تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد العدوان الإسرائيلي على مصر وسوريا والأردن، بـ ٥ أيام وتحديدًا في يوم ٩ يونيو 1967، خرج الرئيس جمال عبدالناصر على الشعب المصري والعربي، ليُعلن عن مسئوليته الكاملة عن وقوع الهزيمة وتنحيه عن رئاسة الجمهورية.

لكن خطاب تنحي «الرئيس الراحل جمال عبدالناصر» كان الدافع لخروج ملايين المصريين في الشوارع، في اليوم التالي للبيان، رفضًا للهزيمة والاستسلام، ورغبةً على الاستمرار في الكفاح ضد العدو الإسرائيلي، من أجل إزالة آثار العدوان والانتصار.

وأمام رغبة الجماهير، تراجع «عبدالناصر» عن التنحي، في اليوم التالي من إعلانه، واستمر في منصبه، وبدأ أولى خطوات رحلة استعادة الأرض؛ بتعيين الفريق أول محمد فوزي قائدًا عامًا للقوات المسلحة، والفريق عبدالمنعم رياض رئيسًا للأركان، وإعادة تسليح الجيش، لتنطلق في مارس ١٩٦٩ حرب الاستنزاف.

حروب الاستنزاف

وفي أواخر الشهر نفسه، حقق الفريق عبد المنعم رياض انتصارًا عسكريًا في معركة رأس العش، حينما منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بور فؤاد، وتوالت الانتصارات بإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية بين عامي ١٩٦٧ و١٩٦٨، بالإضافة لتدمير حوالي ٦٠٪ من تحصينات خط برليف.

خاض الجندي المصري، حروب الاستنزاف بـ«عمليات استثنائية» كبد فيها العدو الإسرئيلي خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات، ولإيقاف حرب الاستنزاف، بدأت إسرائيل مُنذ منتصف عام ١٩٦٩، في استخدام أحدث أسلحة الجو العالمية، ذات القدرات القتالية المتقدمة، لاستهداف العمق المصري، خاصة الأهداف المدنية والاقتصادية.

تسليح الجيش المصري

ولكن قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في يناير ١٩٧٠، بمباحثات سرية مع «زعيم الاتحاد السوفيتي ليونيد بريجنيف»، من أجل الحصول على موافقة الاتحاد السوفيتي بـتزويد مصر بأحدث أسلحة الدفاع الجوي، وذلك في موسكو في زيارة استمرت لمدة ٤ أيام.

جرى تسليح قوات الدفاع الجوي المصري بصواريخ «سام ٣»، وإرسالها بأطقم سوفيتية، كما تسلمت مصر لاحقًا؛ طائرات ميج ٢٣ للطيران الليلي، وطائرات الميج ٢٤ لتدريب الطيارين المصريين عليها.

ضرب أماكن العدو الاسرائيلي

كانت «حرب الاستنزاف» بين القوات المصرية والعدو الإسرائيلي بدأت شرق قناة السويس في الجزء المُحتل من الأراضي المصرية، إلا أنه بعد فترة نقلت مصر المعارك إلى مواقع العدو نفسه.

ومن بين تلك المعارك، غارات مصر على أسطول وميناء إيلات الإسرائيلي، التي بدأت بعد أشهر قليلة من النكسة، ففي أكتوبر ١٩٦٧، أغرقت القوات البحرية المصرية المدمرة الإسرائيلية «إيلات» في عملية عسكرية بحرية هي الأولى في التاريخ العسكري التي يتمكن فيها زورق صواريخ صغير من إغراق مدمرة كبيرة كـ«إيلات».

وفي نوفمبر ١٩٦٩، بدأت أولى عمليات إيلات الثلاث، التي دمرت فيها القوات البحرية المصرية السفينتين الإسرائيليتين هيدروما ودهاليا.

وفي ٥ فبراير ١٩٧٠، تشكلت مجموعتان من الضفادع البشرية، واحدة فيها الملازم أول بحري عمر البتانوني، والعريف بحري علي أبوريشة، ومهمتها تدمير السفينة الحربية الإسرائيلية «بيت شيفع»، والثانية فيها الملازم أول بحري رامي عبدالعزيز، والرقيب فتحي محمد أحمد، وهدفها تدمير السفينة الحربية «بيت يام».

تحركت الضفادع البشرية، بمعداتهم وألغامهم، من الإسكندرية إلى العراق، ومنها إلى ميناء العقبة بالأردن، وانطلق الأبطال المصريون في الماء نحو ميناء إيلات على مسافة ٤ كيلومترات، وفي الطريق، منع نفاد الأكسجين الرقيب فتحي محمد من استكمال مهمته، وتولى الملازم أول "رامي عبد العزيز" تنفيذ مهمة المجموعة الثانية بمفرده.

وقبل منتصف الليل، تعرف جنود القوات البحرية على أهدافهم، وضع رامي عبد العزيز اللغم في مصافي الماكينات الرئيسية للسفينة«بات يام»، وثبت البتانوني وأبوريشة ألغامهما أسفل السفينة «بيت شيفع»، ثم عادوا إلى نقطة انطلاقهم خارج الميناء، وبعد مرور ساعتين، وقع انفجار شديد، وحدثت خسائر فادحة.

العملية ٢٧ رجب

وفي ١٧ سبتمبر ١٩٧١، العملية المعروفة باسم "٢٧ رجب" وهي التي أسقط فيها؛ طائرة الحرب الإلكترونية الإسرائيلية «ستراتوكروز»، ما أدى لمقتل نخبة علماء عسكريين إسرائيليين.

أقلعت طائرة الحرب الإلكترونية الإسرائيلية «ستراتوكروز»، وعلى متنها ٨ أفراد من نخبة علماء الحرب الإلكترونية في الجيش الإسرائيلي، لتصوير الجبهة المصرية في منطقة قناة السويس، وجمع معلومات استخباراتية عن مواقع بطاريات صواريخ أرض-جو المصرية. وما هي إلا ٤٠ دقيقة مرت على إقلاعها، حتى نفذ الدفاع الجوي المصري خطة مُحكمة، سبقها رصد تحركات، للإقلاع بأحدث طائرات العدو الإسرائيلي في الاستطلاع «الطائرة ستراتوكوز».

النصر المصري في  ٦ أكتوبر  ١٩٧٣

توج المصريون كفاحهم بعد نكسة ١٩٦٧ بواحدة من أهم الانتصارات العسكرية في العصر الحديث، ففي ٦ أكتوبر ١٩٧٣، عبر الجندي المصري خط بارليف المنيع، في ٦ ساعات، وعبر إلى الضفة الشرقية من قناة السويس، مدمرًا لمواقع العدو الإسرئيلي، وهادمًا لأسطورة؛ «الجيش الذي لا يقهر».

ففي الساعة الثانية من السادس من أكتوبر ١٩٧٣، والموافق العاشر من رمضان، عبرت (٢٢٢) طائرة مقاتلة مصرية شرق القناة، ونجحت بنسبة ٩٥٪ في القضاء على محطات تشويش العدو، وراداراته، وبطاريات دفاعه الجوي، وتجمعات أفراده ومدرعاته ودباباته ومدفعيته ومخازن ذخيرته، فضلًا عن؛ استهداف النقاط الحصينة في خط بارليف. فيما قصفت المدفعية المصرية التحصينات الإسرائيلية بشكل مكثف تمهيدًا لعبور المشاة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ٦ اكتوبر استعادة الأرض الراحل جمال عبد الناصر العدوان الإسرائيلي الفريق عبد المنعم رياض العاشر من رمضان حرب الاستنزاف نكسة ١٩٦٧

إقرأ أيضاً:

إيران تتوعد برد قاسٍ ومؤلم.. ترامب: كنت على علم مسبق بالضربات الإسرائيلية

أعلن قائد الجيش الإيراني، اليوم الجمعة، أن القوات المسلحة تلقت أوامر بتنفيذ عقاب شديد ضد المعتدين، في أعقاب سلسلة الهجمات الجوية التي شنتها إسرائيل فجر اليوم على عدة مواقع في إيران، بينها منشآت نووية حساسة.

وأكد القائد الإيراني أن “الكيان الإسرائيلي الوحشي” وداعميه أصبحوا مكشوفين أمام العالم، مشيراً إلى استعداد بلاده للرد على الهجوم الإسرائيلي.

وأصدرت القيادة العامة للجيش الإيراني بيانًا توعدت فيه برد “قاسٍ ومؤلم” على هذه الغارات، مشيرة إلى أن “العمل العدواني والمتهور للنظام الصهيوني، والذي استهدف مناطق عسكرية ومدنية، أسفر عن استشهاد وجرح عدد من المواطنين، بينهم نساء وأطفال، إلى جانب قادة في القوات المسلحة”.

وأدان البيان “هذا العدوان السافر من العدو الصهيوني الخبيث، الذي يتناقض مع كافة القوانين والمعايير الدولية”، مؤكداً أن الرد سيكون بناءً على أوامر المرشد الأعلى للقوات المسلحة، وشدّد على أن “رد جنود القوات المسلحة الإيرانية سيكون قاسياً ومؤلماً، تماشياً مع التزام الجيش بالدفاع عن سيادة البلاد”.

من جانبه، أكد المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، أبو الفضل شكارجي، أن القوات سترد حتمًا على العدوان الإسرائيلي، مشيراً إلى أن “إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً وينبغي أن تتوقع ردًا قوياً من إيران”. كما اتهم شكارجي الولايات المتحدة بدعم إسرائيل في هذا الهجوم، مشدداً على أن “واشنطن وتل أبيب سيتلقّيان ردًا قاسياً”.

وفي وقت سابق، نقلت وكالة مهر عن وزارة الدفاع الإيرانية أن “الكيان الصهيوني سيدفع ثمن جريمته بكامل كيانه”، واصفة إياه بـ”الكيان المزيف والإجرامي الذي كشف عن وجهه الخبيث والمعادي للإنسانية عبر هجومه الجبان على مجمع سكني داخل الأراضي الإيرانية”.

وأضافت الوزارة أن “هذا العدوان الوحشي، الذي ينتهك كافة القوانين الدولية، أسفر عن استشهاد عدد من المدنيين الأبرياء من بينهم نساء وأطفال، إلى جانب قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما يبرهن على الطبيعة الإجرامية والشريرة لهذا الكيان”.

من جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه كان على علم مسبق بالضربات الإسرائيلية التي استهدفت إيران، بحسب ما نقلت عنه شبكة “فوكس نيوز”.

وفي مقابلة مع “فوكس نيوز”، أكد ترامب أن إيران لا يمكنها امتلاك قنبلة نووية، معربًا عن أمله في عودة طهران إلى طاولة المفاوضات، في إشارة إلى الجولة القادمة من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران المقررة الأحد في مسقط.

ونقلت مراسلة “فوكس نيوز” جينفير جريفن عن ترامب قوله بعد بدء الهجمات الإسرائيلية: “لا يمكن لإيران امتلاك قنبلة نووية، ونأمل في أن تعود إلى طاولة المفاوضات. سنرى. هناك عدة أشخاص في القيادة لن يعودوا”.

إسرائيل تكشف عن استهداف علماء نوويين إيرانيين وسط إطلاق أكثر من 100 طائرة مسيرة نحوها

وفي سياق متصل، أفاد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الجمعة، بأن إيران أطلقت أكثر من 100 طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل خلال الساعات الماضية، محذرًا من “ساعات صعبة” قادمة.

من جانبها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مسؤولين عسكريين أن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 10 علماء نوويين في غاراتها الأخيرة على إيران، إلى جانب عشرات الأهداف النووية والعسكرية، بينها منشأة نطنز الحيوية في وسط البلاد.

وأوضح مسؤول عسكري إسرائيلي أن العمليات لم تقتصر على المقاتلات الحربية فقط، بل شملت وسائل أخرى، مشيراً إلى أن إيران تمتلك مواد كافية لصنع 15 قنبلة نووية في غضون أيام.

وفي الوقت نفسه، قاد جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” سلسلة من العمليات السرية داخل إيران لتخريب مواقع الصواريخ الاستراتيجية وقدرات الدفاع الجوي، وفقاً لما أورد موقع “أكسيوس” نقلاً عن مسؤول إسرائيلي رفيع.

آخر تحديث: 13 يونيو 2025 - 07:59

مقالات مشابهة

  • إيران تتوعد برد قاسٍ ومؤلم.. ترامب: كنت على علم مسبق بالضربات الإسرائيلية
  • إجراء عاجل من الجيش الأردني بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران
  • الحرية المصري: ندعم إجراءات الدولة المصرية للحفاظ على الأمن القومي
  • وحدتان عسكريتان للعدو الإسرائيلي رفضتا مواجهة مقاتلي حماس في 7 أكتوبر
  • بعد حفر خندقين.. الجيش الإسرائيلي انسحب من بليدا
  • عاجل | القناة 13: الجيش الإسرائيلي ينشر نتائج تحقيقه في أحداث 7 أكتوبر في بلدة ياخيني جنوبي إسرائيل
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي ينشر نتائج تحقيقه حول أحداث 7 أكتوبر في موشاف ياخيني: قواتنا تأخرت بعد هجوم حماس
  • أجبرا ملايين الصهاينة الهروب إلى الملاجئ وتوقف حركة الملاحة الجوية
  • القوات الخاصة للأمن البيئي تقبض على 4 مخالفين لنظام البيئة لارتكابهم مخالفة الصيد في أماكن محظور الصيد فيها في محمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • برغم الهزيمة.. سالم الدوسري يواصل تألقه مع الأخضر