اكتشاف قلعة عسكرية جديدة من عصر الدولة الحديثة على طريق حورس الحربي بسيناء
تاريخ النشر: 11th, October 2025 GMT
كشفت البعثة الأثرية المصرية العاملة بموقع تل الخروبة الأثري بمنطقة الشيخ زويد شمال سيناء عن قلعة عسكرية من عصر الدولة الحديثة، تُعد واحدة من أكبر وأهم القلاع المكتشفة على طريق حورس الحربي، وتقع بالقرب من ساحل البحر المتوسط.
يُعد هذا الكشف الأثري إضافة جديدة تؤكد روعة التخطيط العسكري لملوك الدولة الحديثة، الذين شيدوا سلسلة من القلاع والتحصينات الدفاعية لحماية حدود مصر الشرقية وتأمين أهم الطرق الاستراتيجية التي ربطت مصر القديمة بفلسطين.
وأشار السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار، إلى أن هذا الكشف يُعد تجسيد ملموس لعبقرية المصري القديم في بناء منظومة دفاعية متكاملة لحماية أرض مصر، ويروي فصولًا جديدة من تاريخنا العسكري العريق، ويعزز من مكانة سيناء كأرض تحمل شواهد حضارية فريدة على مر العصور.
وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الكشف عن هذه القلعة الضخمة يُعد خطوة مهمة في إعادة بناء الصورة الكاملة لشبكة التحصينات المصرية على الحدود الشرقية خلال الدولة الحديثة، مضيفاً أن كل قلعة نكتشفها تضيف لبنة جديدة لفهمنا للتنظيم العسكري والدفاعي لمصر الفرعونية، وتؤكد أن الحضارة المصرية لم تقتصر على المعابد والمقابر فقط، بل كانت دولة مؤسسات قوية قادرة على حماية أرضها وحدودها.
وأضاف أن أعمال الحفائر أسفرت عن الكشف عن جزء من السور الجنوبي للقلعة بطول نحو 105 أمتار وعرض 2.5 متر، يتوسطه مدخل فرعي بعرض 2.20 متر، بالإضافة إلى أحد عشر برجًا دفاعيًا تم الكشف عنهم حتى الآن. كما تم الكشف عن البرج الشمالي الغربي وجزء من السورين الشمالي والغربي، حيث واجهت البعثة تحديات كبيرة بسبب الكثبان الرملية المتحركة التي غطّت أجزاء واسعة من الموقع.
ومن جانبة قال الاستاذ محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية، أن البعثة كشفت أيضاً عن سور زجزاجي بطول 75 مترًا في الجانب الغربي من القلعة، يقسمها من الشمال إلى الجنوب ويحيط بمنطقة سكنية خُصصت للجنود، وهو تصميم معماري مميز في عصر الدولة الحديثة يعكس قدرة المعماري المصري القديم على التكيف مع البيئة القاسية.
وتم العثور كذلك على كسرات وأوانٍ فخارية متنوعة، بينها ودائع أساس أسفل أحد الأبراج ترجع إلى النصف الأول من عصر الأسرة الثامنة عشرة، بالإضافة إلى يد إناء مختومة باسم الملك تحتمس الأول. كما وُجدت كميات من أحجار بركانية يُرجح أنها نُقلت عبر البحر من براكين جزر اليونان، إلى جانب فرن كبير لإعداد الخبز وبجواره كميات من العجين المتحجر، ما يؤكد أن القلعة كانت مركزًا متكاملًا للحياة اليومية للجنود.
وأوضح الدكتور هشام حسين مدير عام الإدارة العامة لآثار سيناء، أن الدراسات الأولية أثبتت أن القلعة شهدت عدة مراحل من الترميم والتعديل عبر العصور، منها تعديل في تصميم المدخل الجنوبي أكثر من مرة، في حين تأمل البعثة استكمال أعمال الحفائر للكشف عن بقية الأسوار والمنشآت المرتبطة بها، ومن المتوقع العثور على الميناء العسكري الذي كان يخدم القلعة في المنطقة القريبة من الساحل.
وأضاف أن مساحة القلعة الجديدة تبلغ نحو 8000 متر مربع، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف مساحة القلعة التي تم اكتشافها بالموقع نفسه في ثمانينيات القرن الماضي، والتي تقع على بعد نحو 700 متر جنوب غرب القلعة الحالية. وتُعد هذه القلعة إضافة جديدة لسلسلة من القلاع العسكرية المكتشفة على طريق حورس الحربي، من أبرزها تل حبوة، وتل البرج، والتل الأبيض، وجميعها تعود إلى عصر الدولة الحديثة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سيناء عصر الدولة الحديثة عصر الدولة الحدیثة الکشف عن
إقرأ أيضاً:
مأساة جديدة على طريق الموت.. قنا تودع 5 ضحايا
خيم الحزن على أرجاء محافظة قنا، بعد وقوع حادث مأساوي جديد أودى بحياة خمسة مواطنين وأصاب سادسا بإصابات بالغة، إثر تصادم مروع بين سيارة ملاكي وأخرى نقل ثقيل على طريق «قفط – القصير»، وهو الطريق الذي صار يشهد بين الحين والآخر كوارث دامية تحصد الأرواح وتخلف وراءها المآسي في بيوت الصعيد.
كارثة على طريق الموت.. مصرع 5 أشخاص وإصابة آخر تهز قنابدأت تفاصيل الحادث مع تلقي غرفة عمليات مديرية أمن قنا إخطارا عاجلا يفيد بوقوع تصادم عنيف على الطريق الرابط بين مركزي قفط والقصير، بين سيارة ملاكي تقل عددا من المواطنين، وشاحنة نقل ضخمة كانت تسير في الاتجاه المقابل.
فور ورود البلاغ، انتقلت قوات الشرطة إلى موقع الحادث، مصحوبة بعدد من سيارات الإسعاف، في محاولة لإنقاذ المصابين ونقل الجثامين إلى المستشفيات القريبة.
وعند وصول رجال الإسعاف، كشفت المشاهد المروعة عن حجم الكارثة؛ إذ تحولت السيارة الملاكي إلى كومة من الحديد، نتيجة قوة الاصطدام المباشر مع السيارة النقل، وتمكنت فرق الإنقاذ من استخراج جثامين الضحايا بعد جهود مضنية استمرت لعدة ساعات، وسط مشهد مؤلم أبكى الحاضرين.
تم نقل الجثامين إلى مشرحة مستشفى قفط المركزي بقنا، تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، فيما نقل المصاب الوحيد إلى قسم الطوارئ لتلقي العلاج اللازم، وسط حالة من القلق والترقب بين ذويه الذين هرعوا إلى المستشفى فور سماع الخبر المفجع.
التحقيقات الأولية أشارت إلى أن السرعة الزائدة وعدم الالتزام بقواعد المرور على الطريق الجبلي الواصل بين قفط والقصير قد يكونان وراء وقوع الحادث، خاصة أن هذا الطريق يشتهر بكثرة المنحنيات والمرتفعات التي تتطلب حذرا بالغا أثناء القيادة.
كما أمرت النيابة العامة بانتداب خبراء المرور لإجراء المعاينة الميدانية وبيان أسباب التصادم بدقة، بالإضافة إلى التحفظ على السائقين والمركبتين لحين انتهاء التحقيقات.
من جانبها، أصدرت الجهات المختصة بمحافظة قنا تصريحا بدفن جثامين الضحايا بعد استيفاء الإجراءات القانونية اللازمة، وأكدت على تقديم كل أوجه الدعم لأسر المتوفين، داعية السائقين إلى توخي الحذر والالتزام بتعليمات المرور حفاظا على الأرواح.