كشف معرض كومكس للتكنولوجيا «2024» عن العديد من التقنيات والابتكارات والحلول الرقمية الجديدة، وقدم المعرض الأضخم الذي ضم أكثر من 280 شركة ووجهة حكومية أحدث الخدمات الإلكترونية للمؤسسات الحكومية والخاصة، وأبرز الابتكارات، والمنتجات الرقمية التي تقدمها الشركات العاملة في القطاع، كما استعرض بين أجنحته التحول الرقمي ونقل التجارب الرقمية والتقنيات الحديثة الإقليمية والعالمية، واستشراف المستقبل لتعظيم الفائدة من الحلول التقنية المبتكرة، وتطويع الذكاء الاصطناعي للاستفادة منه في السرعة والدقة، مع فتح فرص جديدة للشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في التحول الرقمي.

«عمان» استطلعت عددا من المشاركات الحكومية والخاصة للوقوف على أحدث التقنيات المستخدمة والابتكارات الحديثة التي ساهمت في تحقيق السرعة والدقة والإنجاز في مختلف الأعمال، وقد أكد عدد منهم أن الشراكات والاتفاقيات التي جاءت على هامش المعرض سوف تثمر بحلول أكبر للتقنيات الحديثة والمنتجات الرقمية، وتحقق التكاملية في سرعة الانتقال للحكومة الرقمية التي تستخدم أحدث التكنولوجيا العالمية في تخليص المعاملات وتسهيل المهام الوظيفية. فإلى الاستطلاع للتعرف بشكل أكبر على الأنظمة والابتكارات الحديثة..

في ركن وسط المعرض برز عماد بن عامر الرميمي ليستعرض طائرة الدرون العمانية وقد تم اطلاق اسم «طارق» عليها، ليحدثنا عماد قائلا: تتميز طائرة الدرون «طارق» -المصنعة بأيدي عائلة عمانية- بالعديد من الميزات، فهي تحلّق على ارتفاع 2000 متر، ويمكن أن تصل حمولتها لـ30 كيلو جراما. وزودت «طارق» بـ«كاميرا» مدعمة بالذكاء الاصطناعي ليمكنها تحليل الحسابات والأعداد وتحديد المواقع والأماكن، كما أن من مواصفاتها التمكن من التحكم فيها على مدى يصل لـ20 كيلو مترا وتصل مدة الطيران لـ40 دقيقة في حالة عدم وجود حمولة فيها، أما مع الحمولة فتصل لـ20 دقيقة.

مضيفا الرميمي أن الدرون يمكنها التصوير والبحث والرش وعمل المسوحات الجوية، مما جعل «الدرون» تحصل على رواج واهتمام واسع بين العديد من الشركات وذلك لميزتها واحتوائها وقدرتها على أداء العديد من الأنشطة والأغراض التي تسهل القيام بالعمليات الكشفية والمسوحات...وغيرها.

نظام «تكامل» الإلكتروني

وحول النظام الوطني لإدارة المشاريع والمشتريات الحكومية (تكامل) التابع للأمانة العامة لمجلس المناقصات، تحدث المهندس بدر بن علي بن حمد المعمري (مدير عام مشروع تكامل) بأن نظام (تكامل) الإلكتروني يعد أحد أكبر مشاريع التحول الرقمي الوطنية المهمة قيد الإنشاء، وأنه ذو أهمية بالغة في أتمتة العمليات المرتبطة بإدارة المشاريع والمشتريات الحكومية والعقود وعلاقات الموردين، وكذلك تطوير كافة إجراءات التناقص الإلكتروني التي اعتادت منصة التناقص الإلكتروني الحالية (إسناد) تقديمها؛ لتكون في منظومة موحدة ومتكاملة تغطي دورة حياة المشاريع والمشتريات الحكومية من التخطيط وحتى الإغلاق.

وأشار المعمري إلى أن نظام «تكامل» أوجد ليحقق عددا من الأهداف، منها تطوير وتحسين بيئة علاقات الموردين، وإنشاء قاعدة بيانات شاملة وموحدة لجميع المصروفات الحكومية، كما يسعى لرفع دقة التخطيط الاستراتيجي المعتمد على البيانات ورفع مستوى الشفافية والمسؤولية، ويسعى لتعزيز كفاءة وتبسيط العمليات المرتبطة بالمشاريع والمشتريات الحكومية، كما يعمل على التكامل في العمليات الداخلية وكذلك الخارجية مع الأنظمة ذات العلاقة في الجهات الأخرى المتعلقة بدورة حياة المشتريات والمشاريع الحكومية.

مضيفا المعمري أن الأمانة العامة لمجلس المناقصات تحرص كل الحرص على أن يكون مشروع (تكامل) داعما لجهودها الحثيثة في تحقيق مستهدفاتها في السرعة والدقة والشفافية ورفع كفاءة الإنفاق باستخدام وتوظيف التقنيات الحديثة لتحليل البيانات وذكاء الأعمال وكذلك تمكين الحصول على تقارير إحصائية فورية عن سير الأعمال والمشاريع المعتمدة في الخطط السنوية وكذلك التقدم في الخطط الإستراتيجية الحكومية.

الاقتصاد الرقمي

وقال المهندس داود بن حمود المنذري مدير حسابات في قسم تطوير الأعمال بشركة «عمان داتا بارك» وأحد المشاركين في المعرض: إن هذا المعرض أشبه بمهرجان تقني عالمي يشارك فيه العديد من الشركات والمؤسسات التي تعمل في هذا القطاع من جميع أقطار العالم، وهي فرصة ثمينة للاطلاع على ما آلت إليه التكنولوجيا من تطورات وحلول تقنية تسهل حياة الفرد والمؤسسات أيضا للمضي قدما نحو التقدم في جميع المجالات.

مشيرا المنذري إلى إن «عمان داتا بارك» تحرص كل الحرص على استدامة التواصل مع الجهات سواءً كانت الحكومية منها أو الخاصة لضمان الاستفادة والتعاون في المجالات ذات الصلة بعمليات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وتقديم الاستشارات المتعلقة بهذا المجال من أجل المساهمة في رفد الاقتصاد الرقمي في سلطنة عمان وبالتالي تحقيق أحد أهم أهداف رؤية «عمان 2040» وذلك تنفيذا للتوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- الذي يؤكد دائما على أن تحقيق أهداف رؤية «عمان 2040» يعتبر مسؤولية جميع أبناء الوطن دون استثناء كل حسب موقعه وفي حدود إمكانياته ومسؤولياته. ووقعت «عمان داتا بارك» العديد من الاتفاقيات المهمة من أجل دعم مستقبل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في سلطنة عمان، وكان في مستهلها توقيع اتفاقية بإنشاء مركز بيانات جديد في ولاية نزوى منطقة فرق يتم تجهيزه بأحدث التقنيات والأجهزة المتطورة التي تضمن حلولا قوية لإدارة البيانات بطاقة استيعابية تصل إلى 4.5 ميجاوات وهو مصمم لاستيعاب أكثر من 370 (كابينة). كما وقعت الشركة أيضا على اتفاقيات مع العديد من المؤسسات منها شركة VFS Global وشركة Tech Mahindra، وذلك لضمان توفير الخدمات السحابية وحلول الأمن السيبراني وحفظ البيانات. وفي مجال الذكاء الاصطناعي، وقعت «عمان داتا بارك» مع شركة Open Innovation على اتفاقية شراكة من أجل نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي في سلطنة عمان وذلك من خلال إطلاق أكاديمية للذكاء الاصطناعي لتطوير الكفاءات والمواهب في المجالات ذات الصلة.

ومن الخطوات المهمة أيضا خلال هذا المعرض، الدخول في استراتيجية مع شركة عمانتل للاتصالات لتقديم حلول الهُوية الرقمية المعروفة باسم Uqudo في جميع أنحاء سلطنة عمان تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحقيق ثورة في التحقق من هُوية الفرد والمصادقة الرقمية والكشف البيومتري، مما يعزز الدخول الآمن والتقليل من مخاطر الاحتيال في مختلف التطبيقات.

التقنيات الحديثة في مطارات عمان

من جانبه تحدث أمير بن علي آل سالم مدير مركز الابتكار بمطارات عمان قائلا: إن مطارات عمان تستخدم العديد من التقنيات الحديثة للتسهيل على المسافرين في المطارات حيث توجد ميزة إضافية للبوابات الإلكترونية وهو تفعيل قارئ «الباركود» أو بيانات المسافرين الموجودة عبر تطبيق شرطة عمان السلطانية، مما يسهل التطبيق للمسافرين المرور عبر البوابات الإلكترونية، بسهولة ويسر، كما توجد تقنية حديثة في مطارات عمان وهي تفعيل إشعار الطوارئ بالمطارات، لتصل التنبيهات والإشعارات لجميع المعنيين في المطار في وقت واحد.

وأشار مدير مركز الابتكار بمطارات عمان إلى أن مطارات عمان أيضا سوف تدشن قريبا نظام تسليم الأمتعة الذاتي، مما سوف يسهل على المسافرين تخليص أمتعتهم بخدمة ذاتية تحظى بالسرعة والدقة.

وعرج أمير آل سالم حول التقنيات التي تستخدم في مطارات عمان الآن، منها تقنية تعقب الطائرات المسيّرة، مما يعزز سلامة الطائرات الجوية والمسافرين، كما تم تدشين خدمة «واي فاي 7» في مطارات سلطنة عُمان، وذلك لمواكبة ثورة التكنولوجيا والتقنيات الحديثة لتكون مطارات عمان من أوائل المطارات العالمية استخداما لهذه التقنية.

وحول الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، قال أمير آل سالم : إن هنالك تقنية التوأم الرقمي المعززة بالذكاء الاصطناعي لإدارة المطار ومرافقه والعمليات والمرافق وتتم إدارته بصورة كاملة من مركز واحد كما يتم استخدام تقنية إنترنت الأشياء وتستخدمه مطارات عمان لتسهيل الأعمال والمرافق الخاصة بها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: والمشتریات الحکومیة التقنیات الحدیثة الذکاء الاصطناعی عمان داتا بارک التحول الرقمی مطارات عمان سلطنة عمان فی مطارات العدید من

إقرأ أيضاً:

أخطاء شائعة وحلول عملية.. كيف تفاوض بنجاح؟

مع نجاح المفاوضات في إعلان وقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني، يفرض سؤال جوهري نفسه: إذا كان التفاوض قادرا على إخماد حرب ومأساة إنسانية، فكيف يمكن أن نستخدمه في إدارة مشاكلنا اليومية؟

فمن داخل الأسرة، إلى المقايضة في السوق، واجتماعات فرق العمل، وصولا إلى عقود الشراكات، ندخل يوميا عمليات مفاوضات مختلفة، ننجح تارة ونفشل تارة أخرى، فهل هناك أسرار مشتركة لإدارة ناجحة لعمليات التفاوض المختلفة، أم أن لكل مجال وشخص طريقته؟

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فويتشيك تشيزني.. عندما تساعد منافسك على النجاحlist 2 of 2رفضوها موظفة فنجحت كرائدة أعمال.. كيف حولت إثيوبية الفشل لمشروع مزدهر؟end of list

في هذا التقرير نحاول تفكيك دروس طاولة المفاوضات الكبرى إلى أدوات عملية، وبالتالي ترجمة فن التفاوض إلى عادات نجاح يومية يمكن لأي منا تطبيقها بسلاسة.

من تقاسم الكعكة إلى توسعتها

ينظر البعض للتفاوض على أنه لعبة المكسب الصفري، وكأننا "نتقاسم كعكة" ذات حجم ثابت، وبالتالي ما تربحه أنت بالضرورة هو خسارة لي. لكن مع تطور الفكر الإداري، بات المنظور الأكثر نجاحا هو "توسيع الكعكة"، أي صناعة قيمة مشتركة جديدة، ليصبح التفاوض ليس مجرد جدال أو محاولة لإخضاع الطرف الآخر، وإنما هو اختصار ذكي للطريق نحو حل قابل للاستمرار.

يكمن جوهر هذا التحول في طرح السؤال الصحيح: ما الذي يهم الطرف الآخر حقا؟ هل هي سرعة تسليم المنتج، ومرونة الدفع، وضمان أطول، أم جودة الأداء؟ وبالمقابل، ما هي أولوياتك أنت؟

القواعد الذهبية

ثمة مبادئ أساسية لا تتغير، سواء كنت تجلس على طاولة مفاوضات دولية أو تتفاوض على مهام المنزل. فالمفاوض الناجح هو ذاك الذي يتقن هذه الأدوات ويملك مرونة تكييفها مع السياق:

الخطة البديلة: من الضروري أن تعرف قبل الدخول في أي نقاش ما الذي ستفعله إن لم يتم الاتفاق. هذا الوضوح يمنحك ثباتا نفسيا ويحميك من قبول حل سيئ لمجرد الخوف من الفشل. منطقة التلاقي: هي النطاق الذي يلتقي فيه حدّك الأدنى المقبول مع حدّ الطرف الآخر الأقصى. وكلما عرفت هذه المنطقة مسبقا، قلت المفاجآت واختصرت مدة التفاوض بشكل كبير. المصالح لا المواقف: القاعدة الأهم هي فصل الأشخاص عن المشكلة. لا تجعل نقاشك يقتصر على المطالب الظاهرة أو المواقف المعلنة. بدلا من ذلك، وجه تركيزك نحو المصالح الكامنة، وابدأ بطرح سؤال "لماذا؟" فبمجرد أن تفهم السبب الحقيقي، يصبح إيجاد حلول مرضية أسهل بكثير من المجادلة بشأن الكم. الخيارات والمعايير الموضوعية: لضمان نزاهة الاتفاق وعدالته، احرص على تقديم أكثر من خيار بدلا من رقم واحد. واستند دائما إلى معايير موضوعية يمكن الاتفاق عليها، مثل القانون، أو سوابق السوق، أو الأداء المقاس. هذا النهج يكشف أولويات الطرف الآخر ويساعد في بناء حلول مشتركة. البيئة تحدد الأولوية

رغم أن أدوات التفاوض الأساسية واحدة، فإن قيمتها وأولويتها تتغير بشكل جذري حسب البيئة التي تتفاوض فيها. على سبيل المثال، تكتيكات الضغط القاسية التي قد تنجح في إنهاء أزمة دولية، قد تدمّر تماما علاقاتك الشخصية أو المهنية.

إعلان السياسة والدبلوماسية: يتم اللجوء إلى تكتيكات قاسية لأن المخاطر عالية جدا وتتعلق بالوجود والمصير. الأعمال والشركات: العملة الأساسية هي المنفعة، والهدف ليس هزيمة الشريك، بل تكييف الاتفاق ليشمل ضمانات وعناية واجبة وشروط دفع مرحلية، لضمان نجاح الصفقة واستمراريتها. الأسرة والعلاقات: العملة الأغلى هي جودة العلاقة والاحترام، لذلك يجب أن يتقدم التعاطف، والاستماع، والتعبير الهادئ عن الاحتياجات على أي فوز مؤقت، لأن الخسارة الأكبر هنا ليست مادية، بل هي شرخ عاطفي طويل الأمد. خمس محطات عملية

إن نجاح الاتفاق يُقاس بقابليته للتنفيذ والمتابعة، أكثر مما يقاس بجمال صياغته. ويمكن تطبيق هذه الطريقة في مواقف حياتية يومية، مثل طلب ترقية أو وضع ميزانية شهرية، وذلك من خلال الخطوات التالية:

اهدأ وحدد موضوعا واحدا: تجنّب خلط كل الخلافات المتراكمة في جلسة واحدة، وابدأ بنقطة محددة. حدد هدفك وحدّك الأدنى: كن واضحا بشأن ما تريد، وما هي النقاط التي يمكنك التنازل عنها دون ضرر. اسأل قبل أن تقترح: ابدأ بسؤال استكشافي مثل "ما الأهم لكم الوقت أم التكلفة أم الجودة؟" فالسؤال الذكي يختصر الكثير من الوقت. اعرض بدائل: لا تقتصر على رقم واحد، لأن الخيارات المتعددة تكشف أولوية الطرف الآخر دون الحاجة لشدّ أعصاب. التوثيق والمراجعة: اكتب الاتفاق النهائي، وحدد تاريخا للمراجعة والمتابعة، لتقييم مدى نجاحه على أرض الواقع وضمان استمراريته.

مقالات مشابهة

  • «الاتحادية للضرائب» تكشف عن مُبادراتها في مجالي الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي
  • وزارة الاقتصاد الرقمي تطلق شعار “حيالله” لمراكز الخدمات الحكومية لتعزيز تجربة المراجعين
  • اكتشاف قلعة عسكرية جديدة من عصر الدولة الحديثة على طريق حورس الحربي بسيناء
  • مايكروسوفت: "العمل الاهتزازي" ثورة جديدة يقودها الذكاء الاصطناعي في أوفيس
  • أبرزها ثلث المقاعد للمؤسِّس.. ضوابط جديدة لإنشاء الكيانات غير الربحية الحكومية
  • د. هبة عيد تكتب: المزحة التي خرجت عن السيطرة.. عندما يتحول الذكاء الاصطناعي إلى فوضى رقمية
  • أخطاء شائعة وحلول عملية.. كيف تفاوض بنجاح؟
  • تصميم فخم وابتكارات جديدة.. آبل تستعد لإطلاق أول آيفون قابل للطي في 2026
  • إصدار أكثر من 310 آلاف جواز سفر و78 ألف بطاقة جديدة خلال 2024
  • حين يتحوّل الزميل الرقمي إلى منافس.. هل دخلنا عصر استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي؟