الهواء يقتلنا.. سكان قابس التونسية يطالبون بوضع حد للتلوث الصناعي
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
في مدينة قابس (جنوبي تونس) يختلط هواء المنازل برائحة غبار نفايات الفوسفات السامة، بينما تتزايد الإصابات بالأمراض السرطانية وسط تضارب المصالح بين الأهداف الاقتصادية وصحة الإنسان.
ولم تعد شريفة عطية، البالغة من العمر 74 عاما، تفتح نوافذ بيتها، بعدما تحول المصنع القريب من منزلها إلى مصدر دائم للقلق.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل يدفع الكوكب ثمن أسئلتنا لـ"شات جي بي تي"؟list 2 of 2الصورة الكبرى لتغير المناخ والذكاء الاصطناعيend of listفمنذ سنوات، يطالب سكان المنطقة بوقف التلوث الكبير الذي يتسبب، وفق قولهم، بتدهور الوضع الصحي في مدينتهم، وتسببه واحدة من أكبر وأهم المنشآت الصناعية التي تنتج المواد الكيميائية في البلاد.
وكانت الحكومة قد وعدت بتفكيك المصنع على مراحل منذ عام 2017، لكنها أعلنت أخيرا العمل على زيادة عمليات استخراج الفوسفات بمقدار 5 أضعاف، ليصل الإنتاج الى 14 مليون طن سنويا بحلول عام 2030، علما بأنه اليوم يبلغ 3 أطنان، مما زاد من غضب سكان المنطقة.
وتقول شريفة، لوكالة الصحافة الفرنسية، بينما الرائحة الخانقة تملأ منزلها وتنتشر على كامل المدينة التي تضم قرابة 400 ألف نسمة "إنه يقتلنا، هذا كل ما نتنفسه، نهارا وليلا".
ويُستخدم الفوسفات -الذي يستخرج من مناجم محافظة قفصة المتاخمة- لتصنيع الأسمدة وغيرها من المواد الكيميائية. وتعتبر تونس عاشر أكبر منتج له في العالم، بعدما كانت خامسة في الترتيب عام 2010.
وجاء قرار الحكومة بضرورة زيادة الإنتاج بعد أن تعهد الرئيس قيس سعيّد بإحياء القطاع الذي شلته الإضرابات الاجتماعية وتراجعت استثماراته خلال السنوات الأخيرة، علما بأنه يعتبر أحد أعمدة الاقتصاد التونسي المثقل بالديون.
وبدوره، يقول منسّق المبادرة المحلية "أوقفوا التلوث" خير الدين دبية لوكالة الصحافة الفرنسية "هذا المصنع يضر بالهواء والبحر وجميع أشكال الحياة".
إعلانويضيف "انتظرنا من الحكومات المتعاقبة أن تعمل على تنفيذ قرار 2017، لكن الحكومة الحالية تخلّت بوضوح عن الفكرة".
ويعتقد سكان المنطقة أن التلوث يسبب لهم أمراضا عدة منها السرطان. وتعزو شريفة إصابتها بسرطان الثدي والرحم -الذي تعافت منه- إلى التلوث المنتشر في الهواء.
وتقول إن التلوث الناتج عن عمل المنشأة الصناعية سبب لأختها نفطية -البالغة من العمر 76 عاما- مشاكل في القلب وطفحا جلديا.
وقد خلصت دراسات علمية إلى وجود ترابط وثيق بين نفايات عمليات تحويل الفوسفات وظهور أمراض سرطانية.
وأعلنت الحكومة أيضا أنها لن تصنف مادة "الفوسفوجبس" -وهي النفايات الرئيسية التي تطرحها المنشأة الصناعية في البحر بعد عمليات التحويل- مخلفات خطرة، وذلك بالرغم من وجود العديد من الأبحاث التي تثبت أنه مشع ومسبب للسرطان.
وفضلا عن ذلك، تطلق عمليات معالجة الفوسفات غازات سامة مثل ثاني أكسيد الكبريت، كما يتسبب "الفوسفوجبس" في تلوّث التربة بمواد كيميائية مسببة للسرطان -مثل الرصاص- تتسرب إلى المياه الجوفية.
وخلصت دراسة أجراها مختبر "جيوسيانس إنفيرونمان" في مدينة تولوز الفرنسية -في ديسمبر/كانون الأول الماضي- إلى أن مصنع قابس يطلق "مستويات عالية من الملوثات السامة".
وبينت الدراسة أن "عواقب مدمرة" تواجه السكان من قبيل "تشوهات في القلب" بالإضافة إلى "أمراض الرئة والأنف والثدي والكبد والكلى والمعدة والدم" و"أمراض خلقية".
وفي غياب البيانات الرسمية المتاحة، يظل من غير الممكن تحديد عدد المرضى في محافظة قابس المرتبطة أمراضهم بالتلوث من المنطقة الصناعية.
ولم ترد السلطات التونسية على طلب وكالة الأنباء الفرنسية الحصول على تعليق حول هذا الموضوع.
وتتطلع تونس إلى استخراج 14 مليون طن سنويا من مادة الفوسفات بحلول عام 2030، وهو معدل إنتاج غير مسبوق منذ افتتاح المصنع.
ورغم أن المصنع يمثل مشكلة كبيرة بالمنطقة، فإنه يوفر أيضا فرص عمل لما يقرب من 4 آلاف شخص في محافظة قابس حيث إن واحدا من كل 4 أشخاص في سن العمل عاطل عن العمل، وفقا للأرقام الرسمية لعام 2019.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
عاجل | الذنيبات يلتقي نقيب وأعضاء نقابة الصحفيين
صراحة نيوز- التقى رئيس مجلس إدارة شركة مناجم الفوسفات الأردنية الدكتور محمد الذنيبات نقيب الصحفيين الأردنيين الزميل طارق المومني وأعضاء مجلس النقابة في مقر إدارة الشركة، بحضور الرئيس التنفيذي المهندس عبدالوهاب الرواد، في زيارة تهدف إلى تعزيز التعاون بين الجانبين وفتح مزيد من قنوات التواصل بين النقابة وإحدى أبرز المؤسسات الاقتصادية الوطنية.
وقدم الدكتور الذنيبات عرضًا شاملاً استعرض خلاله واقع حال الشركة والوضع المالي لشركة مناجم الفوسفات للسنوات السبع الماضية 2018- 2024، وخططها الاستثمارية المستقبلية للأعوام 2024-2030 الرامية إلى تعزيز قدراتها الإنتاجية والتصديرية، وتطوير قطاع التعدين في المملكة.
وتطرق اللقاء إلى الدور الاستراتيجي الذي تؤديه الشركة في دعم الاقتصاد الوطني من خلال مساهمتها في الإيرادات العامة، وتوفير فرص العمل، وتنفيذ برامج للمسؤولية المجتمعية في مختلف المناطق.
وأشاد الذنيبات بدور نقابة الصحفيين في دعم الإعلام الوطني وتعزيز المهنية، متمنيًا للنقابة المزيد من النجاح في مهامها التنظيمية والتطويرية، وما تمثله من صوت مهني يعزز الثقة بين الإعلام والمؤسسات.
وأكد الذنيبات على أهمية الإعلام الوطني في توضيح رسالة الدولة، وتعزيز ثقة الرأي العام بالمؤسسات، مؤكدًا على ضرورة استمرار العلاقة التشاركية مع وسائل الإعلام القائمة على الشفافية والمهنية والاحترام المتبادل.
من جانبه أكد نقيب الصحفيين الأردنيين الزميل طارق المومني وأعضاء الوفد على أهمية الإنجازات التي حققتها شركة مناجم الفوسفات الأردنية، ودورها الفاعل في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز التنمية المستدامة.
واشاد المجلس بالتطورات التي شهدتها الشركة على صعيد الإنتاج والتصدير، معربين عن تطلعهم لاستمرار التعاون بين النقابة والشركة لتعزيز التغطية الإعلامية التي تسلط الضوء على هذه النجاحات وتساهم في توضيح الدور الاستراتيجي للفوسفات في مسيرة التنمية الوطنية.
وشكر المجلس شركة مناجم الفوسفات على حفاوة الاستقبال، وما لمسته من انفتاح وتعاون صادق تجاه الإعلام، مؤكدة حرصها على توسيع آفاق التعاون في مجالات الإعلام الاقتصادي والتدريب المهني، وبما يخدم مصلحة الطرفين والمصلحة العامة.
وتناول اللقاء بحث عدد من مجالات التعاون المستقبلية، في إطار بناء شراكة فاعلة بين النقابة والشركة، تسهم في دعم الرسالة الإعلامية الوطنية، وتسليط الضوء على قصص النجاح في القطاع الاقتصادي الأردني.