بقلم‬ : د. سمير عبيد ..

‫أولا‬ : معروف إجتماعياً فعندما يموت الأب يستلم القيادة في الأسرة من بعده هو الأبن الأكبر الذي يفترض ان يكون بمكان الأب .بحيث يصبح هو بمثابة الأب والعاقل والضامن لحماية حقوق جميع افراد الاسرة والتفكير بهمومهم، والمتصدي لحل مشاكل الأسرة ….. اليس صحيح؟
‫ثانيا‬ : ولكن إذا أصبح الابن الأكبر يفكّر بمصالحه الشخصية ومصالح اولاده وأصهاره وأهمل أسرة أبيه واخوانه والذين يفترض هم في مقدمة أولوياته بالتأكيد سوف يعم انعدام الثقة وتتفكك الأسرة وسوف يسودها الفوضى في القرار والتفكير.

وحينها سوف يتدخل في شؤونها الآخرين بين عابث وبين طامع وبين شامت وبين متفرج !
‫ثالثا‬: وهذا ما حصل بالضبط بالنسبة ‫للطائفة الشيعية‬ التي تعتبر الطائفة الكبيرة في المجتمع والبلاد ..والتي باتت بمثابة الأبن الكبير في العراق والمجتمع بعد سقوط نظام صدام حسين… والتي يفترض بها ان تكون الراعي الأمين للعملية السياسية ولمشروع التحول الجديد والضامن لحقوق المكونات والاقليات والساهر على حلول مشاكل المجتمع ( الاسرة ) والساهر على نسج علاقات جيدة مع الجيران والمنطقة لكي لا تتشظى العائلة وأفرادها وتستمر عضو مهم في المنطقة والمحيط!
‫رابعا‬:ولكن الذي حصل ان هذه (الطائفة الشيعية) في العراق لم تعد الإبن الأكبر والعاقل والصابر والحكيم ،ولمتهتم بالبيت ولا بالجيران ولا بالمنطقة بسبب هيمنة ( طبقة) تدعي السياسة والدين والورع والتقوى والنبل والامانة فكانت ولازالت سببا بالفرقة وانعدام الثقة والخوف من الحاضر والمستقبل داخل الطائفة الشيعية .بحيث تفككت هذه الطائفية وتراجعت بسبب اهمال ( هذه الطبقة اللي تدعي تمثيل الطائفة الشيعية )حقوق ابناء الطائفة والتفرج على أزماتهم ومآسيهم .بل ان هذه الطبقة زادت في محن ومشاكل وازمات وآلام ابناء الطائفة الشيعية وتوسعت لتكون ضررا على المجتمع العراقي خصوصا وانها تنفذ اجندات خارجية بغيضة وضيقة ( وطبعا داخل هذه الطبقة ناس شرفاء وعقلاء ولكنهم أُخذوا على حين غرة واصبحوا اسرى لمجاميع هيمنت على قرار الطائفة الشيعية ) ……
‫خامسا‬:-بالمقابل وجدتها الطوائف الأصغر والقوميات الأصغر والمجموعات الأصغر وحتى وجدها اعداء الطائفة الشيعية فرصة ذهبية للقفز على حقوق الشيعة ونفوذ الشيعة وأكثرية الشيعة وحصل هذا بمستويات افقية وعمودية فتراجعت ( الطائفة الشيعية ) سياسيا واقتصاديا وامنيا ونفسيا واجتماعيا وباتت بحكم الاقلية بسبب انانية وطمع وجشع وفشل الطبقة السياسية الخاطفة لقرار الطائفة الشيعية !
‫سادسا‬:-لقد غرق معظم اعضاء الطبقة السياسية الشيعية في ( ‫متلازمة ستوكهولم‬) وهي ( عشق الضحية لجلاّدها) . ومتلازمة ستوكهولم هي استجابة نفسية يبدأ فيها الرهينة أو المخطوف أو الضحية بالتعاطف مع خاطفيه، وكذلك مع أجندتهم ومطالبهم.وبسبب ذلك فمعظم قادة الطبقة السياسية الشيعية كرهوا رفاقهم في المعارضة وكرهوا المناضلين والمضطهدين وكرهوا الكفاءات والنخب الشيعية وانصب عشقهم (لتقديم الخدمات والمناصب للبعثيين ولقادة جيش صدام وامن صدام واستخبارات صدام .. ولمجرد ان هولاء ليسوا الخواتم وطبعوا علامة السجود المزورة في جباههم ) ومن ثم دللوا الذين انخرطوا في تنظيم القاعدة ضد العراق ، ثم دللوا جماعة خيام الاعتصام واصحاب شعار ( قادمون يا بغداد) الذين كانوا ينادون باسقاط النظام وذبح الشيعة .ثم دللوا ممولي تنظيم داعش الأرهابي واصبحوا في البرلمان والوزرات والمؤسسات وباشروا بالاستثمار والهيمنة على الاقتصاد ودون التفكير ب 10000آلاف شهيد شيعي بالحرب ضد داعش . وهاهم يريدون اعطاء منصب رئيس البرلمان إلى عشاق داعش وعشاق تنظيم الاخوان الذي دمر سوريا ومصر !.. ومن هنا كثّر القچقچية والقمرچية والزعاطيط والمرضى والحرامية ورجال التطبيع والمافيات في العملية السياسية
‫فالخلاصة‬:
نقولها بكل شجاعة ان نسبة كبيرة من ( الطبقة السياسية الشيعية ) هي سبب مأساة العراق والعراقيين، وسبب مأساة الشيعة في العراق وسبب دمار الاجيال العراقية والشيعية وسبب نشر الفساد و دمار الزراعة والصناعة والصحة والكهرباء … الخ . فهي سبب الأزمات والمشاكل والتراجع والتقهقر والجهل والخرافة والبطالة وكل شيء… لان الطبقة التي خطفت صوت الطائفة الشيعية تحت عناوين طائفية وفئوية وعائلية هي طبقة لا تحب العراق، ولا تحب العراقيين ولا تحب الشيعة العرب في العراق. وتعمل لنفسها ولمن دعمها ويدعمها في الخارج. وبذلك كَرّهت الناس بالدين وبالشيعة وبالتشيع …. الخ !
ولكن يبقى التعميم غير جائز فهناك ناس داخل الطبقة السياسية الشيعية يحبون بلدهم ودينهم وطائفتهم ويكرهون الفساد والتدمير ….. الخ ولكنهم باتوا اقلية محاصرة وسط هيمنة اكثرية المشاغبين والمتاجرين بالدين وبالعراق!
سمير عبيد
١٩ ايار٢٠٢٤

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

زعيم الطائفة الدرزية يدعو واشنطن لحماية حقوق الأقليات في سوريا

دعى زعيم الطائفة الدرزية، الشيخ موفق طريف، الولايات المتحدة على ضمان الحماية لحقوق الأقليات في سوريا لمنع تكرار الأحداث الدامية التي شهدتها بعض مناطق البلاد هذا العام.

الملفات النهائية لإبستاين تُرفع للعلن: تصرف دراماتيكي للقاضي في اللحظة الأخيرةبلومبرج: أمريكا تصادر ناقلة نفط قبالة فنزويلا
الدعم الأمريكي يلغي التدخل الإسرائيلي

و قال زعيم الطائفة الدرزية: "واشنطن بحاجة إلى القيام بواجبها لحماية حقوق الأقليات في سوريا من أجل تعزيز الاستقرار"، معتبرا أن "الدعم الأمريكي سيلغي أيضا الحاجة إلى التدخل الإسرائيلي في جنوب سوريا"، و ذلك بحسب  وكالة "رويترز" خلال زيارة رسمية لطريف، إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف أمس الثلاثاء.

وحول ما إذا كان ينبغي إحياء المحادثات بين دمشق والسويداء، قال طريف: "يجب إعادة بناء الثقة عبر السماح للسكان بالعودة إلى منازلهم، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل إلى السويداء، وأضاف "اليوم لا يوجد ثقة... يجب إعادة الثقة".

وأضاف: "نحن نتأمل من الولايات المتحدة، كدولة عظمى، ومن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن تضمن حق الأقليات كلها في سوريا وعدم التعدي عليها، أو وقوع مجازر أو مذابح للأقليات".

وردا على سؤال حول مقترحات الشيخ حكمت الهجري بفصل السويداء عن سوريا، اتخذ طريف موقفا مغايرا، وشدد على ضرورة منح المحافظة "حكما ذاتيا داخليا أو نوعا من الإدارة الذاتية ضمن سوريا كوسيلة لحماية الأقليات وحقوقها"، وأشار إلى "النظام الاتحادي المطبق في سويسرا وألمانيا بوصفه مثالا على ذلك".

طباعة شارك الطائفة الدرزية الأقليات في سوريا واشنطن حكما ذاتيا النظام الاتحادي

مقالات مشابهة

  • كاكه حمه: من الأفضل أن تكون مباحثات تشكيل الحكومة مع الشيعة
  • الطائفة السنيّة تطالب بالعدالة الانتقالية
  • أشار إلى سقوط صدام وهزيمة داعش.. مبعوث ترامب يوجه رسالة إلى حكومة العراق
  • جوتيريش يعلق على استيلاء الولايات المتحدة على ناقلة نفط قبالة فنزويلا
  • رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك بلقاء دور ورسالة النشر المسيحي في العصر الرقمي
  • بري: تصريحات الموفد الأمريكي عن ضم لبنان لسوريا غلطة كبيرة
  • رأس الخيمة تستعد لاستقبال العام الجديد بأكبر عرض للألعاب النارية على الإطلاق
  • توتر بين فنزويلا والولايات المتحدة بعد احتجاز أكبر ناقلة نفط على الإطلاق
  • ترامب يعلن السيطرة على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا: الأكبر على الإطلاق
  • زعيم الطائفة الدرزية يدعو واشنطن لحماية حقوق الأقليات في سوريا