دبابات إسرائيلية على طول محور فيلادلفيا.. كيف يتوسع اجتياح رفح؟
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
وسعّ جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، اجتياحه البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وانتشرت دباباته وآلياته العسكرية على معظم الحدود الفلسطينية المصرية أو ما تعرف "محور فيلادلفيا، وسط غطاء ناري كثيف وقصف مدفعي طال المناطق الغربية من رفح، وتحديدا تل السلطان.
وأكدت مصادر ميدانية لـ"عربي21" تمركز دبابات الاحتلال على "تل زعرب"، الذي لا يبعد مسافة 3 كيلومتر عن شاطئ البحر غربا، مشيرة إلى أن هذه المنطقة مرتفعة وتكشف مناطق واسعة في رفح، وخاصة المناطق الغربية.
وعقب ليلة صعبة تخللها قصف مدفعي وجوي عشوائي، بدأت حركة نزوح كبيرة من المناطق الغربية لرفح، والتي لم يطلب الاحتلال من سكانها الإخلاء، كما هو الحال في مناطق شرق ووسط المدينة.
ماذا يعني انتشار الدبابات على طول "فيلادلفيا"؟
عودة دبابات الاحتلال والسيطرة الإسرائيلية على المحور الحدودي جنوب مدينة رفح، يعيد الزمن 19 عاما إلى الوراء، أي قبل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005.
كان الاحتلال يسيطر على "محور فيلادلفيا" بمدينة رفح، إلى جانب المستوطنات والمواقع العسكرية التي كانت موزعة على مناطق مختلفة في قطاع غزة.
وتسمح هذه السيطرة بتوسيع الاجتياح البري في وسط مدينة رفح، حيث أنّ عمق المدينة لا يبعد عن المحور الحدودي سوى كيلو متر واحد أو اثنين على أقصى تقدير، حيث يمكن لآليات الاحتلال التوغل في المخيمات المتاخمة للحدود، إلى جانب الوصول بسرعة إلى المناطق الواقعة في وسط المدينة.
ماذا أعاد الاحتلال من سيطرته السابقة؟
◼ موقع ترميد العسكري، ويقع عند بوابة صلاح الدين، وتتمركز فيه آليات الاحتلال منذ أيام، وقامت بعمليات تجريف في المنطقة وبناء سواتر ترابية أمام الدبابات، وكان يعتمد عليه جيش الاحتلال في تأمين الحدود ومراقبة مناطق واسعة في رفح.
◼ موقع حردون العسكري، يقع قبالة مخيم يبنا وتحديدا إلى الغرب من موقع ترميد، وهو كاشف لأجزاء كبيرة من الحدود، إلى جانب مناطق واسعة في وسط رفح، وكان سابقا مزود بأدق آليات التصوير والرشاشات الثقيلة.
◼ موقع "تل زعرب"، ويقع بمنطقة مرتفعة في رفح الغربية، وكان يتضمن برج مراقبة مركزي، وتتمركز في محيطه آليات الاحتلال ودباباته، كونه كاشف لأجزاء كبيرة من مدينة رفح وخاصة المناطق الغربية وتل السلطان.
◼ معبر رفح البري، سيطر جيش الاحتلال منذ بداية اجتياحه مدينة رفح على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ما أدى إلى إغلاقه أمام المساعدات المحدودة الواردة لقطاع غزة، إلى جانب منع الفلسطينيين لا سيما الجرحى منها من السفر عبره.
أين الموقف المصري؟
نشر موقع "القاهرة الإخبارية" المقرب من السلطات المصرية في بداية اجتياح رفح، تصريحا صحفيا منسوبا لمصادر خاصة، قال فيه إن "محور فيلادلفيا هو طريق ضمن أراضي قطاع غزة، وسمي بهذا الاسم عقب توقيع اتفاق أوسلو وقبل دخول رئيس السلطة الراحل ياسر عرفات إلى غزة".
وأشار الموقع المصري إلى أنه "تم عمل خرائط لقطاع غزة بين الارتباط العسكري والجانبين الفلسطيني والإسرائيلي"، مضيفا أنه "تم الاتفاق على زيادة أعداد العناصر الأمنية المصرية بالمنطقة الحدودية مع قطاع غزة لتأمينها".
وأثار هذا التصريح مخاوف الفلسطينيين، بأنه تمهيد لسيطرة إسرائيلية على المحور، ضمن نطاق توسع العمليات العسكرية في رفح، وذلك بعد مطالبة الاحتلال بإخلاءات جديدة في أحياء وسط المدينة.
موقف لا يتجاوز الإدانة!
وفور سيطرة الاحتلال على معبر رفح الواقع على "محور فيلادلفيا"، أدانت مصر بأشد العبارات العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح، وما أسفرت عنه من سيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر.
وقالت الخارجية المصرية إن "هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمد اعتمادا أساسيا على هذا المعبر، باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة".
وطالبت مصر جميع الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة، لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقيق نتائجها المرجوة.
ما تفاصيل اتفاق "فلادلفيا"؟
◼ اتفق الاحتلال الإسرائيلي مع مصر قبل سنوات، على ترتيبات تتعلق بتسيير قوة مصرية مكونة من 750 جنديا على جانب المحور المصري، لمنع التهريب والتسلل عبر الحدود.
◼ أكد الاتفاق على أنه لا يلغي أو يعدل اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، ويبقي حالة المحور وصحراء سيناء كمناطق منزوعة السلاح.
◼ "محور فيلادلفيا" هو عبارة عن شريط حدودي ضيق لا يتعدى عرضه مئات الأمتار، ويصل طوله إلى 14.5 كيلومترا، ويقع على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة، ويمتد من البحر الأبيض المتوسط وصولا إلى معبر كرم أبو سالم التجاري، ويقع بالكامل في المنطقة منزوعة السلاح.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال المصرية محور فيلادلفيا اجتياح رفح مصر الاحتلال الحرب محور فيلادلفيا اجتياح رفح المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المناطق الغربیة محور فیلادلفیا الاحتلال من مدینة رفح إلى جانب قطاع غزة فی رفح
إقرأ أيضاً:
حقيقة العثور على ألعاب أطفال مفخخة في غزة بعد انسحاب الاحتلال
عقب انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مناطق عدة في قطاع غزة، انتشرت على منصات التواصل صور قيل إنها تُظهر ألعاب أطفال وعلب طعام مفخخة عُثر عليها في الأحياء المدمّرة، بعد أن تركها الجيش خلفه.
الصور أثارت موجة من الذعر والغضب، ورافقتها منشورات تزعم أن الاحتلال لجأ إلى "خداع" جديد، عبر زرع قنابل في أغراض مدنية تستهدف المدنيين، وخصوصًا الأطفال.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل تسبب الفيضان الأخير في انهيار الثروة الحيوانية بالسودان؟list 2 of 2حقيقة براءة فضل شاكر بعد تسليم نفسه للجيش اللبنانيend of listومع تصاعد الجدل حول الصور المنتشرة، تتبع فريق "الجزيرة تحقق" مصدرها، وحللها بصريا وزمنيا للتحقق من أصلها وسياقها والتأكد من مدى ارتباطها الفعلي بالأحداث الأخيرة في غزة.
الرواية المنتشرةبدأ انتشار الصور في 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري على المنصات محققة ملايين المشاهدات، حيث تُظهر ألعابا قيل إن داخلها متفجرات تركها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد انسحابه من مناطق عدة بغزة، حسبما زعم ناشروها.
BREAKING — Gaza Civil Defense: We found booby-trapped children’s toys and canned food that the occupation deliberately planted to cause more casualties pic.twitter.com/tg3qHpphXj
— Emelia (@blondfighter20) October 11, 2025
ونسبت الحسابات القصة لمصادر رسمية داخل القطاع، حيث رافق الصور تعليق فحواه "الدفاع المدني بغزة عثر على ألعاب أطفال مفخخة ومعلبات طعام تعمد الاحتلال زرعها للتسبب بمزيد من الضحايا"، مما يشير إلى علم السلطات المحلية في القطاع بالقضية.
BREAKING — Gaza Civil Defense: We found booby-trapped children’s toys and canned food that the occupation deliberately planted to cause more casualties pic.twitter.com/m2OQiweVHA
— Eye on Gaza (@arisaqz1) October 11, 2025
الاحتلال الاسرائيلي المجرم يترك في مناطق انسحابه ألعاب أطفال مفخخة!
مجرمين نازيين! pic.twitter.com/KTb7iPIrBt
— هدى نعيم Huda Naim (@HuDa_NaIm92) October 11, 2025
ما الحقيقة؟أظهر التحقيق البصري والبحث العكسي الذي أجراه فريقنا أن الصور المتداولة لا تمتّ بصلة لقطاع غزة ولا للأحداث الجارية فيه، إذ تبيّن أن أصلها يعود إلى مقطع فيديو نُشر عام 2017 على منصة "يوتيوب" يوثّق العثور على أجسام متفجرة داخل ألعاب أطفال في اليمن.
إعلانأما التصريح المنسوب إلى الدفاع المدني الفلسطيني حول العثور على ألعاب مفخخة في غزة فهو صحيح، وقد نشرته وسائل إعلام فلسطينية في ساعة مبكرة من اليوم الأحد.
ودعت وزارة الداخلية في قطاع غزة، في بيان نشرته الجمعة الماضية عبر حسابها بتليغرام، المواطنين إلى الحذر والانتباه الشديد عند العودة إلى منازلهم ومناطق سكناهم من وجود أجسام مشبوهة ومخلفات خطرة وقنابل غير منفجرة، وعدم العبث بها بأي حال من الأحوال، مطالبة بإبلاغ الجهات المختصة للقيام بواجبها في إزالة الخطر بطريقة آمنة.