الجزيرة:
2025-07-07@04:37:36 GMT

لماذا اختار بايدن الصمت على مذبحة رفح؟

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

لماذا اختار بايدن الصمت على مذبحة رفح؟

واشنطن- بعد مرور أكثر من يوم كامل على مذبحة رفح الأخيرة، يبدو أن واشنطن اختارت الصمت، مثل ما فعلت منذ يوم الجمعة الماضي، على أمر محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف عملياتها في رفح.

وانشغل جو بايدن بطقوس ومراسم الاحتفال السنوي بمناسبة "يوم الذكرى" لتكريم الجنود الذين قُتلوا في ساحات المعارك، والذي يوافق آخر يوم اثنين من شهر مايو/أيار من كل عام.

ومع إلقائه كلمة في مقبرة أرلينغتون الوطنية بولاية فيرجينيا الاثنين، لم يتطرق بايدن لمذبحة رفح.

وفي الوقت الذي أثارت فيه الغارة الجوية الإسرائيلية على رفح، والتي أسفرت عن استشهاد عشرات النازحين الفلسطينيين، إدانة دولية واسعة النطاق، الاثنين، وتم وصفها بالمجزرة، التزم بايدن الصمت. وامتنع البيت الأبيض عن انتقاد إسرائيل، وأشار فقط إلى "الصور المدمرة" التي ظهرت من الغارة وحث إسرائيل على حماية المدنيين كجزء من عملياتها العسكرية.

مهاجمة

وقال  إدواردو مايا سيلفا، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي "لإسرائيل الحق في ملاحقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ونحن نفهم أن هذه الغارة قتلت اثنين من كبار إرهابييها المسؤولين عن الهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين"حسب قوله.

وتابع "ولكن كما كنا واضحين، يجب على إسرائيل اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين. نحن نتواصل بنشاط مع الجيش الإسرائيلي وشركائه على الأرض لتقييم ما حدث، ونفهم أنه يجري تحقيقا".

ودفع ذلك بخبيرة الشؤون الدولية آسال راد، إلى مهاجمة موقف بايدن، عبر منصة إكس، قائلة "سارع بايدن إلى التعبير عن غضبه من رغبة المحكمة الجنائية الدولية في إصدار مذكرات اعتقال بحق قادة إسرائيل، لكنه التزم الصمت بينما يذبحون اللاجئين في الخيام".

وأضافت "لقد رأينا الجثث المتفحمة للأطفال، ولم يدنها بايدن، لكنك تقول إنه أهون الشرين، ما هو أكثر شرا من الإبادة الجماعية؟".

وفي حديث للجزيرة نت، قال حسين أبيش، كبير الباحثين بمعهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن الرئيس الأميركي يريد تجنب مواجهة كاملة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لذلك فهو يتحمل هذا التغيير في السياسة الإسرائيلية ردا على خطه الأحمر.

لكن يبقى السؤال، برأيه، هل تخطت إسرائيل الخط الأحمر لبايدن؟ ربما لا، يقول. والشخص الوحيد الذي يمكنه تحديد ذلك هو بايدن نفسه، لذلك يعتقد أبيش أن الجواب هو لا، وأنهم اقتربوا بشكل كبير وهم يختبرون صبر بايدن كل يوم.

من ناحية أخرى، لدى إسرائيل دعم سياسي هائل بين العديد من الديمقراطيين الليبراليين وأكثر من ذلك بين الإنجيليين الأصوليين الراديكاليين في الحزب الجمهوري. لذا فإن دعمهم السياسي قوي للغاية وهذه سنة انتخابات، حسب المتحدث ذاته.

خط أحمر

وباعتقاد الباحث أبيش، فإن آخر شيء يريده الرئيس الأميركي هو المواجهة مع إسرائيل بشكل عام، لأنه يرى أن العمل ضد نتنياهو بهدوء أكبر أو بشكل شخصي أكثر، هو بديل جيد تماما.

وفي اتجاه معاكس للإدانات الدولية، أقر مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بأن هجوم إسرائيل قد أسفر عن مقتل اثنين من كبار القادة المسؤولين عن هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول ضد إسرائيل، وقال إن تل أبيب "لها الحق في ملاحقة حماس، وفي الدفاع عن النفس".

في لقاء تلفزيوني مع شبكة "إم إس إن بي سي" قبل 3 أشهر، بدا بايدن وكأنه يتراجع عن دعمه المطلق والراسخ لإسرائيل وعدوانها على قطاع غزة على الرغم من سقوط آلاف الضحايا المدنيين وتدمير البنية التحية للقطاع.

ووصف بايدن خطط إسرائيل لاقتحام رفح حينذاك بأنها "خط أحمر" لا ينبغي لها تجاوزه. وقال "إنه خط أحمر، لكنني لن أتخلى عن إسرائيل أبدا. لا يزال الدفاع عنها حاسما. لذلك لن أوقف إمدادهم بالأسلحة، حتى يكون لديهم القبة الحديدية لحمايتهم". وأكد فقط "ضرورة ألا يُقتل 30 ألف فلسطيني آخر".

ومع تجاهل إسرائيل خط بايدن الأحمر، ارتبكت إدارته مع بدء عملية الاقتحام، وكرر وزير الخارجية أنتوني بلينكن أنها "ليس لديها خطة ذات مصداقية". وأضاف مستشار الأمن القومي جيك سوليفان "ما زلنا نعتقد أنه سيكون من الخطأ شن عملية عسكرية كبيرة في قلب رفح".

وغيّر البيت الأبيض موقفه الأسبوع الماضي عندما قال مسؤول أميركي للصحفيين "من الإنصاف القول إن الإسرائيليين قاموا بتحديث خططهم. لقد أدرجوا العديد من المخاوف التي أعربنا عنها"، وأضاف أن "عملية رفح قد تخلق فرصا لإعادة صفقة الرهائن إلى مسارها".

إحراج

وعن صمت بايدن، يعتقد الباحث حسين أبيش أن الرئيس الأميركي لا يعرف ماذا يقول. وأنه يعلم أنها كانت مذبحة، ربما نُفذت بأسلحة أميركية، ولكن بما أن إسرائيل "اعترفت بالخطأ واعتذرت فعليا عنه"، سيكون من المحرج بالنسبة له أن يدين بصراحة هذه المذبحة الرهيبة باعتبارها جريمة حرب بدلا من كونها مجرد حادث مأساوي.

وأضاف أن بايدن إذا قال إنها كانت مجرد مأساة أو خطأ أو حادثا، فسيشوه سمعته عند معارضي إسرائيل، وإذا قال إنها كانت جريمة حرب، فسيشوه سمعته عند أنصارها. وربما يكون من الأفضل التزام الصمت، سياسيا ودبلوماسيا، برأيه.

وباعتقاد الباحث نفسه، قدر الرئيس الأميركي، على الأرجح وبشكل معقول، أنه لا يوجد شيء مفيد يمكن أن يقوله من شأنه أن يساعده شخصيا وسياسيا أو الولايات المتحدة دبلوماسيا، "إنه وضع خاسر للرئيس نفسه ولواشنطن. لذا فإن الصمت قد يكون أفضل سياسة في هذه الحالة، على الأقل من وجهة نظره".

من جانبه، قال السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية السابق للشرق الأوسط، والخبير حاليا بالمجلس الأطلسي، إن "إسرائيل تجاوزت بالفعل خط بايدن الأحمر. وإن هذه الفظائع تجعل الأمر أسوأ. ولا شيء يقوله بايدن سيساعد.

وبرأيه، يتعين على بايدن أن يتخذ إجراءات، بدءا بتطبيق القوانين الأميركية المتعلقة بالمساعدات العسكرية والانتقال إلى خطوات ملموسة للاعتراف بالدولة الفلسطينية. ويمكن للشركاء العرب المساعدة من خلال تنشيط السلطة الفلسطينية لجعلها أكثر مصداقية وفعالية.

ويُظهر نمط رد الفعل الأميركي تجاه هذه المذبحة، أن الرئيس الأميركي يرفض أي خطوات أو عمليات تعلن إسرائيل مسبقا عن نيتها القيام بها، لكنه وبمجرد بدء تحرك تل أبيب، يُغيّر بايدن موقفه ويدعم تحركها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الرئیس الأمیرکی

إقرأ أيضاً:

زاخاروفا: الحوار مع واشنطن جار ولا موعد جديدا للمحادثات.. بايدن وأوباما دمرا علاقات البلدين

روسيا – صرحت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بأنه لم يُحدد بعد موعد الجولة الجديدة من المحادثات الروسية الأمريكية.

وأشارت زاخاروفا إلى أن جولتين من المشاورات حول أسباب التوتر في العلاقات الروسية الأمريكية قد عُقدتا حتى الآن، وكان من المقرر عقد جولة ثالثة، لكن “الجانب الأمريكي أرجأها”.

وأضافت: “يمكنني القول إنه بطبيعة الحال لم تتحقق جميع النتائج المرجوة، لأنه خلال فترة حكم بايدن وأوباما دُمر الكثير، وبالتالي كانت هناك نتائج أولية ومؤقتة، وكان من الممكن حل بعض المشكلات، ولكن لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به”.

وتابعت: “لا يوجد حاليا موعد محدد للمشاورات، ولكن يمكنني القول إن هناك حوارا جاريا بين السفارة الروسية في واشنطن ووزارة الخارجية، كما أن الاتصالات مستمرة هنا في موسكو”.

وختمت زاخاروفا قائلة: “روسيا والولايات المتحدة لم تقطعا العلاقات الدبلوماسية الرسمية قط، وإن الإدارتين السابقتين للرئيسين الديمقراطيين جو بايدن وباراك أوباما “بذلتا قصارى جهدهما لضمان أن تكون السفارات والقنصليات والبعثات التجارية الروسية وعمل وسائل الإعلام الروسية في غاية الصعوبة”.

يذكر أن الرئيس فلاديمير بوتين أجرى مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب محادثة يوم 3 يوليو استمرت قرابة الساعة.

وأكد الرئيس الروسي استعداد موسكو لمواصلة المفاوضات.

 

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الجميع سيدفع الثمن إذا استمر الصراع مع إسرائيل
  • زاخاروفا: الحوار مع واشنطن جار ولا موعد جديدا للمحادثات.. بايدن وأوباما دمرا علاقات البلدين
  • الرئيس اللبناني: احتلال إسرائيل لتلال الخمس يعيق حصر السلاح بيد الدولة
  • كرسي الشاطئ يتحدّى بايدن في أول عطلة “استقلال” بعد مغادرة البيت الأبيض! (صور)
  • الصمت لا يعني القبول..حنان مطاوع تثير قلق متابعيها برسالة غامضة
  • ماذا تعرف عن رواتب موظفي البيت الأبيض؟.. فجوة في الأجور وأعلى من إدارة بايدن
  • إيكونوميست: لماذا فشلت إسرائيل بغزة وانتصرت على إيران وحزب الله؟
  • عبر الوسيط الأميركي.. سوريا تفتح باب التهدئة مع إسرائيل
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون الرئيس الأميركي بذكرى استقلال بلاده
  • العميد بن عامر يحذر.. ما يحدث في غزة اليوم قد يتكرر في أماكن أخرى إذا استمر الصمت