اختتمت أمس بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" بالظهران، قمة الاتزان الرقمي "سينك" في نسختها الثانية، تحت شعار "مواجهة التناقضات الرقمية". وشهدت القمة التي تعد الحدث الرقمي الأبرز في المنطقة، واستمرت على مدى يومين متتاليين، مشاركة أكثر من 70 متحدثًا من المختصين في قطاعات التقنية والمؤثرين الثقافيين، من أكثر من 20 دولة حول العالم.

وناقشت الجلسات الحوارية المتنوعة مفترقات الطرق الرقمية التي يواجهها الإنسان ومدى قدرته على جعل التقنية من صالح تقدم البشرية، وما هي أبرز السبل لتحقيق ذلك. وتناولت الجلسات المتنوعة في يومها الثاني تحت عنوان "نهضة رقمية - تكوين علاقة جيدة مع العالم الرقمي لتحقيق مستقبل أفضل" من خلال مجال التقنية والاستخدام الإيجابي في العصر التقني، وبناء الثقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، مع عرض أهم المبادرات التي تقوم بها الدول مثل السعودية من خلال "سدايا" وكيف تسهم مبادراتها في الحد من نقاط ضعف الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى التناغم الرقمي، والتوعية بمضار التنمر الإلكتروني بالمدارس، وكيفية التعامل مع الإيجابيات والسلبيات مع الرقمنة، وكيف تحسّن التقنية من حياة الناس، وضرورة تعليم مفهوم الاتزان الرقمي للأطفال.

اليوم الأول

وكان قد شهد اليوم الأول من القمة التي تأتي بعنوان "سلاح ذو حدين - مواجهة التناقضات الناجمة عن العصر الرقمي" كلمة افتتاحية قدمها المهندس عبد الله الراشد مدير مركز إثراء، خلال كلمته الافتتاحية أن قمة الاتزان الرقمي "سينك" لا تأتي لمناصرة التكنولوجيا أو مناهضتها، بل لبحث حلول تخلق أنماطًا إنسانية أفضل للتعامل معها، وهو ما تتضمنه جلسات القمة التي تضم نحو 50 عالمًا وخبيرًا. وأضاف "نحن لا نقتصر في القمة على الخبراء فقط، بل هناك متحدثون من مختلف المجالات، فنحن اليوم نبدو جميعًا خبراء في التقنية".

وفي الجلسة الأولى، التي أدارها الإعلامي الإماراتي أنس بوخش، تحدثت المتخصصة بإصلاح وسائل التواصل الاجتماعي كريستين برايد عن قصتها المؤلمة بعد انتحار ابنها نتيجة تعرضه للتنمر الإلكتروني، والدعاوى القضائية التي رفعتها على بعض التطبيقات الإلكترونية، مطالبة بسن إجراءات مشددة للتعامل مع التنمر الإلكتروني.

من ناحيته، أوضح ستيف وزنياك، المؤسس الشريك لشركة "آبل"، أن الحواسيب تعامل الناس بالخوارزميات، مؤكدًا سوء الأمور حاليًا في العالم الرقمي، وصعوبة التحكم بكل ما يحدث اليوم بالنظر للتطورات المتسارعة في التطبيقات الإلكترونية، وأكد أن جميع التطبيقات بدأت بطريقة جيدة ونية سليمة ثم تحولت سريعًا للجانب الربحي وصارت مهتمة بكسب المال من المستخدمين.

كما تحدث مدرب كرة القدم العالمي جوزيه مورينيو في الجلسة الثانية، عن تجربته مع التقنية قائلًا "مسيرتي المهنية الطويلة، عندما كنت أقوم بتحليل مباريات كرة القدم كنت أستخدم تقنيات قديمة وأقضي ساعات طويلة أمام الشاشة، لكن الآن لدي تقنيات متطورة سهلت الأمور كثيرًا". وأضاف "يومًا ما خسرت لأنه لم تكن هناك تكنولوجيا موجودة في ذلك الوقت، فهي مهمة، إلا أنها سلاح ذو حدين".

وأكد مورينيو خلال الجلسة التي حاورته فيها الصحفية لمى الحموي أنه يحاول الظهور الإلكتروني بحقيقته، بالقول "أنا لا أفلتر نفسي، بل أقدم نفسي كما أنا"، وأكد أنه لا توجد سياسة يحاول اعتمادها بل يسعى للوصول لمختلف شرائح الجمهور، وتابع "الناس يتأثرون بالجانب السلبي لشبكات التواصل الاجتماعي، وبالنسبة لي فأنا لا أقرأ التعليقات على الإطلاق، وبالذات قبيل المباريات، وذلك كي لا أشوش أفكاري، لذا فإنني أحاول عزل نفسي عن التواصل الاجتماعي، والتركيز بما يحدث في الملعب".

وجاءت الجلسة الثالثة بعنوان "مواجهة التناقضات الرقمية: تتبع تعقيدات عالمنا المتشبع بالتكنولوجيا"، تحدث خلالها مقدم برنامج ذا مو شو محمد إسلام، وكبير مسؤولي الأعمال السابق لجوجل إكس مو جودت، والرئيس التنفيذي لشركة بيوند إل إل سي، حيث تحدثوا عن مرئياتهم تجاه ما يشهده العالم حاليًا من انفجار تكنولوجي غير مسبوق.

اليوم الثاني

في حين أقيم اليوم الثاني للقمة بعنوان "نهضة رقمية - تكوين علاقة جيدة مع العالم الرقمي لتحقيق مستقبل أفضل"، حيث تناول المختصون في مجال التقنية الاستخدام الإيجابي في العصر التقني، وتحدث في أولى الجلسات كبير محرري "وايرد" كيفن كيلي، والذي أشار إلى قضية التفاؤل في علاقتنا بالعالم الرقمي وعلاقة البشرية بالتقدم والعصرنة وكيف يواجه الإنسان هذه المتغيرات بنظرة إيجابية متفائلة، على الرغم من المشاكل الضخمة التي يعج بها العالم، مؤكدًا على أن كل الاختراعات التي أسهمت في تطور البشرية كانت نابعة من التفاؤل وإيمان راسخ لدى الإنسان بقدرته على إحداث فارق، وأنه لا يوجد مستحيل في هذه الحياة، وهم ذات الأشخاص الذين جعلوا هذه الحياة بشكل أفضل، وهم الذين شكلوا المستقبل، وفيما يتعلق بعلاقتنا بالذكاء الاصطناعي، أشار كيفن إلى أنه وعلى مدى 20 سنة قادمة سيكون العالم أفضل، وسوف تتحقق الكثير من الأمور الإيجابية التي تسير في منهجية التفاؤل التي يدعو إليها.

وتحدث كل من الدكتور محمد الحاجي مدير إدارة التغيير السلوكي بوزارة الصحة بالسعودية، والدكتورة رومان شودهاري مبعوثة العلوم الأمريكية، وسينان آرال الرئيس التنفيذي لمبادرة معهد ماساتشوستس لتكنولوجيا الاقتصاد الرقمي؛ عن أبرز التحولات الحاسمة لأجل مستقبل الإنسانية، مشيرين إلى أن هناك الكثير من التحديات اليومية التي يواجهها الإنسان في علاقته مع الذكاء الاصطناعي منها المعلومات الزائفة وكيفية التحقق منها، لافتين النظر إلى أهمية بناء الثقة بين البشر والذكاء الاصطناعي والتعامل مع المعلومات والبيانات التي تقدمها التقنية بشيء من الموثوقية، مع تعزيز الوعي الذاتي عند استخدام التقنية واستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة فعالة، مستعرضين أهم المبادرات التي تقوم بها الدول مثل السعودية من خلال "سدايا" وكيف تسهم مبادراتها في الحد من نقاط ضعف الذكاء الاصطناعي.

واستعرض الدكتور إنريكو نانو رئيس قسم الأبحاث في مجموعة هوريزون في جلسة التناغم الرقمي، أهم النتائج من مؤشر سينك العالمي للاتزان الرقمي، مبينًا كيفية التعامل مع الإيجابيات والسلبيات مع الرقمنة وكيف تحسن التقنية من حياة الناس على الرغم من وجود نتائج مقلقة بالنسبة لمستقبل التكنولوجيا، حيث يوجد أشخاص يمكنهم التخلي عن أصدقائهم في مقابل عدم التخلي عن أجهزتهم، مشددًا على أهمية النظر إلى مشكلة التنمر الإلكتروني وأهمية تضمينها في المناهج الدراسية والحد منها بخطط توعوية على مستوى المدارس، والدور الذي يلعبه المعلمون في هذا السياق والحد من هذه الظاهرة عالميًا، مؤكدًا ضرورة تعليم مفهوم الاتزان الرقمي للأطفال من الفئات العمرية الأقل سنًا كي يكون بمقدورهم بناء قرارات واضحة تجاه التعامل مع التقنية وتقليل ساعات استخدام الأجهزة.

تجدر الإشارة إلى أن قمة الاتزان الرقمي "سينك" في نسختها الثانية والتي اختتمت مؤخرًا في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" بالظهران، أقيمت تحت شعار "مواجهة التناقضات الرقمية" واستمرت على مدى يومين متتاليين، بمشاركة أكثر من 70 متحدثًا من المختصين في قطاعات التقنية والمؤثرين الثقافيين، من أكثر من 20 دولة حول العالم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی العالم الرقمی أکثر من

إقرأ أيضاً:

حمدان بن محمد يعتمد تقنية جديدة لتسجيل الوصول الفندقي الرقمي في جميع فنادق دبي

في إطار دعم مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33 الهادفة إلى ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للابتكار والتحول الرقمي، اعتمد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، تقنية تسجيل الوصول الفندقي الرقمي لتصبح إحدى القنوات الرئيسية المعتمدة في جميع فنادق دبي وبيوت العطلات، بما يوفّر تجربة وصول ذكية وسريعة وآمنة للضيوف المحليين والدوليين.
ويأتي اعتماد هذه المبادرة التي طوّرتها دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي بعد أن أثبتت قدرتها على رفع كفاءة العمليات التشغيلية، وتقليل زمن الانتظار، وتطوير منظومة ضيافة أكثر مرونة تستجيب لمتطلبات المسافر العصري.

وقال سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: «تواصل دبي ترسيخ موقعها الريادي مركزاً عالمياً للابتكار، ومختبراً مفتوحاً لتجارب المدن الذكية، مسترشدين برؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في بناء نموذج حضري قادر على المنافسة عالمياً. ويأتي اعتماد تقنية تسجيل الوصول الرقمي في قطاع الضيافة ضمن جهودنا المتواصلة لتطوير منظومة سياحية تتسم بالكفاءة والمرونة، وتستند إلى حلول رقمية تعزز راحة زوار دبي من حول العالم، وتدعم نمو القطاع السياحي كرافد رئيسي للاقتصاد الوطني».

وأضاف سموّه: «إن الانتقال نحو منظومة ضيافة رقمية متكاملة يعكس رؤية دبي لمدن المستقبل، ويجسّد التزامنا ببناء بيئة حضرية تعتمد التكنولوجيا لخلق تجارب إبداعية، آمنة، وسريعة، وتعزّز مستوى جودة الحياة. هذه خطوة تؤكد مكانة دبي وجهةً عالمية للأعمال والترفيه، وتجعل من تجربة الضيوف نموذجاً يحتذى به على مستوى العالم».

وتتيح التقنية الجديدة للنزلاء وزوار دبي من حول العالم، إتمام إجراءات تسجيل الوصول قبل السفر عبر الهواتف الذكية، من خلال توثيق بيانات الهوية، وتسجيل المعلومات البيومترية مرة واحدة فقط، دون الحاجة لإعادة هذه الإجراءات في الزيارات اللاحقة. وعند الوصول إلى الفندق، يمر الضيف عبر مسار وصول رقمي لا يتطلب الوقوف في مكاتب الاستقبال، حيث تُستخدم البيانات الموثّقة مسبقاً بشكل آمن، ولا يُعاد طلبها إلا عند انتهاء صلاحية الهوية.

أما في الزيارات اللاحقة، فلا يتطلب الأمر سوى مصادقة بيومترية سريعة، مثل: التحقق من خلال التعرف على بصمة الوجه لتأكيد الدخول خلال ثوانٍ معدودة، بما يعزز راحة الزوار وخاصة أصحاب الزيارات المتكررة خلال 12 شهراً من رحلتهم السابقة والذين تشكل نسبتهم ما يقرب من ربع إجمالي الزيارات السنوية للإمارة، ويرفع كفاءة العمليات التشغيلية للفنادق. كما تنسجم هذه الآلية مع البنية التقنية المتقدمة في دبي، ومنها الممرات الذكية في مطار دبي الدولي التي قلصت الفترة الزمنية لمعالجة مراقبة الجوازات لثوان معدودة.

أخبار ذات صلة منصور بن محمد يفتتح معرض «أوتوميكانيكا دبي 2025» أول محطة وقفية لـ«سقيا الماء» في العالم بدبي

ومن جانبه، قال معالي هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي: «تشكل التقنية الجديدة نقلة نوعية لقطاع الضيافة في دبي، وتبرز قدرتنا على توظيف الحلول الذكية بما يعزز تنافسية الإمارة عالمياً. وتأتي هذه الخطوة تجسيداً لرؤية القيادة الرشيدة في دعم التحول الرقمي، ورفع جودة الخدمات السياحية، وتوفير تجارب سلسة تبقى في ذاكرة الزوار».

وأضاف معاليه: «تعكس هذه المبادرة التعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص، وتؤكد جاهزية دبي لتطبيق حلول مبتكرة تتماشى مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33، كما أنها تدعم جهود الإمارة في تعزيز مكانتها مركزاً عالمياً للضيافة الذكية».

ويعد قطاع الضيافة في دبي أحد الأعمدة الرئيسية في منظومة السياحة، حيث تستضيف الإمارة 820 فندقاً وشقة فندقية تقدم خدمات ومرافق عالمية المستوى. كما أسهم القطاع في وصول دبي إلى آفاق غير مسبوقة من النجاح، حيث استقبلت 15.70 مليون زائر دولي في الأشهر العشرة الأولى من عام 2025، بنسبة نمو بلغت نحو %5 مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي، فيما بلغ عدد الغرف المحجوزة 36.71 مليون غرفة في مختلف منشآت الإمارة الفندقية.

ويمثّل اعتماد تقنية تسجيل الوصول الرقمي خطوة استراتيجية في مسيرة التحول الرقمي في دبي، ويؤكد التزام الإمارة بمواصلة تطوير الخدمات الذكية التي تعزز مكانتها بين أفضل المدن العالمية، وتُعيد تعريف تجربة السياحة والضيافة عبر حلول مبتكرة تعكس رؤية دبي للمستقبل.

جدير بالذكر أن التقنية الجديدة صُممت لدمجها بسهولة تامة ضمن التطبيقات الفندقية والمنصات الإلكترونية الحالية لدى المنشآت الفندقية الحالية، علماً بأنه يمكن استخدامها أيضاً في العديد من نقاط الاتصال المباشر مع الضيوف مثل: تأجير السيارات، ما يمهد الطريق لتوفير تجربة سياحية متكاملة ومخصصة في جميع أنحاء الإمارة.

 

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • ناصر الدين: الذكاء الاصطناعي جزء من استراتيجيتنا الشاملة للصحة الرقمية
  • مصر تواجه منتخب البرازيل قبل كأس العالم
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • ميزة أندرويد الجديدة تثير الجدل.. التقنية التي ستنقذك في لحظات الطوارئ
  • خلال المنتدى العربي للأسرة.. أيمن عقيل يطرح حلولاً لحماية الأطفال من تحديات العالم الرقمي
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • العمل عن بُعد: أفضل مدن للشباب للرحلة الرقمية
  • من هي المرأة التي أيقظت العالم بموقفها ؟
  • حمدان بن محمد يعتمد تقنية جديدة لتسجيل الوصول الفندقي الرقمي في جميع فنادق دبي
  • المرأة التي أيقظت العالم بطريقتها