"قلعة هدية".. محطة ومورد ماء لقوافل الحجاج تاريخيًا
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
تُطلّ "قلعة هدية" شمال المدينة المنورة، من موقع مرتفع بين وادي الطبق ووادي خيبر، وتُجسّد إرثًا تاريخيًا عريقًا يروي قرونًا من عبور قوافل الحجاج والتجار القادمين من بلاد الشام نحو مكة المكرمة.
ويُعد موقع "قلعة هدية" الأثرية من أبرز النقاط الإستراتيجية على درب الحج الشامي، ويُرجّح استخدامه محطة للحجيج بدأ منذ العصر الإسلامي المتأخر، نظرًا لدوره المباشر في تأمين الطريق وتوفير الراحة والإمدادات للقوافل المتجهة إلى مكة المكرمة، ما جعله نقطة عبور رئيسة على هذا المسار التاريخي.
وجاء اختيار موقع القلعة بعناية فائقة، إذ بُنيت في منطقة إستراتيجية تُطل على بركة مخصصة لتجميع مياه الأمطار، مما جعلها موردًا مهمًا لسقيا الحجاج ومركزًا لتزويدهم بالمؤن، وتضم القلعة أربعة أبراج دفاعية في زواياها، لا يزال منها ثلاثة قائمة، بينما تأثّر البرج الرابع بعوامل الزمن.
وأشار الرحالة "ابن بطوطة" إلى هذا الموقع في رحلته الموثقة سنة 726هـ، واصفًا موضع القلعة بقوله: "وهي حسيان ماء بوادٍ يحفرون به، فيخرج الماء، وفي اليوم الثالث ينزلون البلد المقدس الكريم الشريف"، في إشارة إلى قرب القلعة من المدينة المنورة ومكانتها المحورية على الطريق.
وأوضح المؤرخ والباحث في التاريخ الإسلامي الدكتور فؤاد المغامسي، في حديثه لوكالة الأنباء السعودية (واس)، أن محطة "هدية" الواقعة في وادي الطبق، تتميز بموقع إستراتيجي بين المدينة المنورة والعلا، وتحديدًا على بُعد يقارب 169 كيلومترًا شمال المدينة، وكانت تمثل محطة رئيسة لقوافل الحجيج والتجارة قديمًا، بفضل موقعها الملائم على أحد المسارات التاريخية.
وأفاد بأن المكان اكتسب أهمية إضافية في مطلع القرن العشرين مع تدشين الخط الحديدي، حيث أُنشئت محطة رسمية تحت اسم "هدية"، ضمن سلسلة المحطات الرئيسة على هذا الامتداد الحيوي
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المدينة المنورة مكة المكرمة استراتيجية وكالة مياة الأمطار
إقرأ أيضاً:
ضمن معرض المدينة المنورة الدولي للكتاب 2025.. مركز الوثائق يستعرض صوراً لجهود المملكة في خدمة الحرمين
البلاد (المدينة المنورة)
يشارك المركز الوطني للوثائق والمحفوظات في معرض المدينة المنورة الدولي للكتاب 2025 بجناح معرفي؛ يسلّط الضوء على المهام والاختصاصات التي يضطلع بها، والتعريف بنظام الوثائق والمحفوظات المعتمد في المملكة.
ويُبرز المركز من خلال مشاركته أبرز مهامه الرئيسة، التي تشمل إعداد اللوائح التنفيذية لنظام الوثائق والمحفوظات، وتجميع الأنظمة واللوائح والتعليمات والاتفاقيات والمعاهدات، إلى جانب إعداد دليل ترميز شامل لأجهزة الدولة.
ويعرض المركز أصولًا وصورًا ضوئية لعدد من الوثائق التاريخية، التي تتناول موضوعات مثل نظام العلم للمملكة، وجهودها في خدمة الحرمين الشريفين، وغيرها من الوثائق التي تستقطب اهتمام زوّار المعرض. وتتضمن المشاركة استعراضًا لجهود المركز في جمع الوثائق وفهرستها وتصنيفها وحفظها وترميزها؛ وفق أعلى المعايير الفنية، إضافة إلى متابعة عمليات الحفظ لدى الأجهزة الحكومية، والعمل على حماية الوثائق، وتحقيق التنسيق والتكامل مع الجهات المعنية بالمملكة، وتبادل الخبرات والمعلومات معها.
وتسهم هذه المشاركة في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الوثيقة الوطنية، ودور المركز في التنسيق مع الجهات ذات العلاقة داخل المملكة وخارجها، لاسيما على صعيد التعاون الدولي من خلال الاشتراك في الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية المختصة، بما يرسّخ مكانة المملكة في مجال حفظ الإرث الوثائقي العالمي.
وحرص المركز على تقديم عرض مرئي داخل جناحه، يعرّف الزوار باللوائح والأنظمة المعمول بها في المملكة؛ لتنظيم العمل الوثائقي في الأجهزة الحكومية؛ مثل السياسة العامة للوثائق، ولائحة إتلاف الوثائق، ولائحة التعامل مع الوثائق السرية، وغيرها.
يُذكر أن المركز يقدم إصداراته مجانًا لزوّار المعرض، في حين تأتي هذه المشاركة امتدادًا لدوره في دعم الحوكمة الوثائقية، وتطوير بيئة الحفظ والتوثيق؛ بما يواكب مستهدفات التحول الرقمي والمعرفي، ضمن رؤية المملكة 2030.