رسمت الأمم المتحدة الأربعاء صورة قاتمة عن الوضع الإنساني في السودان. ورأت المنظمة الأممية أن شعب البلاد "عالق في جحيم" من أعمال العنف، بعد مرور أكثر من عام على الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. وخلفت الحرب عشرات آلاف القتلى، وشردت حوالي تسعة ملايين شخص، ودمرت البنى التحتية المتداعية أصلا في هذا البلد الأفريقي.

ولم تنجح جهود الوساطة المتعددة في إسكات الرصاص، وطي صفحة الخلافات المتفاقمة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

فرانس24

بعد مرور ما يزيد على عام من الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، أصبح الشعب السوداني "عالقا في جحيم" العنف، حسب ما أعلنته الأمم المتحدة الأربعاء. بالتزامن مع ذلك، دعت منظمات إنسانية غير حكومية الطرفين المتحاربين إلى "إنهاء العقاب الجماعي" وإعادة الإنترنت والاتصالات في البلاد. وأدت الحرب إلى تفاقم الوضع الإنساني المتأزم أصلا في السودان، وتسبب في تشريد الملايين وتدمير البنى التحتية الهشة.

ونبهت الأمم المتحدة إلى أن الوضع الناجم عن الأعمال القتالية، يضاف إليه خطر مجاعة متفاقم بسبب موسم الأمطار وعقبات تحول دون وصول المساعدات.

وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمانتين نكويتا سلامي خلال مؤتمر صحافي "بعد استمرار الحرب لأكثر من عام، أصبح شعب السودان محاصرا في جحيم من العنف الوحشي، المجاعة تقترب، والمرض يقترب، والقتال يقترب، ولا يوجد أي مخرج في الأفق".

ولفتت إلى أن "أمامنا ستة أسابيع فقط قبل موسم الجفاف عندما يصبح الغذاء أقل توفرا وأكثر تكلفة"، مشيرة إلى أن أكثر من 4 ملايين شخص على حافة المجاعة.

وشددت المسؤولة الأممية على أن "هذا يتزامن مع موعدين آخرين، هما بداية موسم الأمطار حين يصبح الوصول إلى السكان المحتاجين أكثر صعوبة، ونهاية موسم الزراعة الذي قد يفشل في حال لم نتمكن من توفير بذور للمزارعين".

وأضافت "باختصار، شعب السودان يتجه نحو عاصفة كاملة تزداد فتكا كل يوم". ونددت في هذا السياق بـ"العقبات غير المقبولة التي تواجهها المنظمات الإنسانية".

وتحدثت كمثال عن قافلة مكونة من اثنتي عشرة شاحنة تابعة للأمم المتحدة محملة بمعدات طبية ومساعدات غذائية. وأكدت أن القافلة غادرت بورتسودان في 3 نيسان/أبريل، ولم تصل بعد إلى وجهتها في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بسبب "انعدام الأمن وتأخير في الحصول على تصاريح المرور عبر نقاط التفتيش".

وكانت مدينة الفاشر تعد مركزا رئيسيا للمساعدات في الإقليم الواقع في غرب السودان. وكانت قد بقيت نسبيا في منأى من المعارك، لكنها تشهد منذ أيام اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأكدت كليمانتين نكويتا سلامي أن "المدينة برمتها في خطر"، معربة عن قلقها بشأن مصير 800 ألف مدني.

وعرقلت الحرب التي اندلعت في 15 نيسان/أبريل 2023، عمليات إيصال الأمم المتحدة مخزون مساعدات إلى دارفور قبل موسم الأمطار.

وأوضحت سلامي أن "الاحتياطيات نهبت ولم نتمكن قط من تجديد المخزون بالمستوى نفسه" منذ بداية الحرب.

"عقاب جماعي"
ودعت منظمات إنسانية غير حكومية الأربعاء الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى "إنهاء العقاب الجماعي" وإعادة الانترنت والاتصالات في البلاد.

وجاء في بيان وقعته 94 منظمة أن "الهجمات العشوائية وتعطيل الأطراف المتحاربة شبكات الاتصالات أثر بشكل خطير على قدرة المدنيين على التعامل مع آثار الحرب، وكذلك على قدرة العاملين في المجال الإنساني على تقديم خدمات أساسية".

وأكد البيان أن "الجانبين استهدفا بانتظام البنى التحتية للاتصالات أو فرضا قيودا بيروقراطية"، ما أدى إلى حرمان ملايين السودانيين من الوصول إلى شبكات الدعم اللازمة للعيش في خضم ما وصفته الأمم المتحدة "بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث".

ويحتاج غالبية سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليون نسمة إلى مساعدات إنسانية، تنظمها بشكل رئيسي مجموعات من المتطوعين تعتمد على اتصالات بواسطة الأقمار الاصطناعية وهي مكلفة ونادرة، ومنها من خلال نظام "ستارلينك" للاتصال بالانترنت عبر الفضاء.

ويعد الاتصال بالإنترنت عبر "ستارلينك" الطريقة الوحيدة التي تتيح للسكان تلقي تحويلات من أقاربهم في الخارج، إذ حرم معظم السودانيين من رواتبهم منذ بداية الحرب.

وما زالت مناطق واسعة من إقليم دارفور في غرب البلاد، الذي شهد بعضا من أسوأ أعمال العنف خلال الحرب ويضم نحو ربع سكان السودان، محرومة من خدمات الاتصالات منذ أكثر من عام.

وقالت المنظمات إن انقطاع الاتصالات في كل أنحاء البلاد في شباط/فبراير "ترك نحو 30 مليون سوداني" من دون اتصالات "لأكثر من شهر".

ودعت طرفي النزاع إلى "ضمان توفير خدمات الاتصالات من دون انقطاع (..) وتسهيل إعادة تأهيل الأنظمة المتضررة".

وفي أجزاء كثيرة من السودان، لم تتمكن السلطات المحلية ومهندسون من إصلاح البنى التحتية المتضررة بسبب نقص الموارد أو استمرار القتال.

فرانس24/أ ف ب  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: وقوات الدعم السریع الأمم المتحدة البنى التحتیة بین الجیش أکثر من فی جحیم

إقرأ أيضاً:

انتحار 135 امرأة تعرّضن للاغتصاب من عناصر “الدعم السريع”

متابعات ـ تاق برس- كشفت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، الثلاثاء، عن انتحار 135 امرأة تعرّضن للاغتصاب عقب اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان منتصف أبريل من العام 2023.

 

وقالت اخصائية الباطنية والأوبئة في فرعية أم درمان باللجنة التمهيدية، أديبة إبراهيم السيد، إن اللجنة وثقت انتحار 135 امرأة تعرضن للاغتصاب.

 

وأشارت إلى أن أسباب الانتحار متعددة، منها الخوف من وصمة العار في المجتمع، وعدم التعاطف مع الضحية، وتخلي الأسرة.

 

وكشفت اديبة عن ارتفاع حالات الاغتصاب الموثقة لدى اللجنة إلى 679 حالة، جميعها ارتُكبت على يد عناصر من الدعم السريع، بحسب إفادات الضحايا.

 

ونبهت إلى أن حالات اغتصاب الأطفال بلغت “256” حالة، تراوحت أعمارهم بين 5 و16 عامًا، منذ اندلاع الحرب وحتى يوليو الجاري.

 

وكشفت أديبة السيد عن إجراء عمليات إجهاض لـ”ـ48 ” امرأة، منها “12” حالة في مستشفى النو بأم درمان في ولاية الخرطوم، و”36″ حالة في مستشفى شندي بولاية نهر النيل.

 

وأفادت بأن الأطباء في مستشفى النو أجروا أربع حالات ولادة لنساء حملن نتيجة للاغتصاب، حيث “تخلّت الأمهات عن أطفالهن الذين باتوا مجهولي الهوية ” بحسب سودان تربيون.

 

وطالبت المنظمات العاملة في مجال الطفولة، بما فيها منظمة يونيسف التابعة للأمم المتحدة، والجهات القانونية، بضرورة البتّ في وضع هؤلاء الأطفال.

اغتصابالدعم السريعانتحار

مقالات مشابهة

  • “الجنائية” تتسلم ملف جرائم “الدعم السريع” في السودان
  • السودان يقابل الخبير “نويصر” بخطاب ناري ويوجه صفعة مزدوجة للأمم المتحدة
  • شاهد بالفيديو.. كيكل: سنطارد “الدعم السريع” حتى “أم دافوق”
  • “الدعم السريع” تنشئ كلية حربية في إحدى مدن غرب السودان
  • الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـ”الدعم السريع”
  • مناوي يطالب “الأمم المتحدة” باتخاذ هذا الإجراء…
  • الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـالدعم السريع
  • ‘الاتحاد الإفريقي” يكشف موقفه من “الدعم السريع” ويفاجئ “البرهان”
  • انتحار 135 امرأة تعرّضن للاغتصاب من عناصر “الدعم السريع”
  • يوسف عزت .. الأوضاع بقيام “سلطتين في السودان” وصلت إلى نقطة تقسيم البلاد