ماذا قال وزير خارجية أمريكا عن دور مصر في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة؟
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
(CNN)-- وصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مصر بأنها "شريك مهم" في مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، لكنه لم يعلق بشكل محدد على تقرير شبكة CNN بأن المخابرات المصرية غيّرت في صمت بنود مقترح وقف إطلاق النار الذي وقعت عليه إسرائيل بالفعل في وقت سابق من هذا الشهر، مما أدى في النهاية إلى عدم إتمام الصفقة.
وقال بلينكن ردا على سؤال من النائبة الديمقراطية غريس منغ في جلسة استماع للجنة الفرعية للمخصصات بمجلس النواب حول التقرير: "لا يمكنني التعليق على تفاصيل المفاوضات"، وأضاف: "الخلاصة هي أن حماس لم تقل نعم لما أعتقد أنه اقتراح جيد تم طرحه على الطاولة".
وذكر وزير الخارجية الأمريكي أنه في حين أن مصر تعد أيضا "شريكا مهما" في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، إلا أنه لديه "قلق عميق" بشأن إغلاق معبر رفح بين مصر وغزة الذي استولت عليه إسرائيل مؤخرا.
وقال بلينكن: "من المهم، على ما أعتقد، من الناحية السياسية، أن يُظهر المصريون أنهم جهة فاعلة حاسمة في تقديم المساعدة"، مضيفا أنه "سيظل من الصعب إعادة فتح المعبر بسبب الأنشطة القتالية بالقرب من البوابة وحولها".
يذكر أن مصدر مصري قال، لشبكة CNN، إن "بعض الأطراف تلعب لعبة اتهام الوسطاء ولومهم واتهامهم بالتحيز من أجل التهرب من اتخاذ القرارات المطلوبة"، في رده على طلب CNN الحصول على تعليق من الحكومة المصرية بشأن ما قالته المصادر.
وأضاف المصدر المصري: "تستغرب مصر محاولات بعض الأطراف الإساءة المتعمدة للجهود المصرية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة".
وأصدر رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان ردا مطولا وصف فيه القصة بأنها "مغلوطة" و"خالية من أي معلومات أو حقائق"، دون تقديم تفاصيل.
وأضاف أن "مواصلة محاولات التشكيك والإساءة لجهود وأدوار الوساطة المصري، بادعاءات مفارقة للواقع، لن يؤدي إلا لمزيد من تعقيد الأوضاع في غزة والمنطقة كلها، وقد يدفع الجانب المصري لاتخاذ قرار بالانسحاب الكامل من الوساطة التي يقوم بها في الصراع الحالي"، حسبما قال رشوان في بيان.
وأضاف أن "ممارسة مصر لدور الوساطة في صفقة وقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين بالقطاع والأسرى بإسرائيل، تم بناء على مطالبات وإلحاح متكررين من إسرائيل والولايات المتحدة للقيام بهذا الدور، وهو ما جاء نتيجة لإدراكهم مدى الخبرة والحرفية المصرية في إدارة مثل هذه المفاوضات، خاصة وأن لمصر تجارب سابقة ناجحة متعددة، بين إسرائيل وحركة حماس".
أمريكاإسرائيلمصرالإدارة الأمريكيةالحكومة المصريةالخارجية الأمريكيةحركة حماسغزةنشر الأربعاء، 22 مايو / أيار 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية الحكومة المصرية الخارجية الأمريكية حركة حماس غزة وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
دبلوماسية تحت النار.. جنيف تستضيف مفاوضات أوروبية-إيرانية لاحتواء التصعيد
طهران- في ذروة التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، تتكثف التحركات الدبلوماسية الدولية في محاولة لاحتواء التوتر ومنع انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة.
وفي هذا الإطار، تشهد مدينة جنيف، اليوم الجمعة، لقاء مهما بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ووزراء خارجية الترويكا الأوروبية (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا)، في مؤشر على وجود نافذة سياسية لا تزال مفتوحة رغم تصاعد حدة الصراع.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أن الأوروبيين "يتحاورون مع إيران لخفض التصعيد"، مشددا على أن "السبيل الوحيد للمضي قدما هو الحوار".
في المقابل، أوضحت طهران على لسان عراقجي، أن المفاوضات مع الدول الأوروبية تقتصر على الملف النووي والملفات الإقليمية، رافضا أي نقاش في قدرات إيران الصاروخية، التي وصفها بأنها دفاعية ولا تخضع للتفاوض.
مبادرة مشتركةمن جهته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن مبادرة أوروبية مشتركة، قائلا، إن فرنسا وألمانيا وبريطانيا "ستقدم عرضا تفاوضيا كاملا لإيران"، لكنه ربط أي تقدم بملفات أخرى تتجاوز البرنامج النووي؛ داعيا إلى تضمين "مسألة تمويل إيران لحلفائها في الشرق الأوسط" في المفاوضات.
كما أكد استمرار دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان عدم قيام إيران بتخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية. وشدد ماكرون على أن "لا شيء يبرر استهداف البنى التحتية والمدنيين" في المواجهة الجارية.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، انفتاح بلاده على الحوار مع طهران، شريطة تقديم "ضمانات جادة" عن برنامجها النووي.
وتأتي هذه التطورات الدبلوماسية في وقت حساس، إذ تتباين الرؤى بين أوروبا التي تفضّل مسار التهدئة، والولايات المتحدة وإسرائيل اللتين تواصلان الضغط على إيران، مما يجعل من هذه المفاوضات اختبارا حقيقيا لجدية الأطراف في تجنب مزيد من التصعيد والانخراط في تسوية محتملة.
من جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية مصطفى نجفي، أن لقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع وزراء خارجية الترويكا الأوروبية في ظل الحرب الجارية بين إيران وإسرائيل، يمثل خطوة "تكتيكية ذكية ومدروسة" من جانب طهران، تهدف إلى استخدام أدوات الدبلوماسية توازيًا مع الحضور العسكري في الميدان.
إعلانوقال نجفي في مداخلة للجزيرة نت، إن "إيران تدرك تماما أن الحسم في هذه المواجهة لن يكون عسكريا فقط، ولذلك تسعى إلى فتح مسار دبلوماسي موازٍ لاحتواء التصعيد وتحقيق مكاسب سياسية وأمنية".
وأضاف أن الاجتماع، الذي تم بناء على طلب الدول الأوروبية الثلاث، يحمل عدة رسائل، من أبرزها تأكيد طهران على حقها في الدفاع المشروع في مواجهة ما تعتبره عدوانا إسرائيليا، وحقها في الرد المتكافئ والرادع، بما يثبت أنها ليست مَن بدأت الحرب، لكنها مستعدة لمواصلتها إذا اقتضى الأمر.
وأشار نجفي إلى أن إيران تحاول أيضا من هذا اللقاء "توجيه تحذير مباشر لأوروبا من مغبة التورط في الحرب، أو دعم أي تحرك عسكري ضدها، خصوصا في حال انجرت واشنطن أو حلف الناتو إلى النزاع".
ورجّح أن طهران قد تطرح في المحادثات مطالب محددة، منها إدانة العدوان الإسرائيلي، أو على الأقل تبني موقف محايد من الأوروبيين بدلا من الانحياز لأي طرف.
واختتم نجفي، إن "إيران لا تعتبر هذه الخطوة علامة ضعف، بل تراها تعبيرا عن نضج إستراتيجي، حيث تبقي على أدواتها العسكرية فاعلة، لكنها في الوقت نفسه تُبقي الباب مواربا للمبادرات الدبلوماسية، في حال قررت أوروبا الابتعاد ولو جزئيا عن الموقف الأميركي المتشدد".
جبهة التفاوض
من جهته، يرى المحلل السياسي رضا غبيشاوي أن "المطلب الأهم الذي حمله عباس عراقجي إلى طاولة المفاوضات، يتمثل في وقف الهجمات الإسرائيلية، وهو أولوية مطلقة بالنسبة لطهران تفوق أي ملف آخر".
ويضيف للجزيرة نت، أن إيران قد تبدي قدرا من المرونة في الملف النووي مقابل تحرك أوروبي جاد للضغط على إسرائيل لوقف الحرب، وكذلك دفع الولايات المتحدة، وتحديدا إدارة ترامب، نحو القبول بتهدئة مؤقتة مع طهران.
ووفقا لغبيشاوي، فإن "طهران تراهن على أن اجتماع جنيف قد يشكل فرصة لإعادة توجيه الموقف الأوروبي بما يفضي إلى تهدئة إقليمية، غير أن العقبة الرئيسية تبقى في إسرائيل والولايات المتحدة، اللتين تروّجان لفكرة، إن الحرب تمنحهما فرصة أفضل لتحقيق أهدافهما".
ويختتم، إن "صناع القرار في تل أبيب يعتقدون أن استمرار الحرب ضد إيران سيقودهم إلى مكاسب إستراتيجية لا يمكن تحقيقها إلى طاولة المفاوضات، وهو ما يعقّد فرص الوصول إلى تسوية شاملة في المدى القريب".