الجزيرة:
2025-05-21@13:40:16 GMT

لماذا اختار بايدن الصمت على مذبحة رفح؟

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

لماذا اختار بايدن الصمت على مذبحة رفح؟

واشنطن- بعد مرور أكثر من يوم كامل على مذبحة رفح الأخيرة، يبدو أن واشنطن اختارت الصمت، مثل ما فعلت منذ يوم الجمعة الماضي، على أمر محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف عملياتها في رفح.

وانشغل جو بايدن بطقوس ومراسم الاحتفال السنوي بمناسبة "يوم الذكرى" لتكريم الجنود الذين قُتلوا في ساحات المعارك، والذي يوافق آخر يوم اثنين من شهر مايو/أيار من كل عام.

ومع إلقائه كلمة في مقبرة أرلينغتون الوطنية بولاية فيرجينيا الاثنين، لم يتطرق بايدن لمذبحة رفح.

وفي الوقت الذي أثارت فيه الغارة الجوية الإسرائيلية على رفح، والتي أسفرت عن استشهاد عشرات النازحين الفلسطينيين، إدانة دولية واسعة النطاق، الاثنين، وتم وصفها بالمجزرة، التزم بايدن الصمت. وامتنع البيت الأبيض عن انتقاد إسرائيل، وأشار فقط إلى "الصور المدمرة" التي ظهرت من الغارة وحث إسرائيل على حماية المدنيين كجزء من عملياتها العسكرية.

مهاجمة

وقال  إدواردو مايا سيلفا، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي "لإسرائيل الحق في ملاحقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ونحن نفهم أن هذه الغارة قتلت اثنين من كبار إرهابييها المسؤولين عن الهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين"حسب قوله.

وتابع "ولكن كما كنا واضحين، يجب على إسرائيل اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين. نحن نتواصل بنشاط مع الجيش الإسرائيلي وشركائه على الأرض لتقييم ما حدث، ونفهم أنه يجري تحقيقا".

ودفع ذلك بخبيرة الشؤون الدولية آسال راد، إلى مهاجمة موقف بايدن، عبر منصة إكس، قائلة "سارع بايدن إلى التعبير عن غضبه من رغبة المحكمة الجنائية الدولية في إصدار مذكرات اعتقال بحق قادة إسرائيل، لكنه التزم الصمت بينما يذبحون اللاجئين في الخيام".

وأضافت "لقد رأينا الجثث المتفحمة للأطفال، ولم يدنها بايدن، لكنك تقول إنه أهون الشرين، ما هو أكثر شرا من الإبادة الجماعية؟".

وفي حديث للجزيرة نت، قال حسين أبيش، كبير الباحثين بمعهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن الرئيس الأميركي يريد تجنب مواجهة كاملة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لذلك فهو يتحمل هذا التغيير في السياسة الإسرائيلية ردا على خطه الأحمر.

لكن يبقى السؤال، برأيه، هل تخطت إسرائيل الخط الأحمر لبايدن؟ ربما لا، يقول. والشخص الوحيد الذي يمكنه تحديد ذلك هو بايدن نفسه، لذلك يعتقد أبيش أن الجواب هو لا، وأنهم اقتربوا بشكل كبير وهم يختبرون صبر بايدن كل يوم.

من ناحية أخرى، لدى إسرائيل دعم سياسي هائل بين العديد من الديمقراطيين الليبراليين وأكثر من ذلك بين الإنجيليين الأصوليين الراديكاليين في الحزب الجمهوري. لذا فإن دعمهم السياسي قوي للغاية وهذه سنة انتخابات، حسب المتحدث ذاته.

خط أحمر

وباعتقاد الباحث أبيش، فإن آخر شيء يريده الرئيس الأميركي هو المواجهة مع إسرائيل بشكل عام، لأنه يرى أن العمل ضد نتنياهو بهدوء أكبر أو بشكل شخصي أكثر، هو بديل جيد تماما.

وفي اتجاه معاكس للإدانات الدولية، أقر مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بأن هجوم إسرائيل قد أسفر عن مقتل اثنين من كبار القادة المسؤولين عن هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول ضد إسرائيل، وقال إن تل أبيب "لها الحق في ملاحقة حماس، وفي الدفاع عن النفس".

في لقاء تلفزيوني مع شبكة "إم إس إن بي سي" قبل 3 أشهر، بدا بايدن وكأنه يتراجع عن دعمه المطلق والراسخ لإسرائيل وعدوانها على قطاع غزة على الرغم من سقوط آلاف الضحايا المدنيين وتدمير البنية التحية للقطاع.

ووصف بايدن خطط إسرائيل لاقتحام رفح حينذاك بأنها "خط أحمر" لا ينبغي لها تجاوزه. وقال "إنه خط أحمر، لكنني لن أتخلى عن إسرائيل أبدا. لا يزال الدفاع عنها حاسما. لذلك لن أوقف إمدادهم بالأسلحة، حتى يكون لديهم القبة الحديدية لحمايتهم". وأكد فقط "ضرورة ألا يُقتل 30 ألف فلسطيني آخر".

ومع تجاهل إسرائيل خط بايدن الأحمر، ارتبكت إدارته مع بدء عملية الاقتحام، وكرر وزير الخارجية أنتوني بلينكن أنها "ليس لديها خطة ذات مصداقية". وأضاف مستشار الأمن القومي جيك سوليفان "ما زلنا نعتقد أنه سيكون من الخطأ شن عملية عسكرية كبيرة في قلب رفح".

وغيّر البيت الأبيض موقفه الأسبوع الماضي عندما قال مسؤول أميركي للصحفيين "من الإنصاف القول إن الإسرائيليين قاموا بتحديث خططهم. لقد أدرجوا العديد من المخاوف التي أعربنا عنها"، وأضاف أن "عملية رفح قد تخلق فرصا لإعادة صفقة الرهائن إلى مسارها".

إحراج

وعن صمت بايدن، يعتقد الباحث حسين أبيش أن الرئيس الأميركي لا يعرف ماذا يقول. وأنه يعلم أنها كانت مذبحة، ربما نُفذت بأسلحة أميركية، ولكن بما أن إسرائيل "اعترفت بالخطأ واعتذرت فعليا عنه"، سيكون من المحرج بالنسبة له أن يدين بصراحة هذه المذبحة الرهيبة باعتبارها جريمة حرب بدلا من كونها مجرد حادث مأساوي.

وأضاف أن بايدن إذا قال إنها كانت مجرد مأساة أو خطأ أو حادثا، فسيشوه سمعته عند معارضي إسرائيل، وإذا قال إنها كانت جريمة حرب، فسيشوه سمعته عند أنصارها. وربما يكون من الأفضل التزام الصمت، سياسيا ودبلوماسيا، برأيه.

وباعتقاد الباحث نفسه، قدر الرئيس الأميركي، على الأرجح وبشكل معقول، أنه لا يوجد شيء مفيد يمكن أن يقوله من شأنه أن يساعده شخصيا وسياسيا أو الولايات المتحدة دبلوماسيا، "إنه وضع خاسر للرئيس نفسه ولواشنطن. لذا فإن الصمت قد يكون أفضل سياسة في هذه الحالة، على الأقل من وجهة نظره".

من جانبه، قال السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية السابق للشرق الأوسط، والخبير حاليا بالمجلس الأطلسي، إن "إسرائيل تجاوزت بالفعل خط بايدن الأحمر. وإن هذه الفظائع تجعل الأمر أسوأ. ولا شيء يقوله بايدن سيساعد.

وبرأيه، يتعين على بايدن أن يتخذ إجراءات، بدءا بتطبيق القوانين الأميركية المتعلقة بالمساعدات العسكرية والانتقال إلى خطوات ملموسة للاعتراف بالدولة الفلسطينية. ويمكن للشركاء العرب المساعدة من خلال تنشيط السلطة الفلسطينية لجعلها أكثر مصداقية وفعالية.

ويُظهر نمط رد الفعل الأميركي تجاه هذه المذبحة، أن الرئيس الأميركي يرفض أي خطوات أو عمليات تعلن إسرائيل مسبقا عن نيتها القيام بها، لكنه وبمجرد بدء تحرك تل أبيب، يُغيّر بايدن موقفه ويدعم تحركها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الرئیس الأمیرکی

إقرأ أيضاً:

السر عند أسيرة سابقة... لماذا اغتالت إسرائيل أحمد سرحان

فقد اعتادت إسرائيل تنفيذ الاغتيالات في القطاع عبر المُسيَّرات والقصف المباشر، لكنها سلكت نهجاً مغايراً هذه المرة عند استهداف أحمد سرحان، الذي صرَّحت مصادر لـ«الشرق الأوسط» بأنه كان «مسؤولاً عن أسر إسرائيلية» أُطلق سراحها لاحقاً.

القيادي في «ألوية الناصر صلاح الدين» أحمد سرحان الذي اغتالته إسرائيل يوم الاثنين (ألوية الناصر صلاح الدين) القيادي في «ألوية الناصر صلاح الدين» أحمد سرحان الذي اغتالته إسرائيل يوم الاثنين (ألوية الناصر صلاح الدين) فقد جرت العملية على نحو أشبه بعمليات نفذتها في السابق قوات خاصة من «المستعربين» داخل قطاع غزة لاستعادة محتجزين إسرائيليين، ما أوحى في البداية أن الهدف هو استعادة رهائن.

واستخدمت القوة الخاصة شاحنة بيضاء صغيرة تحمل لوحة أرقام فلسطينية وبداخلها 9 أشخاص متنكرين في زي نسائي عربي، وبعضهم كان يرتدي النقاب. وكان على متن الشاحنة أمتعة، تبيَّن لاحقاً أن بداخلها أسلحة خفيفة.

ووصلت القوة التي اتخذت هيئة عائلة فلسطينية نازحة من شرق خان يونس، الواقعة تحت قصف وعمليات عسكرية متواصلة، إلى شارع مارس في حي المحطة أو ما يُعرف بـ«منطقة الكتيبة»، حيث منزل عائلة سرحان.

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن القوة الخاصة حاولت دخول المنزل المتضرر جزئياً جراء قصف سابق، كما لو أنها تبحث عن مأوى؛ لكن سرحان، كما تشير تحقيقات أولية لـ«لجان المقاومة في فلسطين»، رفض إدخالها باعتبار أن المكان يخص عائلته.

و نُفذت العملية في ساعة مبكرة من الصباح، وغالبية الناس نيام، مما ساعد في طمس بعض حقائق ما جرى.

وذكرت المصادر أن سرحان، (44 عاماً)، اشتبه بأفراد القوة الخاصة عند إصرارهم على دخول المنزل المتضرر، فأخرج مسدسه الشخصي محاولاً التحقق من هويتهم، لكنهم باغتوه وأطلقوا النار فأردوه قتيلاً.

وحسب مصادر من «ألوية الناصر صلاح الدين»، فإن سرحان هو من بادر بإطلاق النار عندما كشف الأمر، واشتبك مع أفراد القوة فقتلوه؛ في حين قالت مصادر أخرى إن القوة الخاصة اقتحمت المنزل فعلاً وقتلت سرحان فور محاولته التصدي لها. وعند خروجها من المكان، اختطفت القوة الإسرائيلية زوجة سرحان وابنه الأكبر، محمد، البالغ من العمر 12 عاماً، في حين بقي من أولاده بالمنزل يوسف ووائل وإسراء، الذين كانوا نياماً فيما يبدو أو لم تلحظهم القوة الخاصة عند الهجوم.

وعلى مدى 20 دقيقة أعقبت لحظة اكتشاف أمر القوة الخاصة، لم تتوقف الطائرات المُسيّرة والمروحية والحربية عن إطلاق عشرات الصواريخ باتجاه أهداف مختلفة، منها أراضٍ خالية ومحيط منازل وخيام للنازحين وشوارع وغيرها، لمنع اقتراب أي فلسطيني من مكان العملية، وللتغطية على القوة الإسرائيلية التي سرعان ما غادرت بالحافلة نفسها إلى مكان تمركزها في شرق خان يونس.

 ولم يُعرف الهدف الحقيقي من عملية قتل سرحان، أو ما إذا كان الهدف الأساسي هو خطفه.

وهناك فرضيات وأسئلة عديدة حول أسباب العملية، خصوصاً أن إسرائيل اعتادت اغتيال قيادات ونشطاء بارزين من الفصائل الفلسطينية عبر الجو، في حين تعتمد في مثل هذه العمليات على معلومات استخباراتية تفيد بوجود محتجزين.

لكن المصادر الفلسطينية ومصادر إسرائيلية نفت وجود رهائن بالمكان، أو أن هذا هو «الهدف»، مما يرسم علامات استفهام كثيرة حول الحقيقة.

كما أنه لم يُعرف الهدف من اختطاف زوجته وطفله، وسط تقديرات أكثر من مصدر بأنه عمل انتقامي من جانب، ولإخفاء تفاصيل العملية من جانب آخر. مَن أحمد سرحان؟ كان سرحان مسؤولاً عن أسر إسرائيلية يوم هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، كما كان مسؤولاً عن حمايتها ونقلها من مكان إلى آخر، حسب مصادر من «ألوية الناصر صلاح الدين» تحدثت إلى «الشرق الأوسط».

ورفضت المصادر الكشف عن هوية الإسرائيلية، لكنها أكدت أنه أُفرج عنها عبر صفقات التبادل في مرحلة وقف إطلاق النار الأخيرة، وكانت إسرائيل تتمسّك بالإفراج عنها وأثارت بسببها أزمة.

ويتوافق كلام المصادر، على الأغلب، مع عملية الإفراج عن الأسيرة أربيل يهود التي أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على الإفراج عنها للمضي قدماً في الاتفاق الذي كان في تلك المرحلة.

 وظهرت، يوم الاثنين، المحتجزة المفرج عنها أمام لجنة من «الكنيست» مطالبة بإعادة جميع الرهائن، وتحدثت عما وصفته بمعاناتها في الأسر ووجودها بين أفراد عائلة فلسطينية وسط ظروف صعبة.

وحسب بيان لـ«ألوية الناصر صلاح الدين»، نعت فيه سرحان، فإنه كان مسؤولاً عن ملف المهام الخاصة.

 وتصف بعض المصادر سرحان، بأنه كان «بسيطاً ومحبوباً»، ولم يتوقع من حوله يوماً أنه سيكون شخصية محل اهتمام بالنسبة إلى إسرائيل. حتى من يعرفونه كانوا يعتقدون أنه مجرد «ناشط عادي» في «ألوية الناصر صلاح الدين».

 تُعدّ «ألوية الناصر صلاح الدين» الجناح العسكري للجان المقاومة في فلسطين، ثالث أقوى تنظيم عسكرياً في قطاع غزة بعد «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، رغم أن هناك فصائل أخرى تفوقه عدداً.

وأُعلن تأسيس هذه الألوية مع بدء الانتفاضة الثانية في سبتمبر (أيلول) 2000؛ وكان أول من أسّسها جمال أبو سمهدانة، وهو ضابط أمن فلسطيني سابق. وانضمت إليه عناصر مسلحة من فصائل فلسطينية سابقة، وكذلك من أجهزة السلطة الفلسطينية.

ونفّذت «ألوية الناصر صلاح الدين» الكثير من الهجمات العسكرية ضد إسرائيل، منها سلسلة عمليات اقتحام لمستوطنات، وتفجير عبوات ناسفة في آليات إسرائيلية، أبرزها تدمير دبابات «ميركافا» في بدايات الانتفاضة عند مستوطنة نتساريم، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين، وكانت حينها أخطر العمليات التي وقعت في قطاع غزة.

 وعانت الألوية من سلسلة انقسامات وخلافات، ثم نجحت في إعادة توحيد صفوفها أكثر من مرة، في حين اغتيل عدد كبير من أمنائها العامين وقياداتها مثل أبو سمهدانة، وعبد الكريم القوقا، وكمال النيرب، وزهير القيسي، وآخرين. ومن أبرز عملياتها المشارَكة في أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، وعمليات أخرى قُتل فيها عديد من الإسرائيليين.

وكانت «الألوية» تتلقى دعمها المالي من حركة «الجهاد الإسلامي»، ثم مع زيادة حضورها تلقت لسنوات دعماً من «حماس»، وكذلك من «حزب الله» اللبناني، وأحياناً من إيران

مقالات مشابهة

  • مذبحةُ الحجاج اليمنيين في “تنومة”.. 105 أعوام ولم تُـنْـسَ
  • بعد البيان الثلاثي.. خبير قانوني: خطوة نحو كسر الصمت الدولي على جرائم إسرائيل في غزة
  • السر عند أسيرة سابقة... لماذا اغتالت إسرائيل أحمد سرحان
  • ضغط أم عقاب.. لماذا ألغى نائب ترامب زيارة إسرائيل؟
  • نائب الرئيس الأميركي يتراجع عن زيارة لإسرائيل بسبب تصاعد العمليات في غزة
  • لماذا تراجع فانس عن زيارة إسرائيل؟
  • دلفين هورفيلور حاخامة يهودية فرنسية تدعو لكسر الصمت بشأن جرائم إسرائيل
  • إصابة الرئيس الأمريكي السابق بايدن بسرطان البروستاتا
  • محمد التابعي والملك فاروق .. حين اختار القلم بدلًا من القصر
  • نائب الرئيس الأميركي يأمل في دفع المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي