شكا أبناء العاصمة المؤقتة عدن من تفاقم واشتداد الأوضاع المعيشية خلال الفترة الأخيرة، وهو ما يؤكد انجرار الأوضاع نحو الهاوية، مشيرين إلى موجات من المعاناة التي لا تنقطع، بل تزداد وترتفع بشكل أكبر، صاحبها شدة الحر وانقطاع الكهرباء وارتفاع الأسعار، بينما اتهم مراقبون وسياسيون الحكومة وشركاء الحكم المسؤولية الكاملة عما يحدث في عدن، منوهين إلى أن ذلك كارثة كبيرة تشهدها عدن، وأن غياب الحكومة وصمتها سيكون له تبعات، لذا يجب تدارك الأمور قبل أن يحدث ما لا يُحمد عقباه، وأهمها إقالة الحكومة كاملة ومحاسبتها.

سكان محليون شكوا في أحاديث لوكالة خبر، جانباً من أوضاعهم المعيشية والمعاناة التي تشهدها العاصمة المؤقتة عدن، ويعاني منها الأهالي، وما آلت إليه تلك الأوضاع على حياتهم، واصفين كل هذا بالكارثة الكبيرة في تاريخ عدن بشكل خاص واليمن بشكل عام.

وبينوا، أنه بعد أن توالت الأحداث وازدادت وتيرة الصراع، وبالرغم من استبدال عدد من أعضاء الحكومة، إلا أن المواطن اليمني هو المتضرر من تلك الأحداث، وأشاروا إلى أن هناك إهمالاً وغياباً حكومياً، كونها غير مستشعرة ومدركة ما يعانيه المواطن، واستمرار المعاناة في عدن يأتي في جوانب عدة، أبرزها ارتفاع الأسعار وانقطاع الكهرباء وتردي الخدمات وغياب الجهات المعنية والجهات الرقابية... وغيرها.

وأكد عدد من سكان عدن، أن ارتفاع الأسعار أحد الجوانب التي تؤكد حجم الكارثة في عدن وغياب الجهات المعنية سبب في ذلك، والارتفاع ذلك تسبب بصعوبة توفير لقمة العيش، حيث أصبح سعر القرص الروتي بمائة ريال، وبحجم صغير جداً، فيما قيمة الكيس القمح يصل إلى أكثر من 50 الف ريال، ولم يعد بإمكان الأهالي شراء كيس كامل بوزن 50 كيلوجراماً، فقد أصبح الشراء بالكيلو فقط، وأشياء أخرى أصبح شراؤها بالكيلو والنصف والربع، بعد أن كان المواطن يتمكن من توفير صرفة أهله لشهر كامل.

وأوضحوا لوكالة خبر، أن انقطاع الكهرباء في أشد أيام العام ارتفاعاً في درجات الحرارة، هو الآخر من ضمن معاناة أهالي عدن، وأصبح الناس يتساقطون أرضاً أثناء مرورهم في الشوارع، بل تساقط عدد منهم في مرافق حكومية، وخلال الساعات الماضية سجلت مصادر إعلامية سقوط قرابة خمسة مدنيين بينهم امرأة، بالإضافة إلى أن هناك العشرات ممن لم ترصدهم وسائل الإعلام.

وقالوا، إن الخدمات العامة المجانية لم تعد مجانية، فقد تحولت إلى خدمات خاصة وبتكاليف باهظة، حتى وان كان الاسم والدعم والتبعية حكومية، وأصبحت كلها من مستشفيات ومرافق عامة ومدارس إلى قطاعات استثمارية ضحيتها المواطن، وبدلاً من أن تواجدها كان لخدمة المواطن فإنها أصبحت العكس، المواطن في خدمتها.

وفي ذات السياق، يرى مراقبون وسياسيون محليون أن غياب الحكومة والتزامها الصمت أمام ما يحدث في عدن، يُعد كارثة بكل المقاييس، وهذا يؤكد فشل الحكومة بالكامل، كونها عجزت عن توفير أبسط الخدمات للمواطن اليمني في عدن وغيرها، بل هي كارثة في سجل التاريخ العالمي، مؤكدين أن انقطاع الكهرباء المتكرر هو كارثة بحد ذاته، فعدن مدينة ذات درجات حرارة عالية، وتأتي في أشد أيام العام حرارة، فإذا كان أهالي صنعاء وغيرها يعانون هذه الأيام من شدة الحر، فكيف بأبناء عدن.

وأشاروا إلى أن الأطفال والرجال والنساء يفترشِون الأرض والشارع وينامون في الشوارع هرباً من شدة الحر، وقد أظهرت بعض الصور حجم الكارثة من انقطاع الكهرباء، تضمنت الصور عددا من الأطفال والعرق يتصبب منهم وهم نائمون في الشارع، منوهين إلى أن صورة واحدة منها كفيلة بإقالة الحكومة ومحاسبتها وسرعة معالجة كهرباء عدن لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة.

وحذروا في حديثهم لوكالة خبر، من استمرار الصمت والغياب الحكومي إزاء ما يحدث في عدن من كارثة معيشية، وما سيترتب عليها من تبعات مختلفة لا تُحمد عقباها، ولن تستطيع الحكومة حينها تدارك تلك التبعات، مطالبين الحكومة الاهتمام بعدن وحل المشكلات التي تواجهها، أهمها مشكلة الكهرباء، ثم مشكلة ارتفاع الأسعار وتدهور العملة المحلية ووضع حد للمتلاعبين بالأسعار، سواءً أسعار السلع الغذائية والخدمات أو أسعار العملات مقابل الريال اليمني.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: ارتفاع الأسعار فی عدن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الحكومة: نتابع حركة الأسعار ونعمل على إتاحة العديد من المنافذ والأسواق

أكد المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، انه هناك توجيهات من  القيادة السياسية، لتوفير مخزون استراتيجي من السلع لفترات تتجاوز عدة أشهر في بعض السلع، وبعضها ستة أشهر.

تخفيف الأحمال؟.. نداء عاجل من الحكومة بشأن الكهرباءبعد رصد المخالفات.. 9 تحركات عاجلة لـ الحكومة لتصدير العقارات.. أبرزهم إنشاء منصة ومقترح بقانون وسرعة التسجيلمتحدث الحكومة: الدولة تمتلك رؤية استباقية بشأن تصاعد الأزمة في الإقليممتحدث الحكومة: نتجنب سيناريو تخفيف الأحمال وندعو المواطنين لترشيد الاستهلاك

وقال محمد الحمصاني في مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج “ كلمة اخيرة ” المذاع على قناة “ أون”، :" نتابع حركة الأسعار والعمل على إتاحة العديد من المنافذ والأسواق مثل مبادرة الحكومة لإقامة أسواق اليوم الواحد على مستوى محافظات الجمهورية."

وتابع الحمصاني، :"  تشكيل لجنة أزمة لمتابعة تداعيات العملية العسكرية الإيرانية الإسرائيلية يأتي في إطار التحسب لما هو قد يحدث ويتوقع في حال  استمرار الأزمة لفترة مقبلة، حيث أنه في حال إستمرار الازمة  متوقع أن تزيد تداعياتها الاقتصادية.


وأضاف :"الأوضاع على الأرض متغيرة بصورة كبيرة وقد نشهد مزيداً من التدهور، ومن ثم كان لزاماً تشكيل اللجنة الخاصة بالأزمة لمتابعة الأوضاع على الأرض وتقييمها واتخاذ أي إجراءات إضافية بخلاف ما تم تنفيذه مسبقاً من أجل التمكن من تجنب أو الحد من أي تداعيات سلبية، مع العمل على توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين من السلع الأساسية والمواد البترولية والغاز الطبيعي.ولفت إلى أن جزءاً من عملية المتابعة تقوم به وزارة التموين وجهاز حماية المستهلك ومجلس الوزراء نفسه عبر مركز المعلومات، حيث يتم رصد أي ارتفاعات غير مبررة في أسعار السلع ويتم دراسة الأسباب وبحث كيفية معالجتها، حيث تدرس الاسباب ، إما زيادة الطلب أو ارتفاع الأسعار غير المبرر، ومن ثم يتم اتخاذ الإجراء المناسب.
 

طباعة شارك مدبولي مصطفى مدبولي الحكومة مجلس الوزراء اخبار التوك شو

مقالات مشابهة

  • حكيم مدان: “ما يحدث في البطولة كارثة… وهناك من يريد تصفية حساباته على حساب الشبيبة”
  • الغرف التجارية: الاستقرار في الأسعار يبدأ من وعي المواطن
  • الحكومة: نتابع حركة الأسعار ونعمل على إتاحة العديد من المنافذ والأسواق
  • حموني: غلاء الأسعار سببه الفساد والاحتكار وليس فقط الأوضاع الدولية ونطالب الوكيل العام بفتح تحقيق ونحن مستعدون لتقديم كل المعطيات
  • الحكومة تؤكد أنها تواجه ارتفاع الأسعار بإجراءات ملموسة ولا تختبئ وراء الظروف الخارجية
  • تفاقم أزمة الكهرباء في ساحل حضرموت يوسع الاحتجاجات الشعبية
  • قرار عاجل من الحكومة مع ارتفاع أحمال الكهرباء
  • الشاعري: أسعار لحوم الأغنام غير منطقية ويجب حماية المستهلك من الاستغلال
  • تحرك عاجل من الحكومة مع ارتفاع أحمال الكهرباء في الصيف
  • تظاهرة نسائية في عدن تطالب تندد بتدهور الأوضاع المعيشية