قال نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، الشيخ علي بلحاج، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إن السلطات الجزائرية منعته بالقوة والإكراه البدني من مغادرة منزله للتوجه إلى المحكمة كشاهد نفي في محاكمة عدد من قيادات الجبهة، معتبراً أن هذه المحاكمات "غير شرعية وتمثل حلقة جديدة من مسلسل انقلاب النظام على الإرادة الشعبية منذ عام 1992".



وأضاف بلحاج: "هؤلاء الذين يُحاكمون اليوم مارسوا حقهم السياسي المشروع، ولم يرتكبوا أي جرم، بل انتُخبوا ديمقراطياً في التسعينيات، وبعضهم طاعن في السن أو أساتذة جامعيون ورؤساء بلديات. وأنا منذ خرجت من السجن قبل نحو 23 سنة لا أزال قيد الإقامة الجبرية، واليوم منعوني من أداء شهادة نفي قد تكون مدخلاً لكشف بُعد القضية السياسي".

وأكد أن "النظام الذي لا شرعية له لا يمكنه محاكمة الشرعية، وهو نفسه الذي انقلب على الانتخابات التشريعية التي فازت بها الجبهة في 1991"، مذكّراً بتصريحات خالد نزار، وزير الدفاع السابق، الذي "اعترف بأنه من اعتقل عباسي مدني، وأن الرئيس الشاذلي بن جديد لم يحل الجبهة بل فُرضت عليه الاستقالة".




وكان قد أُفيد في الجزائر أن القضاء حدّد يوم 26 يونيو (حزيران) 2025 موعداً للنظر في قضية 20 من قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ، بينهم 18 شخصاً محتجزون منذ نحو 20 شهراً على خلفية تُهم ثقيلة، بعضها يُصنّف ضمن الجنايات بموجب قانون العقوبات الجزائري.

ووفقاً لمحامين يدافعون عن المتهمين، فإن محكمة الجنايات في الدار البيضاء بالعاصمة الجزائرية تنظر في الملف بعد أن فُتح في فبراير الماضي وأُجّل بسبب مرض القاضي المكلّف. وتعود جذور القضية إلى سبتمبر 2023، حين نشر القيادي السابق علي بن حجر فيديو يقرأ فيه بياناً باسم "أطر الجبهة الإسلامية للإنقاذ الأصيلة"، انتقد فيه الوضع السياسي والاقتصادي ودعا إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، بمن فيهم علي بلحاج نفسه، الموجود قيد الإقامة الجبرية.

هذا البيان أغضب السلطات، التي اعتبرت ما حدث محاولة لإحياء الجبهة المحظورة، فاعتقلت بن حجر وثلاثة آخرين في أكتوبر، ثم اتسعت الحملة لتطال 18 قيادياً، بعضهم من رموز الحزب كـأحمد زاوي وسعدي مبروك. في المقابل، أعلن المحامون أن اثنين من المتهمين في حالة فرار ويقيمان خارج البلاد.

ويواجه المعتقلون ثلاث تهم أساسية: إنشاء تنظيم يُنسب إليه تمجيد الإرهاب، السعي لتغيير النظام بطرق غير دستورية (جنايتان)، عرض منشورات تضر بالمصلحة الوطنية (جنحة).

وكان عدد من المتهمين قد خاضوا إضراباً عن الطعام في نهاية 2024، استمر لشهرين، احتجاجاً على ما وصفوه بـ"الحبس التعسفي"، قبل أن يوقفوه بسبب تدهور حالتهم الصحية وتقدمهم في السن.

"اللاشرعية لا تحاكم الشرعية"

وشدد بلحاج في حديثه لـ"عربي21" على أن "ما يجري هو امتداد لأزمة سياسية لم تُعالَج منذ أكثر من ثلاثة عقود، ويصرّ النظام على التعامل معها أمنياً وقضائياً بدل مقاربة سياسية شاملة"، مشيراً إلى أن "بعض القيادات الأمنية التي تورطت في الماضي، مثل جبار مهنى وعبد القادر حداد (الجن)، قد تم ردّ الاعتبار لها بعد وفاة قائد الأركان السابق، بينما لا يزال أبناء الجبهة يُحرمون من العمل أو ممارسة حقوقهم المدنية".

وأضاف بلحاج: "نحن لا نطلب شفقة ولا نلعب دور الضحية، بل نمارس حقنا المشروع في التعبير والعمل السياسي، وقد أصدرنا بياناً جماعياً مؤخراً حول الأزمة السياسية الجزائرية. لكن السلطة تواصل سياسة الإقصاء والتضييق، وهو ما ينذر بتوريث الأزمة للأجيال القادمة"، وفق تعبيره.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الجبهة الجزائر محاكمة قيادات القضاء الجزائر قضاء محاكمة قيادات الجبهة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ارتفاع ضحايا حريق هونج كونج إلى 36 وإجراءات الإنقاذ مستمرة

تصاعدت أعداد الضحايا نتيجة حريق هونج كونج في منطقة وانج فوك كورت وسط جهود مكثفة من فرق الإنقاذ لمواجهة الكارثة الكبيرة التي خلفت خسائر بشرية ومفقودين.

سجلت حصيلة كبيرة في حريق هونج كونج

أعلنت السلطات في منطقة هونج كونج الإدارية الخاصة عن ارتفاع عدد قتلى حريق هونج كونج الذي اندلع في منطقة وانج فوك كورت إلى 36 شخصا، في حين لا يزال 279 شخصا في عداد المفقودين. 

وأكدت التقارير الرسمية أن الكارثة أسفرت عن خسائر بشرية كبيرة وأوضاع مأساوية بين السكان المحليين، مما يستدعي استمرار جهود البحث والإنقاذ بشكل عاجل ومكثف.

واصلت فرق الإنقاذ جهودها للسيطرة على الحريق

صرح الرئيس التنفيذي لمنطقة هونج كونج، جون لي، بأن حريق هونج كونج بدأ يواجه تحسنا نسبيا بفضل عمل فرق الإطفاء المتواصل بلا توقف.

وأوضح لي أن الحكومة خصصت كافة الموارد المتاحة لدعم عمليات الإنقاذ، مؤكدا على أهمية سرعة التدخل لتقديم المساعدة للمتضررين وتأمين سلامتهم.

تلقى 29 شخصا العلاج في المستشفيات بعد إصابتهم نتيجة حريق هونج كونج، بينهم 7 حالات حرجة تحتاج إلى متابعة دقيقة. وواصلت السلطات الصحية تقديم الرعاية الطبية للناجين، مع التركيز على تقديم الدعم النفسي والمعنوي للمتأثرين بالمأساة، في إطار خطة شاملة لمواجهة تداعيات الحادث.

أجرت التحقيقات لفهم أسباب الحريق

أكد المسؤولون في هونج كونج على أهمية فتح تحقيق شامل في حريق هونج كونج لتحديد الأسباب والملابسات الدقيقة للكارثة. وتهدف التحقيقات إلى الوقوف على نقاط الخلل ومنع تكرار مثل هذه الأحداث مستقبلا، مع الالتزام الكامل بمعايير السلامة العامة وتطبيقها على جميع المنشآت.

قدمت الحكومة في هونج كونج أحر التعازي لأسر الضحايا، وتمنت الشفاء العاجل للمصابين، مؤكدة على ضرورة الوحدة المجتمعية والتكاتف في مواجهة الأزمات. 

وأشارت إلى أن حريق هونج كونج يعكس حجم المخاطر المحتملة ويستلزم تكاتف كافة الجهات الرسمية والمجتمعية لتخفيف الأضرار والحد من الخسائر.

تسرب مياه يضر مئات مجلدات الحضارة المصرية في متحف اللوفر بفرنسا كارثة على الطريق الصحراوي في الأردن تودي بحياة شخصين وإصابات مصرع شخص بحادث قطار مأساوي في مكناس بالمغرب حادث مروري يصيب مشاهير سناب شات "أبو مرداع" و"أبو حصة" في السعودية مصرع أحد العاملين بمنظومة مشروع النظافة ومحافظ بني سويف يؤدي الجنازة كارثة في بريطانيا جريمة حرق منزل تودي بحياة عائلة صدمة طنجة تتصاعد بعد حادث الغرق داخل فيلا سكنية بالمغرب بلاغ مدوي يفجر أسرار خطيرة في أكبر أزمة تهز نادي الزمالك رشق الحجارة على حافلة نادي باريس سان جرمان يفجر أزمة في اسبانيا انقلاب مركبة على طريق كوت بإيران يودي بحياة شخص وإصابة العشرات

مقالات مشابهة

  • إنطلاق أشغال الدورة الـ23 للجنة المشتركة الكبرى الجزائرية-التونسية للتعاون
  • ارتفاع ضحايا حريق هونج كونج إلى 36 وإجراءات الإنقاذ مستمرة
  • الوزير الأول: الرئيس تبون يولي حرصا كبيرا لتطوير العلاقات الجزائرية التونسية
  • سيول كركوك.. فرق الإنقاذ تستمر بانتشال العائلات وانهيار الجسور عطّل كل شيء
  • عطاف: الحركية التي تطبع العلاقات “الجزائرية-التونسية” تقوم على ثلاثة أبعاد أساسية
  • القضاء الأعلى يوبخ مسؤولًا بعد كتاب عن إسقاط النظام السياسي في العراق
  • 22 ضحية جديدة تنتظر حكماً بالإعدام بتهم مُلفقة.. إرهاب حوثي يبطش باليمنيين
  • محام: عقوبات تصل إلى 6 سنوات سجن تنتظر المتورطين في جناية قتل خطأ الطفل يوسف
  • سيول كلار تودي بحياة طفل وفرق الإنقاذ تبحث عن جثته
  • الجزائرية للمياه تدعو إلى تسديد الفواتير