حكم طواف الإفاضة مع الشك في نزول الحيض
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، عن سؤال يقول صاحبه: "ما حكم طواف الإفاضة مع الشك في نزول الحيض؟ فامرأة طافت طواف الإفاضة، وعندما انتهت منه ورجعت إلى الفندق وجدت أنها حائض، ولا تَعْلَم وقت نزول الحيض هل كان في أثناء الطواف أو بعده، فماذا تفعل؟".
حكم إخراج الأضحية في صورة لحم أو مال للفقراء.. الإفتاء توضح الإفتاء توضح ما يحصل به التحلل الأصغر في الحج
وقالت الإفتاء، إن طواف المرأة في هذه الحالة صحيحٌ مجزئٌ على كلِّ حالٍ، وحَجَّتُها تامة غير ناقصة، بَيْدَ أنَّ عليها دمًا إذا لم تتيقن من وقتِ نزولِ الحيض، ويستحبُّ لها أن تذبح بدنة؛ خروجًا من خلاف مَن أوجبها مِن الحنفية، وإلَّا فلتذبح شاة، كما هو عند الحنابلة في رواية، فإن شَقَّ عليها ذلك فلا حرج عليها ألَّا تذبح شيئًا؛ أخذًا بما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وجماعة من السلف، واختاره مَن قال مِن الفقهاء بأن الطهارة للطواف سُنَّةٌ، أو هي واجبةٌ تسقط المؤاخذة بها عند العذر، وهو رواية عن الإمام أحمد أفتى بها جمعٌ مِن علماء مذهبه.
الإفتاء توضح اختلاف الفقهاء في حكم الطواف أثناء الحيضالحيضُ المسؤول عنه إمَّا أن يكون حاصلًا في أثناء الطواف أو بعده، فإن حَصَل بعده فلا يُؤثِّر على صحة الطواف، ولا شيء على المرأة؛ لأنَّها بطواف الإفاضة قد اكتمل لها أكثر أركان وواجبات الحج، وما بَقِي -كالرَّمي مثلًا- لا يُشْتَرط له النَّقَاء مِن الحيض.
أمَّا إن كان الحيضُ المسؤول عنه حاصلًا أثناء الطواف، فيرى الحنفية والحنابلة في روايةٍ عن الإمام أحمد: أَنَّ طوافها صحيحٌ؛ لأنَّ الطهارة مِن الحيض ليست مِن شروط صحة الطواف عندهم. وزاد الحنفية: أنَّها إِنْ طافت وهي حائض وَجَب عليها دم.
قال العلامة ابن مَوْدُود الموصلي في "الاختيار" عند كلامه على طواف الإفاضة: [(وإن طاف للزيارة جُنُبًا فعليه بَدَنة، وكذلك الحائض)؛ لأنَّه لَمَّا وجب جَبْر نقصان الحَدَث بالشاة وَجَب جَبْر نقصان الجَنَابة بالبَدَنة؛ لأنها أعظم فتُعَظَّم العقوبة، وهو مرويٌّ عن ابن عباس رضي الله عنهما].
وهذه الصحة للطواف هي أيضًا تقرير مذهب المالكية حالة انقطاع دمها ولو فترةً يسيرةً، حيث نَصُّوا على أن الحائض يجوز لها الطواف حال انقطاع الدم شريطةَ أن تغتسل.
الطواففإن لم ينقطع الدم ففيه خلافٌ عند المالكية: فالذي نَقَله البغداديون عن الإمام مالك رضي الله عنه: أنَّ الطواف لا يصح، وعليها المكث في مكة لحين الطُّهْر، أو الرجوع لبلدها والعودة من قابِلٍ.
والعمل والفتوى عندهم على خلاف ذلك؛ أخذًا من قول المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي فيمَن طاف على غير طهارةٍ وخرج إلى بلده فإن ذلك يجزئه، وتخريجًا على ما رواه البصريون عن الإمام مالك من إحلاله طواف القدوم محل طواف الركن لمن نسيَه أو جهل فرضيته، فرجع إلى بلده دون أن يؤديه، من غير أن يوجب عليه دمًا، وعذر الحائض أبلغ من ذلك، وتصحيح طوافها أَوْلَى؛ فإنَّ تصحيح الطواف دون شرطه أَوْلَى من تصحيحه قبل وقته، إذ حُرمة الوقت مُقدَّمةٌ على حرمة الشرط.
بل قد نَصَّ المالكيةُ -كما هي عبارة الشيخ عِلِيش في "منح الجليل" بعد تقريرِ رواية البغداديين مَذْهبًا: على أنَّ مِن التيسير في هذه الحالة تقليد الإمام أبي حنيفة في عدم اشتراط الطهارة للطواف، ومعناه: أنَّه يجب الدَّم لو طافت وهي حائض.
ويرى الشافعية، والحنابلة في الصحيح: أَنَّ الطواف في هذه الحالة غير صحيحٍ؛ إذ النَّقَاء من الحيض شرطٌ لصحةِ الطواف عندهم.
قال الإمام النووي الشافعي في "المجموع": [وقد أجمع العلماء على تحريم الطواف على الحائض والنفساء، وأجمعوا أنَّه لا يصح منها طواف مفروض ولا تطوع، وأجمعوا أن الحائض والنفساء لا تمنع من شيء من مناسك الحج إلا الطواف وركعتيه، نَقَل الإجماع في هذا كله ابن جرير وغيره].
وقال العلامة المَرْدَاوي الحنبلي في "الإنصاف": [وأما الطواف: فتُشترط له الطهارة على الصحيح من المذهب. عليه الأصحاب. فيَحْرُم عليه فعله بلا طهارةٍ ولا يجزيه].
غير أنَّ الشافعية نصُّوا على أنَّ الأحوط لها -أي: الحائض التي تريد الطواف- والألْيَقَ بمحاسن الشريعة في حالتها هذه: أن تُقَلِّد مذهب مَن يُصَحِّح طوافَها وهي حائض؛ فتهجم وتطوف بالبيت، ويلزمها بدنة، مع لزوم الإثم، وذلك كما أفادته عبارة العلامة شمس الدين الرَّمْلِي الشافعي في "نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج"، والإمام ابن حجر الهَيْتَمِي الشافعي في "حاشيته على شرح الإيضاح للإمام النووي".
وكذلك الحال في كل مسألةٍ خلافيةٍ قال بها إمام معتبرٌ، ونال الواقع فيها مشقة؛ فإنَّ له أَنْ يقلِّدَ القائل بما له فيه مَخْلَصٌ؛ إذ السلامة مِن الإثم وتصحيح أفعال المكلفين مقصدٌ شرعيٌّ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحيض نزول الحيض الحج والعمرة الحج الإفتاء دار الإفتاء عن الإمام ن الحیض
إقرأ أيضاً:
مناسك الحج بالترتيب.. ما خطوات أداء الفريضة؟
يزداد معدل البحث من قبل المسلمين الراغبين في أداء فريضة الحج هذا العام 1446 هـ عن ما هي مناسك الحج بالترتيب، وخطوات أداء الفريضة من الإحرام حتى طواف الوداع.
مناسك الحج بالترتيبوتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص مناسك الحج بالترتيب وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.
تعد مناسك الحج، هي عبارة عن سلسلة من الأعمال، التي يؤديها المسلمون أثناء الحج في مكة المكرمة، وتبدأ المناسك بالإحرام وتستمر حتى طواف الوداع.
1 - الإحرام
يبدأ الحاج بالإحرام، وهو نية دخول المناسك، يتضمن ارتداء ثياب الإحرام، وتلبية الحاج وذكر الله، وتجنب المحظورات.
2 - طواف القدوم
في حالة إذا لم يكن الحاج قد أدى طواف القدوم قبل الإحرام، فإنه يؤديه بعد الإحرام، وهو طواف حول الكعبة 7 أشواط.
3 - السعي بين الصفا والمروة
بعد طواف القدوم، يقوم الحاج بالسعي بين الصفا والمروة 7 أشواط.
4 - التوجه إلى مَنى
في اليوم الثامن من ذي الحجة يوم التروية، يتوجه الحاج إلى مَنى.
5 - الوقوف بعرفة
في اليوم التاسع من ذي الحجة، يقف الحاج على جبل عرفات.
6 - المبيت بمزدلفة
بعد غروب شمس عرفة، يتوجه الحاج إلى مزدلفة للمبيت فيها.
7 - رمي الجمرات
في اليوم العاشر من ذي الحجة «يوم النحر»، يرمي الحاج الجمرات جمرة العقبة.
8 - طواف الإفاضة
بعد رمي الجمرات، يؤدي الحاج طواف الإفاضة حول الكعبة 7 أشواط.
9 - التحلل التام
بعد طواف الإفاضة، يتحلل الحاج من الإحرام، ويجوز له كل ما كان ممنوعًا عليه.
10- رمي الجمرات في أيام التشريق
يرمي الحاج الجمرات في أيام التشريق «11، 12، 13 ذي الحجة».
11- طواف الوداع
قبل مغادرة مكة، يؤدي الحاج طواف الوداع حول الكعبة 7 أشواط.
يذكر أن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، كشف أن غرة شهر ذي الحجة لعام 1446 هجريًا، توافق يوم الأربعاء 28 مايو 2025، على أن تكون وقفة عرفات يوم الخميس 5 يونيو، وعيد الأضحى المبارك يوم الجمعة 6 يونيو 2025، وذلك وفقًا للحسابات الفلكية.
اقرأ أيضاًالأوقاف: وصول 600 حاج من قطاع غزة إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج
موعد استطلاع هلال ذي الحجة 2025
متى تبدأ العشر الأوائل من ذي الحجة 2025 فلكيًا؟