة من يقف وراءه ويحميه، وقوة أولئك؛ لكن هل تموت الوحوش؟
يجيبنا ابن خلدون في مقدمته البديعة لتاريخه الطويل، وفي الفصل السابع والأربعين «في كيفية طروق الخلل للدولة»، عما يصيب الدول من أسباب الانحسار والانهيار، والموانع التي لا تمنع الانهيار المنتظر ولا توقفه، حتى وإن أبطأته قليلًا.
وإذا ما افترضنا جزافًا أن الكيان الصهيوني دولة - رغم أن من شروط الدولة أن يكون لها حدود واضحة، وهو ما لا يتحقق عند الاحتلال الذي يرى بأنه لا حدود تحده سوى السلاح والمقاومة - فقد بدأ بأيديولوجية قوية وحرارة وحماس عاليين، فقد جاؤوا من أشتاتٍ كثرةٍ مختلفة، ليبنوا الوطن الذي يحميهم من تكرار مآسي الاضطهاد والقتل بعد الحربين العالميتين، لكن هذه الأسطورة القديمة بدأت تتلاشى، إلى أن وصلنا إلى كيان اليوم.
لا يخفى على أحد أن الكيان الصهيوني هو آخر معاقل الاستعمار الغربي، وكما هو معلوم فإن الاستعمار يكون مجديًا إذا حقق للمستعمر أهدافه وثماره المرجوة. فالكيان الوظيفي الحالي، مختبر كبير ومفتوح للأسلحة الحديثة والمتنوعة، من النووي والأسلحة القاتلة الاعتيادية، إلى الفوسفور الأبيض والأسلحة المحرمة على العالم - إلا على الكيان - والتي لها آثارها الطويلة بعد الاستخدام. ولن يستعمل أحد ما يؤثر بالسلب على بلده ووطنه حتى في قتال عدوه، لكن من لا يشعر بانتماء حقيقي إلى الأرض، ويؤمن في قرارة نفسه بالرحيل، لا يجد حرجًا في التخريب الذي يؤثر على من يأتي بعده.
يتحدث ابن خلدون في مقدمته عن أمور نراها رأي العين، فالصراعات السياسية الداخلية التي لم نكن نسمع بها من قبل في «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط»، والفساد السياسي المتجذر، ومحاكمة رئيس الوزراء وهو في رأس الهرم في قضايا فساد؛ كلها مما بدا خيالًا بعيد المنال. فالمتابع للشأن الصهيوني الداخلي، يجد أن بعض الشخصيات المحسوبة على السلطة الصهيونية كإيهود أولمرت، وإيهود باراك، وإسحاق بريك؛ كلها تنتقد على الملأ رئيس وزراء الاحتلال الحالي، وهو ما لم يكن يحدث من قبل.
ثم إن الصراعات الداخلية بين العلمانيين والحريديم المتشددين، ورؤية كل منهما لما ينبغي أن يكون عليه كيان الاحتلال، تضعف الجبهة الداخلية، والشعور بالانتماء الذي يعبر عنه ابن خلدون بمصطلح العصبية.
الهرم اللاحق بهذا الكيان المنبَتّ أمر حاصل لا محالة، ومن يهرم لا ينتظر سوى الأجل المحتوم. وسواء اعتمدنا في رؤيتنا للكيان نظرة ابن خلدون الذي يرى تآكل الدولة من الداخل، أو اعتمدنا رؤية سمير أمين الذي يرى تفككها وانحلالها من الخارج وانهيار نموذجها الوظيفي؛ فإن كلا الرؤيتين والطريقين والنظريتين تؤديان المؤدى ذاته، وإن غدًا لناظره قريب.