حسام عبدالنبي (أبوظبي) 
استعرضت وكالة الإمارات للفضاء، خلال مشاركتها في فعاليات الدورة الثالثة لمنتدى «اصنع في الإمارات»، أبرز مشروعاتها ومبادراتها في قطاع الفضاء الوطني وصناعة الأقمار الاصطناعية بأيادٍ إماراتية، بحسب سالم بطي سالم القبيسي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء.
وأكد القبيسي لـ «الاتحاد»، أن تلك المبادرات تشمل برنامج مناطق الفضاء الاقتصادية لاستقطاب الشركات المتخصصة في مجالات وصناعات الفضاء للتصنيع في دولة الإمارات، والأكاديمية الوطنية للفضاء، والمرحلة التنفيذية لمشروع «سرب» لتعزيز منظومة تصنيع الأقمار الاصطناعية وتشغيلها، بالإضافة إلى مشروع القمر الصناعي 813، ومجمع البيانات الفضائية، ونظام التعزيز للأنظمة العالمية للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية، ومهمة الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، ومهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات.

أخبار ذات صلة %70 مساهمة المصنعين والموردين المحليين في محطات «أدنوك للتوزيع» «ستراتا» تصنع القوارب الشراعية SailGP’s F50

وأضاف أن المشاركة في منتدى «اصنع في الإمارات» يأتي بهدف الفرص المتاحة للشركات والصناعات الثقيلة والدقيقة وفرص إشراكها في قطاع الفضاء، من خلال حزمة من المشاريع الفضائية المتاحة، ومنها مشروع استكشاف حزام الكويكبات، ومشاركة الدولة في المحطة الفضائية الدولية التي جعلت الإمارات، الدولة رقم 11 عالمياً التي ترسل رواد فضاء بمهمات طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية، وذلك عبر برنامج الإمارات لرواد الفضاء.
وأكد القبيسي، أن دولة الإمارات أطلقت صندوق الفضاء الوطني برأسمال 3 مليارات درهم من أجل توفير الموارد المالية وحوكمة إدارتها، بهدف تأسيس شركات وطنية في قطاع الفضاء ودعم المشاريع الاستراتيجية الوطنية والبحثية الجديدة، إلى جانب استهداف استدامة تطوير القدرات في القطاع الفضائي، وتأهيل كوادر إماراتية لقيادة القطاع ذي الأولوية الوطنية.
طموحات الصناعة 
كما استعرض مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، طموحات دولة الإمارات في استقطاب استثمارات النمو في مجال الفضاء فقال: إن دولة الإمارات منذ إنشاء وكالة الإمارات للفضاء وضعت «الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030» بهدف دعم تحقيق رؤية الإمارات والغايات والأهداف المستهدفة في مجال صناعة الفضاء بمختلف علومه وتقنياته وتطبيقاته وخدماته وبحيث تُحدد النتائج الإيجابية لتلك الصناعة على الدولة خلال 10 سنوات من خلال برامج ومبادرات نوعية. وأضاف أن دولة الإمارات مستمرة بالاستثمار في المشاريع والأنشطة الفضائية التي تعود بالنفع على الوطن والمواطن، وترسيخ قواعد صناعة الفضاء لأجيال المستقبل من أجل وضع الدولة في مصاف الدول المتقدمة في تلك الصناعة، مؤكداً أن وكالة الإمارات للفضاء حددت بدقة الأولويات لجميع القطاعات، وسعت أيضاً عبر تعاونها مع الشركاء من الجهات الحكومية والوزارات إلى أن تحقق رؤية الحكومة وإعلان الأهداف، بحيث يتمكن القطاع الخاص من الانخراط في تحقيقها.
ووفقاً لـ «القبيسي»، فإن توجه وريادة دولة الإمارات في الصناعات الفضائية ظهر عبر أول مشروع نفذته الدولة لاستكشاف الفضاء العميق ومن خلال مشروع مسبار الأمل، حيث كانت الغايات علمية من خلال تمكين المعرفة وإثراء علم البشرية حول استكشاف المريخ، وأيضاً تطوير القدرات الصناعية والبشرية داخل الدولة، مع وضع الأسس بتوفير بنية تحتية علمية لازدهار قطاع صناعات الفضاء وأيضاً البنية الصناعية المتطورة، من خلال تطوير الشراكات التي تتيح تحقيق الأهداف المتمثلة في جعل اقتصاد الإماراتي اقتصاداً قائماً على المعرفة واقتصاداً متنوعاً، مع زيادة مشاركة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي للدولة.  
نوعية الشركات
ورداً على سؤال عن نوعية الشركات الصناعية التي يمكنها المشاركة في مشاريع وكالة الإمارات للفضاء، أوضح القبيسي، أن هناك تقارباً بين مشاريع الفضاء والمشاريع في قطاع الطيران، فعلي سبيل المثال فقد شاركت صناعات دقيقة في مشروع مسبار الأمل، وتم من خلال التعاون مع إحدى الشركات المتخصصة بناء 66 قطعة ضمن هيكل المسبار. وأضاف أن شركات الإلكترونيات في قطاع الطيران يمكنها المشاركة في مشاريع الوكالة ولاسيما العاملة في مجال الأجهزة الإلكترونية والكابلات، وذلك بعد إجراء بعض التعديلات في تلك المنتجات حتى يمكن استخدامها في قطاع الفضاء. 
وأشار إلى أن الشركات يمكنها أيضاً الاستفادة من برنامج «مناطق الفضاء الاقتصادية» الذي يعد مبادرة استراتيجية مصممة لدعم الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة في قطاع الفضاء، حيث يقوم هذا البرنامج الطموح على ثلاثة أعمدة، هي حزمة شاملة من الحوافز الاقتصادية، إنشاء مختبرات فضائية متطورة، وإنشاء مناطق اقتصادية مخصصة للفضاء، حيث تجاوز إجمالي عدد الشركات في برنامج «مناطق الفضاء الاقتصادية» أكثر من 180 شركة. 
ولفت إلى أن وكالة الإمارات للفضاء أطلقت أيضاً «خطة تعزيز الاستثمار الفضائي» لتعزيز مساهمة قطاع الفضاء الوطني في تنوع اقتصاد الدولة القائم على المعرفة والابتكارات والتقنيات المتقدمة، بالإضافة إلى تشجيع ريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في القطاع لتعزيز نموها واستدامتها، حيث يعد الاستثمار الفضائي محركاً لاقتصاد المعرفة وينقل العلوم والتقنيات والبحوث المتقدمة للدول وتوفير حلول مبتكرة للتحديات المحلية والعالمية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: وكالة الإمارات للفضاء اصنع في الإمارات الإمارات الأقمار الاصطناعية وکالة الإمارات للفضاء فی قطاع الفضاء دولة الإمارات من خلال

إقرأ أيضاً:

اصنع مستقبلك قبل أن يُمنح لك

 

 

 

صالح بن سعيد بن صالح الحمداني

 

في عالم تتزاحم فيه الكفاءات وتتشابه فيه المُؤهلات تبرز بعض الأسماء وتلمع وجوه دون غيرها ولعلّك سألت نفسك مرارًا ما السر؟ لماذا يتقدّم فلان على غيره في نيل الفرص؟ ولماذا يُمنح بعض الموظفين الثقة والمسؤوليات في وقت مُبكر بينما ينتظر غيرهم طويلاً دون جدوى؟ الجواب باختصار لا يكمن في الحظ ولا في "الواسطة" كما يُشاع، وإن وُجدت ليس دائمًا، ولكنها موجودة؛ بل في شيء أعمق بكثير، نجدها في الاستعداد الداخلي والتهيئة الذهنية للمكانة التي يريدها الإنسان قبل أن تُمنَح له رسميًا.

ليست القيادة لحظة تُمنح فيها منصبًا مكتوبًا على ورق؛ بل حالة ذهنية وسلوكية تبدأ من طريقة تفكيرك في نفسك وفي عملك، القيادة لا تنطلق من كرسي المكتب؛ بل من المقعد الداخلي للعقل والنية، حين تبدأ القيادة من الداخل تُظهر نضجًا في قراراتك واتزانًا في مواقفك وتُبادر بحل المشكلات بدلا من الاكتفاء بملاحظتها فأنت تخطو أولى خطواتك نحو دور القائد حتى دون أن يُطلب منك ذلك.

إنها مسألة وعي وتوجه لا مجرد رغبة في الصعود، فأن تفكّر كقائد يعني أن تنظر للأمور بنظرة شاملة وأن تُدرك تبعات قراراتك على من حولك، يعني أن تمارس المسؤولية باختيارك لا لأنك مُجبر وأن تحرص على نتائج العمل كما لو كانت مسؤوليتك، حتى لو لم تكن كذلك رسميًا.

كثيرون ينتظرون الإشارة الخضراء لكي يبدأوا في التصرف كقادة، لكن الإشارة الحقيقية يجب أن تأتي من داخلك، فكم من قائد لا يستطيع أخذ قراره وكم من قائد لا يتحرك إلّا بالتوجيه كالمسمار يحتاج للمطرقة أن تُعطيه القوة؟! والذين ينتظرون اللحظة المناسبة قد لا يدركون أنها لن تأتي أبدًا ما لم يكونوا مستعدّين لها مسبقًا، بينما أولئك الذين يتهيؤون ذهنيًا، ويصقلون أنفسهم معرفيًا ويطوّرون أدواتهم السلوكية والعملية، فإنِّهم يبدون دائمًا في مكانهم الطبيعي متى ما أوكلت إليهم المهام القيادية؛ فالمناصب لا تُهدى؛ بل تُكتَسَب.

فكِّر في الأمر ببساطة كيف يُؤتَمن من لم يُظهر استعدادًا؟ كيف تُمنَح مسؤولية لمن لم يُظهر حسًّا بالمسؤولية؟ ومن سيثق في من لم يُثبت قدرته على إدارة نفسه قبل إدارة غيره؟

من أكثر المفاهيم الخاطئة عن القيادة أنها ترتبط بالصوت العالي أو بالتحكّم في الآخرين وجعلهم دمًا يحركها كيفما يشاء، في الحقيقة أعظم القادة هم أولئك الذين يعملون في صمت وينجحون في الظل ويعزّزون نجاحات فريقهم لا نجاحهم الشخصي القيادة ليست سلطة؛ بل حضور وإنصات.

القائد الحقيقي يُحسن الإنصات ويفهم دوافع النَّاس ويعرف متى يتحدث ومتى يفسح المجال للآخرين، لا يفرض رأيه؛ بل يطرح الرؤى، لا يتباهى بالسلطة؛ بل يُلهِم بالقدوة ويجعل النظام نموذجًا، إنه شخص يستطيع أن يُدير حوارًا هادئًا دون أن يُقصي أحدًا وأن يصنع التأثير دون أن يستعرض.

إذا كنت تطمح إلى منصب أعلى أو مسؤولية أكبر فلا تنتظر أن تُعرض عليك؛ بل تصرف وكأنك أَهلٌ لها، ليس بمعنى التسلّق أو التظاهر؛ بل بالسلوك اليومي في كيفية إدارتك لوقتك وفي احترامك للآخرين، وفي حضورك الذهني في الاجتماعات وفي مبادرتك لحل الأزمات. ابدأ اليوم لا تنتظر الغد.

ارتدِ ما يعكس جديّتك لا لتُبهر؛ بل لتعكس احترامك لنفسك ولمكانك، تعلّم كيف تسأل الأسئلة الذكية وكيف تُسهم في تطوير العمل لا أن تنتظر التعليمات، اصنع صورتك القيادية تدريجيًا من خلال تكرار السلوك وليس بالشعارات.

كل شخص لديه الخيار في أن يعيش يومه كأي موظف عادي، أو أن يختار أن يكون أكثر وعيًا ونُضجًا واستعدادًا، الفرق لا يصنعه المنصب؛ بل الاستعداد للمنصب، وإن أعظم المكاسب لا تأتي غالبًا لمن يطلبها؛ بل لمن يُبرهن أنَّه جدير بها دون أن يطلب. القيادة قرار شخصي قبل أن تكون فرصة وظيفية.

في النهاية، الحياة المهنية تُشبه المسرح، قد لا تُمنَح دور البطولة في البداية، لكن إن أتقنت أدوارك الصغيرة فلن يتجاهلك المخرج حين يحين الوقت، وصورتك اليوم هي التي تُشكّل قرارات الآخرين عنك غدًا.

القيادة ليست صدفة؛ بل خيار، لا تنتظر أحدًا ليمنحك الاعتراف؛ بل اصنعه بتصرفاتك، لا تطلب أن تُعامَل كقائد؛ بل عامِل نفسك كقائد أولًا وستجد أنَّ العالم يبدأ في التعامل معك على هذا الأساس، كُنْ أنت ما تريد أن تُصبح، وابدأ من داخلك، واجعل وعيك هو البوصلة، ومسؤوليتك هي الدافع وقدرتك على التطور هي الطريق.

كُنْ ما تُريد أن تكون من اليوم؛ لأنَّ القادة لا يُنتَظَرون؛ بل يُصنَعون.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مدير «أمن طرابلس» يبحث خطة إخلاء العاصمة من المظاهر المسلحة
  • حمدان بن محمد يلتقي ممثلي شركات الفضاء الواعدة بالدولة لبحث مستقبل القطاع
  • حمدان بن محمد: بدعم القيادة الرشيدة نرسخ اسم الإمارات بين النجوم
  • حمدان بن محمد يلتقي ممثلي شركات الفضاء العاملة في الدولة
  • ‏وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل أكثر من 10 فلسطينيين وجرح العشرات برصاص إسرائيلي قرب مركز للمساعدات وسط قطاع غزة
  • “ون غروب” تدخل سوق العقارات الإماراتي بإطلاق “إيليفيت”
  • تلميذة مغربية تتألق في مسابقة عالمية للفضاء
  • مدير وكالة الطاقة الذرية ينقل تحذير إيران من ضربة عسكرية لمنشآتها النووية
  • اصنع مستقبلك قبل أن يُمنح لك
  • «غرف دبي» تنظم فعاليات توعوية حول قوانين الشركات