النجوم في حفل افتتاح الدورة الثالثة لمهرجان الأفلام الأوروبية بالرياض
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
الرياض -الوكالات
شهدت "فوكس سينما واجهة روشن"، مساء الأربعاء، حفل افتتاح الدورة الثالثة لمهرجان الأفلام الأوروبية، بحضور عدد كبير من النجوم وكان في استقبالهم كريستوف فارنو، سفير الاتحاد الأوروبي بالرياض، وعبد الإله الأحمري، مؤسس مجموعة الصور العربية
ومن أبرز النجوم الذي حضروا حفل الافتتاح الذي قدمته الفنانة سمر ششة، كل من زارا البلوشي، عهود السامر، لولو عبد العزيز، مروة الشافعي،وصالح الفوزان وأضوى فهد وبدر محسن بجانب عبد الجليل الناصرالمدير العام لتنمية القطاع وجذب الاستثمار في هيئة الأفلام ومجموعة من سفراء الاتحاد الأوروبي، وعدد كبير من وسائل الإعلام السعودية والدولية.
بعد مراسم السجادة الزرقاء وكلمات الترحيب تم عرض الفيلم الأيرلندي "Lakelands" للمخرجين باتريك ماكجيفني وروبرت هيجينز.
يشار إلى أن مهرجان الأفلام الأوروبية، يستمر حتى يوم 6 يونيو 2024، ويقام لأول مرة في جدة بجانب الرياض، بعد النجاح الكبير الذي حققه على مدار الدورتين السابقتين، تستضيف المهرجان دار عرض ڤوكس سينما سنشري كورنر بالرياض وڤوكس سينما جدة بارك المفتتحة حديثاً.
يحتل المهرجان مساحة أكبر من أي وقت مضى حيث يتضمن عرض 21 فيلماً أوروبياً من مختلف الدول الأوروبية، بما في ذلك النمساوبلجيكا وبلغاريا وقبرص والتشيك والدنمارك وإستونياوفنلندا وفرنسا وألمانيا واليونان وإيرلندا وإيطاليا وليتوانيا وهولندا وبولندا والبرتغال وسلوفاكيا وسلوفينيا وإسبانيا والسويد. يضم المهرجان مجموعة من الأفلام الحائزة على العديد من الجوائز، بما في ذلك جوائز الأوسكار والسعفة الذهبية بمهرجان كان الدولي السينمائي.
يهدف المهرجان إلى تسهيل التبادل الثقافي والترويج للسينما الأوروبية، كما يعمل على تعزيز التواصل بين صناع الأفلام الأوروبيين والسعوديين من خلال تنظيم فعاليات جانبية مخصصة. من بين ضيوف المهرجان المخرج النمساوي الحاصل على جائزة أوسكار ستيفان روزوتسكي والذي سوف يقدم دورة متخصصة بالمهرجان. كما تشمل قائمة ضيوف المهرجان كيرياكوس توفاريديس من قبرص وميكي دي يونج من هولندا، بالإضافة إلى روبرت هيجينز وباتريك ماكجيفني من إيرلندا، والذين سيلتقون الجمهور في حوار مفتوح مع صناع الأفلام ومحبيها. جميع الفعاليات الجانبية مجانية وتُقام في دار عرض ڤوكس سينما سنشري كورنر بالرياض. الجدير بالذكر أن ڤوكس سينما ترعى المهرجان أيضاً.
تُباع كافة تذاكر الأفلام مقابل 30 ريال سعودي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الخواجي يهدينا أفلام السينما في علبة هدايا رائعة!
يحذِّر الكاتب السعودي طارق الخواجي قرَّاء كتابه "عيون محدقة باتساع" من أنه قد يتضمَّن تلخيصات لقصص الأفلام، رغم أنه حاول بقدر الإمكان، ألا يحرق الأحداث. وينصحهم حلاً لتلك المشكلة أن يشاهدوا الأفلام قبل قراءة الكتاب، لكني لم أشعر بتلك المشكلة التي يحذر منها، رغم أنني لم أشاهد كثيراً من الأفلام التي يوردها، والسبب أن الخواجي لا يهتم بحكي التفاصيل، بل إنه لا يتحدث عن أي فيلم إلا في سياق يجمعه بعدة أفلام أخرى، أي أنه يختار زاوية للنظر، مثل تعامل السينما مع الدين، أو الوجود والعدم، أو الحياة والموت، أو الحب، أو العائلة، أو الأحلام والكوابيس، أو السجن. كما أنه يُخضِع تلك الأفلام العديدة لوجهة نظره أو للفلسفة التي ينطلق منها، ويجمعها ببراعة في عُقد الفكرة، فلا تخرج من البناء الصارم، في كل فصول الكتاب تقريباً. وهذا البناء لا يشير إلى جمود الكاتب، بقدر ما يؤكد موسوعيته، وهضمه لتلك الأفلام، بحيث تتحول في يديه إلى عجينة يشكلها كيفما يشاء أو يأخذ منها بمقادير خاصة جداً، ويمنحها مذاقها القوي.
إن نظرت إلى الفيلموغرافيا المصاحبة ستذهل من عدد الأفلام التي وردت في الكتاب، 216 فيلماً، رتبها الكاتب وصنَّفها حسب سنة الإنتاج، وهي من كل الاتجاهات تقريباً، ولا تقتصر على نوع واحد، أو منشأ واحد، وإنما تشكِّل تباينات السينما العالمية، من أفلام البدايات، بكل دعائيتها، وافتقارها لتعقيدات الفن السابع، مروراً بالتطورات التقنية للسينما وما تبعها من تغيرات فنية بالضرورة، وتباين مستواها وجمالياتها بحسب مخرجيها أو السياق العام لصناعتها.
ورغم أن الكاتب يتعامل مع تلك الأفلام بحذر، خوفاً من حرق أحداثها، كما أسلفت، إلا أن طريقته في النظر، وفي البحث، وفي إيراد المعلومات الأساسية عنها، وعن مخرجها تجعل هذا الكتاب أشبه بموسوعة حقيقية لمحبي السينما، تدفعك دفعاً إلى البحث عن أيقونات الأفلام العالمية، وهو ما جرى معي، فخلال قراءتي له، تلهفت لرؤية بعض الأفلام. كنت أتوقف أحياناً عن القراءة لمشاهدة فيلم، أو على الأقل للقفز بين مشاهده لمعاينة الجو العام له ووجوه الأبطال والأماكن وأتذوق قليلاً من الحوار، على أمل أن أعود إليه بعد أن أفرغ من القراءة. هذه النوعية المحرِّضة من الكتب، تشبه مفاتيح الخريطة، إذ تقود القارئ بوعي شديد إلى منطقة شديدة التميز من السينما، وهذا يعني أن طارق الخواجي يختصر عليه الوقت والجهد، ويرشح له نوعاً من الأعمال مضمونة الجودة، غالباً، فلا يصح أبداً أن يكون محباً للسينما بدون أن يعبر على هؤلاء المخرجين وهذه الأعمال. الكتاب أيضاً وبشكل غير مباشر لا يروج لنوع محدد من السينما، أقصد السينما الأمريكية التي تقف خلفها آلة دعاية ضخمة، وقدرة هائلة على التوزيع واحتكار أكبر شاشات العرض في كل مدن العالم تقريباً، بما فيها أوروبا، لكنه لا يقع كذلك في فخ العداء لها، فهناك مخرجون قدموا أعمالاً شديدة التميز فيها، لكن الخواجي يفتش عن الجواهر المضيئة في كل مكان، ويجمعها في موسوعته الصغيرة، وهو مطمئن إلى أنه أوجد السياق الصحيح لها، ووضعها في علبة هدايا رائعة تليق بها.
في فصل الدين والأيديولوجيات يقول الخواجي إن العلاقة بين الكاميرا والدين بدأت بالكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، ويأتي اسم سيسل بي في المقدمة، فعلى يديه تأسست السينما الملحمية معتمداً على مرويَّات الكتاب المقدس في هندسة قصصه ضمن سياق درامي جذاب. يلفت الكاتب انتباهنا إلى أن فلسفة سيسل اعتمدت على اقتباس المضمون بشكل مباشر من الكتاب المقدس، والأفلام الملحمية ذات الطابع الإنجيلي كانت تتشارك مع الأفلام الملحمية الأخرى مثل "ذهب مع الريح" و"سبارتكوس" و"لورانس العرب" بعض العناصر مثل ظهور المجاميع في الحروب، وقصص الحب والغيرة والحسد، ثم تطورت تلك العلاقة، بحسب الخواجي، وظهرت أفلام ذات طابع عقلاني وتأملي أو نقدي، ففي "كتاب إيلي" للأخوين هيوز، يأتي الفيلم، محملاً بثيمات الدستوبيا المرتبطة بنهاية العالم، والمعضلة الكبرى تتشكل من حاجتين، إحداهما لعامة الناس، وهي الحاجة الماسة للماء، الذي يسيطر عليه السيد كارنيجي، أحد لوردات الحرب في الوسط الأمريكي المدمَّر، وهناك الحاجة التي يبحث عنها هو نفسه بكل هوس ممكن، الكتاب الذي التقطته عيناه وهو بين يدي إيلي "دنزل واشنطن" وعندما يطلب كانريجي من رجاله الاستعداد لتقفي أثر إيلي يصرخ أحد رجاله: من أجل كتاب؟ يرد كارنيجي مستفزاً: إنه ليس مجرد كتاب، إنه سلاح، سلاح موجَّه مباشرة إلى قلوب وعقول الضعفاء واليائسين، سيمنحنا السسيطرة عليهم إذا أردنا أن نحكم أكثر من بلدة صغيرة فلا بد أن نمتلكه.
يخلص الخواجي إلى أن الفيلم وإن كان يحمل صيغة تبشيرية واضحة لكنه كذلك يمارس انتقاداً عنيفاً لحالة مرتبطة بالكتاب المقدس. يتناول بعد ذلك أفلاماً مثل "الصمت" للأمريكي مارتين سكورسيزي. الذي يتتبع قصة راهبين من الجزويت اليسوعيين للتبشير في اليابان، "وأرض المعركة" الذي تدور أحداثه حول مخلوقات فضائية تحكم الأرض منذ ألف عام، وتمارس الاستعباد على البشر الهمجيين، لكن أحدهم يقرر الخروج عن نير العبودية ليحمل الخلاص لشعبه ويؤكد قدرة الإنسان على اختيار قدره. ينبِّهنا الخواجي إلى أن هذا الفيلم مثَّل خسارة فادحة للمنتجين، وكذلك ألحق ضرراً كبيراً بسمعة كوري ماندال فقد عُرف بأنه معلم محترف في كتابة السيناريو، وكذلك شكل ضربة قاصمة لممثله الرئيسي جون ترافولتا، ثم يصل الخواجي إلى فيلم "الرسالة" لمصطفى العقاد، والمشكلة التي وقع فيها وهي عدم إمكانية ظهور النبي صلى الله عليه وسلم أو أي أحد من العشرة المبشرين بالجنة بصورهم أو أصواتهم أو حتى ظلالهم، مما جعل العقاد يختار حمزة بن عبدالمطلب كشخصية رئيسية للفيلم، ثم يتتبع المشكلات التي جرت للعمل وعلى رأسها الاحتجاجات التي صاحبت عرضه في أمريكا، حتى عرضته مصر على القناة الأولى لتلفزيونها الرسمي عام 2017، وسمحت السعودية بعرضه بعدها بعام في الذكرى الأربعين لإنتاجه.
يطارد الخواجي بعد ذلك الوجود والعدم في السينما من خلال أفلام عدد من المخرجين بادئاً بالمجري بيلا تار وفيلمه "حصان تورين" حيث تبدأ الحكاية بعرض طويل للحوذي وهو يقتاد الحصان نحو منزله في الريف البعيد عن المدينة، ومن هناك يتحرك الفيلم لعرض حبكته الكبرى. تدور الأحداث كما يبدو في سهل المجر العظيم في القرن التاسع عشر حيث يعيش سائق العربة مع ابنته والحصان. يتحرك الفيلم في ستة أيام تتعثر فيها حياة الأب وابنته ويزداد فيها عصيان الحصان بشكل واضح رافضاً الأكل والشرب ومغادرة الإسطبل، مع عاصفة تهب بشكل متصل وعنيف في المساء يزور الأب جاره برنهارد لشراء البراندي ويخبره بأن المدينة تدمرت وأن النهاية قريبة وأن الإنسان هو سبب كل المصائب التي تحل. في اليوم الثاني تشتد العاصفة ويتناوب الأب وابنته الجلوس عند النافذة ويأكلان البطاطس المسلوقة في صمت. في اليوم الثالث تصل مجموعة من الغجر الرومانيين ويشربون من بئر العائلة دون أخذ الإذن من الأب أو ابنته فيطردهم الأب، لكن وقبل مغادرتهم يحذرانهما بأنهما سيعودان للشرب من البئر مرة أخرى. تتطور الأحداث ويسيطر شعور بالنهاية يطال الحصان في البداية ثم يتسرَّب للابنة ثم الأب وفي النهاية تأتي الخاتمة بشعور هائل، كستارة تُقفَل على مسرحية. العدم يأتي ليسيطر على الشاشة وكأنه يقول: هذه هي الحياة بكل بساطة، النهاية قريبة جداً سواء كنت ممدَّداً على سرير لا تعي شيئاً أو جالساً عند نافذة تتأمل الوجود وهو يذوي. لقد جاء العالم في ستة أيام ويبدو أن زواله بحسب رواية الفيلم سيكون في ستة أيام! وفي فصل "السجن والحرية" يقول الخواجي: لو تأملنا السينما من علو سنجد أننا ننظر إلى قطاع عريض من الأفلام التي تطرح فكرة الأخ الأكبر من خلال إلقاء الضوء على حكومات حديثة معاصرة في أفلام عن أجهزة المخابرات، مثل فيلم توني سكوت "عدو الدولة" وسلسلة أفلام "بورن" أو حكومات دستيوبية مثل سلسلة "ألعاب الجوع". يؤسس الخواجي لهذا الفصل بفيلم "برازيل" للبريطاني تيري غيليام الذي يقتبس بشكل حر من رواية أورويل مما يجعل هذا الفيلم استثنائياً خارج الفكرة التي يعرفها معظم القراء الذين قرأوا رواية "1984" واختبروا أجواءها. إن غيليام، كما يذهب الخواجي، يضيف بطريقته الخاصة جواً أشد قتامة وأكثر صرامة من خلال التركيز على شخصية سام لاوري "جوناثان برايث" الموظف البسيط في الحكومة المتغولة.
هذه اقتباسات بسيطة جداً من ذلك الكتاب الشيِّق الذي عشت معه ساعات من المتعة، وأظن أنني سأعود إليه كثيراً لأبحث عن اسم فيلم أو مخرج أو عام صناعة هذا العمل أو ذاك.