العدوان الإسرائيلي على إيران يربك حركة الطيران الدولي.. إلغاء رحلات وتحويل مسار
تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT
في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على أهداف داخل إيران فجر الجمعة، شهدت حركة الطيران الدولي اضطراباً كبيراً، إذ أظهرت بيانات موقع "فلايت رادار 24" لتتبع الرحلات الجوية أن العديد من شركات الطيران بدأت بالابتعاد عن الأجواء فوق الاحتلال الإسرائيلي وإيران والعراق، فيما اتخذت بعض الدول إجراءات احترازية بإغلاق مجالاتها الجوية مؤقتاً تحسباً لأي تصعيد أمني.
وفق ما نقلته وكالة رويترز، سارعت شركات الطيران العالمية إلى تحويل أو إلغاء عدد من الرحلات الجوية حفاظاً على سلامة الركاب وأطقم الطائرات.
وتُعد المناطق المتوترة، مثل الشرق الأوسط، تحدياً كبيراً أمام شركات الطيران من حيث السلامة التشغيلية والربحية.
وأعلنت شركة الطيران الإسرائيلية "العال" عن تعليق جميع رحلاتها من وإلى الاحتلال الإسرائيلي، بينما أفادت وسائل إعلام رسمية بأن مطار بن غوريون في تل أبيب أُغلق حتى إشعار آخر، في ظل حالة تأهب قصوى لوحدات الدفاع الجوي الإسرائيلية تحسباً لضربات إيرانية انتقامية محتملة.
وقالت شركات الطيران الإسرائيلية العال ويسرائير وأركياع إنها تنقل طائراتها إلى خارج البلاد، وذلك بعد ساعات من شن إسرائيل ضربات واسعة النطاق ضد إيران.
وقال متحدث باسم مطار بن غوريون في تل أبيب، الذي أُغلق اليوم الجمعة حتى إشعار آخر، إن الطائرات جرى نقلها دون ركاب.
وذكرت شركة يسرائير للطيران أنها تستكمل حاليا عملية إخلاء ونقل طائراتها من مطار بن جوريون في تل أبيب، مضيفة أن هذا جزء من خطة طوارئ وضعت خلال الأيام القليلة الماضية.
وأوضحت شركة العال أنها تنقل طائراتها من إسرائيل "إلى وجهاتنا"، وأحجمت شركة أركياع عن الإفصاح عن وجهتها.
وأظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية مغادرة عدد من الطائرات من تل أبيب صباح اليوم بالتوقيت المحلي.
وأظهرت بيانات فلايت رادار24 أن عددا من رحلات شركة يسرائير اتجهت إلى قبرص، كما اتجهت عدة طائرات تابعة لشركة العال إلى مطارات في أوروبا.
9-second video of the clearing of Iranian and Iraqi airspace. pic.twitter.com/VZLWbmk9sC — Flightradar24 (@flightradar24) June 13, 2025
إغلاق متزامن لعدة مجالات جوية
في المقابل، أغلقت إيران مجالها الجوي أيضاً في خطوة مماثلة، وأعلنت العراق عن إغلاق مجاله الجوي فجراً، إلى جانب إيقاف جميع الرحلات الجوية في مطاراته، بحسب الإعلام الرسمي.
ويمثل شرق العراق، المحاذي لإيران، أحد أكثر الممرات الجوية ازدحاماً، حيث تمر منه رحلات بين أوروبا والخليج وآسيا.
كما قررت الأردن إغلاق مجاله الجوي مؤقتاً اعتباراً من صباح الجمعة، في ظل التصعيد العسكري بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران. وأكدت هيئة تنظيم الطيران المدني الأردنية في بيان رسمي أن الخطوة جاءت "تحسباً لأية مخاطر محتملة قد تنجم عن تطورات التصعيد الإقليمي".
As has been the case during previous hostilities between Iran and Israel, Jordan has also closed its airspace to flights.
NOTAM read JORDAN AIRSPACE CLSD DUE TO OPS REASONS pic.twitter.com/JIWDUVhJjk — Flightradar24 (@flightradar24) June 13, 2025
تحويلات في مسارات الرحلات الجوية
أظهرت بيانات تتبع الطيران أن طائرات تجارية لشركات كبرى مثل طيران الإمارات، لوفتهانزا، والخطوط الجوية الهندية، كانت تحلق بالفعل في الأجواء الإيرانية عندما بدأت التقارير عن الضربات الإسرائيلية بالظهور.
وتم لاحقاً تحويل مسار العديد من الرحلات إلى أجواء آسيا الوسطى والسعودية.
على سبيل المثال، تم تحويل رحلة لطيران الإمارات كانت متجهة من مانشستر إلى دبي٬ إلى إسطنبول، في حين جرى تغيير مسار رحلة فلاي دبي القادمة من بلغراد إلى يريفان في أرمينيا.
كما أعلنت شركة فلاي دبي للطيران الاقتصادي تعليق رحلاتها إلى عمان، بيروت، دمشق، إضافة إلى إيران والاحتلال الإسرائيلي، مع إلغاء وتحويل العديد من الرحلات الأخرى.
وأعلنت مطارات دبي عن تأخير وإلغاء عدد من الرحلات الجوية في مطاري دبي الدولي وآل مكتوم الدولي بسبب إغلاق المجال الجوي لكل من إيران والعراق وسوريا.
من جانبه، قال موقع "سيف إير سبيس"، المختص في رصد المخاطر الجوية وتقديم الاستشارات لشركات الطيران، إن "الوضع لا يزال يتكشف" في الشرق الأوسط، داعياً شركات الطيران إلى "توخي أقصى درجات الحذر" في المنطقة خلال الفترة الحالية.
مخاوف السلامة تتصاعد بفعل الحروب
تأتي هذه التطورات في وقت تصاعدت فيه المخاطر الجوية منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث وردت تقارير عن رصد طائرات مسيرة وصواريخ في الأجواء المدنية، مما شكل تهديداً مباشراً للملاحة الجوية.
وسبق أن شهد العالم حوادث مشابهة، منها إسقاط طائرة الركاب الماليزية "MH17" فوق أوكرانيا عام 2014، والطائرة التابعة للخطوط الجوية الدولية الأوكرانية التي أُسقطت قرب طهران في كانون الثاني/يناير 2020، وكذلك حوادث مسلحة العام الماضي في كازاخستان والسودان، ما يعزز الحاجة إلى مراجعة مسارات الطيران فوق مناطق النزاع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية إيران الطيران العراق العراق إيران الخليج الطيران المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرحلات الجویة شرکات الطیران من الرحلات تل أبیب
إقرأ أيضاً:
تعطل حركة الطيران بالمنطقة.. ترامب يحذر إيران: أسلحة فتاكة بطريقها إلى إسرائيل وهجمات أشدّ وحشية قادمة
حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران من تصاعد التوترات، معلنًا أن كميات كبيرة من الأسلحة الأمريكية الأكثر فتكا في العالم في طريقها إلى إسرائيل، في ظل تحذيرات من هجمات مقبلة أكثر وحشية.
وجاء في منشور لترامب على منصة “تروث سوشيال” أن الولايات المتحدة قدمت لإيران فرصًا متعددة لعقد اتفاق، لكنها لم تستغلها، مضيفًا أن ما ينتظر إيران سيكون أسوأ بكثير مما تتوقع. وأكد ترامب أن “إسرائيل تملك كميات كبيرة من الأسلحة الأمريكية الفتاكة، والمزيد في الطريق، والإسرائيليون يعرفون كيف يستخدمونها”.
وأشار إلى أن هناك بالفعل قدرا كبيرا من الموت والدمار، لكنه ما زال يفتح باب الفرصة لوقف ما وصفه بـ”الذبح”، داعيًا إيران إلى إبرام اتفاق سريع “قبل أن لا يبقى شيء”.
في سياق متصل، أجرت القيادة الإيرانية تغييرات سريعة في قيادات الجيش والحرس الثوري ومقر “خاتم الأنبياء”، بعد الهجوم الإسرائيلي الذي أودى بحياة عدد من القادة والعلماء البارزين.
وأصدر المرشد الأعلى علي خامنئي تعيينات جديدة تشمل اللواء عبد الرحيم موسوي رئيسًا للأركان العامة، والعميد محمد باكبور قائدًا للحرس الثوري، والعميد علي شادماني قائدًا لمقر “خاتم الأنبياء”.
الهجوم الإسرائيلي يوقف الرحلات الجوية ويشعل أزمة إقليمية
أدى الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق على إيران فجر اليوم الجمعة إلى اضطرابات حادة في حركة الطيران المدني في منطقة الشرق الأوسط، وسط تصعيد عسكري غير مسبوق قد يجر المنطقة إلى مواجهة مفتوحة.
وأعلنت السلطات الإيرانية تعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى مطار الإمام الخميني الدولي جنوب غرب طهران، وفرضت قيودًا مشددة على حركة الطيران. كما أغلق المجال الجوي الإيراني بالكامل حتى إشعار آخر، وفق وكالة “تسنيم”.
كما أغلقت إسرائيل بدورها مجالها الجوي بشكل كامل، وتم تحويل جميع الرحلات إلى دول أخرى. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حالة الطوارئ القصوى في كافة أنحاء البلاد، وسط استعدادات لرد محتمل من إيران.
وفي تطور متزامن، أغلقت السلطات العراقية المجال الجوي الوطني وعلّقت جميع الرحلات في مطارات البلاد.
وأوضحت وزارة النقل أن هذا الإجراء “احترازي” بسبب التوترات الإقليمية، لضمان سلامة الملاحة الجوية. وبدأت عملية تدريجية لإخلاء الأجواء العراقية من الطائرات العابرة والوافدة.
وأصدرت السفارة الأمريكية في إسرائيل تعليمات لموظفيها بالبقاء في منازلهم، وحذّرت من احتمال وقوع هجمات صاروخية مفاجئة، داعية إلى معرفة مواقع الملاجئ القريبة وتحميل تطبيقات التنبيه الفوري.
تداعيات على الملاحة الجوية في المنطقة
أعلنت مصر رفع حالة الاستعداد القصوى في مطاراتها، واستقبل مطار القاهرة 9 طائرات أجنبية بغرض التزود بالوقود بعد تحويل مساراتها الجوية، وألغت “مصر للطيران” ثلاث رحلات إلى بغداد وعمّان وبيروت. علّقت شركة “فلاي دبي” الإماراتية رحلاتها إلى عدة وجهات من بينها عمّان، بيروت، دمشق، إيران، وإسرائيل، وذكر المتحدث باسم الشركة أن سلامة الركاب والطاقم أولوية مطلقة، وأن المتابعة جارية للتطورات. أصدرت روسيا أوامر لشركات الطيران بمنع التحليق مؤقتًا فوق إسرائيل، إيران، العراق، والأردن حتى 26 يونيو، وفقًا لهيئة الطيران الروسية.ألمانيا وفرنسا تؤكدان حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وسط تصاعد التوتر مع إيران
أكدت ألمانيا وفرنسا حق إسرائيل في الدفاع عن وجودها وأمن مواطنيها، وذلك في تعليقين رسميين على الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف إيران.
وقال المستشار الألماني فريديرش ميرتس في منشور على منصة “إكس” إنه تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صباح اليوم، حيث أطلعه على الإجراءات العسكرية وأهدافها. وأضاف ميرتس أن الحكومة الألمانية ناقشت الوضع في جلسة لمجلس الأمن الفيدرالي، مشيرًا إلى أن برلين تعرب منذ سنوات عن قلقها إزاء البرنامج النووي الإيراني المتقدم.
وذكر أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت استمرار إيران في عدم الالتزام بالكشف عن أنشطتها المتعلقة بتخصيب المواد النووية القابلة للاستخدام العسكري، مع تهديدات إيرانية بتسريع تخصيب اليورانيوم.
وأكد ميرتس أن “من حق إسرائيل الدفاع عن وجودها وأمن مواطنيها”، داعياً جميع الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد الذي قد يزعزع استقرار المنطقة بأسرها.
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في بيان على منصة “إكس” إن باريس تتابع باهتمام بالغ تطورات الوضع في الشرق الأوسط، بالتنسيق الوثيق مع شركائها.
ودعا بارو جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس وتجنب أي تصعيد قد يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي.
وشدد على أن “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم أمر غير قابل للنقاش”، مؤكداً على ضرورة تفعيل القنوات الدبلوماسية كافة لنزع فتيل التوترات.
وكانت كشفت مصادر لوكالة “رويترز” عن مقتل ما لا يقل عن 20 قائدًا إيرانيًا في الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية منذ فجر الجمعة، مستهدفة مواقع عسكرية ونووية في طهران ومدن أخرى مثل أصفهان وكرمانشاه.