أبرزها الأبواب المخصصة والنقل الترددي والسيارات الكهربائية.. «شؤون الحرمين» تقدم خدمات نوعية لذوي الإعاقة
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
تحرص الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، على الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة ورعايتهم، وتقديم سبل الراحة لهم داخل أرجاء البيت العتيق من خلال تجهيز مواقع مخصصة لهم ليتمكنوا من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة وطمأنينة.
وعملت على تجهيز المصليات بأفضل الأدوات والخدمات المخصصة لذوي الإعاقة، وزودتها بماء زمزم، ومصاحف وكتيبات تعينهم على أداء مناسكهم، كما تتميز هذه المصليات بقربها من الأبواب تسهيلاً لحركة دخولهم وخروجهم، وبإمكان القاصد من ذوي الإعاقة التوجه إلى أي من المصليات الـ ( 3 ) الخاصة بالرجال الواقعة في توسعة الملك فهد -رحمه الله- الدور الأول مقابل باب (91)، والدور الأول مقابل جسر الشبيكة باب (68)، والدور الأرضي باب (68) بجوار سلالم الشبيكة.
وخصصت الهيئة للقاصدات من ذوي الإعاقة (3) مصليات تقع في توسعة الملك فهد -رحمه الله- باب (88) الأرضي، وباب (65) الدور الأول "الشبيكة"، مصلى 15 بالرواق السعودي المطل على صحن المطاف وتتوفر بالمصليات وسائل مساندة لذوي الإعاقة كأدوات التيمم، والمصحف المزود بقلم قارئ لكبار السن، والمصحف بلغة (برايل) وعدد من الكتب القيمة، والعصا المخصصة لفاقدي البصر، بالإضافة إلى وجود ترجمة خطبة الجمعة بلغة الإشارة.
كما تمت تهيئة الأبواب بمنحدرات للعربات ، وهي (68 - 74 - 79 - 84 - 89 - 90 - 93 - 94)، كذلك عدة جسور وهي (جسر أجياد، والشبيكة، والمروة، والأرقم)، وتوفير النقل الترددي لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة عبر الساحات الشرقية للمسجد الحرام عبر عربات قولفات ترددية وعربات كهربائية للطواف والسعي يستطيع القاصد الاستفادة منها من خلال تطبيق "تنقل" يمكن حجز عربة كهربائية، يستطيع القاصد الوصول إليها عبر نقاط عدة وهي (مدخل جسر المروة باب 25، مدخل سلم الأرقم باب 16، مدخل جسر أجياد باب 5، مدخل جسر الشبيكة باب 66، مدخل سلم أجياد الكهربائي باب 5).
وتتوفر العربات اليدوية في موقعين هما (مدخل الساحة الشرقية باب السلام 19، ومدخل الساحة الغربية جسر أجياد)، إضافة إلى توفر خدمة دفع العربات المجانية تطوعًا بلا مقابل لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة في موقعين، الأول عند مدخل أجياد من الداخل للدور الأرضي الذي يخدم المعتمرين في المطاف الأرضي، والموقع الثاني في الصفا الدور الثاني ويخدم المعتمرين في المسعى.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: المسجد النبوي ذوي الإعاقة شؤون الحرمين خدمات ذوي الإعاقة السيارات الكهربائية البيت العتيق مناسك الحج ذوی الإعاقة
إقرأ أيضاً:
لا تطرق بابًا أُغلق في وجهك
محفوظ بن راشد الشبلي
mahfood97739677@gmail.com
كثيرة هي الأبواب التي يطرقها الإنسان في هذه الحياة؛ باب الرزق وباب العمل وباب العِلم وباب الزواج وباب التوفيق وأبواب اخرى كثيرة لا تُعد ولا تُحصى، ومن أسوأ تلك الأبواب هو طَرق باب الحاجة، فيأتي الإنسان طارقًا ذلك الباب المشؤوم والذي يستفز النفس ويهينها أمام الغير ويأتي منكسرًا إليها.
وأكثر ما يؤلم النفس هو ليس طرق الأبواب فهي غاية إن ضاق بك الحال ودعتك الحاجة لها؛ بل ما يؤلم هو أن تُغلق في وجه الطارق جميع تلك الأبواب التي قصدها، والذي ينتج عنها كمًا هائلًا من الخذلان والانكسار في نفسيته وذاته، لأن النفس لا تنساق لهذا الأمر إلّا عندما يحدها الزمان وسوء المقادير لذلك.
والنفوس العزيزة في تكوينها ونشأتها تبقى عزيزة في كرامتها مهما كسرها الزمن، وبعض النفوس تُفضّل الموت على أن يحدها الزمان للمذلة أمام الغير، فالكرامة تبقى كرامة لا يمكن لها أن تُسام، ولكن الحاجة وضعتها في ذلك الموقف المُشين لها.
وأسوأ من ذلك كلّه هو أن الإنسان لا يعلم عن نفوس الغير التي تسكن خلف تلك الأبواب التي سيطرقها، فأينما ساقته المقادير ووجهته لها قَصدها حاملًا نفسه بالكراهة لها، ولو يعلم بأنها ستُغلق في وجهه ما طرقها ولو مات تحت وطأة حاجته.
وبعض الحاجات ليست بالضرورة أن تكون طلبًا للمادة كسد جوع أو اقتراض مال أو نحو ذلك، فأحيان بعض الحاجات تُقدّم ولا تُطلب، ولكنها تمر حتمًا بطَرق الأبواب كي يُؤذن بتقديمها من عدمه، وكما هو معروف لا يمكن تقديم حاجة دون استئذان شأنها شأن طلبها من الغير، وهكذا تمضي الحياة بأخذ وعطاء وبقانون يسير كيفما تهيأت له الظروف وليس دائمًا يكون مكتوبًا بل يُشرّعه الواقع الذي يعيشه الإنسان.
وأحيانًا تطرق النفس بابًا مُعينًا وتقصده دون غيره من الأبواب قد اختارته بذاتها قبل أن تسبقها خطواتها وتسوقها إليه، وهي تحمل له في جُعبتها حُبًا و ودًا وإخلاصًا وتقديرًا واحترامًا لشخصٍ كريم عزيزٍ عليها، وجدت فيه ترابطًا حِسّيًا وفكريًا وثقافيًا وساقته المقادير وقصدته علّها تجد ذاتها فيه، وبعض الأنفس تقترن مع بعضها البعض دون سابق إنذار وتأتي طارقتًا للأبواب وسبحان الخالق في ذلك، وقد سألتُ ذات مرة صديقًا مثقفًا ومتعلمًا في مسائل الدين وفي ثقافة المُعاملات عن هذه المسألة، بأن فلان أتاني لحاجة وهناك من هم أقرب له مني وأيسرهم حالًا عني، فقال لي قد أرسله الله إليك وساقه القدر عن سواك ووجد فيك مالم يجده في غيرك فتقبلت الأمر بعد سماعي لهذا الرد منه وأعطيت السائل مسألته.
ولكن لو تعلم النفس ما تُخبئه لها تلك النفوس من سوء فهم لباعدت خُطاها عنها كبُعد المشرق عن المغرب، وفضّلت الموت عن طرق أبوابها، لأن ردة فعل غلق الأبواب في وجه النفس الكريمة العزيزة هو إذلال لها؛ أيًا كانت نوعية ردود الفعل تجاهها، سواء كانت مُباشرة أو عن طريق التلميح بذلك، والنفس الزكية الذكية تفهم ردة الفعل تجاهها من قِبل الغير سواء كان ذلك بالتردد أو بالتمادي أو بالتعالي أو بالصدود أو بأي طريقة وأسلوب مُنفّر ومستفز لنفسية الطارق أو نحو ذلك، وسواء أتت طالبة لحاجة أو مُقدمة لها.
وعادة النفوس الكريمة إذا أتتك لحاجة سواء تُقدمها لك أو تحتاجها منك وكسرتها فسيصعب عليها جبر كسرها منك، فهي ستقبل ردة فعلك، ولكن على مضض وستغادرك وستحتفظ بسر صدّك لها في نفسها بكل ودٍ واحترام وتقدير لشخصك الكريم، وستطَمر سِر غلق بابك في وجهها في غيابة جُبها وستحترم قرارك تجاهها وستصبر عليك وستطوي صفحتك مع الأيام وستحتسب الأمر لله، وكما قيل من طرق بابًا حصّل جوابًا والدنيا تمضي هكذا.
ومن ثقافات التعامل عند طرق الأبواب وجمالياتها هو حفظ سر من اتيته طارقًا بابه سواء لبى مطلبك أو صدك، وعلى المطروق بابه كذلك أن لا يُشيع أمام الناس عن أمر الطارق ونوع حاجته التي ساقته المقادير بسببها لبابه، سواء حاجة قدّمها له أم احتاجتها منه وهي صفة محمودة وأوصى بها الإسلام ومن ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة، والأيام دُول فربما يدور الزمان وينقلب الحال من مطلوب لحاجة إلى طالبًا لها ومن سَرّه زمن ضاقت به أزمان.
وإن تصرف المطروق بابه بإشاعة سر الطارق أمام الناس فذلك أمره وشأنه هُوَ، وليس للطارق حيلة في الأمر وهو خارج عن إرادته وليس له سوى الصبر والاحتساب والاستعانة بالله وحده وتوجيه الأمر إليه، ويكفي الطارق عِزًا وشرفًا انه تعامل معه بذاته الكريمة واحترم قراره وغلقه للباب في وجهه وقدّره وحفظ سِرّه في نفسه وغادره بكل ودٍ وتقديرٍ واحترام ولم يؤذيه بطرق بابه مُجدداً، وأخذ الأمر بأن الدنيا تمضي أحوالها بين صدٍ ورد وبين أخذٍ وعطاء.
نستخلص من مقالنا هذا هو أن الصدود من قِبل بني البشر واردة في كل الأحوال أيًا كانت نوعية المطالب وشكلياتها وأحوالها، وسواء كانت مطلوبة أو مُقدَّمة فهي تبقى متبادلة بينهما، ويجب على الإنسان أن يتحمل صدود الغير له ويصبر عليهم ويحترم رأيهم وقرارهم تجاهه ويتقبلهم بصدر رحب، وأن يحفظ سِرهم ولا يؤذيهم في كل الأحوال بأية طريقة وأن لا يطرق بابهم مجددًا، ويجب عليه أن يحفظ كرامته وماء وجهه الذي سقط أمام الحاجة لهم، فمن لم يُقدّر حاجتك له عندما أتيته محتاجًا له فلا حاجة لك به عندما يحتويك الزمان بلطفه وعطفه، ويجب على الإنسان أن يحتسب أمره للّه في كل حاجاته، فهو لا يعلم عن أحوال الناس ولا عن نفسياتهم والله سبحانه وتعالى هو العالم بنفوس البشر وأحوالهم تجاه الغير، والدنيا تجارب وهي بين راحلٍ ونزّال وهي يومًا لك ويومًا عليك وربك أكرم عن عباده.