لجريدة عمان:
2024-06-12@20:42:13 GMT

الأذكى من الذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

يوما بعد آخر، يدخل الذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات الحياة، فيغيّر من شكلها، ويُحدث نقلة، مثلما فعلت ابتكارات وبرامج سابقة، وقد قرأت خبرًا عن قرب استخدام الذكاء الاصطناعي في التدابير الأمنية التي ترافق انعقاد مهرجان (كان) السينمائي بدورته السابعة والسبعين التي ستقام في (كان) الواقعة في جنوب فرنسا في 14 مايو الجاري، من خلال وضع 17 كاميرا مراقبة تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهذه الخطوة ستوفّر حماية أمنيّة عالية لنجوم السينما العالمية، وكبار الضيوف، وحوالي خمسة آلاف صحفي ومصور، فهذه الأعداد الكبيرة تتطلّب حماية أمنية تتمّ -في العادة- بالاستعانة بشركات خاصّة، غير أنّ دخول الذكاء الاصطناعي الذي يُعدُّ أحدث الابتكارات التكنولوجية سيسهّل المهمّة، ومن المؤمّل أن تعمّم هذه التقنية في حال نجاحها، لتشمل دورة الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها باريس في السادس والعشرين من يوليو المقبل.

وقد تزامن هذا الخبر الذي ورد على لسان رئيس بلدية(كان) دافيد لينار، مع صدور كتاب عنوانه (العلوم الاجتماعية والإنسانية في عصر الذكاء الاصطناعي) تحرير: د. نبهان بن حارث الحراصي، ود. سعيد بن محمد السيابي، عن كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس ضمن تبنّي الجامعة لمشروع يهدف للوقوف على أثر الذكاء الاصطناعي في العلوم الاجتماعية والإنسانية، شارك فيه عدد من الباحثين من جامعات عربية مختلفة، هم: (أ. د. سعد التميمي، د. سعيد عبدلي، أ. د. شيرين عبد اللطيف، د. عبد الوهاب كريم، د. مصعب محلا، د. عصام عبيد، محمد بن عبد الله العجمي)، يضمّ الكتاب ستة فصول هي: الفينومينولوجيا وفلسفة الذكاء الاصطناعي، الأدب بين الفضاء الافتراضي والذكاء الاصطناعي، المقاربة القانونية للدور البشري في استخدامات الذكاء الصناعي، نظم المعلومات وتطور الإبداعات الإنسانية باستخدام الذكاء الصناعي، الإبداع الثقافي والفني في ظل الذكاء الصناعي، استدامة الإبداع الإنساني مع تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي الذي صار اليوم الشغل الشاغل للكثيرين، وما يثيره من مخاوف من سوء الاستخدام، وإلغاء الكثير من الوظائف، والاستغناء عن الكوادر البشرية في سوق العمل، وهذه المخاوف تظهر مع كلّ ابتكار جديد، ومن زاوية مختلفة، ينبغي الحديث عمّا سيحدثه من نقلة واسعة في العلوم والمعارف وتطوير مجالات الحياة المختلفة، من هنا نستنتج أنّ التعاطي مع الذكاء الاصطناعي جاء متباينا، هذا التباين أملى على الباحثين دراسته، وخصوصا المشتغلين على العلوم الاجتماعية والإنسانية، الذين دعوا إلى الانفتاح على استخداماته، ومسايرة التحوّلات، لتفنيد التخوّفات التي تحوم حول «إقصاء تطبيقات الذكاء الصناعي للدور البشري في مجالات الإبداع القائمة على التفكير الدقيق والعميق» كما جاء في المقدّمة» فإذا كان هذا الأمر قائمًا ومتفاعلاً في ميادين سوق العمل كافة، فإن أكثر المؤسسات المعنيّة ببحث مسارات هذا التطوّر، وتوضيحها هي مؤسسات التكوين الأكاديمي المعرفي في المجالات الاجتماعيّة، والإنسانيّة التي حافظت على دورها في التكوين العلمي، والعملي خلال عصور سابقة متطوّرة من الإدماج التكنولوجي» ويؤكّد المحرّران أن إمكانات الذكاء الاصطناعي تظلّ معتمدة» على دور الإنسان، فهي وإن أحلت الآلة والبرمجيات محلّه، إلّا أنها حافظتْ على دوره في العمليات ذات الأدوار المتعدّدة في الإنتاج، وبالتالي في سوق العمل»، وبذلك فلا يمكن الاستغناء عن الإنسان، الذي عليه أن يواكب التحوّلات ويطوّر أدواته، ولعل ّمن بين أهمّ حسنات الذكاء الاصطناعي أنه جعلنا نزداد يقينا بإمكانات الدماغ البشري «وما أوتيتم من العلم إلا قليلا» (85: الإسراء) والمقصود به «وما أوتيتم أيها الناس من العلم إلّا قليلا من كثير مما يعلم الله» حسب تفسير الطبري، وجاء الذكاء الاصطناعي ليؤكّد لنا قدرات الدماغ البشري غير المحدودة، فما يقوم به ليس سوى «محاكاة المعلومات المخزونة» كما يقول أ.د. سعد التميمي في الكتاب: وبما أن الذكاء الاصطناعي برنامج حاسوبي «فهو معرض للاختراق الذي قد يخل بالمعلومات»، كما يقول التميمي.

وتأتي أهمّيّة الكتاب كونه «يمهّد أرضيّة علميّة تستكشف أبعاد عصر الذكاء الصناعي للاستفادة منه بشكل أفضل عن طريق طرح عدة تساؤلات، لإيجاد إجابات وافية حولها. تكون عونًا للباحثين الآخرين والمهتمّين» كما يوضّح الناشر على الغلاف الأخير.

ومادام العقل البشري أعلى مرتبة من الذكاء الاصطناعي؛ لأنه هو الذي أوجده، فبالوقت نفسه، يستطيع الاستفادة منه في دفع عجلة الحياة إلى الأمام، وهذا ما ننشده.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العلوم الاجتماعیة الذکاء الاصطناعی الذکاء الصناعی

إقرأ أيضاً:

مؤتمر أبل السنوي للمطورين يركز على الذكاء الاصطناعي

دشنت أبل مؤتمرها السنوي للمطورين اليوم الاثنين (العاشر من يونيو/ حزيران 2024) وسط توقعات بأن تكشف شركة التكنولوجيا العملاقة عن الكيفية التي ستدمج بها الذكاء الاصطناعي في حزمة برمجياتها، بما في ذلك المساعد الصوتي (سيري) بعد تحديثه، وعن شراكة محتملة مع (أوبن إيه.آي) مطورة تطبيق (تشات جي.بي.تي).

وتسعى الشركة المصنعة لهواتف آيفون في مؤتمرها إلى أن تؤكد للمستثمرين أنها لم تخسر معركة الذكاء الاصطناعي أمام مايكروسوفت على الرغم من أنها قد تكون قد استسلمت في بضع جولات.

وقال محللون إن أبل سيتعين عليها أن تظهر للسواد الأعظم من مستخدميها الذين يزيد عددهم على مليار مستخدم السبب الذي سيجعلهم يرغبون في مجال جديد من مجالات الذكاء الاصطناعي التي تهيمن على وادي السيليكون.

بدأت الشركة المؤتمر بعرض أحدث المسلسلات الأصلية التي ستبث على خدمة (أبل تي.في+)

كما عرضت (فيجن أو.إس2)، أحدث برنامج لنظارات الواقع المختلط التي تستخدم التعلم الآلي لإنشاء صور طبيعية. وأتاحت التحكم في الجهاز بالإشارة، إلى جانب زيادة حجم الشاشة الافتراضية المتوفرة في (فيجن برو).

وقالت أبل إن نظام التشغيل (آي.إو.إس 18) سيجعل شاشة آيفون الرئيسية أكثر قابلية للتخصيص ويتضمن إصدارات محسنة من تطبيقاتها الداخلية.

وأضافت ميزة "إغلاق التطبيق" التي ستساعد الأشخاص على حماية المعلومات الحساسة. ويمكن للمستخدمين اختيار إغلاق تطبيقات معينة والاحتفاظ بالبيانات بدرجة أكثر إحكاما في نظام التشغيل.

وقال رايان ريث المحلل لدى شركة (آي.دي.سي) لبحوث السوق "ستقيم أبل عرضا". وأضاف "إذا ما أجادوا العرض، فسيكون الاحتمال هو جعل المستهلكين مهتمين حقا بالذكاء الاصطناعي لأن أغلب التركيز منصب حتى الآن على الشركة".

وتستخدم أبل الذكاء الاصطناعي منذ سنوات في دعم مزايا على أجهزتها، مثل قدرة ساعاتها الذكية على تحديد حالات الاصطدام والسقوط. لكنها كانت معارضة للترويج لكيفية تعزيز هذه التكنولوجيا وظائف أجهزتها، مثلما فعلت مايكروسوفت بمساعدة من رهانها المبكر على أوبن إيه.آي.

وتجاوزت مايكروسوفت أبل في يناير/ كانون الثاني لتصبح الشركة الأكبر من حيث القيمة السوقية على الصعيد العالمي، وحلت أسهم أبل خلف أسهم شركات أخرى من كبرى شركات التكنولوجيا هذا العام.

وتخطت إنفيديا، عملاق رقائق الذكاء الاصطناعي، أبل لفترة وجيزة الأسبوع الماضي لتحتل المركز الثاني بين الشركات الأعلى قيمة عالميا، مما يبرز لبعض المستثمرين حدوث تحول في عالم التكنولوجيا.

وتستخدم أبل مؤتمر المطورين في مقرها الرئيسي في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا كل عام لعرض تحديثات التطبيقات وأنظمة التشغيل الخاصة بها وكذلك لإظهار الأدوات الجديدة للمطورين التي سيتمكنون من استخدامها في تطبيقاتهم.

تحديث برنامج "سيري"

من المتوقع أن تمكّن أبل المساعد الصوتي سيري على السيطرة بصورة أساسية علىكثير من التطبيقات نيابة عن المستخدم. لكن هذا الأمر ثبتت صعوبته لأن سيري بحاجة إلى فهم النوايا الدقيقة للمستخدم وأيضا فهم كيفية عمل التطبيق.

فعلى سبيل المثال، إذا طلب مستخدم من سيري حذف رسالة بريد إلكتروني، فإن المساعد الصوتي سيكون بحاجة إلى فهم أي رسالة يريد المستخدم حذفها وكيفية تنفيذ تلك الوظيفة مثلا في تطبيق مايكروسوفت أوتلوك أو جيميل.

وحاولت أبل جعل سيري أذكى في 2018 بأدوات سمحت للمطورين بإدخال أكواد في تطبيقاتهم من أجل منح سيري مزيدا من السيطرة، لكن قليلا منهم أظهر اهتمامه بالأمر.

ومن المتوقع الآن أن تجدد أبل برمجيات سيريبالذكاء الاصطناعي التوليدي. وأفادت وسائل إعلام بأن أبل وأوبن إيه.آي أبرمتا اتفاقا لدمج تكنولوجيا الشركة المطورة لتطبيق تشات جي.بي.تي في النظام التشغيلي المقبل من أبل، وهو آي.أوس.إس 18.

وبعض مستثمري أبل على ثقة من أن ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة ستعزز مبيعات أجهزة آيفون الجديدة في وقت تواجه فيه الشركة منافسة قوية في الصين وتباطؤ النمو في الولايات المتحدة.

رقائق للذكاء الاصطناعي

كشفت أبل في وقت سابق هذا الشهر النقاب عنرقائق جديدة تركز على الذكاء الاصطناعي في أحدث طراز من حاسوبها اللوحي آيباد برو ويتوقع محللون من الشركة أن تقدم تفاصيل للمطورين عن كيفية تمكنهم من استخدام قدرات الرقائق في دعم جميع عمليات الحوسبة الجديدة بالذكاء الاصطناعي.

وربما تبدأ الشركة أيضا التحدث عن قدراتها في الحوسبة السحابية وسط تقارير مفادها أن أبل تعتزم استخدام رقائقها داخل مراكز بيانات لأول مرة.

وباستخدام رقائقها في الخدمات السحابية، يمكن لأبل طرح مزايا ذكاء اصطناعي متطورة لن تتمكن الأجهزة من التعامل معها بمفردها من دون أن تتطلب معالجات باهظة الثمن من إنفيديا. ويحتفظ النهج أيضا بكثير من مزايا الخصوصية والأمان في أبل المدمجة في تصميم رقائقها المصنعة داخل الشركة. ويستمر مؤتمر المطورين حتى يوم الجمعة 14 (حزيران/ يونيو).

مقالات مشابهة

  • محلل أميركي: الذكاء الاصطناعي يهدد بعصر جديد من الصراعات الدولية
  • شرطة دبي توّظف الذكاء الاصطناعي في العمليات الشرطية والأمنية
  • من هي المغربية المُرشّحة للقب ملكة جمال الذكاء الاصطناعي عالميا؟
  • مؤتمر أبل السنوي للمطورين يركز على الذكاء الاصطناعي
  • بلدية دبي تُطلق «خارطة طريق الذكاء الاصطناعي»
  • Apple Intelligence.. أول محاولة لآبل للذكاء الاصطناعي
  • إيلون ماسك يهدد بحظر استخدام أجهزة "أبل" في شركاته
  • الذكاء الاصطناعي.. قارب الإنقاذ الأخير لتراث «هوليوود الشرق»!
  • “آبل” تطرح منتجات جديدة بالذكاء الاصطناعي التوليدي
  • مقترح برلماني باستخدام الذكاء الصناعي في حفظ التراث