يشهد كوكب الأرض الآن عاصفة شمسية ذات أبعاد هائلة، قادرة على إطلاق تيارات أرضية قوية للغاية، مما يؤدي إلى زيادة الحمل على شبكة الكهرباء في العديد من البلدان، وتقضي على البنية التحتية لشبكات الإنترنت، حيث اقتربت الشمس من الوصول لأكبر موجة حرارة عبر التاريخ، وفق العلماء.

وتحدث العواصف الشمسية عندما تندفع مليارات الأطنان من المواد الشمسية المشحونة في طريقها فجأة نحو الأرض بسرعة آلاف الأميال في الثانية، فتبدأ عادة بانفجار ضخم على الشمس يطلق عليه «التوهج الشمسي» (solar flare)، يمكن أن يكون بقوة مليارات القنابل النووية.

تأثير العاصفة الشمسية على المحيطات

وتعرضت السماء لتأثير كبير بسبب العاصفة الشمسية شديدة القوة، بعد إرسال تيارات هائلة من الجسيمات المشحونة إلى كوكبنا، وأثرت هذه العاصفة الشمسية القوية حتى على قاع المحيطات.

ولاحظت البوصلات المغناطيسية التي تستخدمها شركة Ocean Networks Canada (ONC) تشوهًا كبيرًا في المجال المغناطيسي للأرض، وهذا يُعد مؤشرًا مذهلاً على مدى قوة هذه الأحداث الشمسية.

عاصفة شمسيةموعد ذروة الدورة الشمسية

وفي هذا الصدد، قال عالم الفيزياء جوستين ألبرت من جامعة فيكتوريا في كندا: «سيكون العامان المقبلان ذروة الدورة الشمسية التي تبلغ مدتها 11 عامًا، وبعد عقد من الخمول النسبي، من المرجح أن تصبح أحداث الشفق القطبي مثل نهاية الأسبوع الماضي أكثر تواترًا خلال العامين المقبلين».

وتفتح شبكة ONC نافذة مهمة على تأثيرات النشاط الشمسي على المغناطيسية الأرضية، فالبيانات التي تم تسجيلها خلال هذه العاصفة الشمسية ستساعد العلماء على فهم كيفية تأثر الأرض بدقة عندما تأتي إحدى هذه الأحداث الشمسية العنيفة في طريقنا، كما ستمكنهم من التنبؤ بتأثير العواصف الشمسية المستقبلية بشكل أفضل.

سبب العواصف الشمسية

وتعتبر العواصف الشمسية، والمعروفة أيضًا باسم العواصف المغناطيسية الأرضية، هي تحركات الشمس ولها التأثير الأكبر على الأرض، وتحدث عندما يؤدي ثوران على سطح الشمس إلى إخراج مليارات الأطنان من المواد المتشابكة مع المجالات المغناطيسية بسرعة عالية إلى النظام الشمسي.

عندما يصل هذا الانبعاث الكتلي الإكليلي، أو CME، إلى الأرض، تصطدم الجسيمات بمجالنا المغناطيسي، حيث يتشابك عدد كبير منها ويتسارع حتى يتم التخلص منها في غلافنا الجوي، وهناك، تؤدي التفاعلات مع الجسيمات الأخرى إلى ظهور الشفق القطبي المتوهج.

تأثير العاصفة الشمسية على الأقمار الصناعية

ووفقا لمجلة «لايف ساينس» هذا ليس التأثير الوحيد على الأرض، تولد هذه التفاعلات تيارات كهربائية يمكن أن تسبب زيادات تعطل تقلبات شبكة الطاقة واضطراباتها، يمكن أن تتسبب في انقطاع الملاحة والاتصالات والراديو، ويتأثر أيضًا أي شيء في الفضاء القريب من الأرض، مثل الطائرات والأقمار الصناعية.

وتحتفظ ONC بمراصد تحت سطح البحر قبالة السواحل الشرقية والغربية لكندا، على أعماق تصل إلى 2.7 كيلومتر (1.7 ميل)، تُستخدم البوصلات في المقام الأول للمساعدة في توجيه محددات تيارات دوبلر الصوتية (ADCP) الخاصة بالمراصد، والتي تراقب التغيرات في تيارات المحيط.

كانت الشمس نشطة بشكل خاص مؤخرًا حيث تتصاعد نحو الحد الأقصى للطاقة الشمسية، وهي الذروة في دورة نشاطها التي تبلغ 11 عامًا، وقد لاحظ متخصص بيانات ONC Alex Slonimer لأول مرة شيئًا غريبًا في بيانات البوصلة في مارس، عندما كانت لدينا بعض العواصف المغناطيسية الأرضية.

وأوضح سلونيمر: «لقد بحثت فيما إذا كان من المحتمل أن يكون زلزالًا، لكن ذلك لم يكن منطقيًا كثيرًا لأن التغييرات في البيانات كانت مستمرة لفترة طويلة جدًا ومتزامنة في مواقع مختلفة».

عاصفة شمسية

يبدو أن هذا يتتبع، لذلك قرروا مراقبة الأمور، وعندما ظهر نشاط شمسي قوي في العاشر من مايو تقريباً، تضاربت البيانات مرة أخرى، وكان التأثير الأكثر وضوحا على البوصلة على عمق 25 مترا تحت مستوى سطح البحر، قبالة ساحل جزيرة فانكوفر في ممر فولجر، هناك، انحرفت الإبرة بقدر +30 و-30 درجة.

وأشارت رئيسة ONC كيت موران: «إن مدى تسجيلات البيانات هذه على بعد كيلومترات تحت سطح المحيط، يسلط الضوء على حجم التوهج الشمسي خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية ويشير إلى أن البيانات قد تكون مفيدة لفهم المدى الجغرافي وكثافته بشكل أفضل».

هل يشهد الكوكب أعاصير بسبب العاصفة الشمسية؟

وبينت دراسة جديدة نشرتها جريدة «دايلي ميل» البريطانية، أن العاصفة الشمسية التي ضربت الأرض الأسبوع الماضي يمكن أن تطلق العنان لموجة من الأعاصير.

واستخدم الفريق نموذجاً نظر في نشاط الأعاصير المدارية على مدار 5500 عام الماضية ووجد 11 فترة زمنية كانت فيها العواصف أكثر بنسبة 40 في المئة من المعتاد.

ووجدوا أن هذه الفترات الزمنية تشترك في شيء واحد وهو أن الشمس كانت تعج بالنشاط.

والنظرية التي خلص إليها العلماء هي أنه عندما تكون الشمس أكثر نشاطا، فإنها ترسل المزيد من الطاقة إلى الأرض التي تعمل على تدفئة المحيطات وتوفير الوقود للعواصف الاستوائية.

اقرأ أيضاًألوان زاهية تملأ السماء.. عاصفة شمسية تضرب الأرض للمرة الأولى منذ 2003 (فيديو)

عاصفة شمسية تضرب الأرض خلال ساعات.. هل تؤثر على الكهرباء والإنترنت؟

«البحوث الفلكية» تكشف حقيقة انقطاع خدمة الإنترنت نتيجة عاصفة شمسية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: عاصفة شمسية الشمس الأرض العواصف الشمسية العاصفة الشمسية عاصفة شمسية تضرب الأرض عاصفة شمسية تضرب الارض عاصفة شمسية اليوم عاصفة شمسية ستضرب الأرض عاصفة شمسية قوية تضرب الأرض تأثير العاصفة الشمسية عاصفة شمسية تضرب الأرض اليوم تأثير العاصفة الشمسية على الأرض عاصفة شمسية تضرب الأرض غدا تأثير العاصفة الشمسية على الإنترنت العاصفة الشمسیة العواصف الشمسیة عاصفة شمسیة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الكشف عن بقايا معبد الوادي للمجموعة الشمسية للملك "ني أوسر رع" بأبوصير

كشفت البعثة الأثرية الإيطالية بمنطقة أبو غراب في أبوصير، برئاسة كل من الدكتور ماسيميليانو نوتسولو والدكتور روزانا بيريللي من جامعتي تورينو ونابولي، عن بقايا معبد الوادي للمجموعة الشمسية للملك "ني أوسر رع" من عصر الأسرة الخامسة، وذلك خلال أعمال الحفائر الجارية بالموقع.

وأكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على أهمية هذا الكشف موضحاً إن هذا المعبد أحد معبدي الشمس المعروفين في مصر القديمة حتى الآن، كما أن البعثة نجحت لأول مرة في الكشف عن أكثر من نصف المعبد، حيث ظهر كمبنى ضخم تتجاوز مساحته 1000 متر مربع يتميز بتخطيط معماري فريد يجعله من أكبر وأبرز معابد الوادي في جبانة منف.

وأشار إلى أن عالم المصريات الألماني لودفيغ بورخارت كان قد حدّد موقع المعبد عام 1901، إلا أن ارتفاع منسوب المياه الجوفية آنذاك حال دون تنفيذ حفائر به.

ومن جانبه، قال الأستاذ محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن الحفائر كشفت عن مدخل المعبد المغطى بطبقة كثيفة من طمي النيل بلغ ارتفاعها نحو 1.20 متر، بالإضافة إلى الأرضية الأصلية للمدخل، وقاعدة عمود من الحجر الجيري، وبقايا عمود دائري من الجرانيت يُرجّح أنه كان جزءًا من الرواق الرئيسي للمدخل.

كما تم الكشف عن أجزاء من الكسوة الحجرية الأصلية لجدران الممر بين بوابة المدخل والطريق الصاعد، وعدد من العناصر المعمارية التي وُجدت في مواقعها الأصلية بالمعبد، بما في ذلك أعتاب وأبواب من الجرانيت.

وفي سياق متصل، أشار الدكتور ماسيميليانو نوتسولو إلي أنه خلال موسم الحفائر السابق اكتشفت البعثة بوابة كاملة من حجر الكوارتزيت بحالة جيدة من الحفظ، إلى جانب بقايا درج داخلي كان يؤدي إلى السطح، في الجزء الشمالي الغربي للمعبد، وهو ما يرجّح وجود مدخل ثانوي.

وأضاف أن أعمال الحفائر الحالية كشفت أيضًا عن منحدر يُعتقد أنه كان يربط المعبد بالنيل أو أحد فروعه، وأن المؤشرات الأولية تؤكد امتداد المبنى شمالًا وفق الطراز المعماري لمجموعة معابد الأسرة الخامسة، ومنها معبد الوادي الخاص بهرم الملك "ساحورع" بأبوصير.

كما عثرت البعثة على مجموعة متميزة من اللقى الأثرية، من بينها قطعتان خشبيتان من لعبة "السنت" المصرية القديمة، والتي تشبه لعبة الشطرنج الحديث.

ومن جانبها، أشارت الدكتورة روزانا بيريللي إلى اكتشاف عتبة حجرية ضخمة منقوشة بنصوص هيروغليفية تتضمن تقويمًا للاحتفالات الدينية الخاصة بالمعبد، إضافة إلى ذكر اسم الملك "ني أوسر رع". كما عُثر على شظايا حجرية منقوشة من الحجر الجيري الأبيض الفاخر، إلى جانب كميات كبيرة من الفخار تعود لفترات زمنية تمتد من أواخر الدولة القديمة وحتى بدايات الدولة الوسطى، ويعود معظمها إلى عصر الانتقال الأول.

وتشير الدراسات الأولية أن المعبد، بعد انتهاء دوره كمكان للعبادة الملكية، تحول إلى منطقة سكنية صغيرة سكنها أهالي المنطقة خلال عصر الانتقال الأول، مما يوفر مصدرًا جديدًا لفهم الحياة اليومية لسكان منطقة منف خلال هذه الفترة قليلة التوثيق من تاريخ مصر القديم.

وتستعد البعثة لاستكمال أعمالها خلال المواسم القادمة لاستكشاف المزيد من عناصر هذا الموقع الأثري المهم وإزاحة الستار عن تفاصيل جديدة تضيف الكثير إلى فهم نشأة وتطور معابد الشمس في مصر القديمة.
 

bcb0062c-8466-46a2-b0cc-115761c5f093 999478f0-ea7f-4453-bc97-da4b5ba99efb 1c9a41bc-4d66-43d6-869b-420dc46c00e9 c0260a18-0e95-4d11-a30b-c489dfff7b5d ef3da1d8-4314-42b0-b452-17561b69b490 af4aaf84-a025-43f2-b1e0-62e6ea76155b a3175e15-b88a-43b3-aa4e-b0ffcacb4c33

مقالات مشابهة

  • أضخم انفجار شمسي في تاريخ الأرض.. ماذا لو تكرر اليوم؟
  • قنبلة مائية تهدد الحياة البحرية: حموضة المحيطات ترتفع بشكل مخيف!
  • السودان بين العواصف الدبلوماسية وتضييق الخناق الدولي على المليشيات وتصاعد الأزمة الإنسانية
  • بسبب الطاقة الشمسية.. حريق كبير داخل منزل في كفرتبنيت (فيديو)
  • أزمات متلاحقة تضرب الزمالك.. من سحب الأراضي إلى رحيل الأجانب وتجميد مشروع مطروح
  • الكشف عن بقايا معبد الوادي للمجموعة الشمسية للملك "ني أوسر رع" بأبوصير
  • 4 طرق لتكون حازما بدون قسوة مع أطفالك .. تعرف عليهم
  • علماء للجزيرة نت: العاصفة الشمسية غانون سحقت غلاف الأرض البلازمي
  • تعرف على حزمة المهل والتيسيرات الجديدة المقدمة من وزارة الصناعة للمشروعات الصناعية المتعثرة
  • حل لغز القراءات الغريبة التي سجلتها مركبة “فوياجر 2” لأورانوس عام 1986