سقطنا في الوادي.. مدير مكتب الرئيس الإيراني يروي تفاصيل المكالمة الأخيرة
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
أدلى مدير مكتب الرئيس الإيراني بمعلومات جديدة حول حادثة سقوط المروحية التي كانت تقل إبراهيم رئيسي ومسؤولين آخرين، والمكالمة الهاتفية التي جرت مع أحد الأشخاص المرافقين للرئيس بعد لحظات من الحادث.
وقضى رئيسي الذي تولى مهامه عام 2021 في حادث مروحية فُقد الاتصال بها وقُتل جميع من كانوا على متنها وبينهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، أثناء توجهها بعد ظهر الأحد إلى تبريز.
ووقع الحادث، بعد مشاركة الوفد الإيراني في مراسم تدشين سد عند الحدود مع أذربيجان حضره رئيسي ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف.
وبعد عملية بحث طويلة وشاقة استمرت نحو 12 ساعة في أحوال جوية سيئة، شاركت فيها عشرات فرق الإنقاذ الإيرانية بمساعدة فرق تركية مزودة بكاميرات مخصصة للرؤية الليلية والحرارية، عثر في وقت مبكر صباح الاثنين على حطام الطائرة عند سفح جبل في منطقة حرجية وعرة.
وفي مقابلة مع التلفزيون الإيراني قال غلام حسین اسماعیلي رئيس مكتب الرئيس الإيراني إلى أنه "بعد مراسم تدشين سد قلعة قيز الحدودي المشترك مع أذربيجان، توجه الوفد الإيراني إلى مدينة تبريز بمحافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب إيران في طقس صافٍ".
وكان الوفد مكونا من ثلاث طائرات هليكوبتر، إحداها التي كانت تقل رئيسي ووزير الخارجية ومسؤولين آخرين.
يقول إسماعيلي، بحسب ما تنقل وكالة مهر للأنباء، أنه وفي منتصف الطريق واجه الوفد "رقعة سحاب، حيث أعطى قائد المروحية التي كانت تقل الرئيس الأمر بزيادة الارتفاع عندما وصل إلى تلك السحب".
ويضيف: "لكن بعد زيادة الارتفاع لم يكن هناك أي أثر لمروحية رئيس الجمهورية".
وتابع إسماعيلي أنه "ومنذ لحظة الإعلان عن انقطاع الاتصال اللاسلكي، أجرينا اتصالات هاتفية مع کل من الحرس الشخصي للرئيس، ووزير الخارجية حسین أمير عبد اللهيان، وإمام جمعة تبريز ومحافظ تبریز، لكن دون تلقي أي رد منهم" وجميع هؤلاء كانوا يستقلون طائرة الرئيس.
ويؤكد إسماعيلي أن أفراد طاقم الرحلة أبلغونا أنهم "أجروا اتصالا على الهاتف المحمول للطيار الكابتن مصطفوي، لكن بدلا من الكابتن مصطفوي أجاب السيد آية الله آل هاشم (إمام جمعة تبريز)، قائلا إنني لست بخير وقد سقطنا في الوادي".
ويبين إسماعيلي قائلا: "ثم اتصلت بالسيد آل هاشم أيضا وسألته أين أنتم؟ ليرد بالقول "لا أعرف.. أنا بین الأشجار"، فسألته كيف حال الباقين؟ هل تراهم؟ فقال: إنني لا أرى أحدا وأنا وحدي ولا أعلم ما حدث ولا يوجد أحد حولي".
وحلّق قائد المروحية التي كانت تقل إسماعيلي بعد ذلك "مرات عدة" فوق المنطقة، لكن طبقة السحاب حجبت رؤية اليابسة، ثم قرر الطيار الهبوط في منجم للنحاس "للبحث" عن الطائرة المفقودة.
والطائرة التي أقلت الرئيس الإيراني والوفد المرافق له تعود لحقبة السبعينيات عندما كان نظام الشاه، محمد رضا بهلوي، الموالي للغرب يشتري المروحيات العسكرية من الولايات المتحدة.
وأمر رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري بفتح تحقيق في سبب تحطم المروحية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الرئیس الإیرانی التی کانت تقل
إقرأ أيضاً:
مفتي القاعدة السابق يروي تفاصيل خلاف بن لادن والملا عمر
وفي سبيل الوصول إلى هذا الهدف، شكل بن لادن ما عرفت بـ"الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين"، التي ضمت إلى جانب القاعدة، كلا من جماعة الجهاد بقيادة أيمن الظواهري، وجماعة المجاهدين في بنغلاديش، وحركة الجهاد الإسلامي في كشمير، والجماعة الإسلامية في مصر، التي انسحبت لاحقا.
ووفقا لما قاله المفتي السابق للقاعدة محفوظ ولد الوالد في برنامج "مع تيسير"، كان انسحاب الجماعة الإسلامية المصرية من الجبهة بسبب فهمها الخاطئ لفحوى الجبهة والتي كانت تعتقد أنها لإدانة الحصار والغارات التي كانت الولايات المتحدة تشنها على العراق في ذلك الوقت.
لكن هذا البيان صيغ بشكل ملتبس، كما يقول ولد الوالد، الذي وضح أن أهم ما جاء في بيان التأسيس كان وصف الوجود العسكري الغربي بالمنطقة بأنه دعم لاحتلال فلسطين، ومن ثم دعوة كل مسلم إلى مواجهة هذا الوُجود بكل ما يستطيع.
ويرى ولد الوالد أن البيان على ما فيه من أمور صحيحة شرعا، فإنه حمل أيضا ثغرات فقهية واضحة، منها أنه دعا لقتال كل من هو أميركي بصفة عامة، لأن الإسلام لا يدعو لقتال من لا يقاتل المسلمين لمجرد أن بلده تقوم بهذا الأمر.
وبعد هذا الإعلان، قرر بن لادن مخالفة كل أوامر حركة طالبان -التي كانت تحاول تحديد تحركاته التي كانت تدفع هي ثمنها كما يقول ولد الوالد- فذهب إلى مدينة خوست واستدعى وسائل إعلام عالمية وتكلم عن تأسيس الجبهة التي لم يبق منها لاحقا إلا جماعة الجهاد التي انضوت تحت لواء القاعدة.
وفي هذا المؤتمر، تحدث بن لادن بكل ما كانت ترفض طالبان أن يتحدث به، مما أغضب الحركة بشدة وأخرجها عن أدبها الذي كانت تتعامل به معه، حتى إن زعيمها الملا عمر ذهب له بنفسه وأبلغه بأن ما قاله يعادل إلقاء القنابل على الولايات المتحدة التي سترد بإلقاء القنابل على أفغانستان.
وأثناء هذا اللقاء، طلب من الملا عمر أن يساعده على حمايته التي قال إنها غير قابلة للمساومة، لكن بن لادن رد بخشونة على الرجل الذي ذهب إليه ولم يستدعه وترجاه بدلا من أن يأمره. ومع ذلك، ابتلع زعيم طالبان الإهانة ولم يرد عليها، كما يقول ولد الوالد.
إعلان
إصرار على الموقف
وعندما شعر بن لادن بعدم قبول موقفه حتى من بعض أعضاء القاعدة "طلب من الملا عمر الاحتكام إلى لجنة من العلماء لإعطاء الحكم الشرعي في هذا الخلاف بينهما بشأن الموقف من الجهاد"، وقد استمر هذا الشرخ بين الرجلين إلى أن سقطت كابل في 2001، حسب ولد الوالد.
واعتبر بن لادن أن خلافه مع الملا عمر يعود إلى أن الأخير يريد تعطيل الجهاد وهو أمر ينفي عنه صفة الإمارة شرعا، حسب ولد الوالد، الذي قال إن موقف زعيم القاعدة لم يكن صحيحا من الناحية الشرعية لأن زعيم طالبان كان يخوض حروبا في الداخل والخارج ويقدر الأمور بطريقة أخرى.
وبعد هذا الخلاف، بقي بن لادن عامين كاملين يطلق التهديدات ضد الأميركيين دون أن يقدم على أمر بعينه، مما دفع البعض للتشكيك في عزمه على هذا الأمر، لكنه باغت الجميع عندما ضرب سفارتي واشنطن في نيروبي ودار السلام.
وأحدثت هذه التفجيرات -حسب ولد الوالد- أزمة شرعية لأنها قتلت وجرحت آلاف المدنيين من مسلمين وغير مسلمين لم يكونوا طرفا في حربه مع الأميركيين، بينما لم يتجاوز عدد القتلى الأميركيين 12 شخصا.
ولم يتبن زعيم القاعدة عملية تفجير السفارتين رغم إشادته بها، لكنه كان مسؤولا عنها، وفق ولد الوالد، الذي قال إن الهدف كان منتجعا سياسيا يقصده الأميركيون في شرق أفريقيا، لكنه أعطى المنفذين -بزعامة فضل هارون من جزر القمر- حرية اختيار الهدف حسب الظروف، فقرروا ضرب السفارتين مستفيدين من رخوة القبضة الأمنية وقلة التكلفة.
ورد الأميركيون على هذه العملية بقصف معسكرات تدريب للقاعدة وجماعات أخرى في أفغانستان، ومع ذلك لم تبد طالبان موقفا عدائيا من بن لادن ولكنها ترجته أن يعلن عدم مسؤوليته عن تفجير السفارتين، لكنه أصر على الإشادة به، وفق ولد الوالد.
24/6/2025