عربي21:
2025-08-03@02:38:46 GMT

ثم قست قلوبكم يا عرب!!

تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT

كنت أصلي ذات ليلة في أحد المساجد وقد أمّنا شيخ كريم؛ حتى إذا انتهى من الركوع رفع يديه لدعاء القنوط فدعا وألحّ على ربه من أجل غزة، وكنت أُنْصِتُ لتأمين المصلّين بجواري فلا أسمع لهم همسا بل لا يرفع الكثيرون منهم يديه! وقد حاولت جهدي تفسير تلك الحالة التي وصل إليها قطاع من الناس، لا أقول جُلهم، فالغالبية والحمد لله يتألمون لإخوانهم وتنحبس العبرات في مقلاتهم لما يتابعونه عبر الشاشات، بل إن غير واحد منهم قد عبّر عن حزنه وألمه لما يجري لإخوانه في غزة في ظل حالة العجز والقهر المسيطرة علينا، وأن مرارة الطعام قد زادت في الحلوق لما نشاهده على مدار الساعة!!

قلت فما بال هؤلاء لم يعودوا يكترثون لما يجري لإخوانهم في غزة؟! بدليل بُخلهم بأقل قليل يمكن أن يقدمه مسلم للمسلمين، ولربما وصف عطاءه بأنه حيلة النساء الضعيفات (الدعاء)، أتراه الإحباط حملهم على تلك الحالة؟ ربما، لكنني راقبت حركة بعضهم بعد الصلاة فوجدت بعضهم يهرول لمتابعة مباراة فريقه في كرة القدم، والآخر يذهب لمجرد الجلوس على المقهى! وأفضلهم يعود لمتجره ليجلس على أريكته، فعن أي إحباط أتكلم؟!.

.

تُرى ما الذي فصل اهتمام هؤلاء عن محنة إخوانهم من المسلمين في غزة، وجعلهم أقل في الاهتمام والحزن والتضامن من شعوب أوروبا وأمريكا اللاتينية ممن لا يدين غالبيتهم بدين! فوجدت أسبابا لا يصح تجاهلها حينما نبحث عن إجابة شافية لتلك الحالة المزرية لقطاع من الناس
وتفكرت مليا؛ تُرى ما الذي فصل اهتمام هؤلاء عن محنة إخوانهم من المسلمين في غزة، وجعلهم أقل في الاهتمام والحزن والتضامن من شعوب أوروبا وأمريكا اللاتينية ممن لا يدين غالبيتهم بدين! فوجدت أسبابا لا يصح تجاهلها حينما نبحث عن إجابة شافية لتلك الحالة المزرية لقطاع من الناس، وهي:

1- حالة الإنهاك المصنوعة والمخطط لها لتلك الشريحة الكبيرة في مجتمعاتنا العربية بما يسمى لقمة العيش والمعيشة، والهرولة خلف الفتات المتاح لمجرد العيش وهذا لعمْر الله مقصود، وهذا لأيم الله سبب لغلبة الهمّ وانصراف الذهن دونّ سواه من الهموم! فكيف ينشغل بقضية الأمة وحال المسلمين من بات وأصبح ورأسه في طين الأرض؛ من مزاحمة الاحتياجات وضراوة المسئوليات، وفلكية الأسعار للمأكولات والمشروبات، وكيف تترابط الُلحمة الشعورية بين هؤلاء وبين إخوانهم المعذبين المُجَوعين في قطاع غزة؟!

2-حالة الترف والرفاهية لدى شريحة أخرى من مجتمعاتنا العربية ولا أقول الإسلامية، فالشعوب خارج منطقتنا قد تحررت إلى حد بعيد من تلك القيود، وبقيت لنا شريحة على أقصى يسار الفئة الأولى المغموسة الرأس في الطين. ونعني بالحديث هنا شريحة الترف والرفاهية والألعاب، المحبوسة في زرائب شهواتها، والتي يضعون لها العلف المخلوط بالمواد التي تُحرك فحول الزريبة ناحية الإناث! وهؤلاء أشد خطرا من الشريحة الأولى التي لا تصدر أي ردات فعل سوى السلبية حيال أمّتها ومقاومتها وقدسها وأقصاها، أما شريحة اللهو والجري خلف مهرجانات السينما وعرايا المسرح ولاعبي الكرة؛ فهؤلاء من السهل شحنهم ضد أُمّتهم إذا ما شعروا بالخطر على ملذاتهم وأهوائهم، وهم الكتلة الصلبة لكل الثورات المضادة في بلادنا العربية!

3- الدور الخطير الذي يقوم به الإعلام العربي سواء في البرامج أو السينما والدراما في فصل الُلحمة الشعورية لهؤلاء عن إخوانهم في قطاع غزة بداعي الانتماء للدولة القُطْرية دون سواها، وأنه لا يعنيني كموريتاني مثلا ما يحدث لأهل اليمن. وهكذا فقد أقاموا صنم القومية العربية والتركية والكردية لضرب الانتماء للأمة الإسلامية، وحينما فرغوا من أمر الأمة شرعوا في هدم صنم القومية بتقوية الانتماء للدولة القُطْرية، ذلك بتعزيز مفاخر الدولة أو الإمارة أو السلطنة حينما طلعت القمر قبل طلوع الشمس اتقاء لشدة الحرارة ثم تناولت وجبة الغداء في كوكب المريخ!

4-الدور الشيطاني الذي يقوم به علماء السلطة وبعض منتسبي التيار الإسلامي -زورا وبهتانا- من التهوين من شأن المذابح التي تحدث لأهلنا في القطاع، وذلك بإلقاء اللوم على المقاومة التي لم تنتصح للنصائح التي قدمها مارشالات المؤسسات العسكرية ولا الخبراء الاستراتيجيون اللوذعيون في بلدانهم، أو لأن المقاومة لم تراع فقه المصالح والمفاسد -تكئة المنافقين!- في خوضها للمعارك مع الاحتلال، أو لربما الحديث عن خروج المقاومة عن الإمام الشرعي المبجل -محمود عباس- المنشغل بالتنسيق الواجب بين الإمام وبين جيرانه من جيش الاحتلال! فلا راية للجهاد إلا تحت رايته، ولا طاعة إلا بطاعته وإن زنا وسرق وشرب الخمر على الهواء مباشرة.

ورغم إقرارنا بتلك الأسباب التي فصلت الوعي بين قطاع من الشعوب العربية وبين قضايا أُمّتهم، إلا أننا لا نوافق على العزلة التي اختارتها تلك الشريحة وكأنهم يُحصِّلون لذتهم بتلك العزلة اللاشعورية بينهم وبين أُمّتهم ومقاومتهم، ففي الوقت الذي قد وجب على الأمة بمجموعها الجهاد بالنفس والمال والكلمة لم يسقط الواجب عن الأفراد كلٌ بحسب طاقته وقدرته في بذل النفس والمُهَج والأموال في سبيل الله، وأنا لا أتحدث عن الفئة القليلة التي صارت سكينا حادا يستخدمه العدو ضد دينه وأُمّته وعروبته؛ فهؤلاء مجرمون لا يستحقون مجرد الحديث عنهم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء غزة العربية غزة تضامن عرب قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تلک الحالة قطاع من فی غزة

إقرأ أيضاً:

ضياء رشوان عن المظاهرات أمام سفارة مصر بتل أبيب: مخطط لحرف البوصلة عن الاحتلال

قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان، إن مظاهرات ما يسمى بالجناح الشمالي للحركة الإسلامية داخل إسرائيل، بقيادة رائد صلاح وكمال الخطيب، ضد السفارة المصرية في تل أبيب، تمثل كشفًا صريحًا لنوايا جماعة الإخوان المسلمين وتيار الإسلام السياسي، مشيرًا إلى أنهم «وفروا علينا عناء التحليل والتأويل».

دياب اللوح: تظاهرة تل أبيب ضد مصر "ترتيب ممنهج" لصرف النظر عن جرائم غزةالبيت الأبيض: ترامب إنسان ذو قلب كبير يحاول إنهاء أزمة غزةكتائب القسام تعلن تفجير جرافة عسكرية إسرائيلية في جباليا شمال غزةبعد اجتماعهما مع نتنياهو.. ويتكوف وسفير واشنطن يزوران غزة لتقييم الأوضاع ميدانيا

وأضاف رشوان، خلال حواره مع الإعلامية نانسي نور، في برنامج «ستوديو إكسترا» على فضائية «إكسترا نيوز»، أن ما جرى يثير علامات استفهام كبيرة، مؤكدًا أن المشهد بسيط وواضح فدولة الاحتلال قتلت وجرحت ما يزيد على 200 ألف فلسطيني خلال العدوان الأخير على غزة، والكثير من هؤلاء ينتمون لعائلات فلسطينيي الداخل، حيث يشكل اللاجئون 70% من سكان القطاع ومعظمهم من حيفا ويافا ومناطق أخرى هُجّروا منها عام 1948.

وتابع رشوان: «هؤلاء الذين ظلوا في غزة رافضين الاستقرار في أي مكان آخر، أملًا في العودة، ينتمون في الأصل لنفس المناطق التي يعيش فيها الآن رائد صلاح وكمال الخطيب وأمثالهم من الحركة الإسلامية، ورغم ذلك لم نرى تحركًا واحدًا منهم ضد الاحتلال، حتى خرجوا يتظاهرون على بعد خطوات من وزارة الدفاع الإسرائيلية والكنيست، ولكن ليس ضد من يقتل أهلهم في غزة، بل ضد السفارة المصرية».

وأكد رشوان أن هذا الموقف لا يمكن تفسيره إلا باعتباره جزءًا من مخطط سياسي يهدف إلى حرف البوصلة عن العدو الحقيقي وهو الاحتلال الإسرائيلي، وتحويل الغضب الشعبي العربي نحو مصر الدولة العربية التي تتحمل عبء دعم الفلسطينيين سياسيًا ودبلوماسيًا وإنسانيًا منذ بداية العدوان.

طباعة شارك غزة قطاع غزة الاحتلال ضياء رشوان اخبار التوك شو

مقالات مشابهة

  • نيمار يتصدر أغلى اللاعبين في تاريخ سوق الانتقالات| هؤلاء داخل القائمة
  • الحكومة: الحوثيون يجنون من قطع التبغ الذي سيطروا عليه نصف مليار دولار سنوياً
  • بالصور.. هؤلاء أوائل شهادة التيرمينال
  • وزارة الخارجية السورية: الوفد التقني للوزارة الذي يزور ليبيا الشقيقة بهدف تسوية الأوضاع القانونية للمواطنين السوريين، يعلن عن قيامه بتقديم مجموعة من الخدمات القنصلية العاجلة للأخوة المواطنين تسييراً لأوضاعهم وذلك ريثما يتم افتتاح سفارة الجمهورية العربية ا
  • المسيرات من أجل فلسطين.. معركة الوعي في وجه التخذيل وقمع الضمير الجمعي
  • ضياء رشوان: تظاهرات «الحركة الإسلامية» بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم
  • ضياء رشوان عن المظاهرات أمام سفارة مصر بتل أبيب: مخطط لحرف البوصلة عن الاحتلال
  • قائد أنصار الله: مليار دولار قدمتها أمريكا في العدوان على قطاع غزة من التريليونات العربية
  • حقوقية فلسطينية لـعربي21: السيسي والجامعة العربية على المحك بسبب مجاعة غزة (فيديو)
  • محللون إسرائيليون: الجيش يطيل أمد الحرب ويعاقب الرافضين العودة لغزة