صحيفة الاتحاد:
2025-06-02@08:35:15 GMT

محمد عبلة: الفن تحريض داخلي على الجمال

تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT

محمد عبدالسميع (الشارقة)
الفن التشكيلي له آفاق عديدة، وله لغته وتنافذاته مع الكثير من الآداب والفنون، بل ودخل هذا الفن في حقول نفسية واجتماعية عديدة، أمّا الرسم فهو النافذة التي يتطلع منها الإنسان نحو الحياة، وجمال الانعتاق من أسر الضغوط في هذه الحياة.
والفنان المصري محمد عبلة، وفضلاً عن تجربته في علاج المرضى بالفن؛ كرسّام له سمعته وحضوره، تشتمل سيرته الإبداعية على نجاحات عديدة.

فقد حصل الفنان، المولود بمدينة بلقاس بالمنصورة عام 1953م، على وسام غوته الألماني. واتسمت أعماله بجانبها الإنساني، عبر رحلة طويلة مع الفنّ توسّعت فيها معارضه محلياً وعربياً وعالمياً، وهو فنان طموح استمع إلى صوته الخاص رغم معارضة والده دراسته الفنون الجميلة، فكانت الإسكندريّة المحطة الأولى التي درس فيها الفنّ التشكيلي، ليسافر بعدها إلى ألمانيا والنمسا، وسويسرا التي كانت محطةً بارزةً له في موضوع العلاج النفسي بالفن.
يقول الفنان محمد عبلة: إنّ الفن وسيلة علاج رائعة؛ اعتماداً على إحساس الإنسان بما يتيحه فن الرسم من تحريض داخلي على عالم الجمال، فلا مجال لاصطناع العواطف والمشاعر.
حققت عيادة الفنان محمد عبلة حضوراً جيداً، وزارها مراجعون آمنوا بهذا النوع من العلاج، في التعرف على المشكلة تمهيداً للبدء بالعلاج.

أخبار ذات صلة الفنون التشكيلية.. تثري المشهد الثقافي ترسم 10 لوحات في وقت واحد

الفنان المغرم بالفن ساقه إبداعه أيضاً إلى حيث فن الكاريكاتير، الذي عمل له متحفاً في منزله بالفيوم التي أحبّها، منذ 35 عاماً، مستذكراً أنّه حاول في بداياته العمل كرسام للكاريكاتير في مجلة «صباح الخير»، لكنه لم يُقبل، ومع ذلك ازداد إصراراً في الوفاء لهذا الحب، من خلال متحف متميّز جمع رسوماته من الكاريكاتير، رسومات لفنانين مصريين وعرب، لتشتمل المدينة المعروفة بهدوئها على متحف يُعدّ الوحيد في مصر والشرق الأوسط.
ويؤكد محمد عبلة أهميّة التعرف، كجزء من الثقافة العامة والمتخصصة، على لغة الفن وفهم دوره الإنساني ودلالات اللون، وحول تغيّر المجتمعات ما بين القديم والحديث، يؤمن الفنان محمد عبلة بالجديد في نمط الحياة وقابلية الأفكار لأن تتغيّر.
وحول تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في الفنّ، يؤكد الفنان محمد عبلة أنها بيئة مشجعة على الفن ومحفّزة للإبداع فيه، من خلال القوانين المنضبطة، ودعوة الضيوف والمجلات المتخصصة، والمزادات الفنية، وطرق التسويق والمهرجانات وشحن الأعمال، وغير ذلك من وسائل دعم هذا القطاع.

ويؤكّد الفنان محمد عبلة حضور الفنّ المصري وإبداعاته، داعياً إلى الاهتمام بالشباب، وتدريس هذا الفنّ في المدارس.
جمع الفنان محمد عبلة ما بين الرسم والنحت؛ باعتبار الفنّ لا يتجزأ. ومن أهمّ أعماله الفنية التي يعتز بها، تمثال «سيزيف» الذي قام بنحته في ألمانيا منذ 20 سنة، لما يحمله من معاناة إنسانيّة عبر فكرة وأسطورة «سيزيف» وصعوده المتكرر إلى الجبل.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الفن التشكيلي الفنون التشكيلية الرسم الفنان محمد عبلة

إقرأ أيضاً:

محمد سبأ.. رحلة تشكيلية تنبض بالموروث

محمد عبدالسميع (الاتحاد)
الفنّ التشكيلي هو مزيج من الموهبة وثقافة الإنسانِ، وبيئته المحيطة والمحفّزةِ على التراث البصري، الذي يَقبِسُه الفنان منذ نعومةِ أظفاره، وكثير من الفنانين كانت الطبيعة بالنسبةِ لهم مصدراً للإبداع، حتى إذا ما شبّوا على مفرداتها وناسها وتراثها العريق، تكوَّن لهم هاجس الإبداعِ والإخلاصِ، وهما أمران يتمثّلان بامتياز في تجربة الفنان اليمنيِّ الدكتور محمد سبأ، الذي نشأ في مدينة «إبّ» اليمنية، وأخذه كلّ هذا الجمالِ وروعة الجبال ومعيشة الناس ويومياتهم وأزياءِ القرى والأرياف والمدن، فكان كلُّ ذلك يتمخّض عن فنان آمن بالفنِّ التشكيليِّ كانعكاسٍ لما اختمر وجدانُه وعقلُه من هذه الحركة البصرية المدهشة، فكانت الدراسة، وكان التخصّص، وكان الإبداع. وكانت القاهرة حاضنة لأول معرض خارجي عام 2016 للفنان محمد سبأ، تحت عنوانِ «اليمن.. تراثٌ ماضٍ وحاضرٌ»، حيث حقق حلمَه ودرس التربيةَ الفنيةَ بجامعة إبّ وعمل فيها، ليُكمِل دراستَه العليا في القاهرةِ في التخصّصِ ذاته بطبيعةِ الحالِ.

يعمل الفنان محمد سبأ على تحويلِ كلِّ هذه المشاهدات إلى لوحات تشكيلية، والمهمّ في ذلك أنه استعار مسمّى «بلقيس ملكة اليمن»، ليكون عنواناً للوحة فنية، لتتوالى معارضه الشخصية تحت عناوينَ تحمل موروثَ اليمنِ الجميلَ، كمعرض «اليمن.. مهدُ الحضارة» عام 2017، و«اليمن.. مقتطفاتٌ فنية» عام 2018، ليقيم عام 2019 معرضاً فنيّاً بدار الأوبرا المصرية، معبّراً بذلك عمّا بين اليمن ومصر من روابط، تحت عنوان «في حبِّ مصر واليمن».
كانت مدينة إبّ، بما فيها من حضورٍ كبير للّونِ الأخضرِ والأوديةِ والجبالِ والسهولِ والقرى المعلّقةِ والمنازلِ ذاتِ الطابعِ الزخرفيّ، حافزاً على هذه النشأةِ التي عزّزتْها تساؤلات الفنان محمد سبأ عن الكيفية والإبداع البشريِّ، الذي تخلّل هذا الحيّز الجماليَّ، وبالتأكيد، فقد انساب الفنان المُغرَم بالتفاصيل نحو التكوين البصريِّ المبكر وتحصيله من مشاهداتِه اليومية، تمهيداً لأن ترسم يدُه ما يراه من مناظر يمرُّ بها وتظلُّ حاضرةً في ذهنه، ولهذا فقد تهيّأ مبكراً لتكون دراسة الفنِّ هدفاً موضوعيّاً لما تأسس عليه من حبٍّ وشغف بالمشاهد والألوان والتكوينات البصرية.

أخبار ذات صلة «موهبتي»..  طفولة الأحلام.. وبراءة الألوان التاريخ الشفاهي.. مرويات تضيء التاريخ

الدراسة والموروثِ
درس الفنان محمد سبأ على أيدي معلّمين مصريين وعراقيين في كلية الفنون، وساقه هذا التخصّص أيضاً إلى دراسة ما حوله من موروثٍ ثقافيّ شعبيّ في اليمن، حيث تختلط الفنون بأوجه التعبير الشعبيّ في الأمثال والحكايات والأهازيج والقصص الشعبية، وتتنافذ على بعضِها بشكلٍ طبيعيّ وتلقائيّ، فوجد الفنان محمد سبأ في هذا الموروثِ غاية جمالية وأخرى ثقافية ومعرفية.
استطاع الفنان والباحث الدكتور محمد سبأ أن يُقدّم ما ينفع المهتمين في مجال الفنونِ التشكيليةِ اليمنية، من خلال كتابِ «فنونُ التشكيلِ الشعبيِّ في اليمنِ»، في مرحلة الماجستير، الذي اشتمل على فنون في العمارة الشعبية والمعادن والحُليِّ وخامات الطين والفخار والتطريز والأزياء.

المرأة كرمز
تضجّ أعمال الفنان محمد سبأ بالتراث والأزياء والمناظر الطبيعية، وفي ذكرياته يعود إلى قريتِه، حيث بيتُه المطلّ على الجبال الموحية بطبيعتها، معتقداً بأنّ المرأة رمزٌ للأرضِ، باعتبارها حاضنة ومربية وحاملة للتراث اليمنيِّ من خلال الأزياء والحُليِّ، مقارناً بين فترات قديمة في الستينيات والسبعينيات، كانت مظاهرُ التراثِ فيها واضحةً تماماً في لباس وزيِّ المرأةِ اليمنية. وعودة إلى لوحةِ «بلقيس ملكةِ سبأ» التي يعتبرها محمد سبأ نموذجاً على الحضور التاريخيّ لليمن، فقد أنجزها بالاستعانة بالمواقع الأثرية، وقراءة عهد النبيِّ سليمان عليه السلام، والمفردات التاريخية لكلّ تلك الحضارة العريقة.

مقالات مشابهة

  • أخبار الفن| عمرو دياب يظهر مع زينة عاشور.. وتامر حسني يقبل رأس فتاة
  • في ذكرى ميلادها.. مارلين مونرو أسطورة الجمال التي هزّت هوليوود ورحلت في غموض
  • باستخدام الدم وقشر البيض ويرفض الأدوات الحديثة.. هذا الفنان في مهمة لنسخ الفنون الصخرية القديمة
  • نفسي أكون شبهها.. تعليق راندا البحيري على صورتها مع عبلة كامل
  • محمد سبأ.. رحلة تشكيلية تنبض بالموروث
  • نشرة الفن| بعد تصدره التريند.. حقيقة وفاة الفنان السوري دريد لحام.. تصرّف مفاجئ من نجلاء فتحي في أزمة مشيرة إسماعيل مع آية سماحة
  • نجل فؤاد المهندس يتسلم تكريم اسم والده في مهرجان التميز الدرامي لـ حقوق الإنسان
  • تكريم محمد صبحي عن مجمل أعماله في حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامي لحقوق الإنسان
  • انقسام داخلي حيال قرار مفوضية اللاجئين وقف الدعم الصحي للسوريين
  • دخل المستشفي.. توفيق عبد الحميد يكشف تفاصيل حالته الصحية