الأسد الصاعد.. الخاسرون الأربعة من الهجوم الإسرائيلي على إيران | قراءة
تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT
استيقط العالم اليوم الجمعة على وقع الهجوم الذي شنته إسرائيل على الداخل الإيراني وحمل اسم “الأسد الصاعد”، نجح جيش الاحتلال من خلالها بتوجيه ضربة قاصمة للدولة الفارسية أسفرت عن تخريب جزء كبير من برنامجها النووي، إضافة لمقتل إبرز قادتها العسكريين وعلمائها النوويين.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق، الذي شنته على إيران بواسطة أكثر من 100 طائرة مقاتلة، وحمل اسم "الأسد الصاعد"، “يتوقع أن يستمر لعدة أيام وفق تصريحات لمسؤولين بجيش الاحتلال”، مستوحى من نص توراتي.
وبحسب "سكاي نيوز عربية" - وفقا للنص التوراتي، المقتبس من "سفر الصحراء" فإن التسمية تعني “عام كلفي تاني”
הן עם כלביא יקום וכארי יתנשא לא ישכב עד יאכל טרף וגם חללים ישתה
وترجمة النص التوراتي أعلاه إلى العربية هي: "شعب كالأسد يقوم.. وكالليث يشرئب.. لا ينام حتى يأكل فريسته ومن دم ضحاياه يشرب".
فداحة الضربات وبنك الأهداف الذي حققته إسرائيل بدقة وفي دقائق معددوة “رغم تحذيرات سبفت العملية بساعة واحدة وفق مصادر عدة قريبة من حزب الله”، أصاب الجميع بحالة من الصدمة حول قدرة دولة الاحتلال على اختراق الداخل الإيراني والفوضي العسكرية التي تعيشها الدولة الفارسية والتي لم تمكنها من حماية قدتها.
الخاسرون من الهجوم على إيرانولفهم ما جرى قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أحمد الطاهري، إن العملية الاسرائيلية لم تكن مفاجأة بل انتظرها جمهور المحللين والنخب انتظار جمهور الكرة لمبارايات الأهلي في كأس العالم للأندية، الفارق أن موعد مبارايات كرة القدم معلن اما العمليات التي جرت تركت المنطقة تنتظرها لمدة 72 ساعة، مضيفا: "هنا دعنا نتوقف أمام عدة عوامل أرى أنها حاكمة لما مضى وما جرى وما هو قادم".
وتساءل الطاهري - خلال منشور على صفحته بـ"فيسبوك" - قائلا: “لماذا هذه الشخصيات تحديدا التي تم استهدافها من قبل إسرائيل ومن هم؟”.
وأوضح المحلل السياسي - بأن اللواء حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري، يشرف على وحدات تمتد إلى خارج الحدود، اللواء غلام علي رشيد قائد مقر خاتم الأنبياء، مسؤول عن التخطيط العسكري الاستراتيجي، د. محمد مهدي طهرانجي عالم نووي وأكاديمي، يمثل حلقة وصل بين الجامعات والبرنامج النووي (أحد أباء البرنامج النووي)، فريدون عباسي شخصية سياسية علمية، تولى رئاسة منظمة الطاقة الذرية الإيرانية سابقًا.
كما طرح الطاهري سؤلا حول تأثير هذه العملية على استقرار الشرق الأوسط، مؤكدا أن "الضربات الإسرائيلية بحسب تقديره لا تؤدي ولن تؤدى إلى حرب إقليمية مباشرة شاملة كما يتصور البعض، لكنها تُبقي التوتر قائمًا ومشتعلا وتقوض حركة استقرار المنطقة".
وأشار الكاتب الصحفي إلى أن التهديد الأمني المباشر جراء هذه العمليات سينعكس على دول العراق، سوريا، لبنان، واليمن، وبحسب الطاهري - فهي "دول تعاني بالأساس من ضعف بنيوي على مستوى بناء المؤسسات والسيطرة الأمنية الكاملة".
وأكد الطاهري أن الأسد الصاعد أنهت أي تقدم لمفاوضات الملف النووي وتزيد من احتمالات الرد عبر وكلاء "صرحت إيران أنها لن تشارك في جولة المفاوضات مع الولايات المتحدة والمقرر لها يوم الأحد في العاصمة القطرية طهران".
وشدد الكاتب الصحفي على أن الردع المباشر مرتبط بسرعة الرد الإيراني وقوته وهي تقديرات مكبلة بحسابات دولية وإقليمية معقدة وتركيبة الصراع العالمي المعقد، معقبا: "الأقرب للمنطق والسلوك الإيراني قد يدفعها إلى تطوير أدوات أذرعها إذا كانت تمتلك القدرة وهنا مكمن الخطر على عدد ليس بقليل من الدول العربية".
وعن اللاعبين الدوليين في المنطقة، قال الطاهري: فيما يتعلق بالولايات المتحدة، فإن واشنطن تحتفظ بسياسة احتواء لإيران لمركزية إيران في الاستراتيجية الأمريكية حتى وإن كانت ترفض نظامها الحاكم، مشيرا: "تسعى بأدوات تجمع بين الضغط والدبلوماسي لأن واشنطن لا تريد تدمير إيران ولكن تغيير تركيبة إيران وفارق كبير بين هذا وذاك".
وعن روسيا، فأوضح الكاتب الصحفي بأن روسيا حليف لإيران في بعض الملفات تستفيد من التوتر لإضعاف الغرب في مواجهتها الحالية والتجربة القريبة أثبتت أن دعمها لحلفائها له حدود".
وفيما يتعلق بالصين، فأكد الطاهري، أن بكين معنية بالاستقرار لضمان ممرات الطاقة والتوسع التجاري فقط ولا تريد ارتباك يؤثر على أهدافها.
أما الدول الأوربية - فحسب الطاهري - تسعى لاستئناف الاتفاق النووي وتخشى تصعيدًا إقليميًا، مشيرا إلى أن "التوتر العام مع إدارة الرئيس ترامب أفقدها فاعلية دبلوماسية وسياسية وعسكرية بسبب إضعاف الناتو، وبالتالي حضورها يشبه ظل لرجل عجوز ليس أكثر".
وعن الأمم المتحدة يقول إنها "محدودة التأثير والتواجد بسبب تعقد الصراع العالمي، ومن ثم أصاب مجلس الأمن وهو جهازها المعني بحفظ السلم والأمن الدولي موت سريري بسبب الفيتو الدائم المستمد من تعقد وتضارب المصالح".
وفيما يتعلق بدور النظام الدولي في إدارة الصراع القائم في المنطقة، أكد الكاتب الصحفي، أن النظام الدولي يعاني من ضعف في الردع الجماعي، ويسمح بتحركات منفردة تُخرج الصراع عن السيطرة، فيما يفشل في فرض مساءلة واضحة أو توفير ضمانات أمنية متبادلة.
واختتم الطاهري قراءته مؤكدا أن "هذه الصورة بشكل عام تذهب بالضرورة إلى فصل إقليمي مرتبك تستخدم فيه كل أدوات الحروب الحديثة، وقد تجد بعض الأطراف الدولية في هذا المجال فرصة ذهبية لاستغلال الفرص المتاحة للهروب من مواجهتها المباشرة بأن تجعل الشرق الأوسط ميدان لتصفية صراعاتها وإعادة تمركزها من خلال استقطابات واضحة تجنبها المواجهة المباشرة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إيران إسرائيل الأسد الصاعد جيش الاحتلال الهجوم الإسرائيلي أحمد الطاهري مبارايات الأهلي حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري منظمة الطاقة الذرية الإيرانية البرنامج النووي الإيراني الرئيس ترامب الهجوم الإسرائیلی الکاتب الصحفی الأسد الصاعد على إیران
إقرأ أيضاً:
إيران تنسحب من اتفاق القاهرة النووي: لا اتفاق نووي ولا تفتيش دولي
قررت إيران الانسحاب رسميًا من الاتفاق النووي الذي أبرمته مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي في القاهرة، برعاية مصرية، وذلك على خلفية إعادة تفعيل آلية "سناب باك" وعودة العقوبات الدولية ضد طهران.
وأكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الاتفاق الذي وقّعه في 9 سبتمبر مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، لم يعد قائمًا، معتبرًا أنه فقد صلاحيته كأساس للتعاون بعد المتغيرات السياسية الأخيرة، وعلى رأسها تفعيل العقوبات.
وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية عقب لقائه سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في طهران، أوضح عراقجي أن طهران ستُعلن قريبًا عن رؤيتها الجديدة للتعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرًا إلى أن المستجدات الإقليمية والدولية "تفرض على إيران اتخاذ قرارات تتناسب مع الوضع الجديد".
واعتبر الوزير الإيراني أن تفعيل آلية "سناب باك" غيّر كل المعطيات، تمامًا كما فعل الهجوم العسكري الأخير، مضيفًا أن "اتفاق القاهرة لم يعد مجديًا أو ذا صلة بالواقع الراهن".
وتتيح آلية "سناب باك" — المندرجة في إطار الاتفاق النووي الإيراني وقرار مجلس الأمن 2231 لعام 2015 — لأي طرف من الأطراف الموقّعة (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران تلقائيًا، دون الحاجة لتصويت جديد في مجلس الأمن، في حال تم التأكد من أن طهران لا تلتزم ببنود الاتفاق.
وكان الاتفاق الذي وُقّع في القاهرة في 9 سبتمبر بوساطة مصرية، من خلال وزير الخارجية بدر عبد العاطي، قد جاء بهدف استئناف التعاون التقني والتفتيش النووي بعد أن علّقت إيران تعاونها مع الوكالة في يوليو، عقب هجوم إسرائيلي–أمريكي مشترك استهدف منشآتها النووية في يونيو، خلال حرب استمرت 12 يومًا.
وتضمّن الاتفاق "آليات عملية" لإعادة تفعيل عمليات التفتيش بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي، مع التركيز على الشفافية وحماية السيادة الإيرانية، كما نُظر إليه كخطوة أولى لإعادة بناء الثقة بين طهران والوكالة الدولية.
ورغم إشادة المدير العام للوكالة رافاييل غروسي بالاتفاق، واعتباره "خطوة في الاتجاه الصحيح"، إلا أن عراقجي كان قد حذّر في وقت سابق من أن تفعيل آلية "سناب باك" سيُسقط الاتفاق تلقائيًا، وهو ما حدث بالفعل مع تصاعد التوترات الأخيرة.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن